راحت الصحافة الفرنسية أمس وأول أمس تطبل لأحد مدربيها الفرنسيين، وتؤكد اقترابه من تدريب المنتخب الوطني الجزائري خلفا للمدرب المستقيل من منصبه عبد الحق بن شيخة وكانت يومية “ليكيب” على رأس الجرائد والمواقع التي أكدت أن المدرب “بول لوغوين” بات قريبا من الإشراف على “الخضر”، مدعمة خبرها هذا بأن مصدرا موثوقا من الاتحادية الجزائرية أفشى لها هذا السرّ، وهو ما لن يتم ليس لأن مصادرنا الخاصة نفت الخبر فحسب، بل لأن “لوغوين” لا يليق بتدريب منتخب كبير من طينة المنتخب الجزائري. لا تتوفر فيه المعايير التي يطالب بها روراوة وحتى إن حاولنا أن نقتنع بفكرة إمكانية إشراف “لوغوين” على العارضة الفنية للمنتخب الوطني فإننا لن نقتنع في كل الحالات، لا لسبب سوى أن الرجل لا تتوفر فيه المواصفات التي تحدث عنها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة مؤخرا، عندما أكد ضرورة جلب مدرب عالمي كبير يملك ألقابا وتاريخا وسمعة وخبرة في مجال التدريب. سيرة ذاتية ضعيفة للغاية وحتى نطلع القراء على السيرة المتواضعة لهذا المدرب، فإن مشواره التدريبي حديث وحديث جدا، انطلق سنة 1998 بتدريب نادي “ران” المتواضع جدا في فرنسا وقاده إلى غاية 2001، قبل أن يشد الرحال إلى نادي ليون الذي أشرف عليه خلال الفترة الممتدة ما بين 2002 إلى 2005، قبل أن يغيّر البطولة كلية ويتحول إلى نادي غلاسغو رانجيرز الإسكتلندي حيث دربه لموسم واحد (2006/2007)، ومن هناك عاد إلى فرنسا ليدرب الفريق الذي حمل ألوانه يوم كان لاعبا، ألا وهو نادي “باريس سان جرمان” من (2007 إلى 2009)، قبل أن يشرف على أول وآخر منتخب منذ اقتحامه عالم التدريب سنة 2009 بإشرافه على منتخب الكامرون الذي انتهت الحكاية معه في السنة الماضية. ألقاب محلية مع ليون في عز عطائه سيرته المتواضعة التي اكتفى فيها بتدريب منتخب وحيد ألا وهو الكامرون الذي لم يحصل معه على أي شيء رغم ثراء تعداده، تكشف الأرقام فيها أنه اكتفى بعدد قليل من الألقاب، أبرزها الثلاثة ألقاب المتتالية التي توّج بها مع “ليون” خلال سنوات “2003، 2004، 2005”، وهي فترة كان فيها نادي “أولمبيك ليون” في أوج عطائه، إذ كان من السهل على أي مدرب حينها أن يحصد تلك الألقاب مع تشكيلة ضمت “جونينيو، ديارا، أبيدال” وغيرهم، بالإضافة إلى كأس الرابطة الفرنسية مع “باريس سان جرمان” سنة 2008، وعدا ذلك فإن تجاربه مع “ران”، غلاسكو” والكامرون كانت فاشلة. مدرب من طينة “ليبي” أو لا شيء ولا تزال اللجنة التي كلّفتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تستقبل من يوم لآخر عشرات الطلبات من المدربين كي يشرفوا على تدريب “الخضر”، طلبات من مدربين كبار ومغمورين في آن واحد، وهدف كل واحد منهم هو خلافة بن شيخة والتواجد على رأس منتخب يقال أن خزينته مليئة بالأموال، وإن كانت لجنة روراوة ستدرس كافة الملفات من كل جوانبها قبيل اختيار المدرب الأمثل لتدريب “الخضر”، فإن ذات الهيئة عليها أن تدرك أن الشعب الجزائري لن يرضى سوى بمدرب كبير وعملاق كالإيطالي “مارتشيلو ليبي” أو أمثاله من المدربين الكبار الذين تركوا بصماتهم كلاعبين وكمدربين على مستوى الأندية والمنتخبات، لا أن يتم التعاقد مع مدرب بحجم “لوغوين” الذي نفضل شخصيا أن نمنح المهمة لأحد أبناء جلدتنا من المدربين عوض أن يحظى بشرف تدريب منتخب كبير كالجزائر دون أن يفعل شيئا.