يبدو كل شيء مثاليا في الزمالك بالنسبة للمدرب العائد حسام حسن.. فالآن سيبدأ فترة ثانية على رأس النادي العريق بدعم كبير من إدارته وجماهيره وبتشكيلة تضم أكثر من 15 لاعبا جديدا أمامه أسابيع ليست بالقليلة ليعدهم للموسم الجديد في مصر. وحتى ضيق الوقت قبل مباراته الأولى مع الفريق في دوري أبطال افريقيا لكرة القدم لا يبدو سيفا مسلطا على رقبة المهاجم السابق البالغ من العمر 48 عاما بعدما اقترب الزمالك من توديع حلم استعادة اللقب القاري قبل حتى أن يأتي حسام. لكن مرة أخرى سيحصل حسام على فرصة مثالية ليضرب بقوة من البداية مثلما فعل حين قاد الزمالك لعام ونصف في 2009. ففي العاشر من أوت الجاري سيلعب الزمالك في الإسكندرية مع فيتا كلوب منافسه القادم من جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيكون الفوز مثاليا ليعود الفريق للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للدور قبل النهائي. وعاد حسام من الأردن بعد مشوار قصير مع منتخبها الأول ليتولى المسؤولية خلفا لأحمد حسام "ميدو" وبدأ العمل سريعا في الزمالك قبل أن يعقد مؤتمرا صحفيا لكن أحمد سليمان عضو مجلس الإدارة والمشرف العام على كرة القدم في النادي قال إن المدرب الجديد ناقش لاعبيه بشكل أساسي في المواجهة الافريقية المقبلة. وقال سليمان الذي شغل نفس المنصب منذ أن تولى ميدو المسؤولية في جانفي الماضي ل رويترز أمس الخميس بعد أول حصة تدريبية مع الفريق "لقد أكد على أن فرصة التأهل للدور قبل النهائي لدوري الأبطال مازالت قائمة." وأضاف "رغم المركز المتأخر في المجموعة وصعوبة الموقف إلا أننا لن نتنازل عن تحقيق الفوز في المباراتين القادمتين لمواصلة المشوار الإفريقي." وبأربع نقاط فقط يتذيل الزمالك المجموعة وهو نفس رصيد الهلال السوداني لكن يتأخر الفريقان بثلاث نقاط وراء فيتا كلوب ومازيمبي القادم أيضا من الكونغو الديمقراطية في المجموعة الأولى بدور الثمانية. وإذا فعلها حسام وقاد الفريق في هذه الفترة العصيبة والتأهل لقبل النهائي بل ونيل اللقب للمرة الأولى منذ 2002 فسيحفر اسمه كواحد من أهم مدربي الزمالك على الإطلاق. وفي نهاية 2009 عين حسام المهاجم السابق للأهلي والزمالك لقيادة النادي خلفا للمدرب الفرنسي الشهير هنري ميشيل حين كان الفريق يعاني من تراجع واضح. وخلال أشهر قليلة أنهى الزمالك الموسم في المركز الثاني بالدوري المصري الممتاز قبل أن يتوقف مشواره إثر الخروج من دوري أبطال افريقيا على يد الافريقي التونسي. وقال سليمان "كان حريصا للغاية على مطالبة اللاعبين بالتحلي بالحماس والروح القتالية والتفاني في التدريبات من أجل الوصول للجاهزية التامة قبل المواجهة المرتقبة مع فيتا كلوب بدوري الأبطال." والروح القتالية هي أبرز أسلحة حسام كلاعب ومدرب وهو الذي بدأ مشواره التدريبي بلا أي خبرة في النادي المصري البورسعيدي في مارس 2008. ولا يجلس حسام مطلقا خارج الخطوط ولا يتوقف عن الحديث للاعبيه أثناء المباراة ويتفاعل معهم في كل هجمة ويحتفل معهم بكل هدف. ويحتفل معه عادة توأمه إبراهيم الذي يرافقه في كل جهاز تدريبي كمدير للكرة. حدث هذا في المصري والزمالك والإسماعيلي وقبلها في الأردن. ونشرت صفحة الزمالك الرسمية بموقع فيسبوك على الانترنت صورا لاستقبال حسام وإبراهيم في النادي ولأول حصة تدريبية يقود فيها لاعبيه. وتحت إحداها علق أحدهم يقول "الشعب يريد.. افريقيا يا عميد." و"العميد" لقب لحسام منذ أصبح يوما أكثر لاعبي العالم خوضا للمباريات الدولية. والعبارة اشتهرت في مصر خلال السنوات الماضية كهتاف في احتجاجات شعبية أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011 ويبدو استخدام عشاق الزمالك لها الآن تعبيرا عن لهفة النادي العملاق في لقب مهم لم يحرز الفريق مثله منذ فوزه بالدوري المحلي في 2004 اذ ان التتويج بكأس مصر الشهر الماضي لم يشفع لميدو بالبقاء.