وكالات السفر والسياحة أغلقت الحجوزات الخاصة بعطلة الصيف أعلنت معظم وكالات السياحة والأسفار في الجزائر، عن استنفاد الحجوزات الخاصة بالعطلة الصيفية لشهر أوت في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، حيث لم تعد هناك أي أماكن شاغرة للراغبين في قضاء عطلتهم خارج الجزائر، لتتصدر بذلك كل من تركيا والمغرب، وحتى تونس، رغم الظروف الأمنية، قائمة البلدان المفضلة للجزائريين لقضاء عطلة الصيف. في هذا السياق، أكد إلياس سنوسي نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية ل"الشروق"، أن الحجوزات الخاصة بقضاء عطلة الصيف لشهر أوت كلها نفدت، وكلالأماكن بيعت منذ أيام، خاصة أن العطلة الصيفية لهذه السنة جد قصيرة، ولم يبق منها سوىشهر أوت، بعدما تزامن شهر جويلية مع رمضان، وجوان مع امتحانات نهاية السنة، حيثكثفت الوكالات السياحية من عروضها المغرية خلال شهر رمضان، والتي لاقت إقبالا واسعامن قبل الجزائريين بسبب نوعية الخدمات والأسعار التنافسية المقدمة. واعتبر سنوسي بأن تركيا لا تزال تتربع على عرش الوجهات المفضلة للجزائريين منذ أكثرمن سنوات، وهذا لما تزخر به هذه الدولة من إمكانات سياحية، وكذا مناظر خلابة وشواطئمميزة، فيما تأتي تونس في المرتبة الثانية، حيث لا تزال الوجهة المفضلة للجزائريين - يقولمحدثنا _ رغم ما يروج عن الأوضاع الأمنية غير مستقرة. وأكد سنوسي على أن الحجوزات نحو تونس في شهر أوت مملوءة عن آخرها، سواء فيمدينة الحمامات أو سوسة، وكل هذا بالنظر لما تقدمه هذه المدن من خدمات سياحية راقيةوأسعار مغرية، وكذا خدمات خاصة براحة ورفاهية الأطفال في الفنادق على اختلافمستوياتها من ثلاث نجوم حتى خمس نجوم. وأشار سنوسي إلى أن المغرب أضحى قبلة للعديد من العائلات الجزائرية رغم ارتفاع درجةالحرارة في فصل الصيف هناك، لكن نوعية المركبات السياحية والفنادق وحسن الاستقبالفي المغرب هي مغريات استطاعت جلب اهتمام الجزائريين، والذين عزفوا عن السياحةالداخلية وهجروها إلى دول شقيقة وأخرى بعيدة. وفي هذا السياق، اعتبر ذات المتحدث بأن السياحة الداخلية في الجزائر، رغم المقوماتالطبيعية التي تزخر بها، لا تزال تعاني من نقص الهياكل القاعدية الصيفية، وكذا الغلاءالفاحش الذي يجعل الجزائريين يفضلون وجهات أخرى، على غرار تركياوتونس وحتىالمغرب، حيث بإمكان أي جزائري قضاء 10 أيام في تركيا بمبلغ 10 ملايين سنتيم، وفيفندق أربع نجوم، فيما لا يمكن أن يكفي المبلغ نفسه لقضاء يومين أو ثلاثة في وهران أوحتى بجاية بسبب غلاء الأسعار وسوء الخدمات المقدمة. وأوضح نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، بأن الدول التي تعرف السياحة جيداوتستثمر فيها استطاعت التفرقة بين فندق خمس نجوم لرجال الأعمال، وفندق خمس وثلاثنجوم للسياح، وهو الشيء الذي لم تدركه الجزائر بعد، وجعلها متخلفة كثيرا - يقول محدثنا-في السياحة، وأضاف: "في الجزائر توجد فنادق خمس نجوم لرجال الأعمال وجد باهظة، أمابقية الفنادق فلا معيار لها، ولا يمكن مقارنتها، وتنعدم فيها حتى شروط الحياة فما بالكبالترفيه". ليضيف "فنادق ثلاث نجوم في دول شقيقة مثل تونس فيها هياكل الترفيه منمسابح وألعاب أطفال وبأسعار معقولة، تجعل السائح يقبل عليها". وبخصوص غلاء أسعار تذاكر السفر في فصل الصيف نحو عدة وجهات، مثل تركيا وغيرهامن الدول في الخارج، يقول سنوسي: "هذا أمر عادي، لأنه في شهر أوت يرتفع الطلبمقارنة بالعرض، وهو ما يجعل الأسعار جد مرتفعة"، مضيفا: "أصلا، قضاء عطلة الصيفخارج الجزائر ليست للجميع، وهي لمن استطاع إليها سبيلا"، ليؤكد بأن الجزائريين الذينيخططون لعطلة الصيف في الخارج هم من الأسر التي تعيش في بحبوحة مالية، أو في العائلةالتي يشتغل فيها الزوج والزوجة ويوفرون لعطلة الصيف عاما كاملا، وفيما عدا ذلك،فالجزائري البسيط الذي ينتظر قفة رمضان، كيف يمكن له أن يفكر في عطلة الصيف حتىداخل الجزائر.