نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 02 أبريل 2016 17:20 نزل الوزير الأسبق للطاقة والمناجم، شكيب خليل، الجمعة، ضيفا على مقر زاوية بن مرزوق ببلدية بنهار في ولاية الجلفة، في أول ظهور علني له، منذ عودته المثيرة للجدل إلى الجزائر، عبر وهران يوم 16 مارس الفارط. وكانت هذه الزيارة تلبية لدعوة من مشيخة الزاوية، التي أقامت فعالية تكريم لشكيب خليل، بحضور رسمي، من خلال رئيسي دائرة عين وسارة وبلدية بنهار. ووصل الوزير الأسبق، إلى مقر زاوية الشيخ امحمد بن مرزوق في حدود العاشرة صباحا من أمس الجمعة، حيث أقلته من العاصمة إلى غاية منطقة بنهار بالجلفة، سيارة من نوع "مرسيدس" تتبع الزاوية، ورافقه عبد القادر باسين نجل شيخها، وهو في الوقت ذاته رئيس المنظمة الوطنية للزوايا. وجلس شكيب في المقعد الخلفي رفقة شقيقه الذي رافقه في الرحلة. ولم يكن برفقة خليل حرس شخصي، كما لم تكن هناك مرافقة أمنية للسيارة، ولم يكن هناك أيضا تواجد أمني بالزاوية أو في محيطها، باستثناء أفراد من مصالح الاستعلامات التابعة لجهاز الشرطة، في عمل اعتيادي روتيني. ووجد شكيب خليل في استقباله، إلى جانب رئيس الدائرة و"المير"، عددا من مشايخ الزاوية، ومريديها، من نحو 30 فردا، ليتوجه إلى القاعة الشرفية، حيث تمت مراسم التكريم. كما تم إلباس شكيب خليل برنوسا وقشابية، وتولى إلباسه إياهما رئيس المنظمة الوطنية للزوايا ورئيس الدائرة، إلى جانب تقليده وسام الطالب الذي تمنحه الزاوية، هو بالمصطلح الشعبي حافظ القرآن أو المشتغل بالعلوم الدينية. وبعدها تم تنظيم مأدبة غداء، على شرف شكيب خليل، تلاها أداء صلاة الجمعة، بمقرّ الزاوية، واستمع الوزير السابق ومن معه إلى خطبة عن موضوع "الإحسان". ليغادر في حدود الثالثة زوالا، منهيا زيارة أثارت جدلا في الشارع المحلي بين مؤيد ومعارض. وقال وزير الطاقة الأسبق في تصريحات صحفية بالمناسبة، إن عودته إلى الجزائر "كانت بصفة عادية كمواطن جزائري وأنا سعيد جدا بعودتي إلى أرض الوطن، ولم أتلق أي اعتراض". مؤكدا أن الاتهامات التي وجهت إليه بالفساد "اطلعت عليها عبر وسائل الإعلام فقط"، مضيفا "لا أملك أي نية في الانتقام وسأفتح صفحة جديدة"، وهذه العبارة الأخيرة جاءت ردا على سؤال بخصوص التقارير التي أعدتها ضده مصالح دائرة الاستعلام والأمن سابقا ''الدي. ار.أس". وفي رده على سؤال آخر بخصوص احتمال عودته إلى الحكومة، في إطار مطالب بردّ الاعتبار له، قال شكيب خليل مبتسما إنه "مستعد لخدمة الوطن سواء في منصب رسمي أو كمواطن". من جهة أخرى، وفي رده على سؤال عن أسعار البترول، باعتباره محللا اقتصاديا، والمسؤول السابق لمنظمة "أوبك"، قال شكيب خليل إن أسعار البترول ستعرف استقرارا بداية من الخريف المقبل، مضيفا في ذات السياق أن أسعار البترول العالمية لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بها ولكنها بكل تأكيد ستعرف منحى متصاعدا، مشيرا إلى أن قرار الرئيس بوتفليقة بتسديد الديون الخارجية أنقذ الجزائر من أسوأ السيناريوهات اقتصاديا وماليا. من جهته، قال رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين، على الهامش، إن تكريم شكيب خليل "ما هو إلا عرفان بالجميل وبما قدمه خدمة للجزائر وتشريفه للجزائر في المنابر الدولية كرئيس للأوبيب وكإطار للبنك الدولي"، وقال عبد القادر باسين إن اتصالهم بشكيب خليل "كان بطريقة مباشرة ولم يكن بأي ايعاز أو مهماز أو منقاز''، وأضاف باسين ''أنا مقتنع ببراءته، والقضاء الإيطالي والسويسري اللذان يشهد لهما العالم بالكفاءة والنزاهة في القضاء، لا يدينان الرجل ولم يذكرا اسمه، كما أن الزوايا لها الثقة المطلقة في العدالة الجزائرية".