وصل اليوم الموعود أخيرا، حيث سيلتقي سهرة اليوم المنتخب الأرجنتيني بنظيره الألماني على ميدان "ماراكانا" بمدينة "ريو دي جانيرو" لتنشيط نهائي كأس العالم ورغم أن هذا النهائي بين هذين المنتخبين بالذات لم يكن متوقعا كثيرا إلا أنه يمكن القول إنهما يستحقان الوصول إلى هذا الدور في نهاية المطاف، فالألمان حصدوا الأخضر واليابس ولم يجدوا صعوبات كبيرة باستثناء مباراة الجزائر التي أسالت لهم العرق البارد، في حين كان مشوار الأرجنتين أكثر صعوبة والمنتخب اللاتيني كان يفوز في كل مرة بأقل نتيجة ممكنة، والأكيد أن الكثير من المعطيات ستسقط في هذا النهائي الذي رغم أن المنتخب الألماني يبدو المرشح فيه، إلا أن "التانغو" أيضا له كلمة يقولها ولن يترك حلم سنين طويلة يضيع بسهولة. التشكيلتان المحتملتان: الأرجنتين: روميرو، زاباليتا، ديميكيليس، غاراي، روخو، بيليا، ماسكيرانو، بيريز (دي ماريا)، هيغواين، ميسي، لافيتزي. ألمانيا: نوير، بواتينغ، هوميلز، هوفيدس، لام، خضيرة، شفانشتايغر، كروس، مولر، أوزيل، كلوزه.
أرقام قبل الصدام: - المنتخب الألماني فاز بكأس العالم ثلاث مرات من قبل في حين اكتفت الأرجنتين بكأسين فقط. - بعد سقوط جدار برلين وتوحد الألمانيتين تواجه المنتخبان الألماني والأرجنتيني 8 مرات. - ميروسلاف كلوزه هو الهداف التاريخي لكأس العالم بعدما تمكن في المباراة السابقة لمنتخبه من تجاوز عدد أهداف منافسه البرازيلي رونالدو والوصول إلى 16 هدف مع إمكانية تعزيز هذا الرقم اليوم. - في حال فوز المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم سيصبح المنتخب المتوج الأكبر سنا بما أن معدل أعمار لاعبيه يقارب 29 سنة وسيحطم بالتالي رقم المنتخب الإيطالي في 2006. - ألمانيا تعتبر أحسن هجوم في هذه الدورة ب 17 هدفا وذلك بفضل السباعية التاريخية في مرمى المنتخب البرازيلي. - دفاع المنتخب الأرجنتيني يعتبر ثالث أفضل دفاع في الدورة بعدما اكتفى بتلقي 4 أهداف فقط. - لاعبو المنتخبين الألماني والأرجنتيني هم الأكثر تمريرا للكرات فيما بينهم، حيث تأتي "الماكينات" في المركز الأول ب 4169 تمريرة والأرجنتين ثانيا ب 3732 تمريرة. - المنتخب الألماني يتفوق على نظيره الأرجنتيني على مستوى عدد التسديدات داخل الإطار ب 64 تسديدة مقابل 61.
تاريخ المواجهات الأرجنتين تسعى لتحسين أرقامها أمام ألمانيا في المونديال التقى المنتخبان الألماني والأرجنتيني في 20 مناسبة قبل موعد اليوم المنتظر ب "ماراكانا"، ويتفوق الأرجنتينيون على نظرائهم الألمان تاريخيا في كل المواجهات بتسجيلهم تسع انتصارات مقابل 6 هزائم و5 تعادلات، لكن فيما يتعلق بمباريات كأس العالم التي جرت بينهما فإن الغلبة تعود إلى "المانشافت" الذي تمكن من خلال الست مواجهات التي جمعته ب "التانغو" من تحقيق 3 انتصارات كاملة، تعادلين وخسارة واحدة فقط، وبالتالي فإن الفرصة ستكون مواتية اليوم أمام المنتخب اللاتيني لتحسين أرقامه أمام "الماكينات" الألمانية في المونديال، ومحاولة إضافة فوز جديد عليه في هذه التظاهرة العالمية يضاف للفوز الوحيد المحقق على حسابه.
مباراة داخل مباراة ماسكيرانو في مواجهة آلة الوسط الألمانية لا يختلف اثنان على أن نقطة قوة المنتخب الألماني تتمثل في وسط الميدان الفولاذي الذي يمنح الاستقرار ويضمن طريقة اللعب التي تمكن بفضلها الألمان من الوصول إلى النهائي، وإذا كان أشبال لوف لم يجدوا أي مقاومة تذكر في مباراتهم السابقة أمام المنتخب البرازيلي على مستوى الوسط، فيبدو أن الأمور ستكون مختلفة بعض الشيء هذه المرة بوجود خافيير ماسكيرانو أفضل لاعب على الإطلاق أمام هولندا في نصف النهائي، حيث تمكن لاعب برشلونة من تغطية خط الوسط كما ينبغي، ووقف بكل قوة أمام الحملات الهجومية للهولنديين، وهو ما يأمل الأرجنتينيون أن يتكرر مرة أخرى.
الغيابات ألمانيا بتعداد مكتمل والأرجنتين تترقب حالة دي ماريا وروخو سيدخل المنتخب الألماني مباراة اليوم من دون أي غيابات تذكر، حيث ستكون كل الأوراق تحت تصرف المدرب يواكيم لوف الذي سيلعب بنسبة كبيرة جدا بنفس التعداد الذي واجه به البرازيل ولن يغامر بإجراء تغييرات جديدة، في المقابل يبقى المنتخب الأرجنتيني يترقب حالة اثنين من لاعبيه، ويتعلق الأمر ب دي ماريا الذي يقال إن نسبة حظوظه في تسجيل اسمه ضمن قائمة اللقاء كبيرة جدا، في حين لا تبدو حالة روخو الذي شعر بآلام في الحصة التدريبية الأخيرة ب "بيلو هوريزونتي" خطيرة، ومغادرته التدريبات إجراء وقائي فقط من المدرب سابيلا لتفادي أي مضاعفات.
نجوم المواجهة مولر وميسي يبحثان عن سبيل المجد تعرف مواجهة نهائي كأس العالم اليوم بين الأرجنتينوألمانيا وجود العديد من الأسماء الرنانة التي ستعمل على إمتاع الجماهير الغفيرة التي ستتابع هذا الحدث الكبير سواء من مدرجات ملعب "ماراكانا" أو من كل بقاع العالم عبر الشاشة، لكن أبرز عنصرين من بين 22 لاعبا الذين سيكونون على أرضية الميدان هما مولر من الجانب الألماني وميسي من الجانب الأرجنتيني، فالثاني يعتبر أحد أفضل اللاعبين الألمان في السنوات الأخيرة، والأرقام وحدها تتحدث عنه بتسجيله 10 أهداف وتمريره ست كرات حاسمة في 12 ظهور له في كأس العالم، في حين يبقى ميسي حامل آمال الأرجنتينيين حتى ولو تراجع مستواه في الآونة الأخيرة، ويتمنى أبناء "التانغو" أن يقودهم "البرغوث" نحو الذهب مرة جديدة مثلما فعلها مارادونا قبله.
حكم المباراة ريتزولي ثالث إيطالي يدير نهائي كأس العالم أسندت مهمة إدارة نهائي كأس العالم بين الأرجنتينوألمانيا إلى نيكولا ريتزولي الحكم الدولي الإيطالي صاحب 42 سنة، ونجح ابن مدينة بولونيا الذي يشتغل كمهندس معماري في الظفر بهذه الفرصة التاريخية، بعد تنافس حاد بينه وبين الجزائري حيمودي الذي اكتفى بإدارة المباراة الترتيبية أمس، وسيساعد ريتزولي في مهمته مواطناه ريناتو فافيراني وأندريا ستيفاني، فيما سيكون الحكم الرابع من الإكوادور ويتعلق الأمر ب كارلوس فيرا، وللعلم فإن ريتزولي سيكون ثالث إيطالي يدير نهائي كاس العالم بعد كل من سيرجيو غونيلا في 1978 وبيير لويجي كولينا في 2002.
صراع تكتيكي هدوء لوف يتحدى حماس سابيلا تعرف مباراة اليوم صداما جديدا بين المدرستين الأرجنتينية ونظيرتها الألمانية، وهما اللتان تنتهجان طريقتين مختلفتين تماما، وسيمثل المدرسة الألمانية اليوم يواكيم لوف المدرب الهادئ والحكيم الذي نجح في قيادة "الماكينات" إلى النهائي، وجعل منهم أحسن منتخب في العالم حاليا حسب رأي الأغلبية، وسيكون في مواجهته أليخاندرو سابيلا المدرب المتحمس لدخول التاريخ عن طريق الإطاحة ب الألمان والوصول إلى منصة التتويج لمعانقة الذهب، والأكيد أن كل واحد من الفنيين يكون قد درس الطرف الآخر بأفضل طريقة ممكنة للكشف عن نقاط القوة ومحاولة إيقافها ونقاط الضعف ومحاولة استغلالها.
رقم منتظر الأرجنتين تبحث عن النجمة الثالثة وألمانيا عن الرابعة تحوم حول هذه المباراة العديد من الأرقام المهمة لكن أهمها يبقى عدد النجوم الجديد الذي سيعرفه الفائز بكأس العالم في النهاية، ف الأرجنتين تسعى لإضافة النجمة الثالثة على القميص بعد سنوات عجاف طويلة، فيما تبحث ألمانيا عن سبيل للحاق بغريمتها التقليدية إيطاليا المنفردة بالمركز الثاني بأربع نجوم خلف البرازيل، والأكيد أن خيبة الأمل ستكون كبيرة اليوم لدى المنهزم خاصة أن كلاهما ينتظر هذه الكأس منذ مدة طويلة جدا، ف الألمان اشتاقوا للذهب بعد 24 سنة عن آخر عناق معه، في حين أن الأرجنتينيين لامسوه لآخر مرة قبل 28 سنة من الآن.