زيزي من متاجرة بالمخدرات إلى متاجرة بقاطنات الحي الجامعي ببن عكنون +غرباء بالإقامات و رعب يخيم على القاطنات الإقامة الجامعية للبنات، في مفهومها العام هي ملجأ ومنزل ثاني لفتيات اخترن طلب العلم في جامعات بعيدة عن عائلاتهن، إلا أن هذا المفهوم بدأ يحوم حوله العديد من الشبهات، في ظل انتهاج بعض القاطنات طريق "اللهو والعبث"، مما أدى إلى تعميم هذا الأمر على جميع الطالبات دون استثناء، وأضحى الحي الجامعي مرتبط ب "الانحراف والانحلال الأخلاقي" دون التفريق بين "الصالح والطالح". تشهد بعض الأحياء الجامعية بالعاصمة في السنوات الأخيرة تفشي كبير لظاهرة 'الفساد الأخلاقي" الذي ألقى بضلاله على المستقبل العلمي للطالبات ليقضي بذلك على حلم الكثير من الفتيات اللواتي منعهن أوليائهن من إكمال تعليمهم بسبب سوء سمعة الإقامات الجامعية، وهذا راجع إلى دخول بعض الطالبات عالم "الرذيلة والانحراف"، وكما يقال في المثل الشعبي المعروف " حبة طماطم فاسدة تفسد كل الصندوق" بعدما ساهمت العديد من العوامل الاجتماعية والمادية والنفسية في تناميه. وعلى إثر كل هذا الجدل القائم حول أحياء الطالبات، ارتأت جريدة "الحياة" التحقيق حول ما يحدث بين أسوار الإقامات وداخل غرف الفتيات، وكانت وجهتنا الأولى إلى الإقامة الجامعية للبنات بأولاد فايت "3" والتي وصلنا إلى المكان في حدود الساعة السادسة والنصف مساءا، حيث لم يكن من الهين القيام بالتحقيق، نظرا للصعوبات التي واجهتنا خلال محاولتنا الدخول إلى الإقامة، وهذا بسبب الإجراءات الصارمة التي تعتمدها الإدارة، وتشديد الرقابة من قبل مصالح أعوان الأمن ، غير أن هذا الإجراء الصارم لم يكن مانع أمام حصانة بعض "المحترفين" من خلال تزوير بطاقات إقامة للفتيات الراغبات في الإيواء بالإقامة الجامعية ، حيث كان من الصعب جدا الدخول للحي الجامعي للبنات ب"أولاد فايت 03" في الوهلة الأولى نظرا للحراسة المشددة من قبل أعوان الإقامة وبقينا نترقب الأجواء خارج مقر الإقامة، ما لفت انتباهنا هو موقف الحافلات المحاذي للإقامة، والذي بات يعج بالبنات المقيمات زد على ذلك تربص سيارات فاخرة أمام مقر الإقامة. شبكة مختصة في تزوير بطاقات الإيواء بأولاد فايت 03 وكما قلنا سابقا، الدخول لإقامة أولاد "فايت 03 "صعب جدا، خاصة وأن رقابة أعوان الأمن مشددة، وهو ما جعلنا نتراجع ونقف بالقرب من المدخل، أين استوقفنا شاب بائع للتبغ بالقرب من الإقامة اكتشف أمر بحثنا بالمنطقة عرض علينا المساعدة، وتوجيهنا باعتبارنا غرباء عن المنطقة في البداية أكد لنا أنه بإمكانه مساعدتنا في أي مسألة، حيث ادعينا بأننا طالبات متخرجات حديثا من الجامعة، من مناطق داخلية و بصدد البحث عن عمل و أننا في حاجة ماسة للإيواء ، و أكد لنا أنه بإمكانه مساعدتنا في الدخول إلى الإقامة، ووافق على مساعدتنا على الدخول و ذلك إلى حين تزوير بطاقة إقامة، حتى نتمكن لاحقا من خلالها المكوث فيها و بصفة عادية كباقي الطالبات. تركنا الإقامة غير أننا بقينا على اتصال مع كريم الذي أكد لنا أن أعوان الأمن أصدقاء له و بإمكانهم مساعدتنا على الدخول و بسهولة وعلى أنه سيتصل مع الأعوان لتسهيل مهمة الدخول غير أنه لم يكتفي بهذا القدر من النفوذ حيث أن كريم لديه صلاحيات و نفوذ تتعدى مدير الإقامة . الظفر ببطاقة الإيواء مزورة يكون عبر المبيت بشقة في بالأبيار و بتدخلات الشاب المذكور سابقا، تمكنا من الدخول للإقامة الجامعية "أولاد فايت 03" كما أن المعني بالأمر عرض علينا كريم الإقامة بأحد الشقق الذي قال لنا أنها تعود لأحد أقاربه بالأبيار بالعاصمة، حيث ألح علينا مرارا عرض الشقة ، يتصل و يحدد معنا موعد للالتحاق بالشقة رفقة ابن عمه غير أننا بقينا متمسكين بعرض الالتحاق بالإقامة و بخطة محكمة تمكنا من دخول الإقامة الجامعية للبنات ب "أولاد فايت03"، و بدخولنا، أباحت طالبات بالكثير من الأسرار بشأن ذلك الشاب، حيث بإمكانه أن يزور بطاقات للفتيات الراغبات في الالتحاق بالإقامة شريطة المبيت لمدة أسبوع أو أسبوعين بشقة تعود لأحد أقاربه. " زيزي من متاجرة بالمخدرات إلى متاجرة بقاطنات الحي الجامعي ببن عكنون" وجهتنا التالية، كانت للإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون، حين كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساءا حاولنا الالتحاق بالإقامة غير أن صرامة أعوان الأمن حال دون ذلك، و حسب مصادر مطلعة من داخل الحرم الجامعي لبن عكنون ، كشفت لنا بعض التجاوزات والتصرفات "غير الأخلاقية"، التي تشهدها غرف بعض الفتيات بعدما تحولت إلى "وكر من أوكار الرذيلة والفساد" بحسب نفس المصادر وقد يكون للفساد وجه ظاهر جلي حيث يتمثل في وجود أيادي تدعم و تحرض هذه الفتيات داخل الإقامة. يبقى المشهد ذاته يتكرر و يقتصر بطبيعة الحال على الطالبات من ذوي النفوس الضعيفة، حيث أن الصور التي التقطتها "الحياة" من خارج الإقامة و المدعمة بشهادات الطالبات حيث أصبح، تعاطي الخمور والمخدرات، أمرا عاديا بالنسبة للكثيرات، وحسب ما كشفت عنه بعض الطالبات المقيمات من داخل الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون عن تواطؤ كبير بين أعوان الأمن مع الفتيات اللواتي لهن صلة مباشرة مع "زيزي" في الخمسينيات ليست لها علاقة بالجامعة و لا بالإقامة غير أنه و حسب ما صرحت به الطالبات فان هذه السيدة تقيم بالإقامة منذ سنوات و تعمل بسرية و تواطؤ مع بعض الطالبات و كذا بعض أعوان الأمن في المتاجرة بالمخدرات و المشروبات الكحولية بالإقامة أين تقضي الطالبات سهرات باحتساء المشروبات الكحولية و التدخين. و ما أفادت به الطالبات أن اللواتي لا تربطهن علاقة مع "زيزي" لا يمكنهم الدخول أو مغادرة الإقامة في حال تأخرن و هذا حال الطالبة "نوال" التي التقيناها أمام مقر الإقامة و الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا حيث نسيت بطاقتها بداخل الغرفة أين اضطرت الاتصال بزميلة مقيمة معها بنفس الغرفة و التي أحضرت لها بطاقة الإيواء من اجل الدخول . أعوان الأمن يتواطؤون مع بعض "الطالبات" كما تحولت الأبواب الرئيسية للأحياء الجامعية عموما، إلى فضاء للباحثين عن طالباتٍ لقضاء ليالي ، حيث أنه بات لا يخلو حي جامعي بالعاصمة من هذه المظاهر "اللاأخلاقية" التي هي ليس بالجديدة وإنما هي قديمة لكنها تجلت أكثر خلال السنوات الأخيرة، على غرار الحي الجامعي ببن عكنون حيث أن سيارات من أفخم الماركات تجوب الشوارع ذهابا وإيابا وأخرى مركونة لاقتناص "صيد ثمين"، في سيناريو بات يتكرر كل أمسية و من المشاهد التي أثارت استغرابنا بداخل مطعم الإقامة هو تعمد ارتداء بعض الفتيات للباس مثير و غير محتشم بداخل مطعم الحي سيما أمام العلاقات المشبوهة مع بعض الأعوان بدون مبالاة و لا حتى تدخل من طرف الإدارة. والمثير للدهشة فعلا هو تعامل الإدارة مع هكذا قضايا في ظل التستر الدائم والذي كانت نتيجته تكرار مثل هذه الحالة، و ما بات معروف عند العام و الخاص هو السمعة السيئة للجامعة و الإقامة في ظل انحطاط المستوى الأخلاقي بدأ من "الرذيلة" وصولا إلى المخدرات. "غرباء بالإقامات و رعب يخيم على القاطنات" ولأن الإقامة الجامعية أصبحت محط شبهة، وفيها العديد من المظاهر "السلبية" لمسن عند لطالبات خوف كبير في ظل الأخطار التي تحدق بالعديد منهن ، حيث أن غرباء عن الجامعة يتسللون إلى الحرم بسبب غياب الرقابة و هذا ما وقفنا عليه بجامعة بوزريعة حيث أننا تسللنا إلى الجامعة أمام مرأى القائمين على شؤون الجامعة، كون أشخاص ليست لهم علاقة بالجامعة يجوبون الجامعة دون رقيب و لاشك أن الوقع المعيش بداخل الاقامات الجامعية هو الآخر ليس على ما يرام في ظل التجاوزات و المخاطر التي باتت تحدق ببعض الطالبات، أمام غض المسؤولين بصرهم على مثل هذه الآفات الخطيرة، ومن خلال هذا الاستطلاع الذي أجريناه مع فئة من الطلبة بكل من جامعة بوزريعة وكلية الحقوق ببن عكنون ، تبين أن البعض من الفتيات ساخطات على هذه الأوضاع، وحملن المسؤولية لإدارة الجامعة التي تتغاضى عن التصرفات السلبية النابعة من طرف بعض الطالبات، حيث أجمعن على الوضعية الاجتماعية والأخلاقية المتدهورة بداخل الإقامات الجامعية في ظل تفشي المظاهر "غير الأخلاقية". تهاون المسؤولين يشجع على استفحال المظاهر السلبية بالإقامات في الوقت الذي هددت معظم إدارات الأحياء الجامعية باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة في حق الطالبات المخالفات و المخلات بالنظام الداخلي داعية الطالبات إلى الامتثال للقوانين الداخلية للإقامة، من خلال التحلي بالمسؤولية والحرص على سمعة المؤسسة التي يقطُن بها، و التي ذهبت إلى حد تطبيق إجراءات صارمة قد تصل إلى حد الطرد من الحي الجامعي، في حق بعض الطالبات المقيمات اللواتي لا يمتثلن للقوانين الداخلية غير أن هذه القرارات تبقى العديد من الطالبات في يقضين ليلتهن خارجا و إلى ساعات متأخرة من الليل حسب ما يفيد به واقع الحالي للجامعة . "نقص الوازع الديني وقسوة الحياة...مبررات لهن ولكن..." و حسب ما أجمع عليه العديد من الطلبة و الطالبات الذين استجوبناهم عن رأيهم في الظاهرة التي تشهدها الإقامات الجامعية بصفة عامة، يعود بالدرجة الأولى إلى "الإغراءات"، و اغتنام ما بات يعرف بالفرص السانحة من قبل بعض الطالبات في ظل الظروف الاجتماعية لدى البعض منهن و عدم تفويت فرص ذهبية من هدايا و ترددهن نحو المطاعم الراقية، وطموح الطالبة الجامعية اليوم،و اللواتي أجرتهن قسوة المعيشة و الظروف الصعبة بداخل الإقامة تكاد تكون الدافع الأساسي من وراء جر العديد من الفتيات إلى الانحراف في ظل ضعف المنظومة القيمية داخل المجتمع، مع انعدام الوازع الديني وتَداعيات العولمة و التمدن ، نتيجة تراجع أدوار المؤسسات الاجتماعية و كذا غياب الروابط الأسرية في الوقت الذي ما تزال طالبات محافظات متخلقا. وجبات خاصة لأصحاب المعارف بالمطاعم الجامعية ما لفت انتباهنا و نحن نستطلع أجواء الإطعام بالمطعم الجامعي ببوزريعة هو التحاق تلاميذ بالمطعم و في محاولتنا الاستفسار من طرف التلاميذ تبين أن أوليائهم طباخين بالمطعم و الذي زادوا من عبئ المحفظة الثقيلة بما يتزود به المطعم من خضروات و فواكه و كذا لحوم و تحت أنظار الطالبات الذين أبدوا استنكار لما وصفوه بالاختلاس العلني و أمام أعين الرقابة و القائمين على شؤون المطعم و لم تكتفي بهذه الظواهر بل تعدت ذلك و نحن نجوب أرجاء المطعم حيث نجد أن العديد من الفتيات الحسناوات يحضين بوجبة خاصة كما و نوعا، على غرار بعض الطالبات اللواتي لا يظفرن حتى بقطعة خبز سيما الطالبات المتأخرات في الالتحاق بالمطعم بقينا نترصد الوضع بعد الإطعام و ما جلب انتباهنا طباخات و طباخين بالمطعم يحملون، فمن المفروض على القائمين على شؤون الجامعة الوقوف على كوارث عدة تحصل في الكواليس، تحاول هذه الجهات خلق مشاكل جديدة مع سياسة الهروب إلى الوراء