نشرت : المصدر جريدة الشروق الأحد 19 مارس 2017 10:17 أكدت رئيسة مخبر بالمدرسة التطبيقية بباريس، فاني كولونا، أن عدم تمكن الثقافة الفرنسية من النفوذ إلى العمق الجزائري، وتوقف العملية الاستعمارية في الجزائر، مردهما إلى الكتاتيب القرآنية، إذ أنها رسخت مفاهيم أساسية ورؤية كونية في الصغار لم تتمكن البرامج الاستعمارية من القضاء عليها. نشرت جمعية العلماء المسلمين، خلاصة دراسة أنجزتها الباحثة الفرنسية فاني كولونا، بعنوان "الآيات التي لا تقهر"، للاستدلال بضرورة الإبقاء على المدارس القرآنية، بعد التسريبات التي تشير إلى إمكانية "استحواذ" وزارة التربية عليها، من وزارة الشؤون الدينية، كخطوة أولى للتخلي عنها نهائيا. وحسب الدراسة التي أعدتها فاني كولونا، وهي رئيسة مخبر بالمدرسة التطبيقية بباريس، فإن أكبر خطإ وقع فيه الاستعمار الفرنسي إبان وجوده بالجزائر، هو السماح للكتاتيب القرآنية والزوايا بالتعليم القرآني، فالاستعمار لم يقدرها حق قدرها. وعلقت جمعية العلماء المسلمين بطريقة تهكمية على مسعى الوزيرة بن غبريط لتحويل وصاية المدارس القرآنية إليها بالقول: "يبدو أن ما لم يحققه الاستعمار الفرنسي خلال وجوده بالجزائر، تريد الوزارة تحقيقه بعد الاستقلال". وأحدثت المراسلة التي بعث بها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بداية الشهر الجاري، إلى مديري القطاع عبر الولايات، تخوفا من "إغلاق" المدارس القرآنية، حيث نصت المراسلة "لقد تناهى إلى علم المفتشية العامة أن بعض مؤسسات التعليم القرآني، تقوم بالتعليم التحضيري من دون استيفاء الإجراءات القانونية لمثل هذه العملية، وعليه يتوجب عليكم: موافاتنا بالمدارس أو الأقسام القرآنية، وإحصاء المدارس والأقسام التي حصلت على الرخصة الرسمية لمباشرة هذا التعليم، والمؤهلات العلمية للقائمين على العملية، وهل يتقاضى المؤطرون منحة"، وحددت المراسلة تاريخ 30 مارس للرد على الاستفسارات، مع ملاحظة "وإننا إذ ننبه إلى خطورة فتح أقسام تحضيرية من دون تنسيق مسبق مع الوصاية على حساب التعليم القرآني". لكن وزير القطاع، وفي منشور مطول على صفحته في "فايس بوك"، سارع إلى نفي الأخبار المتداولة، وكتب يقول "أشعر بواجب تطمين مئات الآلاف من تلاميذ هذه المدارس القرآنية الجالسين على الحصير أو على طين الأرض أو على كراس حديثة، أن مدارسهم ستستمر في استقبالهم.... وأطمئن مئات معلمات ومعلمي القرآن الكريم، أن مدارسهم ستبقى مفتوحة فيها واجبهم المهني والرسالي". وطمأن عيسى، المحسنين الذين بنوا مدارس الجزائر القرآنية، بالقول "إن المدارس التي بنوها صدقات جارية لن تتوقف عن رسالتها ولن تتغير عن صفتها"، وطمأن أيضا إطارات القطاع في كل مستويات المسؤولية أن هذه المدارس القرآنية ستبقى تحت مسؤوليتهم ولن تتحول إلى أي سلطة أخرى وطنية أو أممية.