نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الأحد 06 أغسطس 2017 12:54 تشهد معظم المناطق الفلاحية الرعوية بولاية البيض، هذه الأيام، حركة غير عادية من خلال توافد الكثير من مربي المواشي والتجار وسماسرة السوق من مختلف ولايات الوطن على شراء قطعان الماشية، تحسبا لموعد عيد الأضحى المبارك، وذلك من خلال إطلاق عملية تسمين المواشي باستعمال "الفينسيو" المادة المستعملة لتسمين الدجاج. ويكشف مجربون أن مادة "الفينيسيو" لها مفعول سريع وجد فعال في نفخ الماشية وتغيير مظهرها خلال أسابيع فقط، حيث يقبل محترفو سوق الماشية على انتقاء الكثير من رؤوس الغنم ذات السلالات الرفيعة من حيث الوزن ووضعها بالإسطبلات لتسمينها تحضيرا لاكتساح الأسواق قبيل حلول مناسبة العيد. عملية التسمين التي تسبق عملية البيع، تتم بوضع الماشية داخل الإسطبلات "الزرائب "وتوفير كل ضروريات التسمين السريع لها بإعداد علف محلي يعد بديلا لتغذية المواشي عن العشب الطبيعي الذي فقدته جل المراعي بمناطق الولايات السهبية أمام موجة الجفاف التي حلت بالجهة. ووفق المعطيات المتوفرة- حسب السيد مولاي أحد كبار الموالين بالجهة- فإن عملية التسمين تسهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي التي تعرف سنويا مستويات غير مسبوقة تشمل النعاج، والكباش، والماعز. من جهة أخرى، يرجع عدد من تجار الماشية تأثر الأسعار إلى موجة الجفاف الذي قضى على جزء مهم من القطعان من خلال بيع الماشية بالجملة لأجل الإبقاء على الزمر الأخرى علاوة عن غلاء الأعلاف التي تباع في الوقت الحالي بنحو 3000 دج للقنطار بالأسواق، وكذا جلب صهاريج المياه. ويتوقع سماسرة السوق الذين يتفننون في رفع الأسعار أن يصل سعر الكبش إلى 7 ملايين سنتيم والحولي إلى 35 ألف دج، والنعجة إلى 26 ألف دج. وفي السياق ذاته، يعرف سوق بوقطب الذي يعد ثاني أكبر سوق ماشية في الجهة الغربية، ككل حركة غير عادية سببها جشع الموالين الذين يريدون تعويض نفقات مصاريف العلف والماء والتلقيح والنقل برفعهم أثمان ماشيتهم دون مراعاة ضوابط السوق ومشاعر المواطنين المقبلين على أداء هذه السنة النبوية الشريفة، بالاعتماد على عمليات بيع وشراء سريعة وظرفية في عين المكان، حيث يقوم السماسرة بشراء المواشي من الموالين ومربي الخراف بأثمان ويقومون ببيعها إلى سماسرة آخرين بأسعار أخرى. وقد تستمر عملية السمسرة لتتجاوز ثلاثا إلى أربع تعاملات لتصل إلى المستهلك غالية ومرتفعة ما يجعله عاجزا غير قادر على شرائها، بل والأغرب من ذلك أن هؤلاء البارونات ينتظرون أمام مدخل السوق يسترقون النظر لعلّ وعسى يعثرون على صفقة العمر من بعض الفلاحين ومربي الغنم الذين يجلبون مواشيهم بغرض تسويقها في هذا الفضاء التجاري الشهير فيشترونها منهم ليعيدوا تسويقها بثلاثة أضعاف ثمنها، وهو ما دفع بكبار التجار من ولايات المسيلة وتبسة وسطيف إلى التوجه مباشرة إلى شراء الماشية من الموالين مباشرة دون واسطة.