عاشت مدينة العلمة الساعات الأخيرة أجواء حزينة جدا بعد وفاة الشاب سحاري نضال البالغ من العمر 22 سنة مباشرة بهد نهاية لقاء المولودية المحلية أمام شبيبة بجاية، وذلك بعد أن دهسته شاحنة تابعة للأمن الوطني كان سائقها يسعى إلى تفرقة المحتجين برفقة العشرات من عناصر الشرطة، حيث حاول المئات من المواطنين ليلة الثلاثاء الأخير تخريب مركز الأمن الرئيسي الواقع بوسط المدينة غير أن التعزيزات الأمنية كانت قوية ما منع من حدوث أي تجاوزات خطيرة، ما عدا تكسير الواجهات الزجاجية لمقر البلدية ومقري شركتي "جيزي" و"موبيليس" للاتصالات. لاعب سابق في صفوف الأواسط ومن عائلة رياضية ويعد الضحية نضال سحاري لاعب سابق في الأصناف الصغرى لمولودية العلمة، غير أنه يكمل مسيرته الكروية لأسباب متعلقة بالدراسة، وبالإضافة إلى هذا فإنه ينتمي إلى عائلة رياضية حيث سبق لأحد أعمامه (سحاري كمال) تقمص ألوان "البابية" مع الأكابر إضافة إلى بعض الفرق في الغرب الجزائري، وابن عمه هشام سبق له هو الآخر اللعب تحت ألوان "البابية" وجميع أعمامه رياضيين معروفين عند الوسط الكروي في ولاية سطيف. جده "عمي الحسين" المناصر المعروف عند الجميع في العلمة ويعد جد الضحية "عمي الحسين" من أكثر الأنصار الذين يعشقون "البابية" والمعروفين في مدينة العلمة، فبالرغم من تقدمه في السن غير أنه يسجل حضوره في معظم الملاعب التي تحتضن مباريات "البابية" سواء داخل الديار أو خارجها، وهو محبوب من طرف الجميع لا سيما أنه من القلة القليلة في المدينة من تعرف تاريخ الفريق جيدا منذ تأسيسه سنة 1936 م. وأظهر "عمي الحسين" أمس صبرا لا مثيل له عندما كان يتلقى هو وأفراد العائلة التعازي من المواطنين وكان يقول: "قضاء وقدر من عند الله عز وجل". بعض الشهود شبهوا الحادثة بما وقع في مصر وبالعودة إلى تفاصيل هذه الحادثة المأساوية، فإن بعض الشهود الذين كانوا بالقرب من الضحية نضال شبهوا الواقعة بما حصل بالضبط في مصر أيام ثورة الغضب عندما لجأت الشرطة إلى استعمال الشاحنات الكبيرة لتفريق المتظاهرين، حيث أكد الشهود في تصريحاتهم ل"الهداف" أن نضال كان يحاول الابتعاد قدر الإمكان عن مكان الاشتباكات بين المئات من المناصرين وعشرات رجال الشرطة، غير أن الشرطي الذي كان يقود الشاحنة استعمل السرعة المفرطة ودهس نضال الذي فارق الحياة سريعا قبل وصوله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى العلمة. بودهان: "نطلب من الهيئات الرسمية التحقيق فيما وقع" أكد اليامين بودهان المكلف بالنشاطات الرياضية والثقافية على مستوى بلدية العلمة والذي يعد في الوقت نفسه خال الضحية نضال، أن العائلة تقدمت بطلب نحو الهيئات الرسمية لمعرفة المتسبب الحقيقي في زهق روح نضال، مضيفا في الوقت نفسه أنهم لا يريدون تضخيم الأمور أكثر لأنهم مؤمنون جميعا بقضاء الله وقدره ولكنهم يطالبون فقط باسترجاع حقوق المرحوم. الإدارة تُحمل الحكم زروقي ما وقع من احتجاجات الأنصار ومن جانبها، فإن إدارة مولودية العلمة حملت الحكم زروقي مسؤولية ما حصل من تجاوزات أثناء المباراة أو بعدها بسبب تحيزه الواضح لصالح الفريق المنافس شبيبة بجاية، وأنه جاء إلى العلمة من أجل خدمة مصالح الفرق التي تحتل مؤخرة الترتيب وتسعى هي الأخرى إلى ضمان البقاء. وأضاف بعض المسيرين أن الحكام في يومنا هذا لم يعودوا مهتمين بعواقب قراراتهم المتحيزة وعدم تطبيقهم القانون على أرضية الميدان. ... وترفع تقريرا مفصلا للرابطة ضده وقد قررت إدارة العلمة رفع تقرير مفصل للرابطة الوطنية وبالضبط إلى الهيئة المكلفة بتعيين الحكام التي يترأسها الحكم الدولي السابق لاكارن ضد ثلاثة حكام وهم: بوهني وبابو وأخيرا زروقي، حيث اتهمتهم إدارة بوذن صراحة بالعمل على اسقاط "البابية" إلى القسم الثاني، ودليلها في ذلك العقوبات المجانية التي يكون لاعبو العلمة عرضة لها في كل لقاء يديره هذا الثلاثي، إضافة إلى الخطأ الفادح الذي وقع فيه زروقي في المباراة الأخيرة عند إعلانه مخالفة وهمية لصالح بجاية بالمقربة من مرمى الحارس صحراوي وإشهاره البطاقة الحمراء ظلما في وجه قلب الدفاع حبايش. الأنصار: "إذا حابين تطيحو العلمة قولوها، أفضل من سقوط الأبرياء" وقد اقتنع أنصار "البابية" أن كثير من الأطراف تحاول إسقاط فريقهم مع نهاية الموسم من خلال العمل – حسبهم- على ترتيب اللقاءات وتعيين حكام ليسوا في المستوى وبعيدين كل البعد عن النزاهة، حيث لا يعقل مثلا –يضيف الأنصار- أن يعاقب الحكم بابو أربعة لاعبين دفعة واحدة من تشكيلة المدرب بيرة في مباراة البرج ما قبل الأخيرة، ثم يأتي الحكم زروقي ويصنع ما يشاء في مباراة بجاية من خلال الإسراع – يواصل الأنصار - في طرد أبرز العناصر الأساسية (حبايش) بالبطاقة الحمراء ظلما وكأنه يعلم أن المدافع مهية يعاني من الإصابة وأنه لن يلعب بكامل إمكاناته. دعوات لإطلاق الموقوفين دعا المئات من أنصار الفريق الشرطة المحلية إلى إطلاق سراح حوالي عشرة من أنصار "البابية" بعد أن تم توقيفهم عقب نهاية المباراة الأخيرة بعد الاحتجاجات والاشتباكات بين المناصرين والشرطة، ولم نتحصل بعد من عند المصالح الأمنية على العدد الحقيقي للموقوفين، وإن كنا قد شاهدنا توقيف ثلاثة مناصرين اقتحموا أرضية الميدان قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة. المعاقبون لن يستنفدوا العقوبات المسلطة عليهم أمام الوفاق النقطة التي يجب التأكيد عليها هي أن رباعي "البابية" المعاقب في المباراة الأخيرة أمام بجاية (ختالة ومسالي وقراوي وكامارا) لن يكون بإمكانه أيضا لعب المواجهة القادمة أمام الجار وفاق سطيف لأن أحد بنود القوانين الخاصة بالفيدرالية تؤكد أن المعاقبين لن يستنفدوا في حال عدم نهاية المباراة الموالية في توقيتها الرسمي، لا سيما أن قائمة الغائبين عن موعد الوفاق ستعرف أسماء جديدة مثل حبايش الذي طرد بالبطاقة الحمراء والظهير الأيسر رنان بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثالثة، دون أن ننسى قلب الدفاع مهية الذي لا يزال يعاني من الإصابة، وبالتالي فإن العلمة ستلعب المباراة في ظل غياب سبعة لاعبين. ---------------------------- مباراة الوفاق ستلعب هذا الأحد حددت الرابطة الوطنية لكرة القدم تاريخ الأحد المصادف للخامس من شهر جوان موعدا لإجراء "الداربي" بين الوفاق السطايفي ومولودية العلمة بملعب الثامن ماي بداية من الساعة السابعة مساء، وهذا بعد أن كان مقررا إجراؤه بتاريخ 7 جوان، لكن إدارة الوفاق تقدمت بطلب التقديم لارتباطاتها القارية في منافسة "الكاف"، وبالتالي فإن الوقت سيكون ضيقا بالنسبة للعلمة من أجل التحضير الجيد لهذا الموعد الهام. الأنصار للاعبين: "كونوا رجالة وما تطيحوهاش" طالب الأنصار لاعبيهم باللعب برجولة من أجل إبقاء "البابية" في ثالث موسم لها في حظيرة الكبار، حيث وجهوا رسالة واحدة نحو رفقاء بولمدايس مفادها: "كونوا رجالة وما تطيحوهاش"، خاصة أن كثير من الأطراف باتت تعمل جاهدة لإسقاط الفريق – حسبهم - مع نهاية الموسم. زروقي دون في ورقة المباراة اقتحام الملعب دون الحكم زروقي في ورقة اللقاء الأخير أمام شبيبة بجاية اقتحام أنصار مولودية العلمة أرضية الميدان من أجل توقيف المباراة، وهو ما سيعرض "البابية" دون شك إلى عقوبات قاسية من طرف الرابطة قد تصل إلى حد حرمان الأنصار من متابعة المواجهتين المتبقيتين داخل الديار أمام مولودية سعيدة وشبيبة القبائل مع تسليط غرامة مالية مرتفعة بسبب غياب الأمن الكافي. لا جديد يذكر في قضية اللاعب كمارا لم تطرأ في الساعات الأخيرة أي مستجدات بخصوص وسط الميدان الدفاعي مدني كمارا الذي قيل إنه غادر أرض الوطن نحو بلده الأصلي كوت ديفوار بعد الذي حصل بينه وبين المدرب بيرة في إحدى الحصص التدريبية الأخيرة، حيث تحدثت مصادر عن حزم أمتعته ومغادرة الشقة الموضوعة تحت تصرفه من طرف الإدارة. لكن مصادر أخرى أفادت أن اللاعب متواجد حاليا في العاصمة ينتظر الترخيص من سفارة بلده للسفر من جديد. وأكدت مصادر في الإدارة أنه في حال تسجيل غياب كمارا عن التدريبات فإنها ستلجأ إلى استدعاء المحضر القضائي لتدوين غيابه غير المبرر.