بعد فترة من الصمت، فضّل خلالها صاحب الهدف الوحيد في مباراة الذهاب أمام المغرب حسان يبدة أن يستغلها ليستريح ويأخذ عطلة يبتعد خلالها عن الضغط، فضل أمس الحديث ل «الهداف» وفتح قلبه بشأن أمور كثيرة تخص مباراة مراكش، من تحليل ووصف لما جرى له مع المدرب بن شيخة، كما يكشف يبدة وبصراحته المعهودة عن أمور كثيرة في هذا الحوار الشيق... بعد أيام من هزيمة المغرب، أكيد أنك مرتاح حاليا وهادئ بعض الشيء ومستعد للإجابة عن أسئلتنا. — أنا دائما تحت تصرفكم وأنتم تدركون ذلك. نشكرك على الثقة، أولا نريد أن نبدأ معك الحوار من الخسارة التي كانت لكم في مراكش، كيف تعلق عليها؟ — قبل كل شيء، أتوجه إلى الجمهور الجزائري بطلب واحد وهو أن يسامحنا ويتأكد بأننا كلاعبين لم نتهاون في الدفاع وببسالة عن الألوان الوطنية، إلا أن عدم التوفيق وقلة التركيز أثرا فينا، ولأوضح أكثر فنحن كلاعبين خرجنا متأثرين وبشدة من وقع الهزيمة، وفيما يخص المباراة أقول وبكل صراحة إننا دخلنا بطريقة جيدة وتحكم أفضل في الكرة وفي سير المباراة، وهذا تأكيد بأننا حضرنا لها بشكل جيد سواء لما كنا في إسبانيا أو بعدما سافرنا إلى مراكش، كما اتبعنا كل التعليمات التي طلبها منا المدرب في فترة الإعداد، ولكن الهدف الأول أثر فينا كثيرا لتتوالى بعدها الأهداف وتحدث الكارثة، وعليه لا يمكن وصف النتيجة إلا بالكارثة. لو نتكلم عن المباراة من الناحية التقنية، فما هو الأمر الذي حدث لكم وجعلكم تستسلمون للمنافس؟ — مادمت أتكلم بصراحة، فدعني هنا أوضح لكم ما جرى، بعد دخولنا وسيطرتنا على مجريات اللعب في العشرين دقيقة الأولى كنا نعتقد أننا أمسكنا جيدا بزمام المباراة، ولكن من كرة ثابتة ومن ركنية تفاجأنا بتسجيل المغرب للهدف الأول، ما أخلط حساباتنا كثيرا ولم نعرف كيف نحتفظ بالكرة بشكل جيد، ولو أعد إلى ما قبل المباراة فنحن بيننا كلاعبين عقدنا العزم على بذل كل ما في وسعنا من أجل المحافظة على الكرة وتسيير اللقاء بشكل جيد، ولكن للأسف لم تسر الأمور بشكل جيد كما خسرنا الكثير من الصراعات الثنائية، أما الأمر الذي يجب أن أتحدث عنه فهو أننا فقدنا موازين اللقاء حينما لم نعرف كيف نحتفظ بالكرة وهذا ما أثر علينا وجعلنا ندفع الثمن غاليا. ألا ترى أن اكتفاءكم بلعب ال 20 دقيقة الأولى من المباراة وبعدها الاستسلام يعود إلى قلة التحضيرات البدنية أم هناك أمر آخر؟ بالعكس، فقد حضرنا بشكل جيد وقمنا بتدريبات في المستوى حينما كنا في إسبانيا أو لما تنقلنا إلى المغرب، ولكن كما ذكرت سابقا الهدف الأول الذي جاء من كرة ثابتة أثر فينا كثيرا وأخلط حساباتنا. هل من تفسير لتغييرك من بن شيخة بعد نهاية الشوط الأول، وكيف يمكنك أن تشرحه لنا؟ — شخصيا لم أفهم سبب القرار الذي اتخذه لدرجة أنني لم أتقبله بسهولة، لأنني وبكل صراحة كنت أريد مواصلة اللعب وأعتقد أن إخراج اللاعب ما بين الشوطين أمر يؤثر كثيرا على أي كان خاصة لما يرى نفسه في أفضل أحواله الفنية والبدنية ومستعدا لتقديم الدعم والإضافة المرجوة منه لزملائه، ولكن بعد قرار بن شيخة بإخراجي لم أتحدث أو أتكلم معه إطلاقا بل نزلت في الشوط الثاني وجلست على كرسي الاحتياط لأساند زملائي كما أنني بقيت مركزا كل تفكيري على المباراة، وهذا ما يعني أنني هادئ ولم يصدر مني أي شيء، ولكن هذا لا يعني أنني لم أكن غاضبا بل تأثرت وبشدة للقرار. هناك إشاعات تقول إنك تلاسنت مع بن شيخة، هل تؤكد أو تنفي ما يقال؟ — لا، لم يحدث شيء من هذا القبيل، أنا أنفي هذه الإشاعة جملة وتفصيلا... لم أتكلم معه بعد نهاية الشوط الأول ولم يدر بيننا أي كلام، ولهذا لم يحدث بيننا أي شيء. هل قصدت ألا تتحدث معه أو بن شيخة هو من لم يتحدث معك؟ — لا، لم أطلب لا توضيحات ولا تفسيرات منه، ولم يقم هو الآخر بتقديم أي شيء فيما يخص إخراجي، فقد تحكمت جيدا في نفسي وبقيت إلى جانب زملائي كما ذكرت على كرسي الاحتياط أتابع اللقاء، صحيح غاضب من قرار إخراجي ولكن لم يكن لي أي رد فعل حول قرار المدرب، بل بقيت متحكما في أعصابي وعقب نهاية المباراة لم يحدث أي شيء. كيف تفسر قيام المدرب بإخراج لاعب يعد ركيزة في الوسط ومنصبه هجومي أكثر في وقت كان فيه المنتخب بحاجة إلى لاعب من حجمك وبخبرتك، وهل لك أن تقدم لنا تحليلا حول ما كان يدور في ذهنه؟ — شخصيا لم أفهم ما الذي حدث، هذه هي حسابات المدرب لديه خيارات ويجب أن أحترم كلاعب أي قرار يتخذه. هل تحدثت مع زملائك ك زياني أو لاعبين آخرين حول مسألة إخراجك ما بين الشوطين؟ — لا... لا أريد أن أكشف عن أسماء زملائي، لأنه كما قلت لك سابقا هي أمور تخصنا وتحدث بيننا وفي مقابلها يجب أن نحترم قرارات المدرب لأنه هو المسؤول عن خياراته وما نحن إلا لاعبون مهمتنا تطبيق التعليمات التي يقدمها لنا. لكن في المباراة الأولى كان أداؤك جيدا، سجلت هدف الفوز ولكن المدرب أخرجك، وفي المرة الثانية يعني في لقاء العودة لعبت الشوط الأول ولم تكن لك الفرصة لتظهر كل قدراتك مثل رفقائك، هل هذا معناه أن المدرب لا يثق في قدراتك أم ماذا؟ — قلة ثقة من المدرب... نعم يمكنني قول ذلك، لأنني وحينما فكرت في الأمر تأثرت وقتها كثيرا ولكن كما قلت يجب احترام قرارات المدرب، لأنه مرات تكون الخيارات موفقة وإيجابية تقود الفريق إلى الفوز ومرات لا، وهذا ما حدث معي. لو كان بن شيخة مدربك في ناديك ‘'نابولي''، فهل سيعتمد عليك في كل لقاءات الموسم أساسيا؟ — لا أعرف ذلك، ولا يمكنني أن أتحدث عن هذا الأمر. هل يعد بن شيخة بالنسبة لك ذكرى جميلة أم سيئة؟ — لا يمكنني أن أصف المسيرة التي كانت للمدرب عبد الحق بن شيخة معي بأنها ذكرى سيئة، بل في نظري هي جيدة، لأنه شخص كان قريبا من اللاعبين وهذا هو الأهم في نظري. إذن الخيار فقط ما كان ذكرى سيئة؟ — نعم هذا هو. الجمهور الجزائري لم يفهم الضعف الذي ميز الدفاع والوسط وأيضا الهجوم في مباراة المغرب، خاصة في ترك مدافع كبن عطية يتجاوز السد الأول والثاني ويمرر كرة حاسمة للمهاجم يأتي عن طريقه الهدف الثاني، هل لك من تفسير؟ — يجب العودة إلى اللقطة وكيف حدثت، فأنا شخصيا أعدت مشاهدة أهداف المباراة، أما عن نظرتي الخاصة لما جرى في لقطة الهدف أقول إنه أكيد كان هناك مشكل في التعامل بذكاء مع اللقطة، صحيح كان هناك ضغط ولو تعد بالتدقيق ترى أن الكرة بعد أن ارتدت إلى الوسط فزت بصراع ثنائي مع أحد اللاعبين وأبعدتها لتعود إلى بن عطية الذي تقدم إلى ما يقارب ال 50 مترا وقدم كرة في العمق إلى زميله الشماخ الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام المرمى، أما قضية التحليل فإن هذا الأمر أتركه للخبراء والمحللين المحترفين، أما عني فقد قدمت نظرتي الخاصة فقط. وماذا عنك، هل من تحليل لما حدث؟ — ليس سهلا أن نبرر ما قام به بن عطية الذي تقدم لمسافة 50 مترا بالكرة وسط اللاعبين ومرر كرة في العمق. ألا ترى أن قلة التحضير من الناحية البدنية طبعا، وقلة الانتعاش البدني جعلت كل لاعب في الوسط يعتمد على الآخر لأجل صد تقدم بن عطية وهو من كلفكم ارتكاب خطأ كبير وترك اللاعب يتقدم؟ — لست محضرا بدنيا لأتحدث عن الانتعاش البدني، وإنما أنا لاعب وكل ما يمكنني قوله هو إنه وبكل صراحة كانت المسؤولية جماعية في لقطة الهدف الثاني. البعض يقول إن هزيمة المغرب من شأنها أن تبعد الجيل الحالي للمنتخب الوطني، خاصة بعض اللاعبين ومن بينهم المدافعون. مثل من؟ لا أعرف، البعض يتكلم ربما عنتر أو بوڤرة ما الذي تقوله أنت؟ — لا... لا أوافقك الرأي، أنا أعتقد أن نهاية جيل غير واردة حاليا، بل لابد أن نعرف أولا المدرب وكيف ستكون خياراته وأيضا كيف يتعامل مع الفريق، وطبعا ما الذي سيجلبه للفريق أما العناصر الحالية فلابد من المحافظة عليها، وبعبارة أدق يجب المحافظة على أحسن اللاعبين حاليا. بالمناسبة، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أعلنت اليوم أنها ستجلب مدربا أجنبيا وطاقما فنيا كاملا معه يكون من الخارج، هل لديك تعليق على هذا الأمر؟ (الحوار أجري أمس) — بالنسبة لي كلاعب سواء كان المدرب جزائريا أو أجنبيا فهذا لا يهم، المهم هو أن يجلب الفائدة للمنتخب، والمهم كما يقال هو أن يكون قادرا على قيادة المنتخب الوطني وإعادته إلى سكة الأمان. هل ترى أن استقالة بن شيخة تصرف صائب أم كان يفترض عليه مواصلة عمله على رأس المنتخب؟ — بكل صراحة، لا أعرف إن كان محقا أو مخطئا في قراره، أما عن رأيي كلاعب أقول إن كل شخص لديه مشوار احترافي في طريقه يسيره، وعليه فإن المدرب قام باتخاذ قراره وفق قناعة منه، مثلما يحدث تغييرات على الميدان وتكون له الحرية في ضبط برنامج عمل والسير وفق منهجية عمل وما ينوي الوصول إليه، هذا ما يعني أنه حر في قراراته فإنه في نفس الوقت قرر تقديم استقالته وعليه فلا يمكنني أن أقول عن قراره إنه خيار صائب أو لا، بل هو أدرى بما يقوم به. لو نعد إلى بن شيخة، ما الذي قاله لكم بين الشوطين؟ — (يفكر طويلا ويتنهد)... في الحقيقة لا أعرف... لا أعرف. ألم تكن مركزا مع ما كان يقوله لكم في غرف تغيير الملابس؟ — بكل صراحة كنت غاضبا من قرار إخراجي ما بين الشوطين ولا أذكر أي كلمة قالها لنا. ألهذه الدرجة كنت متأثرا بخروجك فلم تستطع تذكر ما قاله، أم لا تريد أن تتكلم؟ — في الحقيقة لا أتذكر ولا أعرف أصلا ما قاله وهذا كما سبق وأن ذكرت لأنني كنت غاضبا من قرار إخراجي. وما الذي قاله لكم بعد نهاية اللقاء، هل ذكر استقالته؟ — لا... لم يكن هناك أي حديث، عقب نهاية اللقاء استحممنا وبعدها غادرنا الملعب مباشرة. ألم يتحدث معكم إطلاقا؟ — لا لم يتحدث عن استقالته... أعتقد أنه ذكرها بطريقة غير مباشرة. إذن كيف تلقيت خبر استقالته مادام لم يخبركم بها عقب نهاية اللقاء مباشرة؟ — زملائي في الفريق ذكروا لي ما حدث وقالوا لي إن المدرب بن شيخة استقال. كيف ترى ما تبقى لكم من مشوار في التصفيات، هل ترى أنكم أقصيتم من المشاركة في كأس إفريقيا 2012، أم حسابيا ما يزال هناك أمل؟ — طبعا حسابيا لم نقص لأنه ما تزال أمامنا مبارتان أمام إفريقيا الوسطى وتانزانيا وعلينا أن نعمل جاهدين لتشريف ألوان المنتخب الوطني وتحقيق الانتصار فيهما، وفي نفس الوقت سنبقى نراقب ما الذي سيحدث في المجموعة، الأكيد هو أننا لن نفقد الأمل إلى آخر لحظة. مصر والكاميرون أقصيتا، ألا تعتقد أن هناك موجة تجتاح المنتخبات الكبيرة في إفريقيا والجميع يسقط معها؟ — لا أعتقد ذلك، بل في نظري جميع المنتخبات المشاركة في التصفيات قوية، ولكن من أساء تقدير حساباته ولم يسير لقاءاته بشكل جيد دفع الثمن، ولهذا أعود وأقول إن كثرة الحسابات في الجولات الأخيرة تتعب كثيرا، ولهذا علينا كما يقال أن نعيد نحن حساباتنا وعلينا بالعودة السريعة والقوية إلى الواجهة. هناك إشاعة تدور في الجزائر تقول إنكم تعمدتم الهزيمة أمام المغرب وهكذا لتتفادوا المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا وتكونوا في نفس الوقت أحرارا مع أنديتكم، ما تعليقك على هذه الإشاعات؟ — على الناس أن تعرف ما تقول، لأن نشر الإشاعات والبلبلة لا يزيد في قوة أي منتخب أو ناد بقدر ما يحطمه، وأعتقد أن من ينشر هذا الكلام لا يعرف كرة القدم ولا يعي ما الذي يمثله القميص الوطني لأي لاعب، لأننا كلاعبين لا نفكر أصلا في فعل مثل هذه الأمور أو كما يقال اللعب بمشاعر جمهورنا العريض، بل بالعكس حينما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني والمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا فإن هذا يزيد في قوة منتخبنا وسمعة بلادنا وعليه فمن الغباء أن نفكر بهذه الطريقة ويقال عنا إننا تعمدنا الهزيمة خدمة لمصلحتنا ومصلحة أنديتنا. هل من كلمة حول فريقك ‘'نابولي'' وهل إمضاؤك سيتم قبل 15 جوان القادم؟ — لم ينته الأمر بعد فيما يخص مسألة توقيعي من عدمها، أنا أنتظر حاليا، وقبل هذا أريد حاليا اغتنام فرصة الراحة مع نهاية البطولة واغتنام العطلة لأرتاح وأنسى المجهودات الكبيرة التي بذلتها سواء مع فريقي أو مع المنتخب الوطني، على أن أعود إلى باريس يوم الثلاثاء القادم وبعدها أرى. لكن أنت في ذهنك باق في ‘'نابولي'' أكيد... — ما زلت مرتبطا بعقد مع هذا النادي ولكن لا أعرف كيف ستسير الأمور مستقبلا. هل تريد مواصلة مشوارك مع''نابولي'' أم تغيير الأجواء إلى ناد آخر؟ — طبعا البقاء في ‘'نابولي'' ولم لا التألق أكثر مستقبلا، لأنني في هذا الفريق وجدت راحتي وسنلعب كما تعرف الموسم القادم رابطة أبطال أوروبا، وهذا ما يعني أنني سأكسب خبرة وتجربة كبيرتين. ما الذي تقوله للأنصار في الأخير؟ — أجدد أسفي للشعب الجزائري ولكل من يحب المنتخب الوطني على الخسارة التي كانت لنا في المغرب، وأؤكد لهم أننا كلاعبين تأثرنا كثيرا بالهزيمة ونأمل فقط ألا تتكرر مستقبلا خاصة بالطريقة التي كانت لنا في مراكش