ترصد صور التقطتها الطالبات بأجهزة الهاتف وحصلت عليها "البلاد" حشرات في سلطة الخص، وأكوام من ريش الدجاج، تسبح في المرق أو عالقة بقطع الدجاج، التي تقدم للطالبات في الوجبات، مما جعل تلك الأطعمة تثير الاشمئزاز، ومن غرائب وعجائب ما رصدته الصور أن جميع حصص اللحم التي تحصل عليها الطالبات في كل وجبة، تقتصر فقط على عنق الدجاجة أو أحد الجناحين، أما أفخاذ وصدور الدجاج فلا تقدم للطالبات، ولا تظهر في الوجبات، إلا نادرا أو في حالات استثنائية. حصص الطالبات تقتصر على العنق وأحد الجناحين.. ويتساءلن أين أفخاذ وصدور الدجاج؟ كما ترصد الصور مراحيض ودورات مياه في قمة الوساخة والقذارة، حيث تثير رؤيتها حالة من الاشمئزاز والقرف بسبب الأوساخ والمياه المتعفنة الراكدة أقل ما يقال عنها إنها مستنقعات للأمراض تسبب الإغماء والغثيان، حتى أن الحيوانات تقرف من قضاء حاجتها فيها. ودعت المقيمات "البلاد إلى تفقد الأجنحة ودورات المياه للاطلاع على أحوالهن.. "تعالوا أنظروا، هنا تسكن الطالبات العفيفات، حتى اسطبلات الحيوانات ليست بهذه الوساخة والقذارة". وأكدت المنظمات الطلابية بالإقامة الجامعة أولاد فايت 3 في لقاءات خاصة مع "البلاد"، أن الوضعية التي تعيشها الطالبات في هذه الإقامة مأساوية ومزرية بسبب انعدام أدنى شروط النظافة والعيش الكريم، مؤكدات في شهادات "مكتوبة" حصلت عليها "البلاد" من مختلف الطالبات أن "انعدام الرقابة الإدارية على عاملات النظافة يعتبر السبب الرئيسي في وضعية التعفن المتقدمة التي آلت إليها الأجنحة، حيث إن عاملات النظافة لا يقمن بمهامهن على أكمل وجه، فعند الدخول لأي جناح تغرق أقدام الطالبات في برك من المياه الراكدة داخل بهو العمارة وفي مختلف الطوابق، وكثيرا ما تبادر الطالبات إلى شن حملة تنظيف واسعة، لكن سرعان ما تعود الأمور إلى حالها، بسبب رداءة قنوات الصرف، وتسرب مياه الأمطار إلى مختلف الطوابق، وما زاد من اتساخ وتعفن دورات المياه وأروقة الأجنحة، الانقطاع المستمر للمياه، ما يجعل العاملات المكلفات بالنظافة يعزفن عن القيام بمهامهن بحجة أن الماء مقطوع، وكثيرا ما تجد الطالبات أنفسهن مضطرات للاحتفاظ ببعض الدلاء والقارورات لتخزين المياه من اجل الاستنجاد بها عند الضرورة، حسب ما أكدته طالبات الاتحاد الطلابي الحر بالإقامة الجامعية أولاد فايت "03" اللواتي تقدمن بشكوى لمدير الخدمات الجامعية للجزائر غرب، بسبب مشكل اضطرابات مواعيد حافلات نقل الطلبة الذي تعاني منه الطالبات منذ بداية الموسم الدراسي، وانعدام النقل إلى بوزريعة والقبة، بالرغم من أن العديد من الطالبات المقيمات في هذا الحي تدرسن في القبة وبوزريعة. ولم تشفع للطالبات مشاكل التنقل في حافلات نقل الطلبة للالتحاق بمعاهدهن وجماعتهم في السادسة صباحا، وتأخر هذه الأخيرة عن مواعيد الانطلاق والوصول، بل وفوق كل ذلك تجد الطالبات أنفسهن مضطرات في غالب الأحيان إلى تنظيف الجناح الذي يقمن فيه بأنفسهن، خلال ساعات الفراغ الدراسي، وتلجأ الطالبات إلى شراء كميات من "ماء جافيل" بإمكانيتهم الخاصة، لاستعمالها في تعقيم المكان وتنظيف دورات المياه، لتوفير حد أدنى من النظافة، يسمح بتخفيف الروائح الكريهة التي تنبعث منها إلى جميع أنحاء الجناح. وحسب ما رصدته الصور، فإن الطالبات يعثرن على أكوام من "ريش الدجاج" في الوجبات الغذائية، حيث إن قطع لحم الدجاج تطبخ بريشها، الذي يتطاير في المرق، ما يدل على أن الدجاج لا ينظف جيدا قبل طبخه. كما أن العديد من الطالبات يعثرن يوميا على حشرات صغيرة وديدان في سلطة الخص. وأمام البرد القارص والجوع، وقلة إمكانيات الطالبات، وبعدهن عن عائلتهن، ليس أمامهن من خيار سوى الصبر وتناول هذا الطعام والتزام الصمت، وإلا فسيكون عليهن البقاء جائعات أو مغادرة مقاعد الدراسة والعودة إلى ديارهن. طابور طوله أكثر من خمسين مترا للحصول على وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع ولفتت بعض الطالبات اللواتي تحدثن إليهن، الانتباه إلى أن جميع قطع الدجاج التي تقدم لهن تتمثل إما في عنق الدجاجة أو أحد الجناحين، مما يدعو للتساؤل حسبهن أين تذهب أفخاذ وصدور الدجاج، هل الدجاج الذي تقتنيه الإقامة الجامعية يحتوي على العنق والجناحين فقط، ناهيك عن الطابور الطويل الذي بات جزءا لا يتجزأ من يوميات الطالبات، في المطعم، والذي يصل طوله إلى أكثر من خمسين مترا، تقف فيه الطالبات يوميا كل ليلة، وهن يرتجفن من البرد، للحصول على وجبه عشاء، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تدفئ حتى أجسامهن المتجمدة. وحسب الطالبات، فإن الأمر لا يتوقف عند رداءة الوجبات الغذائية فحسب، فالطبق الذي يتكرر دائما حسبهم هو طبق المعكرونة أو الأرز دون لحم أو مرق وليس لهما أي طعم ولا نكهة، ولا يمكن تجرعها، فضلا عن أنها تفتقر إلى أدنى معايير الأكل الصحي، والذي يفترض أن يكون متكاملا حسب ما يوصي به الأخصائيون في التغذية، ما جعل العديد من الطالبات يعانون من فقر الدم بسبب سوء التغذية. وحسب الطالبات، فإن انحطاط مستوى الأكل وصل إلى درجة لا يمكن تجرعها، خاصة وجبة الصباح، المتمثلة في الحليب مع القهوة. يتضورن جوعا بسبب رداءة الوجبات أكدت الطالبات اللواتي تحدثت إليهن "البلاد" عند مدخل الإقامة الجامعية، أن "الطباخين يخترعون وجبات من خيالهم، ليس لها أي وجود في عالم الطبخ، كتحضير الكسكس باللفت والبطاطا، والتليتلي باللفت وحدها، وحتى ليلة المولود النبوي الشريف لم يقدموا لهم وجبات تليق بالاحتفال بهذه المناسبة الدينية التي تكتسي أهمية خاصة لدى العائلة الجزائرية، بالرغم من أن أغلبية الطالبات المقيمات قدمن من مناطق بعيدة من شرق وغرب وجنوب الوطن، وبعضهن لا يزرن عائلاتهن إلا مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، بسبب بعد المسافة. وتلجأ معظم الطالبات إلى تحضير بعض الوجبات الدافئة في الغرفة باستعمال أجهزة المقاومات الحرارية الكهربائية، لطهي أطباق خفيفة بجانب الأسرة والأفرشة. ورغم كل ما يحمله ذلك من مخاطر، إلا أنهن مضطرات لذلك، بسبب الجوع ورداءة الأكل، وتؤكد بعضهن أن "الوجبات تتحسن عند حضور مدير الإقامة للرقابة أو مدير الخدمات الجامعية لغرب العاصمة من أجل مراقبة وضعية المطعم والأكل المقدم ونوعيته ونظافة المطبخ والطباخين. واتهمت الطالبات القائمين على المطعم، خاصة العاملين في المطبخ بالتلاعب بالمواد الغذائية والسلع الموجهة لتحضير وجبات الطلبة، ونددوا بتدني الخدمات الاجتماعية، وانعدام شروط النظافة ورداءة الوجبات الغذائية التي ليس لها أي طعم أو نكهة، فضلا عن أنها ضعيفة المكونات، وغير صحية تماما. يعانين البرد القارس بسبب الأفرشة البالية وغياب التدفئة تحدثت الطالبات أيضا عن الأغطية والأفرشة التي قدمت للطالبات في الإقامة الجامعية التي كلها قديمة وبالية ولا تقيهن من البرد تماما، ما دفع أغلبيتهن إلى إحضار بطانيات، يضاف إلى ذلك أن جميع المقيمات لم يستفدن من مخدات، بل طلب منهن إحضارها بأنفسهن، رغم بعد المسافة. "مقاومات حرارية" يدوية الصنع لتدفئة الغرف تقدم فرع الاتحاد الطلابي الحر لبن عكنون، شعبة الإقامة الجامعية أولاد فايت "03" بشكوى لمدير الخدمات الجامعية بالجزائر، بسبب انعدام التدفئة إلى درجة أن الطالبات المحدودات الدخل لجأن إلى ابتكار مدفئات يدوية تقليدية عبارة عن "مقاومات حرارية" باستعمال الأجر الذي يستعمل في البناء ونابض رخيص السعر، وبعض الأسلاك الكهربائية، بالرغم مما تشكله هذه "المقاومات الحرارية" من خطر على حياتهن، إذ قد تؤدي إلى حالات وفاة في حال تعرض الطالبات إلى صعقة كهربائية، أو حرائق في حال حدوث شرارة كهربائية، وقد اضطرت الطالبات إلى إعادة تجهيز الغرف بعد جهد مرير بمصروفهن الخاص مثل شراء قفل الباب، وسد بعض التصدعات أو طلاء الجدران للقضاء على الرطوبة. عشرات الغرف الخالية تحولت إلى محشر للنفايات وحطام الكراسي والأسرة غير الصالحة للاستعمال يضاف إلى ذلك وجود العديد من الغرف الخالية في عبر مختلف أجنحة الإقامة، غير صالحة للسكن، فنوافذها وأبوابها محطمة، وجدرانها متصدعة، وقد تحولت هذه الغرف إلى مأوى للقطط، ومحشر للنفايات وحطام الكراسي والأسرة غير الصالحة للاستعمال، في وقت رفضت طلبات العديد من الطالبات اللواتي نجحن في مسابقة الماستر من أجل الحصول على غرفة، بحجة عدم توفر غرف فارغة في الإقامة. شاهد ألبوم الصور "كاملا" من هنا: بالصور .. أوضاع كارثية داخل الاقامة الجامعية للبنات بأولاد فايت (http://www.elbilad.net/photos/index?id=216#ad-image-0)