عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث مَنْ كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب 2ليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه 2لا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقْذَفَ في النار» {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم:24] تلك الكلمة الطيبة 2ذا غرست في القلب ونمت بامتثال الأوامر واجتناب النواهي آتت أكلها وأثمرت حبا لله وحبا لرسوله ويرتقي صاحبها بالاستغراق في الفرائض والنوافل حتى يكون الله ورسوله أحب 2ليه من ولده ووالده وماله ونفسه. تبرز آثار هذا الحب في امتثال أمر الله والتلذذ بالعبادة والتكاليف والرضا بقضائه وقدره بل يتلقى المحنة بالنفس المطمئنة بنفس الروح التي يتلقى بها المنحة.. المحب يرضى بل يحب كل أفعال المحبوب ويحرص على ألا يغضبه ويتفرع عن هذا الحب حب من يحبه الله ورسوله من أجل حب الله ورسوله، يتفرع عن هذا الحب حب الصالحين ومجالستهم والاقتداء بهم وتتبع سيرتهم لا لشئ 2لا لأنهم صالحون ولأن حبهم من حب الله ولله وفي الله.. يتفرع عن هذا الحب بغض ما يبغضه الله ورسوله وبغض الكفار والفسقة والعاصين.. من بلغ هذه الدرجة من الحب بلغ قمة الإيمان وتمتع بحلاوته وكانت له الجنات العلى مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. الحب نوعان: حب جبلي أي فطري يغرسه الله في القلب ولا قدرة للإنسان على اكتسابه ومن هذا النوع قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» (رواه البخاري في العلل الكبير:165) وهذا هو الميل القلبي. النوع الثاني مكتسب بتناول أسبابه فحب المؤمن لله ينشأ عن التفكير في فضله ونعمائه فيتقرب 2ليه -جل شأنه- بالفرائض والنوافل حتى يكون أمر الله وطاعته كل شئ في حياته وكذلك الحال بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم اعترافاً بفضله وجهاده في سبيل 2خراج الناس من الظلمات 2لى النور. للحب علامات: طاعة المحبوب والحرص على رضاه دليل المحبة وصدق الله العظيم حيث يقول :{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]. للايمان حلاوة ولذة يحسها المقربون وهي باتباع الأوامر واجتناب النواهي والإكثار من النوافل لنيل محبة الله ورسوله والحث على الإخلاص لأنه أهم شيء في أي عمل أن يكون لوجه الله لا رياءَ فيه ولا نفاق.