نشرت : الهداف الاثنين 23 فبراير 2015 08:18 في نيل اللقب 23 في تاريخ النادي والتاسع على الصعيد الخارجي، واكتساب النادي لشخصية البطل في النهائيات.... ويعتبر العامل الرئيسي الذي أهدى الوفاق لقبا جديدا على الصعيد الخارجي يحمل الرقم التاسع و23 في كلّ المنافسات، قوة الشخصية التي يملكها نادي مدينة "عين الفوارة"، التي تجلت خلال أطوار المواجهة التي كانت متكافئة من حيث الصراع التكتيكي مع تباين في عدد الفرص للفريقين في كلّ شوط، وخاصة في ركلات الترجيح الفاصلة التي لم يترك فيها أشبال مضوي مجالا للحظ. هدف التعادل سجّل في وقت حاسم جدّا وبالنظر إلى مجريات المواجهة، فإن الفرص التي أتيحت للفريقين خلال هذه المباراة لم ترشح طرفا على الآخر في حسم الأمور بطريقة جلية، رغم اقتراب الوفاق من حسمها لصالحه لولا الهدف القاتل الذي سجّله أخطر مهاجم للنادي الأهلي عماد متعب، الذي يملك شخصية خارقة في مثل هذه الظروف واللحظات الأخيرة. وإن كان تعديل الأهلي ممكنا قبل تلك اللقطة، إلا أن التوقيت الذي سجّل فيه الهدف، يبقى جدّ حاسم ومؤثرا جدا خصوصا من الناحية المعنوية. التحكّم في الأعصاب يكشف "كاريزما" الوفاق وما لفت الانتباه في هذه القمة السوبر إفريقية- عربية، هو التحكم الكبير للاعبي الوفاق في الأعصاب بعد تلقي الهدف الذي وقّع في آخر الثواني قبل إطلاق الحكم الإيفواري نوميندياز صافرة النهاية. وهي النقطة التي تكشف "كاريزما" التي أصبح يملكها الوفاق في الظروف الصعبة، وهو الأمر الذي اكتسبه الوفاق بتوالي مواعيده الكبرى، خاصة في مشواره الأخير في رابطة الأبطال على غرار مواجهة الترجي التونسي، صفاقس، مازيمبي وفيتا كلوب. تحضير معنوي في المستوى قبل تسديد الركلات الفاصلة وما يحسب للطاقم الفني للوفاق في أبرز فترة خلال هذه المواجهة، هو التحضير المعنوي المميز الذي قام به أعضاء الطاقم مع اللاعبين، بعد نهاية وقت اللقاء التامّ على وقع الهدف الصادم من المخضرم عماد متعب. حيث كسب طاقم الوفاق الرهان في التحضير المعنوي للاعبين قبل مباشرة عملية التسديد، لأن هذا التحضير هو العامل الرئيسي الذي أثمر علامة نجاح كاملة لرفاق ملولي أمام العملاق شريف إكرامي. مضوي طلب من خذايرية "جلب التتويج" في لحظات الصّدمة أثار هدف عماد متعب غضب الحارس سفيان خذايرية كثيرا بسبب الطريقة والتوقيت الذي سجل فيه، وفي خضم ذلك انفرد المدرب خير الدين مضوي به وطالبه بجلب التتويج، مشيرا له بأنه هو من سيصنع الفارق في ركلات الترجيح، ليأتي الردّ إيجابيا من حارس كبير في المواعيد الكبرى. تحفيز مماثل لما حدث قبل لقاء "مازيمبي" ولم يكن السيناريو الذي حدث في سهرة أول أمس التاريخية الأول من نوعه بن المدرب مضوي والحارس سفيان خذايرية من حيث التحفيز، حيث سبق لمضوي أن خاطبه بطريقة شبيهة قبل مواجهة تي. بي مازيمبي، حين قال له بأن الوفاق توج بلقب 88 إفريقيا بفضل المساهمة الكبيرة للحارس الكبير عصماني، وأن عليه قيادة الفريق مرة أخرى للنهائي. وكان خدايرية في الموعد يومها وساهم بمستواه الرائع في تحقيق الهدف. الأنصار دعموه ب: "يا خذايرية لاكوب سطايفية" وبلهاني حفزه وفضلا عن التحفيز الكبير الذي حظي به خذايرية قبل انطلاق عملية تسديد ركلات الترجيح من أعضاء الطاقم الفني وخاصة مضوي وعباسن، فقد وضع الجمهور الحاضر الثقة في المعني، وقدّم له الدّعم اللازم في الوقت اللازم. حيث انطلقت ركلات الترجيح على أهازيج: "يا خذايرية لاكوب سطايفية"، مع الإشارة إلى أن الحارس الثاني بلهاني حفز زميله كثيرا قبل انطلاق التسديدات. الشوالي توقع نجاحه قبل الركلة الثانية على صعيد آخر، فقد وقف المعلق التونسي عصام الشوالي على الحضور الذهني القوي للحارس خذايرية مباشرة بعد تسديد أول ركلة، حيث كانت وجهته صحيحة مع الكرة وإن لم يتصدّى لها، ممّا جعل الشوالي يتنبأ بأن خذايرية يتواجد في أفضل حالاته وله القدرة على صناعة الفارق، مع العلم أن خذايرية اختار الجهة الأنسب في أربع مرات من جملة ستّ تسديدات للمنافس تصدّى منها لواحدة أهدت الوفاق اللقب. أخطأ أمام متعب وصنع الفارق "وقت الصح" وبعيدا عن الشكوك التي حامت حول خروج الكرة التي جاء منها هدف القناص عماد متعب عند توزيعها من الجهة اليمنى، فإن مسؤولية الهدف تقع على خذايرية الذي أبعد الكرة بطريقة خاطئة، استغلها الماكر متعب الذي وضعها في الشباك. لكن خذايرية كان في الموعد لرد الاعتبار بسرعة، من خلال تصديه لكرة الحسم في ركلات الترجيح. مضوي أصاب في تحديد قائمة مسدّدي الركلات ومن النقاط الإيجابية العديدة التي سجلت لصالح الوفاق في لقاء الأشقاء، إصابة المدرب خير الدين مضوي في تحديد قائمة مسدّدي ركلات الترجيح، التي بدأها دلهوم واختتم السلسلة الأولى بلعميري. حيث جاء الترتيب فعالا خاصة من الجانب المعنوي. دلهوم وملولي أعادا للفريق معنويات التتويج ويبقى أهمّ جانب في ترتيب مسدّدي ركلات الترجيح، هو اختيار مضوي لاعبين يتمتعان بالخبرة من أجل إعادة الفريق إلى سكة البحث عن اللقب، وهذا ما حدث فعلا، لأن نجاح دلهوم وملولي في تسجيل أول ركلتين ساهم في تحفيز بقية التعداد من أجل التسجيل، وهما الركلتان الأهمّ معنويا في السلسلة، فيما تبقى الخامسة عادة هي الحاسمة. دقّة غير مسبوقة في تسديد ركلات الترجيح تجلّت نتائج التركيز الذي سبق أن أشرنا إليه للوفاق على تسديدي ركلات الترجيح خلال التحضير لقمة السوبر في المواجهة، حيث سدّد لاعبو الوفاق ركلاتهم بدقة غير مسبوقة للنادي في مثل هذه الوضعيات (سجلت كلها)، حيث لم يكن ل إكرامي أي حظ في صدها، باستثناء قذفة داغولو نسبيا التي كانت قريبة من الحارس لكنها قوية. الأنصار تنبأوا بتضييع باسم علي وهتفوا "او جا اللي يراطي" ومن جهة أخرى، فقد منحت الطريقة التي كان يسدّد بها لاعبو الوفاق ركلاتهم الثقة للجميع بمن فيهم الأنصار، الذين تنبؤوا بأن باسم علي سيضيّع الكرة السادسة، من خلال الأهازيج: "آو جا لي يراطي". لتنطلق أهازيج الفرحة بعد التصدّي الرائع من خذايرية.