غلق مؤسسات تربوية بسكيكدة بسبب الفيضانات.. أعاقت، الثلوج الكثيفة التي تساقطت، يوم أمس، على ولاية سطيف والبرج، حركة المرور على مستوى العديد من الطرقات الوطنية والمحلية خاصة بالجهة الشمالية للولاية، حيث بلغ سمك الثلوج بين 20 و30 سنتيمترا، خاصة بمرتفعات عين عباسة وبوعنداس، منها الطريقان الوطنيان رقم 74 و75 اللذان يربطان عاصمة ولاية سطيف بولاية بجاية عبر بوقاعة وبوعنداس، كما عزلت الثلوج مختلف قراها ومداشرها مما اضطر سكانها للاستعانة بالجرارات بغرض جلب المؤونة وقارورات غاز البوتان، خاصة في بلديات بابور، عين الكبيرة، بوسلام، أيت تيزي وأيت نوال مزادة، وهذا ما جعل مصالح هذه البلديات تستنفر آلياتها لفتح الطرقات وفك العزلة عن هذه القرى الحدودية بين ولايتي سطيفوبجاية، بالإضافة إلى هذا فقد أدت الثلوج إلى توقيف الدراسة، فيما عرفت الإدارات غيابات للعمال الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمناصب عملهم بسبب الشلل المسجل في النقل. وجندت مؤسسة سونالغاز لولاية سطيف كل إمكاناتها لمواجهة الأحوال الجوية المتردية عبر مختلف مناطق الولاية، خاصة على طول شبكات الإمداد، خاصة بالجهة الشمالية. من جهتها، مصالح الدرك الوطني هي الأخرى جندت أفرادها لمساعدة المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في قراهم وخاصة في دائرة بوعنداس التي يعاني مواطنوها الذين يقطنون في القرى والمداشر من البرد القارس لانعدام الغاز الطبيعي. وحسب بيان مصالح الأرصاد الجوية فإنه ومن المتوقع أن تتواصل الاضطرابات الجوية إلى غاية يوم الخميس، وهذا بسبب تقدم تدريجي لاضطراب جوي نحو المناطق الشمالية للوطن. وحسب نفس البيان فإن بعض الولايات منها ولاية سطيف يتوقع أن تتساقط بها كمية من الثلوج قد يصل سمكها إلى حدود 20 سم على المرتفعات التي يزيد علوها عن 700 متر. ليستبشر الفلاحون خيرا بالثلوج، خاصة أن المنطقة عرفت تأخرا ملحوظا في سقوط الأمطار هذه السنة. من جهتهم، الأطفال الصغار عبروا عن ابتهاجهم وسرورهم بتساقط كميات هائلة من الثلوج، حيث خرجوا للعب وأخذ الصور التذكارية.
من جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال اليومين الفارطين في عزل العديد من أحياء مدينة سكيكدة، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية من أجل تجنيب سكان أحياء مدينة سكيكدة من كارثة حقيقية، نتيجة كمية التساقط التي سجلتها الولاية منذ صبيحة الاثنين المنصرم، وكشفت الأمطار سياسة "البريكولاج" المنتهجة، وعيوب التهيئة المتعلقة بالطرقات على مستوى شوارع المدينة، حيث عاش سكان عدة أحياء عزلة حقيقية طيلة يومين كاملين في كل من مرج الذيب، صالح بوالكروة، 700 مسكن. كما تم غلق عدة مدارس ومؤسسات تربوية، لا سيما في حي مرج الذيب الذي شهد تسربات مائية داخل الأقسام أمام غياب عمليات الترميم. مصالح الحماية المدنية نزلت بثقلها إلى الشوارع وعملت على امتصاص مياه الأمطار التي تعدى منسوبها 25 سنتيمترا، مما أجبر المواطنين على المكوث داخل منازلهم. وبحي الإخوة ساكر تم غلق مدرسة "حمبارك" التي غمرتها المياه منذ الساعات الأولى لتساقط الأمطار، وكذا مؤسسة ساعد قرمش، إلى جانب عدد من المحلات التي أجبر أصحابها على غلقها. وخصصت مصالح الحماية المدنية على مستوى حي الإخوة ساكر ومرج الذيب فرقا خاصة لنجدة المواطنين، تحسبا لأي حادث. مواطنو سكيكدةالمدينة الذين تحدثوا ل«البلاد"، أبدوا استياء كبيرا من الوضع الذي يواجهونه في كل فصل شتاء، وقالوا إن الأمور لم تتحسن رغم الأشغال التي تشهدها ولاية سكيكدة، وهو ما يعكس سياسة "البريكولاج" التي تعتمد على التهيئة الهشة. وأقدم صباح أمس سكان قرية بوخلوف التابعة لبلدية بني والبان والخنقة ببلدية سيدي مزغيش بولاية سكيكدة، على قطع الطريق الوطني رقم 85 مستعملين جذوع الأشجار والتاريس والأعمدة الحديدية، وعبروا عن سخطهم الشديد على سياسة التهميش التي طالتهم منذ عدة سنوات، حيث قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 85 عند مفترق الطرق. ورفع المحتجون جملة من الانشغالات أبرزها انعدام الكهرباء، حيث يتواجد حسبهم حوالي 100 منزل غير موصولة بالطاقة الكهربائية، فضلا عن انعدام قاعة علاج وافتقار قراهم لشبكة الصرف الصحي، وكذا تدهور وضعية الطرقات.