شدّد على عدم تدخله العسكري خارج الجزائر حذّر الجيش من المخاطر المهددة بالأمن الوطني نتيجة الاضطرابات التي تعيشها دول الجوار، سيما إمكانية اختراق الجماعات الإرهابية التراب الوطني تحت غطاء "النازحين" ونبه أن المؤسسة العسكرية ستكون بالمرصاد لأي محاولة تسلل. وجدد الجيش التزامه بالدستور الذي يحظر عليه القيام بالعمليات العسكرية خارج الحدود. وتطرقت مجلة "الجيش"، لسان حال المؤسسة العسكرية، في افتتاحيتها الأخيرة إلى الرهانات التي تعرفها الساحة الوطنية والإقليمية. وأكدت استعدادها التام لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود ومواجهة مختلف التهديدات، سيما الإرهابية منها والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل انهيار الدولة في ليبيا والمخاطر التي تشكلها الجماعات الإرهابية في تونس، وتسلل مجموعات مسلحة كاملة تابعة للقاعدة وباقي الفصائل السلفية الجهادية من شمال مالي إلى جنوب غرب ليبيا والتقارير الاستخباراتية التي كشفت عن مخطط لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش"، للتوغل إلى الجزائر. وقالت في هذا السياق: "عرفت الساحة الإقليمية تطورات خطيرة وتتصاعد أعمال العنف وتردي الحالة الأمنية بشكل خطير على حدودنا خاصة الشرقية منها والتي تعرف تدهورا أمنيا دفع إلى نزوح السكان نحو حدودنا ما قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى داخل الوطن عبر الحدود، مما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة". وأضافت افتتاحية الجيش: "إنه في ظل التوترات والجو الموسوم بعدم الاستقرار في المنطقة العربية والإفريقية على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي، تكون الجزائر أمام رهانات عسكرية وأمنية كبيرة، تتطلب التجند والاستعداد للتصدي لأي تسلل محتمل عبر حدودنا". وجدد لسان حال الجيش الجزائري، التزامه بالدستور الذي يحظر عليه القيام بالعمليات العسكرية خارج الحدود، ردا على المعلومات المتداولة حول وجود عمل عسكري جزائري في التراب الليبي وقالت الافتتاحية: "يبقى الجيش الوطني الشعبي مستعدا ويقظا من خلال انتشاره عبر حدودنا مع مختلف الدول المجاورة، يمارس مهامه الدستورية في ظل احترام القوانين والنظم دفاعا عن الحدود الوطنية والوحدة الترابية وسيادة الجزائر وأمن واستقرار الشعب الجزائري الذي يسعى إلى بناء دولة آمنة ومستقرة، متطورة وقوية قوامها الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان". وانتقدت افتتاحية مجلة الجيش الجرائم الفظيعة للجيش الإسرائيلي ضد المواطنين العزل بفلسطين، ووصفت ما يحدث ب "العدوان الجائر على قطاع غزة، الذي يعمل على إبادة الشعب الفلسطيني بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، من دون أدنى احترام لقوانين الحرب والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، ومن دون مراعاة لأي نداءات للضمائر الحية في العالم لوقف هذا العدوان". وصنفت افتتاحية مجلة الجيش هذه الجرائم ضمن "الجرائم ضد الإنسانية والإبادة العرقية باستهداف وتدمير المواقع المحمية بقوة القانون مثل المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، بل ذهب البعض الى تبرير هذا العدوان بحجج واهية وغير مقنعة وغير مقبولة". وأكدت "الجيش" على الموقف الجزائري "الصامد والداعم بقوة للشعب الفلسطيني وحقه في الوجود والبقاء والداعم لكفاحه من أجل الكرامة واسترجاع السيادة على أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". "وهو ما عبر عنه رئيس الجمهورية- تضيف افتتاحية الجيش- من خلال الموقف الداعم والمساندة والمساعدة وإجراء اتصالات حثيثة بغرض وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني، وكذا المبادرة إلى بحث الأوضاع الخطيرة في فلسطين".