نشرت : المصدر جريدة الشروق" الجزائرية الاثنين 30 أكتوبر 2017 11:14 توافد مئات الطلبة، الأحد، على المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة قادمين من مختلف ولايات الوطن، للتسجيل في اختبار كفاءة اللغة الفرنسية تحضيرا لتقديم ملف تأشيرة للدراسة بالخارج، لكن الموعد تحول إلى فوضى وطوابير، مع تسجيل اغماءات، بسبب تدافع العدد الهائل للمترشحين الذين لم يسعهم المركز الثقافي وشكلوا طوابير امتدت إلى الشارع المحاذي للمركز. لم يكن المشهد عاديا، الأحد، أمام مقر المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، والذي اعتاد مرتادوه على الإستفادة من خدماته فيما يخص التكوين في الفرنسية أو الولوج إلى المكتبة، أو اختبار الكفاءة في اللغة الفرنسية المطلوب في ملفات الفيزا الخاصة بالدراسة في الخارج والذي يقترحه المركز في شكل دورتين سنويا، حيث كانت المواعيد تسير بشكل عادي منذ سنوات على الموقع الإلكتروني أو حتى بالتسجيل داخل المركز، لكن اللافت أمس هو العدد الهائل للطلبة الراغبين في الهجرة للخارج لإكمال الدراسة. في مشهد عادة ما نراه بالقرب من سفارة فرنسا أو مركز منح التأشيرة الذي غالبا ما يعج بالراغبين في الحصول على "فيزا شنغن"، جعل الفضوليين الذين كانوا بالقرب من المكان يعلقون بالقول "الهربة من البلاد دفعتهم لذلك". وعرفت مداخل الشارع المحاذي للمركز الفرنسي الثقافي، تعزيزات أمنية بعدما تحولت إجراءات التسجيل إلى فوضى واحتجاجات عارمة بعد غلق باب المركز بسبب الاكتظاظ وكثرة الطلب، خاصة أن عدد كبير من المترشحين فضلوا قضاء الليلة بالشارع الذي يضم المركز، فمن كل الولايات قدموا من تيزي وزو، بجاية، بويرة، الجلفة، البليدة.. منهم من خاض المغامرة بمعية رفاقه ومنهم من قدم برفقة والديه لصغر سنه ولبعد المسافة لغرض التسجيل في اختبار الكفاءة في اللغة الفرنسية والذي يقدمه المركز مقابل مبلغ مالي قدره مليون سنتيم.
مترشحون باتوا في العراء.. وآخرون قطعوا مسافات طويلة"الشروق" وخلال تواجدها بمحاذاة المركز التقت بعدد من المترشحين، حيث قالت لنا إحدى الطالبات من العاصمة بأنها قدمت منذ الساعة 6.30 لأجل التسجيل في ا بعدما تم تجميد التسجيلات على الموقع الإلكتروني، لكنها تفاجئت بهول الطوابير، وأضافت "أنا أدرس ماستر وأفكر في إكمال دراستي بفرنسا وللحصول على الفيزا يجب علي أن أرفقها بشهادة الكفاءة في اللغة الفرنسية" وتابعت "هذه الشهادة عبارة عن اختبار يقوم به المركز مرتين في السنة وتكون الامتحانات في شهر ديسمبر". وأكدت طالبة أخرى بأنها حضرت من البليدة صباحا ولم تتمكن من الدخول، لتقول "في الصباح تمكن حوالي 200 شخص من الدخول والتسجيل، لكن بعدها حدثت فوضى واختلطت الطوابير لتخرج مديرة المركز وتقرر رفض استقبال الطلبة حيث وجهتنا للموقع الإلكتروني". الاختبار يمليون سنتيم.. وطلبة بشعار "الهربةتسلك"وحضر "ماسينيسا" بمعية رفقائه من تيزي وزو، ليقول "نهضت على الساعة الثالثة صباحا لأصل على الثامنة وفي الأخير لم أتمكن من الدخول" وأضاف "أردت الذهاب لكندا لإكمال دراستي، لكن الفيزا تتطلب اختبار الكفاءة في اللغة الفرنسية" أما زميله فقال "الأوضاع جعلتني أفكر في الهجرة إلى فرنسا لإكمال الدراسة أحسن من البقاء للمجهول" فيما اعتبرت طالبة اخرى بأن غلق الموقع الالكتروني هو الذي تسبب في الفوضى، مشيرة إلى أن التسجيلات كانت تتم عبر الموقع بشكل عادي، وأضافت بأن فتح التسجيلات اليوم دون تحديد الآجال جعل الكثيرين يتوافدون في نفس اليوم على المركز. تنظيم العملية عبر الترتيب الأبجدي للألقاب في أربع أفواج هذا، وقد حاول أعوان الأمن بالمركز بمساعدة عناصر الشرطة التحكم في التنظيم، قبل أن يقرر المركز الثقافي الفرنسي احتواء الوضع، وتنظيم العملية عن طريق تمديد الآجال وتقسيم المترشحين، وفي بيان للمركز الفرنسي أعلن عن رزنامة للتسجيل بداية من اليوم على الساعة 8.30 صباحا حتى 16.30، وعلى مدار الأسبوع، حيث تم تقسيمهم حسب الترتيب الأبجدي للألقاب، فالطلبة الحاملون لألقاب تبدأ بحروف "A.B.C.D.E" هم معنيون بالتسجيل اليوم، فيما يتم استقبال الطلبة الذين تبدأ أسماؤهم ب"F.G.H.I.J.K" غدا، فيما تخص التسجيلات يوم الأربعاء الطلبة "L.M.N.O.P.Q" ، فيما تكون آخر مجموعة يوم الخميس وتخص الطلبة الذين تبدأ أسماءهم ب"R.S.T.U.V.W.X.Y.Z". وطالب المركز الفرنسي المعنيين باحترام الرزنامة لضمان حسن سير التسجيلات وتفادي الانزلاقات التي حصلت مع بداية عملية التسجيل، حيث تم تجنيد عدد هائل من الموظفين لاستيعاب الكم الهام من الطلبة.