بعد انتصارين متتالين، انهزم نانت الفرنسي في غانغون لحساب الجولة ال 32 من البطولة الفرنسية على يد الفريق المحلي، الذي تنفس قليلا وغادر ولو مؤقتا منطقة الخطر، في الوقت الذي شارك في مباراة أول أمس عبدون جمال أساسيا كما جرت العادة ولكنه استبدل (د66).. بعد أن كان آداؤه متباينا بين المرحلة الأولى التي أدّى فيها دورا هجوميا، والمرحلة الثانية التي غاب فيها ولم يلمس كرات كثيرة، ولو أن المهم هو أن هذا اللاعب وبعد المشاكل التي عاشها قبل كأس إفريقيا، عاد للعب أساسيا وتقريبا بشكل منتظم، ما يمنحه فرصة كبيرة لأن يكون في قائمة المدرب الوطني رابح سعدان. وضعيته تحسّنت منذ كأس إفريقيا عكس لاعبين آخرين ويبقى الأكيد أن وضعية عبدون تحسّنت كثيرا في فريقه بعد كأس إفريقيا وصار رقما مهما في ناديه، وأكثر من ذلك أنه شارك في الصحوة الأخيرة لنادي “نانت“ الذي جمع العديد من النتائج الإيجابية التي حسّن بها وضعه في الترتيب العام، وهو وضع معاكس تماما للاعبين آخرين في المنتخب الوطني غادروا فرقهم أساسيين فعادوا ليجدوا أنفسهم خارج الحسابات، مثل زياني ومطمور وعنتر يحيى. كما أن لياقة عبدون الحالية تبقى مفيدة للغاية بالتوازي مع عدم مشاركة زياني، لحسن، وإصابتة مغني ومؤخرا منصوري، أين يبقى اسمه ولياقته مفيدة في وسط الميدان، خاصة أنه تعوّد على أجواء المنتخب واندمج ولم يعد لاعبا جديدا. تعوّد على المنتخب وقادر على اللعب أساسيا في ظلّ المعطيات الحالية وبما أن الشقّ الهجومي في وسط الميدان يخيف كثيرا المدرب سعدان في ظل نقص لياقة زياني الذي لم يلعب سنة 2010 سوى 24 دقيقة، فضلا عن إصابة مغني، وحاجة القادمين الجديدين للمنتخب بودبوز وقادير لبعض الوقت من أجل التأقلم مع أجواء المنتخب، فإن عبدون في رأي بعض الأخصائيين قادر على أن يحلّ المشكل، ولم لا يكون أساسيا بالنظر إلى ما يملك من إمكانات فنية عالية، أظهرها خلال الدقائق القليلة التي منحت له في كأس إفريقيا الأخيرة، أين عوّض زياني بنجاح لاسيما في مباراة كوت ديفوار. أدّى شوطا جيدا أمام غانغون ومردوده تراجع في الثاني وعودة إلى مردود عبدون في مباراة أول أمس التي لعب منها 66 دقيقة، فقد كان متباينا، حيث أدّى مرحلة أولى ممتازة، تحرّك فيها كثيرا ولمس العديد من الكرات كما كانت له فرصة سانحة بعد هدف غانغون في (د39) كادت تحول إلى الشباك لولا تدخل أحد المدافعين. وفي المرحلة الثانية كان عبدون شبه غائب ولم يلمس كرات كثيرة ما جعل مدربه يغيّره بعد 21 دقيقة من اللعب بزميله “فانكار“، ولو أنه في كل الحالات لا زال يحظى بثقة مدربه، حيث أكد لنا أنه يأمل مواصلة لعب ال 6 مقابلات القادمة حتى تكون بمثابة أفضل تحضير له لكأس العالم، في حالة استدعائه. ------------------------------------------------- عبدون: “بقيت 6 مباريات سأحاول أن أضمن بها أفضل تحضير لكأس العالم إذا تم استدعائي“ ما تعليقك على الهزيمة التي منيتم بها أمام أحد الفرق المهدّدة بالسقوط وهو نادي غانغون؟ للأسف انهزمنا، كنا نريد تحقيق الفوز، وقد بقينا نؤمن بحظوظنا حتى بعد تلقينا الهدف الأول، لكن بعد الهدف الثاني لم يكن بوسعنا فعل شيء، وانهزمنا وهو ما لم نتمنى أن يحصل معنا، لكن هذه هي أحكام كرة القدم. لعبت 66 دقيقة قبل تغييرك، كيف تقيّم مردودك؟ إذا شاهدتم المقابلة، أنتم من تقيّمون مستواي على أرضية الميدان. كنت جيدا في الشوط الأول، لكنك اختفيت كلية في الشوط الثاني، لماذا؟ هذا صحيح إلى حدّ ما، لم أظهر كثيرا في لقطات فريقي خلال المرحلة الثانية، لأنه لم تصلني كرات كثيرة، هذا هو المبرّر الوحيد لتراجع مردودي بالمقارنة مع الشوط الأول الذي كنت فيه أكثر حيوية وحضورا. تلعب بشكل منتظم بعد المشاكل التي عشتها قبل كأس إفريقيا، أكيد أنك مرتاح الآن؟ الحمد لله، كلّ لاعب بحاجة إلى أن يحظى بهذه الثقة، والآن لم تبق سوى 6 مقابلات قبل نهاية البطولة، ورغم تعب الموسم سأحاول أن أنهي الموسم بشكل جيد، وأستفيد من المباريات القادمة حتى تكون بمثابة أفضل تحضير بالنسبة لي قبل كأس العالم. إذن تملك أملا كبيرا في أن تكون ضمن قائمة اللاعبين ال 23 الذين سيشاركون في “المونديال“؟ ومن منا لا يحلم بأن يكون في تعداد “الخضر”؟ لكن الرأي ليس رأينا، وإنما هو قرار بيد الطاقم الفني، الوحيد المخوّل له تحديد قائمة اللاعبين الذين سيشاركون، أما التصريحات فلا تفيد في شيء. هناك بعض اللاعبين الذين يحتمل أن يدعّموا المنتخب الوطني صرّحوا أنهم يعرفونك من قبل مثل شاقوري وبلعيد، هل ستسهل مهمّة اندماجهم؟ صحيح أني أعرف بعض اللاعبين مثل شاقوري.. صراحة “مومو” لاعب جيد ونعرف بعضنا منذ سنوات، لكن كلّ شيء مرتبط بما سيقرّره المدرب، كما أعرف بلعيد أنه مدافع جيد، لكن مضى وقت طويل لم أشاهده يلعب منذ أن كان في “ستراسبورغ“ الفرنسي، وهناك بودبوز الذي يلعب في فريقه “سوشو“ بشكل منتظم، وهو عنصر جيّد حسب ما شاهدته. وأنا أقول مرحبا بكل لاعب لكن شرط أن يجلب الإضافة للمنتخب للجزائر.. بالنسبة لنا كلاعبين لا يوجد أيّ مشكل، المهم أن يقدّم هؤلاء الإضافة المنتظرة والتي يأملها كل الجزائريين. بلحاج ويبدة تأهلا لنهائي كأس الإتحاد الإنجليزي، ما قولك؟ أنا سعيد لهما، وقد تمنيت أن يكون بلحاج حاضرا لولا أن الإصابة منعته من ذلك، هما لاعبان مهمّان في المنتخب الوطني، ونجاحهما من نجاح الفريق ككل، وصدقني أن كلّ اللاعبين سعداء لأجلهما، هذا ما أنا متأكد منه، للأسف لم أتكلم معهما واستغل فرصة حديثي إليكم لأمرّر لهم تحياتي وأبارك لهما وأتمنى أن يحصلا على الكأس. وضعية زياني تتعقد أكثر فأكثر، هل من تعليق؟ زياني لا يلعب في فريقه ليس لأمور تتعلق بإمكاناته الفنية، ولكن لأسباب غير رياضية، ممثلة في مشكل مع مدربه، زياني ليس له ما يظهره في “فولسبورغ” بعد أن قدّم الكثير في الفرق التي لعب لها من قبل، وفي المنتخب الوطني، لهذا لا يوجد أي سبب في نظري يدعو مدربه أن لا يعتمد عليه، إلا أنه مصرّ على مواصلة تهميشه وتجاهله، وأنا على علم أن هذه الوضعية لن تترك زياني ييأس، بل ستدفعه لمواصلة العمل بكل جدية وكأنه لم يحدث شيء، خاصة أنه يعرف أن كأسا عالمية في انتظاره والجزائر بحاجة ماسة فيها إليه. لو كنت في وضعيته، ماذا كنت ستفعل عند نهاية الموسم؟ زياني يعرف جيدا ما يفعله، ولو يغادر مدربه أريده أن يبقى لأنه قادر على التألق في البطولة الألمانية، أتمنى أن يرحل ويبقى زياني حتى يظهر للجميع أن لديه الإمكانات التي تساعده على التألق، وأن عدم مشاركاته الأخيرة لا تتعلق بأسباب رياضية كما كنت أقول بل لأمور أخرى، زياني له القوة والشخصية التي تساعده على التغلب على مثل هذه الوضعية. هل أنت متفائل بتحقيق التأهل إلى الدور الثاني في كأس العالم؟ نحن لن نذهب مكتوفي الأيدي وسندافع عن كل حظوظنا، وعلى الجزائريين أن يكونوا على ثقة أننا لن ندخّر أي جهد من أجل المرور إلى الدور الثاني. ماذا تقول للجمهور الجزائري؟ الجمهور يجب أن نشكره دائما على ما قدّمه للمنتخب وما سيقدّمه، لأنه لا جدال في دوره الكبير في التأهل ومسؤوليته الكبيرة في أيّ نجاحات أخرى، نطلب منهم أن يكونوا إلى جانبا ويشجعونا ويعطينا الروح المعنوية التي تدفعنا إلى تحقيق أقصى ما يمكن الحصول عليه في كأس العالم.