‘'سألعب مع المنتخب في أي منصب يطلب مني، حتى كمدافع'' فؤاد، في البداية سؤال يطرح نفسه، هل أنت سعيد بالعودة إلى المنافسة في المستوى العالي من جديد؟ بكل تأكيد، كما تعلم فإن البقاء بعيداً عن المنافسة لمدة 7 أشهر بالنسبة للاعب كرة قدم أمر صعب جداً، يتملكني شعور رائع بالعودة للمشاركة ضمن مباريات «ليغ.1»، وبما أنّ الموسم يُشارف على النهاية فسأسعى لاستغلال الفرصة جيداً. لقد كنت رائعاً يوم السبت أمام باريس سان جرمان... كما قلت لك، أشعر أنّي في أفضل أحوالي. صحيح لم أستعد بعد كل إمكاناتي، لكن أعلم أنّي أتطور بشكل ملحوظ كل أسبوع وعلى كافة المستويات. مواجهة «حديقة الأمراء»، كانت مهمة جداً بالنسبة لكم.. (يُقاطع) بالنسبة لي شخصياً جميع المباريات التي أخوضها أضعها في نفس درجة الأهمية، بصفة عامة، عندما يكون فريقي يُصارع من أجل البقاء وحتى إن تعلق الأمر بمواجهة نادٍ كبير مثل باريس سان جيرمان على ملعبه، فإنّنا نُفكّر دائماً في النقاط الثلاث، لكن للأسف هذه المرة لم نتمكن من ذلك (باريس فازت 31). منذ عودتك، شاهدنا أنك تقدّم مستويات رائعة، إنّه أمر مثير للاهتمام، لقد سجلت هدفاً أمام سوشو عن طريق رأسية، هذا جديد بالنسبة لك.. صحيح، الكرات الرأسية ليست من نقاط قوتي، لكن أنا أعمل على ذلك، لكي تُسجل من تلك الوضعية، ليس من الضروري أن تمتلك قامة طويلة، صحيح هذا الأمر يساعد، لكن الأهم أن تكون متمركزا بالشكل الجيد وأن تتمتع بارتقاء عالٍ. 2010 كانت سنة جيدة بالنسبة لك، حققت مشواراً طيباً، شاركت في كأس العالم، قبل أن تأتي الإصابة على مستوى الرباط الصليبي، كيف تقبلت الأمور؟ في البداية الأمور كانت صعبة جداً، لكن من طبعي أنّي شخص لا يستسلم بسهولة، حاولت أن أسترجع أنفاسي بسرعة والتطلع للمستقبل، تركيزي كان منصباً على عملية العلاج والشفاء، كما أنّي تلقيت دعماً كبيراً شجعني على العمل بجدّية للعودة من جديد. وهل راودتك بعض الشكوك؟ يتوجب عليك بالأساس أن لا تترك مجالاً للشك. هل يمكن أن تتجاوز تلك الأوقات الصعبة بمجهودك فقط دون مساعدة الآخرين؟ أنت من تقوم بالجهد الأكبر، لكن المحيط مهم جداً. كنت محظوظاً بتواجدي في بيئة ساهمت بشكل كبير في عودتي، والدي، عائلتي، أصدقائي كلهم قدّموا لي دعماً كبيراً أثناء عملية إعادة التأهيل الوظيفي، كما لا أنسى تعاطف زملائي في المنتخب الوطني وكذا الطاقم الفني. حتى أنّ فالنسيان قام بتمديد عقدك لمدة سنتين، رغم أنك كنت مصاباً، إنه اعتراف كبير.. كانت مبادرة جيدة، أبانت عن الثقة الموجودة في شخصي من قبل إدارة النادي، لا يمكن أن أنسى ذلك أبداً، لا أخفي عليك أنّ ذلك شجعني على العمل أكثر للعودة بأسرع وقت ممكن. هذا يعني أنك لا تفكّر إطلاقا في المغادرة مع نهاية الموسم الحالي.. الجميع يعلم أنّي أنظر أكثر إلى الجانب الرياضي، بالنسبة لي هذا الأمر غير مهم في الوقت الحالي، تفكيري منصب على إبقاء فالنسيان في القسم الأول، تنتظرنا مباراة مهمة يوم السبت أمام رين عليّ التركيز عليها ونسيان بقية الأمور. ترى أن حياتك المهنية سارت بنسق منطقي، من «كان» إلى ‘'أميان'' ف ‘'فالونسيان''... أنا فخور جدا بمساري هذا، أينما حللت أحاول إعطاء أقصى ما أملك، وبطبيعة الحال المكافأة تصل والارتقاء يحدث... كنت دائما أعرف ماذا أريد وأين يجب عليّ الذهاب، والأمر مستمر معي حتى الآن. والدي أيضا كان حاضرا معي لتشجيعي، لقد كانت ولا زالت له يد في نجاح مسيرتي. بعد ذلك كان ربيع سنة 2010، وقتها تلقيت دعوتك للمنتخب الوطني الجزائري ثم شاركت في المونديال، أمر لا يصدق، أليس كذلك؟ (يتنهد) لقد كان فاكهة لتلك الفترة المتميزة، عليك أن تتصور فخري الشديد حتى اليوم، إنه سيناريو لطالما حلمت به: أن أمثّل بلدي وأحمل ألوانها في منافسة من حجم المونديال، الأمر حقيقةً لا يُصدق. إذا كان بإمكانك حفظ صورة واحدة عن أولى مشاركاتك في المونديال، ماذا ستكون؟ السعادة الشديدة التي غمرت الجمهور الجزائري في شتى بقاع المعمورة بعد مباراتنا أمام المنتخب الإنجليزي، رغم أننا يومها تعادلنا فقط، إلا أن أداءنا كان استعادة للكبرياء وردًا على المشكّكين. كل معارفك، بداية من والديك، أصدقائك وحتى زملائك دائما ما يتحدثون عن بساطتك وتواضعك. هل من السهل إبقاء الأقدام على الأرض في وقت أنت تسير قدما في حياتك؟ بالنسبة لي، الأمر لا يشكل أبدًا معضلة في حياتي، لأنني حصّلت تعليما جيدا. لقد نشأت في بيئة بسيطة ولا أحد تغيّر بالنسبة لي وأدرك جيدا أين أنا وماذا عليّ فعله، رغم إدراكي أن النجاح والمال يؤديان في كثير من الأحيان إلى تغيّر البعض. بالعودة إلى أخبارك، بالتأكيد عودتك القوية مؤخرًا تستهدف من خلالها العودة إلى منتخب بلادك المقبل على تحدٍ صعب شهر جوان المقبل. ما رأيك؟ أتمنى ذلك، وبالتأكيد سأبذل أقصى مجهود من أجل كسب الثقة. في جميع الأحوال، يبدو أن المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة مقبل على وضع ثقته في شخصك. غالبا سيجعلك الأمر سعيدًا بالتأكيد.. (يرد بحماسة) بكل تأكيد، لقد كان قريبا دائما من جديد عودتي إلى الميادين وتطور حالتي بعد الإصابة، الأمر يجعلني متحمسا جدا. في لقاءاتكم خلال المونديال والمباريات التي تلت اعتمد عليك المدرب الجزائري السابق رابح سعدان كأساسي ووظفك كجناح، في وقت منصبك هو وسط الميدان الهجومي. هل ستعود إلى أساسياتك؟ لا أريد الإجابة عن هذا السؤال، لن أفرض رأيي في بلدي لأنه ليس دوري، المدرب وحده هو من سيُحدد ذلك.. أنا مستعد للعب أينما طلب مني، كمدافع، متوسط ميدان أو حتى هدّاف. أريد فقط أن أقدم الإضافة للفريق. الجزائر كانت دائما منجما لحاملي الرقم 10 بجدارة واقتدار (مخلوفي، بلومي، صايفي...). تعتقد أنك تملك المواصفات؟ ما دمتُ مُنحت الفرصة فسألعبها كاملة، ويبقى قدوتي ومثلي الأعلى هو الأسطورة زيدان.