نشرت : الخميس 01 مارس 2018 18:23 يقول تعالى في آيةٍ عامةٍ تربوية " يوصيكم الله في أولادكم ". يا محب ، أتمنى أن لا تترفع عن سماعِ كلمةٍ تضافُ لثقافتك في تربيتك لأطفالك . وديننا هو دينُ العلمِ والمعرفةِ في كلِ جوانبِ الحياة قال الله لنبيه " وقل رب زدني علماً ". 1- الأطفال والإشباع العاطفي . إن الحنانَ والرحمةَ والعاطفة من أهم العطاءات التي يحتاجها الطفل . ويمكنك منحه إياها عبر تقبيله بين الوقت والآخر . صرِّح له وقل أنا أحبك . ولا تخجل من ذلك فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يأخذ بيد معاذ ويقول : والله إني لأحبك . امسح على رأسه بلطف وليشعر بحنانك من خلالِ مرورِ أصابِعك عليه . قد ترى هذه المعاني غريبة ولكنّ طفلَك يشعر أنه يملك الدنيا حينما تعطيه عواطفكَ الصادقة . 2- أطفالُنا وتصحيحِ الخطأ . ليس هناك طفلٌ لا يخطيء ، فهو طفلٌ لا يدرك الصواب والخطأ في تصرفاته وقد يدركُ ثم يرتكبُ الخطأ . إن تصحيحَ الخطأ يجبُ أن يكون برفقٍ وتعليمٍ وليس بالضربِ والقسوةِ ورفع الصوت . قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً ادخل عليهم الرفق". وقال صلى الله عليه وسلم : "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه". إن بعض الآباء يمارسُ الضربَ الجسدي بشكلٍ عجيب وما علم هذه بخطورةِ فعله ، إن خطورةَ العقابَ الجسدي من عدةِ نواحي : أ- قد يؤدي إلى أن يكونَ طفلك عدوانياً . ب- وقد يؤثرُ على نفسيته مما يجعلهُ يشعرُ بالخوفِ منك . أيها الأب ، قد يؤجلُ العقاب ، وقد يكونُ لفظي وليس جسدي ، وقد يكونُ العقاب هو حرمانه من شيء ترفيهي . ومن ناحيةٍ أخرى فإن تركَ الطفلَ يخطيءُ بلا توجيه ولا تأديب فهذا خطأٌ تربوي آيضاً . 3- من الخلل التربوي : الوعودُ المستمرة للأطفال " إذا فعلتَ كذا فلك كذا " لأن هذا يجعله يبحثُ عن النفعِ المادي لكلِ فعلٍ يمارسه . نعم نحن ندعو للتحفيز والتشجيع ولكن ليس بشكلٍ دائم . يجب أن يتربى الطفل على أن يعملَ أشياءَ لنفسه أو في خدمة أهله وليس لذلك مقابل إلا التربيةَ على المبادرةِ فقط. 4- العناية بصحة الطفل وسلامته . إن بعض الآباء يكثرُ من شراءِ الوجباتِ السريعةِ للأطفال بحجة أنهم في نزهة أو من باب تغيير الروتين اليومي . وهذا فيه نظر فإن الإكثارَ من الوجباتِ السريعة لها أضرارٌ وخيمة صحياً وتسببُ السمنة ، وكذلك المشروبات الغازية ، ومن سلبياتها أنها تُعودُ الأطفال أن لايأكلوا من أكل البيت . ومن تجربتي فإني أضعُ سلةَ الفواكه في صالةِ البيت والغالب أن أطفالي يمرون عليها كل فترة وتنتهي خلالَ أيامٍ قليلة . ولاشك أن الفاكهةَ بأنواعها أفضل من الوجبات الخارجية ومن المشروبات الغازية . وهنا نؤكدُ على دورِ الأم في صنع الطعام لأسرتها وإضافةِ الجوِ الجميل على طعامِ البيتِ من خلالِ تجهيزِ الطعامِ المرغوبِ لهم . ولابد من تعويدِ الأطفال المشاركةَ في إعداد الوجبات وخاصةً البنات . وهذا لا يعني تحريمَ أو منعَهم من الوجباتِ الخارجية ، ولكن نقلل منها بقدر المستطاع . 5- ومن المهمات تربوياً : عدمُ تركِ الأطفال على الأجهزةِ الذكية أو القنواتِ المخصصةِ للأطفال لفترات طويلة. نعم كلنا نتركهم ، ولكن البعض يتركهم لعدة ساعات . لقد أشرفتُ على عشراتِ الحالات للأطفال الذين أصيبوا بمرض التوحد وكان السببُ كما حكى لي آباءهم هو تركهم لساعاتٍ طويلة أمام قنوات الأطفال . ومرض التوحد هو : اضطرابٌ يُلاحظ على الطفل في سن مبكرة ويؤثر على نموه العقلي والجسدي والاجتماعي .