أكد الجيش الوطني الشعبي، أن الجزائر توجد أمام "تحديات ورهانات عسكرية وأمنية كبيرة"، مشيرا إلى ضرورة "التجند والاستعداد لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود ومواجهة مختلف التهديدات، لاسيما الإرهابية منها والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات". وجاء في افتتاحية مجلة "الجيش" الناطقة باسم الجيش الوطني الشعبي، تحذير من الوضع الذي تعيشه منطقتنا بفعل ماوصفته ب"التطورات الخطيرة" التي عرفتها الساحة الاقليمية بعد تصاعد أعمال العنف وتردي الحالة الأمنية "بشكل خطير" على الحدود الشرقية للجزائر. وتمت الاشارة إلى أن حدودنا الشرقية "تعرف الحالة بها تدهور أمني دفع إلى نزوح للسكان نحو حدودنا، ماقد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى داخل الوطن عبر الحدود، مما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة". وبغرض التصدي لهذه التهديدات تم التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي "يبقى مستعدا ويقظا" من خلال انتشاره عبر حدودنا مع مختلف الدول المجاورة. مع التأكيد على أن الجيش الجزائري سيستمر في ممارسة "مهامه الدستورية في ظل احترام القوانين والنظم دفاعا عن الحدود الوطنية والوحدة الترابية، وسيادة الجزائر وأمن واستقرار الشعب الجزائري الذي يسعى إلى بناء دولة أمنة ومستقرة، متطورة وقوية قوامها الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان". كما لفتت الافتتاحية الانتباه إلى كون الخطر يمتد إلى الساحة العربية والافريقية، في إشارة خاصة إلى ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط مع عودة العدوان الاسرائيلي الجائر على قطاع غزة، وإبادة الشعب الفلسطيني بقتل الأطفال والنساء والشيوخ "دون أدنى احترام لقوانين الحرب والأعراف الدولية وحقوق الإنسان ولا مراعاة لنداءات الضمائر الحية في العالم لوقف هذا العدوان". وذكّرت المجلة في عددها الصادر شهر أوت الجاري، بموقف الجزائر إزاء هذا العدوان والمتميز بثباته ودعمه الدائم للشعب الفلسطيني.وعاد العدد الأخير ل"الجيش" بالأذهان إلى ذكرى مأساة المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناكازاكي اللتين كانتا مسرحا لأول قصف نووي في تاريخ البشرية. وهي المناسبة التي تذكّرنا كجزائريين بالتجارب النووية الفرنسية بالجزائر والتي تجاوز بعضها تفجيرات هيروشيما بأربع مرات، كما أشارت إليه في ملفها الشهري. من جانب آخر اهتمت المجلة مجددا بمجال الصناعات العسكرية، من خلال روبورتاج عن الشركة الجزائرية لإنتاج الوزن الثقيل "مرسيدس بنز" والذي حمل عنوان "دفع جديد للصناعة الميكانيكية بالجزائر". وذكرت بأهم مراحل مشروع الشراكة مع أطراف وطنية وأجنبية والتي كللت بانتاج أول شاحنة مركبة بالجزائر من علامة العملاق الألماني "مرسيدس بنز" في أفريل 2014، وذلك بأياد جزائرية. وفضلا عن الأخبار المتنوعة والإسهامات، فإن المجلة نشرت دراسة حول مستقبل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بعد سنة 2025، تطرقت فيها إلى التوجهات الجديدة بهذه المنطقة من حيث التركيبة السكانية والاقتصادية ومجالي الطاقة والتكنولوجيا وجهود التنمية التي تعتمد على القرارات السياسية.