في هذا الحوار الشيق يتحدث محمد حنكوش صاحب آخر تتويج لشباب بلوزداد بكأس الجمهورية منذ موسمين، عن فريقه الأسبق وعن المنتخب الوطني، وأبى إلا أن يحلل الأمور من منظوره الخاص نفضل ترككم تكتشفونه... مرحبا «شيخ» كيف حالك؟ الحمد لله ويسرني الحديث معكم. انقطعت أخبارك في الآونة الأخيرة حاليا أنا موجود مع العائلة في معسكر، أخذت قسط من الراحة واستغللت الوضع لإنهاء بعض الانشغالات. وهل تتابع أخبار البطولة الوطنية؟ تابعتها ولو أنني منذ أيام كنت مسافرا لكن عدت مؤخرا، وتابعت بعض المباريات مثل الجولة الأخيرة التي أفرزت عن صراع مرتقب في مؤخرة الترتيب وحتى على المرتبتين الأولى والثانية. وماذا عن فريقك السابق الذي يصارع من أجل المرتبة الثانية؟ شباب بلوزداد يؤدي موسما كبيرا، ولو أنه ضيع فرصة ثمينة أمام اتحاد العاصمة للإنفراد بالمرتبة الثانية، لكن أعتقد أنه بإمكانه الإبقاء عليها بفضل اللاعبين الذين يضمهم، وأصارحك أنني كنت أرغب في حضور ‘'الداربي''، لكنني تراجعت لأنني خشيت أن يتم تأويل حضوري بأن لي نيات أخرى مثلما حدث لي مع أحد الفرق لهذا فضلت عدم الحضور. مباراة الإتحاد عرفت نهاية مؤسفة للرئيس قرباج الذي تعرض للرشق والشتم، ما تعليقك؟ أعتقد أن قرباج له الفضل الأول في النتائج التي حققها الفريق هذا الموسم، وحقق نتائج ممتازة بدليل أن الشباب يحتل المرتبة الثانية، لأن قرباج قام بعمل كبير طيلة السنوات الأخيرة خاصة في الموسم الماضي، حيث كان وراء جلب اللاعبين أمثال ربيح، بورڤبة الهداف ولاعبين آخرين. ربما الحدث في الأيام الأخيرة كان تنصيب المدرب الجديد ل''الخضر'' بوسني حليلوزيتش، ما رأيك في هذا الخيار؟ في الحقيقة كنت دائما ضد خيار المدرب الأجنبي، وكنت أفضل وأشجع المدرب المحلي، لكن مع التطورات الأخيرة أعتقد أن جلب مدرب أجنبي هو الخيار الأفضل حاليا، بغض النظر إن كان الأمر يتعلق ب''حليلوزيتش'' أو شخص آخر. ولماذا غيرت رأيك؟ تعاقب عدة مدربين على المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة ولم يحدث تغيير، وفي ظل النتائج المحققة ربما المدرب الأجنبي سيكون مفيدا من باب التغيير، شرط أن يدرك أنه يشرف على منتخب بلد وعلمه، لكني أعتقد أن المشكل ليس في الناخب بل هناك أمر آخر. هل تعني أن هناك مشكلا آخر أغفله الجميع؟ في اعتقادي المشكل ليس في المدرب في حد ذاته بل في العناصر التي يضمها المنتخب، فهو يضم لاعبين محترفين بالدرجة الأولى ولا يوجد إلا لاعب أو اثنان محليان، وحتى إذا قلنا إنهم محترفون يجب أن نعترف أن جلهم لا يلعبون في فرق كبيرة، مقارنة بالمنتخب المغربي الذي يضم لاعبين من''أجاكس''، ‘'آرسنال'' و''أنتير ميلانو''، لهذا لا أرى أننا نشكل مجموعة بفضل المحترفين والمواجهتين الأخيرتين أثبتتا بأن اللاعب المحلي كان الأفضل. كيف ذلك؟ في مبارتي المغرب ذهابا وإيابا أعتقد أن أحسن عنصر في المنتخب هو لاعب وفاق سطيف لموشية، وأعطى مثالا للاعب المحلي على ضرورة النهوض به والاعتناء به من خلال إنشاء مركز تكوين لاعبين مثلما كان معمول به في السابق، لأنني أفضل لموشية وحاج عيسى على أسماء محترفة وأتمنى أن ينال اللاعب المحلي فرصته لهذا أرى أن المشكل لم يكن في المدرب. هل تعتقد أن حليلوزيتش سيجد صعوبة في إعداد منتخب كبير، وهو الذي أشرف على نجوم كوت ديفوار؟ هذا ما أريد قوله حليلوزيتش أشرف على فرق كبيرة، ولهذا من الوهلة الأولى تبادر إلى ذهني أن أشبهه (يقصد حليلوزيتش) بالطباخ الكبير، المتعوّد على تحضير وجبات ب''الكافيار'' ويعدّ أطباقا شهيرة، ثم تمنحه الخضر وتطلب منه أن يحضر لك ‘'شربة''، فهل سيتمكن من ذلك؟ في اعتقادي هذا هو التشبيه الملائم للناخب الوطني. إذن حسبك أمور كثيرة يجب أن تتغير في المنتخب؟ هذا مؤكد لأن المدرب عليه أن يفرض نظاما داخل المنتخب، سواء من الجانب الفني أو الانضباط للتحكم فيه، لأنه يقال إن ‘'حليلوزيتش'' مدرب صارم ولو أن هناك أمرا لم أفهمه واستغربت له كثيرا. وما هو؟ المدربون السابقون الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني، لم يفرض عليهم مساعدون محليون مثلما يحدث الآن، وهذا ما لم أفهمه لأن الأدهى والأمر أن الجميع يحتج ويؤكد أن الأسماء المقترحة قدمت كثيرا للمنتخب الوطني. هل أنت ضد فرض مساعد أجنبي للناخب الوطني؟ لست ضد الفكرة ولكن لماذا يفرض الآن وليس سابقا؟ وأؤكد لست ضد الأسماء المقترحة ولكن استغرابي من الأشخاص الذين يقولون إن البعض قدم كثيرا للمنتخب الوطني، ونسي أن المنتخب هو الذي قدم له الكثير في مشواره لاعبا. تابعت مباراة المغرب فما تعليقك على الخسارة برباعية؟ يوم المباراة كنت مسافرا لكن وقع الخبر كان شديدا علي، ولما شاهدت الأهداف لاحقا تأثرت كثيرا ولم أصدق، ولكن بعدها ذكرتني الطريقة التي لعبنا بها بمدرب وطني سابق قال إن طريقة لعبي على الرقم 10، وهو سر نجاحه مع فريق أشرف عليه وتوج معه، يحدث هذا في وقت تعتمد الفرق العالمية على اللعب الجماعي والدليل أندية مثل برشلونة، ريال مدريد، وحتى ‘'أليكس فيرڤيسون''لا يبني لعبه على لاعب واحد. يعني أنه يجب أن يعاد النظر على طريقة اللعب؟ في منتخبنا يجب أن يعاد النظر في أمور كثيرة سواء من حيث طريقة اللعب، لأننا نملك لاعبا لا يسأم من الاحتفاظ بالكرة، ولو كنت الناخب لطلبت منه الاحتفاظ بها حتى في بيته وعندما يسأم يعيدها لأنه نسي أنه يوجد 11 لاعبا، أما الأمر الثاني فأعتقد أن بعض اللاعبين مطالبون بمراجعة تصرفاتهم وهيأتهم، لأن ما حدث في المونديال الأخير آلمني كثيرا. ماذا تقصد؟ عندما ظهر لاعبونا في المونديال من الوهلة الأولى، يخيل لك أنهم في مسابقة أحسن حلاقة ولم يذهبوا لتمثيل الجزائر ويحملون العلم الوطني، حتى أن بعض اللاعبين في حفلات وأمام ضيوف رسميين تمنيت لو يظهروا ببدلة رسمية وليس ب ‘'تيشرت وجينس''. كلمة أخيرة... أتمنى أن يوافق الناخب الجديد مع ‘'الخضر'' وأن تمنح الفرصة للاعب المحلي، لأن لموشية أثبت عن وجود المادة الخام في البطولة المحلية.