قضى لاعبو المنتخب الوطني الأولمبي ليلة بيضاء أول أمس في مدينة شينڤولا الزامبية بعد التأهل الذي حققوه بشق الأنفس أمام المنتخب الزامبي رغم الخسارة بهدفين نظيفي. وانطلقت الأفراح في غرف تغيير الملابس مباشرة بعدما أعلن الحكم عن نهاية اللقاء حيث لم يعبّر اللاعبون عن فرحتهم في أرضية الميدان احتراما لمشاعر لاعبي المنتخب الزامبي وأنصارهم الذين كانوا رياضيين إلى أبعد الحدود، فيما أطلق رفاق معزوزي العنان لأفراحهم مباشرة عند دخولهم إلى غرف الملابس. "هوّلوها" في فندق "بروتيا" والمسبح شاهد وبعد أخذهم للحمام ركب أشبال آيت جودي الحافلة وتواصلت أفراحهم حينها ورغم الإرهاق الشديد إلا أنهم لم يكفوا عن أهازيجهم في الحافلة وفور وصولهم إلى فندق "بروتيا" "هوّلوها" والمسبح شاهد على كل ما قام به خليلي، بدبودة، عنان، دحمان، بولعينصر وبيطام الذين استمتعوا كثيرا، و كما أشرنا إليه في عدد أمس فإن اللاعبين رموا ببعضهم البعض في المسبح بملابسهم بالإضافة إلى رميهم للمدرب آيت جودي من الفرحة وهو الذي تجاوب معهم ولم ينزعج إطلاقا لأنه كان منتشيا بالتأهل حاله حال بقية أعضاء البعثة الوطنية. بقوا منتشين بالتأهل وتحدثوا مطولا عن المباراة هدأت الأوضاع بعد ذلك في الفندق وصعد اللاعبون إلى غرفهم لأخذ قسط من الراحة ثم بعد ذلك تناولوا وجبة العشاء في المطعم الرئيسي للفندق وبقوا يتحدثون مع بعضهم عن اللقاء ومجرياته وأبرز اللحظات التي عاشوها، على غرار الهدف الأول الذي جاء مبكرا بالإضافة إلى إنقاذ معزوزي لرفاقه من الهدف الثالث الذي كان سيكون قاضيا في الوقت بدل الضائع وهم الذين كانوا منتشين بالتأهل التاريخي إلى الدور المقبل ويقتربون أكثر فأكثر من أولمبياد لندن 2012. خليلي، بلايلي، ڤشي وبدبودة حماس منقطع النظير هناك بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين يصنعون الفرجة أكثر من غيرهم ويتعلق الأمر بكل من مدافع شبيبة القبائل سفيان خليلي الذي يُعدّ من بين الركائز ومن بين أقدم اللاعبين في صفوف المنتخب الوطني إلى جانب بدبودة، داود ومعزوزي، فصنع هذا الرباعي فرجة كبيرة في الملعب، الفندق وكذا في الطائرة من ندولا الزامبية إلى جوهانسبورغ، دون أن ننسى ما فعله لاعب نصر حسين داي عقبي وكذا علي ڤشي المعروف بروحه المرحة ولاعب مولودية مولودية وهران يوسف بلايلي مدلل المنتخب بحكم أنه أصغر لاعب في صفوف "الخضر". الحماس تواصل حتى في الطائرة شعر لاعبو المنتخب الوطني ببعض الملل في الصبيحة بعد الإجراءات الأمنية والإدارية وهو ما جعلهم ينتظرون بفارغ الصبر امتطاءهم للحافلة، ولما تمكنوا من ذلك أطلقوا العنان للأفراح ورددوا مطولا "لا لجيري كاليفي" والعبارة الشهيرة "وان، تو، ثري ... فيفا لالجيري" أمام مرأى ركاب الطائرة من مختلف الجنسيات وأبرزهم من الزامبيين ومن جنوب إفريقيا وأعجبوا بالحماس الذي صنعه رفاق عنان وسعيود. الاستفسار عن نتائج المباريات الأخرى في حديث هامشي مع اللاعبين كانوا يحاولون الاستفسار من صحفي "الهدّاف" عن نتائج المباريات الأخرى في هذه التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن عن القارة الإفريقية والاطلاع على نتائج المنتخبات العربية المشاركة في هذه التصفيات، على غرار المنتخب المغربي الذي سبق لرفاق بدبودة أن واجهوه في دورة إتحاد شمال إفريقيا التي جرت شهر ديسمبر من العام الفارط في المغرب وتفوق حينها أشبال آيت جودي بالنتيجة والأداء على المغاربة في ميدانهم، كما استفسروا أيضا عن المنتخب المصري الذي تأهل بدوره إلى دور المجموعات وسيكون متواجد إلى جانب منتخبنا الوطني وكذا المنتخب المغربي وهي المنتخبات العربية التي لا تزال في السباق إلى لندن. ... ومكان إجراء دور المجموعات واستفسر أيضا لاعبو المنتخب الوطني عن مكان إجراء مباريات الدور المقبل لأنها ستكون في بلد معين وستجري على شكل بطولة مصغرة تتأهل منها ثلاثة منتخبات مباشرة إلى أولمبياد لندن 2012، وبعدما علم رفاق مصفار بأنّ تعيين البلد الذي سيحتضن دور المجموعات سيتم عبر القرعة فإنهم تمنوا أن تكون في الجزائر حتى يحظوا بدعم الأنصار ويستفيدوا قدر المستطاع من عاملي الأرض والجمهور لأجل صنع الفارق وتحقيق التأهل إلى الألعاب الأولمبية التي غابت عنها الجزائر لثلاثة عقود. ----------- مأدبة غداء في مقر السفارة في جوهانسبورغ مباشرة بعد الوصول إلى جوهانسبورغ أعلم السفير رئيس البعثة بأنهم مدعوون إلى مقر السفارة الجزائرية في بريتوريا لتناول وجبة الغداء هناك لأنه أقام مأدبة على شرفهم بعد التأهل الذي تمكنوا من تحقيقه وتشريف الجزائر في الخارج، حيث استغل السفير تواجد "الخضر" في جوهانسبورغ ليُعرب لهم عن فخره بما قدموه، فيما كانوا على موعد مع رحلة شاقة أخرى من جوهانسبورغ إلى باريس في الثامنة ونصف من ليلة أمس. سعيود من جوهانسبورغ إلى القاهرة بقي أمير سعيود بمفرده في جوهانسبورغ لمدة نصف ساعة إضافية بعد مغادرة بقية الوفد لأنه كان على موعد مع رحلة من جنوب إفريقيا إلى القاهرة على التاسعة، لكي يلتحق بفريقه الأهلي المصري ويواصل عمله مع هذا النادي الذي تنتظره معه عدة استحقاقات سواء على المستوى المحلي في البطولة أو على الصعيد القاري بالمشاركة في دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا في نفس مجموعة مولودية الجزائر. بلعمري "ميّت بالخوف" في الطائرة خلال رحلة أمس التي تواجدنا فيها مع وفد المنتخب الوطني من مدينة ندولا الزامبية إلى جوهانسبورغ وقفنا على بعض الأمور المضحكة بعض الشيء، على غرار ما حدث مع المدافع بلعمري الذي اتضح أنه "خواف" من الدرجة الأولى ورفاقه "هبّلوه" كثيرا حتى حطت الطائرة في مطار جوهانسبورغ، لكن مخاوفه بقيت نفسها لأنه كان يفكر في الرحلة الطويلة من جوهانسبورغ إلى باريس ومن هناك إلى الجزائر. حكام المباراة في رحلة "الخضر" إلى جنوب إفريقيا مثلما كان عليه الحال في رحلة الذهاب فإنّ الطاقم التحكيمي لمباراة "الخضر" مع زامبيا تنقل في رحلة الوفد الجزائري، وهو ما أثار انتباه اللاعبين الذين تعرفوا على الحكم الرئيسي الذي اقترب من بعض اللاعبين وعاد معهم للحديث عن المباراة وما جرى فيها، فيما استفسر منه البعض عن سبب منحه البطاقة الحمراء ل إبراهيم بدبودة الذين يعتبر ركيزة أساسية في صفوف "الخضر"، لكنه أكده لهم أنّ اللاعب كان يستحقها لذلك طبق عليه القوانين الجديدة ل "الفيفا". بدبودة وداود في موقع "الهداف" للاطلاع على نتيجة تلمسان يتابع لاعبو المنتخب الوطني يوميا وباهتمام مختلف الأخبار الرياضية عبر الموقع الرسمي ل "الهدّاف" عبر الأنترنت، لكن عشية أول أمس كان الاهتمام متزايدا من طرف بعض اللاعبين على غرار بدبودة وداود اللذين تابعا كل صغيرة وكبيرة عن مجريات لقاء مولدية الجزائر مع وداد تلمسان وفرحا كثيرا بعد الفوز المحقق، فيما كان يتابع مصفار باهتمام هو الآخر أطوار مباراة الخروب مع سطيف وكذا خليلي بالنسبة لمولودية سعيدة مع فريقه شبيبة القبائل وتأسف على التعادل في تيزي وزو. --------------- رحلة ماراطونية من زامبيا - جنوب إفريقيا - فرنسا إلى الجزائر و"الخضر" منتظرون صبيحة اليوم بعد انقضاء اللقاء، تنقل لاعبو المنتخب الوطني إلى فندق "بروتيا" أين واصلوا احتفالاتهم دون أن يكترثوا بالإرهاق الشديد الذي كانوا يعانون منه خاصة أولئك الذين شاركوا في المباراة الصعبة للغاية مثلما أكدوا لنا في مختلف تصريحاتهم التي أعقبت اللقاء، وما وقفنا عليه من خلال تواجدنا في فندق المنتخب الوطني فإن اللاعبين لم يناموا إلى غاية ساعة متأخرة من صبيحة أمس فيما كانوا على موعد مع رحلة شاقة من زامبيا إلى جنوب إفريقيا، ومن هناك إلى العاصمة الفرنسية باريس فيما سيكونون على موعد مع رحلة أخرى إلى الجزائر، حيث من المنتظر أن يصل وفد المنتخب الأولمبي إلى مطار هواري بومدين صبيحة اليوم على الثامنة. إرهاق شديد والاستيقاظ على السابعة صباحا هناك من لاعبي المنتخب الأولمبي من لم يناموا كليا بعد اللقاء، وهذا من شدة الفرحة التي غمرتهم والتأهل التاريخي الذي حققوه فيما استسلم البعض الآخر إلى النوم بالنظر إلى الإرهاق الشديد الذي كانوا يعانون منه، كما طلب المدرب آيت جودي من لاعبيه النهوض على السابعة صباحا وبعد نصف ساعة تناولوا وجبة فطور الصباح ثم حزموا أمتعتهم لكروب الحافلة التي كانت في انتظارهم لكي تقلهم من مدينة "شينڤولا" إلى مدينة "ندولا" التي يتواجد فيها المطار. من "ندولا" إلى "جوهانسبورغ" تناول رفاق سعيود وجبة فطور الصباح في ساعة مبكرة وغادروا فندق "بروتيا" بمدينة "شينڤولا" باتجاه "ندولا" التي تبعد ب 130 كيلومترا وهم الذين كانوا على موعد مع رحلة في منتصف النهار إلى جوهانسبورغ فيما تأخرت الرحلة لما يقارب 45 دقيقة وهو ما أشعر اللاعبين ببعض الملل حيث كانوا يريدون مغادرة الأراضي الزامبية في أسرع وقت ممكن والالتحاق بجنوب إفريقيا التي قضوا فيها عشرة أيام كاملة وتعودوا على الأجواء السائدة هنا، فيما جرت الرحلة في أحسن الظروف ووصلوا على أحسن ما يرام إلى أراضي جنوب إفريقيا. بلياسين وبوطاجين سبقا الوفد إلى المطار تنقل منذ الصباح الباكر سكرتير المنتخب بلياسين ابراهيم المعروف بنشاطه وكان بصحبته عضو الاتحادية صالح بوطاجين إلى مطار ندولا لأجل ترتيب كل الأمور الإدارية من دفع جوازات السفر إلى تحضير الوثائق اللازمة وملء استمارات شرطة الحدود الزامبية، وهو الأمر الذي تعود على القيام به بلياسين وبوطاجين في مختلف خرجات المنتخب الوطني والاحترافية التي يتعامل بها هذا الثنائي لأجل أن يكون باقي أعضاء البعثة في أحسن الظروف خاصة أن كل الأمور كانت منظمة. الإجراءات الإدارية أشعرت اللاعبين بالملل رغم أن بلياسين وبوطاجين قاما بكل شيء في مطار ندولا، إلا أن أعضاء البعثة الجزائرية من طاقم فني، لاعبين وإداريين كانوا مجبرين على القيام ببعض الإجراء الإدارية الأخرى التي تتطلب حضور المعنيين بالأمر لأجل الختم بالبصمات على الاستمارات وملء بعض الاستمارات وأيضا أخذ الصور من طرف رجال الشرطة وهي الإجراءات المعمول بها لدى شرطة الحدود الزامبية التي لا تعترف بأي شيء رغم أن الأمر يتعلق ببعثة أجنبية رسمية، فيما أكد لنا اللاعبون أنهم شعروا بالملل من تلك الإجراءات. فور امتطائهم الطائرة أطلقوا العنان للأفراح وبعد الانتهاء من تلك الإجراءات الإدارية شرع الأولمبيون في ركوب الطائرة الواحد تلو الآخر، وفور امتطائهم الطائرة أطلقوا العنان للأفراح وكأن اللقاء انتهى لتوه بحيث احتفل أشبال آيت جودي مطولا في الطائرة حتى طلبت منهم المضيفة الالتزام ببعض الهدوء والجلوس في الأماكن المخصصة لهم لأن موعد انطلاق الطائرة تأخر عن وقته المحدد وهو ما قام به اللاعبون الذين عبروا عن فرحتهم أيضا عند الوصول إلى مطار جوهانسبورغ وهم الذين لا يزالون منتشين بالتأهل إلى الدور المقبل من هذه التصفيات. السفير كان في استقبالهم ب "جوهانسبورغ" ارتاح اللاعبون كثيرا عندما حطت الطائرة في مطار جوهانسبورغ الدولي عقب الرحلة التي جرت في أحسن الظروف ودامت ساعتين بالضبط، بحيث كان الوصول في الثانية والنصف زوالا، فيما كان سفير الجزائر في جنوب إفريقيا بالمطار بحيث استقبل الوفد وهنأ اللاعبين بعد الإنجاز الذي حققوه والتأهل على حساب المنتخب الزامبي ولو بعد الهزيمة في لقاء أول أمس، وأبى السفير إلا أن يدعو البعثة الجزائرية العائدة من زامبيا إلى مأدبة غداء على شرفها وهو ما كان في مقر السفارة ب "بريتوريا". حكم المباراة أكد للاعبين أنه "مربوح عليهم" وكما أشرنا إليه من قبل، فإن حكام المباراة تنقلوا في نفس رحلة المنتخب الوطني من ندولا إلى جوهانسبورغ، وتحدث حكم المباراة الرئيسي روبونت الغابوني مع بعض اللاعبين وعاد معهم لمجريات اللقاء والأخطاء التي أعلن عنها فيما اعترفوا له بأنه كان نزيها إلى أبعد الحدود وأزال كل مخاوفهم بقراراته، ومن جهته فقد أكد لهم أنه "مربوح" على الأندية الجزائرية والمنتخب من خلال إدارته لمباريات مولودية الجزائر في إفريقيا الوسطى وكذا وفاق سطيف من قبل وها هو يدير المباراة التي تمكن "الخضر" فيها من تحقيق تأهل تاريخي إلى دور المجموعات من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012.