"الشيطانة" و "البوق" و "الفولكون" لإلهاب حرب الشوارع يعمد أغلبية التجار، وبالأخص الفوضويين منهم، إلى تغيير نشاطاتهم التجارية باقتراب المناسبات الدينية، فقد غزت شوارع العاصمة طاولات تعرض مختلف أنواع المفرقعات والألعاب النارية تحسبا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف والذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أياما قليلة. يلاحظ المتجول في شوارع العاصمة وتحديدا الأحياء الشعبية منها التواجد الكبير لطاولات بيع المفرقعات والتي راحت تستعرض أحدث سلعها ومنتجاتها تزامننا مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، فقد امتلأت الطاولات عن آخرها ب "الترسانات الحربية" من صواريخ وقنابل والتي يصل سعر البعض منهاإالى 1800 دج. ويطلق عليها شباب الأحياء الشعبية مختلف التسميات منها "الشيطانة"، "الصاروخ"، "الفولكون"، كما عرفت الألعاب النارية هذه السنة تواجدا كبيرا خاصة بعد الرواج غير المسبوق والذي تشهده في الأعراس وبالأخص "البوق" فقد تراوحت أسعارها مابين 2000 و6000 دج وهي مبالغ مرتفعة جدا، ويبدو أن بيع المفرقعات لا يقتصر على الباعة الفوضويين، إذ أقبل العديد من أصحاب المحلات التجارية على تغيير نشاطاتهم أو تخصيص أركان في محلاتهم التجارية لعرض هذه السلعة. وفي هذا الصدد، حذر الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أصحاب المحلات التجارية من تغيير نشاطاتهم بدون رخصة وهو ما قد يعرضهم لعقوبات صارمة، وأضاف محدثنا بأن ظاهرة تغيير النشاط منتشرة بكثرة في الأسواق الموازية والأسواق الفوضوية. وأردف بولنوار بأن بعض المفرقعات من المنتجات الحساسة والتي يتوجب أن تباع على أيدي مختصين في شروط السلامة ليقوموا بتوعية المواطن من المخاطر التي قد تنجر عنها، موضحا بأن أكثر من 20 ألف تاجر فوضوي يتوزعون عبر 1541 بلدية يتم استغلالهم من قبل البارونات. وحمل بولنوار غياب الرقابة على مستوى الموانئ وانتشار الأسواق الموازية في تكبيد الجزائر خسائر تزيد عن 15 مليار دينار (1500 مليار سنتيم) سنويا تصرفها على المفرقعات والألعاب النارية.