وزير الاتصال يشدد على تعزيز الإعلام المؤسساتي لمجابهة مضامين ترمي إلى المساس بصورة الجزائر    مشروع قانون الأوقاف: النواب يثمنون المشروع ويدعون لتسريع تطبيق مضامينه    ترياتلون/كأس افريقيا المفتوحة : الجزائر تشارك بستة عناصر بتيبازة    المديرية العامة للضرائب: تمديد أجل اكتتاب التصريحات السنوية للنتائج إلى غاية 1 يونيو    طيران الطاسيلي تنال للمرة الثامنة شهادة "إيوزا" الدولية الخاصة بالسلامة التشغيلية    سعداوي يؤكد التزام الوزارة بدعم ومرافقة المشاريع والأفكار المبتكرة للتلاميذ    وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل أمام البرلمان الأوروبي للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية    استثمار اجتماعي: سوناطراك توقع عدة اتفاقيات تمويل ورعاية    وهران : الطبعة الأولى للمهرجان الوطني "ربيع وهران" من 1 الى 3 مايو المقبل    توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني    بنو صهيون يستهدفون النازحين في غزّة    الأمم المتحدة: 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بغزة منذ منتصف مارس الماضي    مزيان يُشرف على تكريم صحفيين    اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وجهاً لوجه    إرهابيان يُسلّمان نفسيهما للسلطات العسكرية    وزارة التربية تلتقي ممثّلي نقابات موظفي القطاع    والي العاصمة يستعجل معالجة النقاط السوداء    منارات علمية في وجه الاستعمار الغاشم    معارك التغيير الحضاري الإيجابي في تواصل    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    نرغب في تعزيز الشراكة مع الجزائر    اجتماع بين زيتوني ورزيق    بن سبعيني يمنح برشلونة رقما استثنائيا    مؤامرة.. وقضية مُفبركة    تراث الجزائر.. من منظور بلجيكي    سوناطراك توقّع مذكرتين بهيوستن    الوزير الأول, السيد نذير العرباوي, ترأس, اجتماعا للحكومة    نثمن عاليا هذه المبادرة التي "تجسدت بعد أن كانت مجرد فكرة    الجزائر قامت ب "خطوات معتبرة" في مجال مكافحة الجرائم المالية    في اختتام الطبعة ال1 لأيام "سيرتا للفيلم القصير    تواصل هبوب الرياح القوية على عدة ولايات من البلاد    فرنسا تعيش في دوامة ولم تجد اتجاهها السليم    "صنع في الجزائر" دعامة لترقية الصادرات خارج المحروقات    الجزائر تنتهج آليات متعدّدة لمجابهة الاتجار بالبشر    التكنولوجيات الرقمية في خدمة التنمية والشّمول المالي    استبدال 7 كلم من قنوات الغاز بعدة أحياء    اجتماعات تنسيقية لمتابعة المشاريع التنموية    الرياضة الجوارية من اهتمامات السلطات العليا في البلاد    آيت نوري ضمن تشكيلة الأسبوع للدوريات الخمسة الكبرى    السوداني محمود إسماعيل لإدارة مباراة شباب قسنطينة ونهضة بركان    عين تموشنت تختار ممثليها في برلمان الطفل    الطبخ الجزائري يأسر عشاق التذوّق    نافذة ثقافية جديدة للإبداع    بومرداس تعيد الاعتبار لمرافقها الثقافية    مشكلات في الواقع الراهن للنظرية بعد الكولونيالية    أيام من حياة المناضل موريس أودان    صناعة صيدلانية : قويدري يتباحث مع السفير الكوبي حول فرص تعزيز التعاون الثنائي    صادي يؤّكد ضرورة تفعيل الرياضات المدرسية والجامعية    كأس الجزائر : "سوسطارة" بشق الأنفس, وتضرب موعدا في النهائي مع ش بلوزداد    سانحة للوقوف عند ما حققته الجزائر من إنجازات بالعلم والعمل    حجز الرحلات يسير بصفة منظمة ومضبوطة    التنفيذ الصارم لمخطط عمل المريض    20 رحلة من مطار "بن بلة" نحو البقاع المقدسة    فتح رحلات الحجّ عبر الأنترنت    ما هو العذاب الهون؟    عربٌ.. ولكنهم إلى الاحتلال أقرب!    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفكير في “المونديال” على أنه “فرصة العمر” يؤثر سلبيا اللاعبين... “الشحن السلبي” يُهّدد نجوم المنتخب والإستنجاد بنفسانيين أصبح ضروريا
نشر في الهداف يوم 04 - 05 - 2010

بعكس معظم المنتخبات المشاركة في كأس العالم القادم، فإن أخبار المونديال في الجزائر هي أحوال المصابين والمهّمشين من ركائز المنتخب الوطني بالدرجة الأولى، فلا صوت يعلو عن جديد مراد مغني ونذير بلحاج في عيادة “أسبيطار” القطرية، أو وضعية كريم زياني مع فريقه فولفسبورغ الألماني، بالتساؤل مطلع كل أسبوع “هل شارك زياني؟”.
هي الحقيقة المؤسفة التي بتنا نعيشها قبل الحدث الجزائري الأبرز منذ بداية هذا القرن. المونديال على الأبواب ومشاكل “الخضر” تتزايد ولا تحلّ، لكن الجميع يتأمل في نجوم المنتخب الوطني من أصحاب الإمكانات المشهود لها كي يُسكتوا المنتقدين ويردّوا على كل الإساءات بالبرهنة على أرض الواقع، كل هذا ممكن ومتوقع تقريبا مع العقلية الجزائرية الرافضة لكل تهميش. بيد أن هذه الحالة قد يترتب عنها عوارض سلبية، نفسية بالدرجة الأولى يخّلفها الشحن السلبي للاعبين.
الضغوط فاقت كلّ الحدود وقد تؤثر كثيرا في “الخضر”
مغني، زياني، حليش، بلحاج، مطمور، منصوري وعنتر يحيى كلهم ذاقوا هذا الموسم ولو بجرعات متفاوتة من كأس التهميش لسبب واحد، هو تلبيتهم لنداء الوطن ومشاركتهم مع المنتخب الوطني في تصفيات المونديال أو بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، فمباشرة بعد عودتهم من موعد دولي إلى فرقهم إلا ويُحّولون مباشرة إلى كرسي البدلاء حتى وإن كان الاستحقاق ضمن أجندة “الفيفا” ولا يتعارض مع برنامج الأندية. وهنا يكمن صلب المشكلة التي يتخبط فيها لاعبونا المحترفون في أعلى مستوى أوروبي، فرغم كل الخبرة التي يملكونها في سجلاتهم، إلا أن التهميش فاق الحدود ودفع معظمهم إلى التفكير في كيفية يردّون بها على مدربي أو مسؤولي أنديتهم، وبالتأكيد لن تكون أفضل ولا أبلغ من التألق في المونديال القادم حتى يخطفوا أنظار فرق أخرى أكبر وأعلى مستوى.
تربص سويسرا لأجل رفع لياقة اللاعبين وتخفيف شحنتهم النفسية
يعود اختيار الناخب الوطني لمرتفعات “كرانس مونتانا” في سويسرا إلى معاناة لاعبيه البدنية بما أن جلهم خارج الخدمة مع الأندية، أو مصاب ويخضع لعلاج مكثف. فالتحضير في ارتفاع كبير عن مستوى سطح البحر لن يُفيد النخبة الوطنية فقط في التعوّد على المناخ السائد في جنوب إفريقيا، وإنما أيضا لرفع لياقة اللاعبين البدنية خاصة أنها في حالة متدهورة. ومثلما أكدته مصادر خاصة في وقت سابق، سيلجأ سعدان إلى إخضاع لاعبيه لبرنامج بدني مكثف خلال أول أسبوع من تربص سويسرا يهدف أساسا إلى رفع معدّلات اللياقة، وبالنظر إلى حالة التدهور تلك قد تكون المشكلة أكبر إذا ما تمّ إهمال الجانب النفسي للاعبين بالتركيز فقط على العمل البدني، وقد يستمرّ الشحن السلبي خاصة أن الطاقم المشرف على “الخضر” لا يضم طبيبا نفسانيا مختصا.
سعدان مُطالب بالإستعانة بطبيب نفساني قبيل “المونديال”
سبق للمدرب الوطني رابح سعدان أن رفض الحديث عن استقدام مختص نفساني للانضمام إلى الطاقم الفني، الإداري والطبي للفريق الوطني، وقال سعدان في هذا الصدد لبرنامج “فيب” على قناة “الجزيرة الرياضية“ شهر سبتمبر الماضي: ‘'لست بحاجة إلى مختص نفسي في الفريق لأن كلّ الأمور من الناحية النفسية تضبط من قبل أعضاء الطاقم الفني، لأنه يوجد أربعة مساعدين يعملون أيضا على الجانب النفسي، وعليه فلسنا بحاجة إلى طبيب نفسي في الفريق”. لكن الآراء التي طالبت سعدان حينها بضمّ طبيب نفسي كانت تهدف إلى تجاوز الضغط الناجم عن اقتراب مواجهات الحسم للتأهل إلى المونديال (قبل مواجهتي رواندا ومصر)، في حين أن الظرف الحالي يتجاوز مجرّد رفع المعنويات المعتاد من المدربين والمساعدين، كون الإشكال مطروحا في إمكانية تغلب الدافع الشخصي للاعب على الدافع الوطني بتمثيله لبلد بأكمله، وهي وظيفة المختصين، مما قد يدفع سعدان إلى تغيير رأيه والاستعانة بأخصائي نفساني مثلما قرّر تدعيم الطاقم الطبي.
مخططات الرجل الأول في “الخضر” بين المُتاح والظروف الصعبة للاعبين
غموض شديد يكتنف الخطة التكتيكية التي سيعتمدها سعدان في المونديال
قبل 39 يوما عن بداية العرس الكروي العالمي الذي سيقام لأول مرة على الأراضي الإفريقية وتحديدا في جنوب إفريقيا، لا يزال الشارع الجزائري يتطلع لكل صغيرة وكبيرة تخص كتيبة “الخضر” من قائمة اللاعبين المدعوين للتربص القادم إلى الخطة التي سينتهجها المدرب سعدان والتي أصحبت حديث العام والخاص لأنها ستحدّد بنسبة كبيرة الأسماء التي سيعتمد عليها المدرب في مواجهاته أمام سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
العودة إلى (3-5-2) واردة، خاصة أمام سلوفينيا التي تعتمد على الهجمات المعاكسة
ويبقى الأهم في منافسة من حجم كأس العالم هو تحقيق الفوز في أول مباراة بغض النظر عن الأداء حيث من المرجح أن يعتمد المدرب سعدان على خطة (3-5-2) في أول مواجهة أمام المنتخب السلوفيني خاصة في ظل تأكد غياب المدافع المتألق نذير بلحاج عن المباراة، وذلك لعدة أسباب أبرزها غياب ظهير أيسر حقيقي بعد التخلي عن بابوش وغياب بلحاج وهو ما يفرض على المدرب الاعتماد على لاعب رواق أيسر الذي يمكن للاعب سانتندار المتعدد المناصب لحسن أن يشغله (سبق أن لعب عدة مواجهات كظهير في البطولة وكأس إسبانيا) والأمر نفسه بالنسبة لوسط ميدان “ليتشي” والوجه الجديد ل”الخضر” جمال مصباح الذي قد يعتمد عليه سعدان على الجهة اليسرى، ويبقى احتمال الاعتماد على لاعب وفاق سطيف مترف واردا في حالة حصوله على الفرصة بينما سيكون الاعتماد في الجهة اليمنى على نجم بوروسيا مونشنڤلادباخ كريم مطمور الذي سبق أن شغل هذا المنصب في التصفيات، وهي الخطة الأنجع أمام منتخب سلوفيني يعتمد على التكتل في الخلف والانطلاق في هجمات معاكسة على الطرفين.
(4-5-1) لا تلقى الإجماع وتحتاج إلى مهاجم قنّاص
أمّا الاحتمال الثاني الذي يوجد على طاولة سعدان فهو الاعتماد على خطة (4-5-1) التي لعب بها “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا أمام منتخب كوت ديفوار والمنتخب المصري والتي تتحول في حالة الهجوم إلى (4-3-3) بغرض الزيادة العددية على الطرفين، لكن هذه الخطة تبدو نوعا ما مستبعدة لعدة اعتبارات أولها عدم وجود النجاعة الكافية التي يحتاجها “الخضر” في مثل هذه المباريات، أما العامل الثاني فهو غياب مهاجم قناص باستثناء زياية الذي يلعب كرأس حربة، لكنه يفتقد إلى التجربة الكافية ورفض حتى الدعوة، أما بقية المهاجمين فيلعبون في أنديتهم خلف قلب الهجوم على غرار مطمور، غزال وحتى جبّور الذي تحوّل إلى صانع ألعاب، وهو ما يجعل فرص الاعتماد على هذه الخطة ضئيلة لكنها قد تكون الأنفع أمام منتخب إنجليزي يملك وسط ميدان وهجوم ناري ويلعب كرة قدم مباشرة تحتاج إلى إيقافه والدفاع أمامه بعيدا عن منطقة العمليات.
(4-2-2) الأكثر إتزانا، لكن غياب زياني ومغني عن المنافسة يجعل تطبيقها صعبا
وبالنظر إلى مباريات المنتخب الوطني السابقة يمكن القول إنّ الخطة الأنسب له في الوقت الحالي هي (4-4-2) التي تعد الأكثر اتزانا وتعتمد على مسترجعين للكرة ولاعبي خط وسط ميدان هجومي، وإذا كان وسط الميدان الدفاعي يعتبر قوة “الخضر” في الوقت الحالي نظرا للأسماء التي يضمها على غرار يبدة، منصوري ولحسن بالإضافة إلى الوجه الجديد ڤديورة فإن الشق الهجومي يبقى اللغز المحير في الوقت الحالي، فمع ابتعاد نجم لازيو مراد مغني عن المنافسة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا وتهميش زياني الذي لم يلعب رفقة فولفسبورغ سوى نصف ساعة طيلة ثلاثة أشهر يبدو الاعتماد عليها صعبا، ومع ذلك فإن عدة لاعبين مرشّحون لشغل هذا المنصب على غرار عبدون، الشاذلي، قادير وأسماء أخرى قد تكون مفاجأة سعدان.
كل شيء متوقف على مواجهتي إيرلندا والإمارات والمفاجأة تبقى واردة
وقبل الدخول في التربص التحضيري في 13 من الشهر الحالي بمرتفعات “كرانس مونتانا“ السويسرية قبل التوجه إلى مدينة دبلن في 27 لمواجهة المنتخب الأيرلندي، ينتظر أن يكشف الناخب الوطني نهار اليوم قائمة 30 لاعبا الذين سيخوضون التربص، وهي القائمة التي ستزيل الستار عن الكثير من خبايا التشكيلة التي سيعتمد عليها سعدان في المونديال والخطة التي سينتهجها، وبقراءة في تصريحاته السابقة التي أكد فيها أن الأسماء التي سيعتمد عليها ستفاجئ الجمهور الجزائري يمكننا الجزم بأن الناخب الوطني يملك فكرة عن النهج التكتيكي الذي سيعتمد عليه في النهائيات والذي قد يحمل في طياته مفاجأة كبيرة، لكنه يحتاج إلى تجريبه فقط من خلال المواجهتين القادمتين أمام كل من أيرلندا والإمارات لمعرفة قدرة اللاعبين على التجاوب معه ومدى جاهزيتهم له قبل انتقاء 23 لاعبا الذين سيكون لهم شرف تمثيل الجزائر والعرب في أول مونديال إفريقي.
--------
نبيل معلول (المدير التقني السابق للمنتخب التونسي):
“لو كنت مكان زياني سأبقى في ألمانيا لأن مستواه يسمح له باللعب في أي ناد هناك”
“روراوة محق في ضم كل لاعب يراه قادرا على منح الإضافة إلى المنتخب الجزائري... وتجربته تُحفّز المغرب أكثر منّا في تونس“
كيف هي أحوالكم، سيد معلول؟
على أحسن ما يرام ويسعدني دائما الحديث معكم ككل مرة، أنا هنا للإجابة عن أسئلتكم دون أي مشكل.
هل لنا أن نطرح عليكم بعض الأسئلة الخاصة بمنتخبنا الوطني؟
لا يوجد أي مشكل.
أأنت على إطلاع بآخر مستجدات الكرة الجزائرية؟
صدقوني أني أكتفي بمطالعة ما يُكتب في الإعلام الجزائري عبر شبكة الإنترنيت، حيث أحاول في كل مرة أن أكون ملمّا بما يحدث في تشكيلة زميلي سعدان. على العموم، أعلم أن عملا كبيرا ينتظره خصوصا وأن كأس العالم على الأبواب والتحضير لها يتطلب تضامن الجميع من مسؤولين، لاعبين وحتى أنصار، بما أن الجزائر هي الممثل الوحيد للعرب والمغاربة في المونديال القادم، ما يجعل المسؤولية ثقيلة على المنتخب الجزائري المطالب بمشاركة قوية.
على ذكر المشاركة الجزائرية، البعض يرى أن المشاكل التي يعاني منها بعض لاعبينا من إصابات ونقص منافسة قد يؤثر في المنتخب، هل من تعليق حول هذه النقطة؟
في حقيقة الأمر، كثُر الحديث عن مشكل الإصابات في الآونة الأخيرة في كل المنتخبات العالمية وليست الجزائر فقط، كما أن ما حصل مع الفرنسيين في 2002 دليل آخر على أنه يجب عدم توقع أي سيناريو مسبق، حيث كان الجميع يرشح زملاء زيدان للتتويج بكأس العالم، إلا أن مشكل الإصابات حال دون ذلك، ما يعني أن الركائز تبقى مهمة في أي منتخب أو ناد.
وهل تظن أن التربص القادم للمنتخب الجزائري في سويسرا سيسمح للمدرب سعدان بتغطية مشاكل نقص المنافسة؟
لا أظن ذلك، لأن نقص المنافسة لا يغطيه إلا المنافسة ذاتها، بمعنى أن المباريات الودية قبل أيام قليلة من نهائيات كأس العالم ستكون مفيدة كثيرا ومن كل الجوانب وأخشى أن لا يكون التربص الذي سيقيمه المنتخب الوطني الجزائري كافيا لمعالجة هذه النقطة، بالإضافة إلى هذا، أرى أن تواريخ “الفيفا” في حد ذاتها مشكل عويص لنا، بما أنها تقيد المنتخبات والمباريات الودية أصبحت معدودة ولا يمكنها أن تغطي نقص المنافسة لدى بعض لاعبيكم في الفترة الحالية.
إذن يمكن القول إن الأمور ستكون صعبة على الجزائر نوعا ما؟
يجب أن لا نغفل أن إرادة اللاعب الجزائري وحبه للإنتصار ستكون مفيدة جدا، هذه الذهنية كثيرا ما صنعت الفارق في العديد من المناسبات كما أن الإنسجام الحاصل بين عناصر التشكيلة الجزائرية سيكون مفيدا لها، حيث تأكدت من ذلك من خلال المواجهات التي لعبها لاعبوكم مع بعضهم البعض منذ 2005، والتي شهدت نقلة نوعية في مستوى لاعبيكم، الأمر الذي يُحسب على القائمين على المنتخب الجزائري.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة على كريم زياني باعتباره أحد ركائز المنتخب الوطني، حيث يعاني كثيرا، الأمر الذي دفعه للتفكير في مغادرة ناديه الحالي فولفسبورغ نحو وجهة أخرى، ما هي النصيحة التي تقدمها له؟
لكي أكون صريحا معكم، لا يمكنني في أي حال من الأحوال أن أضع نفسي مكان زياني، لأنه لاعب محترف وكل كلمة قالها يبقى مسؤولا عنها. لا أرى سببا يجعلني أحشر نفسي ويجب احترام قراره، لكن لو كان بيدي أن أقدم له نصيحة، أدعوه لأن يتريث قليلا قبل أن يقرر مغادرة ناديه الحالي وهذا لعدة اعتبارات.
هل يمكن أن نعرفها؟
زياني غني عن كل تعريف وأنا أعرف جيدا الوجه الذي ظهر به في الأندية التي لعب بها، إنه يملك إمكانات بدنية وفنية لا بأس بها، وبالنظر إلى طريقة لعبه فإني أرى أن بقاءه في “البندسليغا” سيكون مفيدا له من كل الجوانب، صحيح أنه يعاني مع ناديه الحالي، لكن لا أشك مطلقا في أنه قادر على فرض نفسه مع أي فريق كان في ألمانيا دون أي مشكل، أنصحه أن لا يفقد الأمل لأن كأس العالم المقبلة فرصته لكي يظفر بأحد العقود في ناد محترم يُنسيه مشاكله الكثيرة هذا الموسم.
ما رأيك كمسؤول في الإتحادية التونسية لكرة القدم في مساعي روراوة لاسترجاع اللاعبين الجزائريين الذين يملكون جنسية مزدوجة؟
في البداية، أقول إني لا أشك مطلقا في حنكة وخبرة روراوة في مجال التسيير، على هذا الأساس أرى أنه محق في جلب أي لاعب يراه قادرا على منح الإضافة للمنتخب الجزائري ولا يهم إن كان قد لعب في السابق في الأصناف الصغرى للمنتخب الفرنسي أو لا، لأن ما يهم في الأول والأخير أنهم جزائريون كغيرهم. أبارك مبادرة روراوة التي تستحق التشجيع وما الخطوة العملاقة التي قطعها المنتخب الجزائري إلا دليل قاطع على أن هناك رجالا يعرفون مصلحة الكرة في الجزائر الشقيق.
ألم تشجعكم مبادرة روراوة أنتم في تونس من أجل جلب اللاعبين الذين يتألقون حاليا في أوروبا على غرار مهاجم شتوتغارت سامي خضيرة ولاعب مرسيليا حاتم بن عرفة؟
—في البداية، يجب أن تعلموا أني تنقلت شخصيا لملاقاة اللاعبين اللذين ذكرتهما في كل من ألمانيا وفرنسا على التوالي، لكن لم ألمس فيهما رغبة في الانضمام إلى المنتخب التونسي وكلامهما معي جعلني أتيقن بأنهما فصلا نهائيا في وجهتهما فالأول اختار المنتخب الألماني والثاني الفرنسي، بالإضافة إلى كل هذا أرى أن قانون مزدوجي الجنسية يخدم الشقيقة المغرب أكثر منّا ومن الجزائر على حد سواء.
كيف ذلك؟
تونس لا تملك لاعبين نشطوا في منتخبات أخرى في الأصناف الصغرى، لأن أغلب لاعبي المنتخب التونسي نشطوا محليا قبل أن يغادروا إلى الدوريات الأوروبية، لهذا السبب يمكنني القول إن المغرب هي المستفيد الأكبر من هذا القانون بما أنها تملك جالية كبيرة في المهجر وإمكانية استفادتها من لاعبين موهوبين في أقوى الأندية الأوروبية يبقى واردا إن استطاع المسيرون في المغرب الشقيق ضمان هؤلاء اللاعبين.
قبل أن نختم، هل أنت متفائل بالمشاركة الجزائرية في المونديال أمام منتخبات مجموعتها؟
جد متفائل، لعلمكم فإني واثق بأن العالم سيرى المنتخب الجزائري الذي طالما أبلى البلاء الحسن في كل مشاركاته، كما حصل مؤخرا في دورة أنغولا الفارطة، حين أبان لاعبوكم عن كل مواصفات المنتخب المحترم الذي يجب الحذر منه كثيرا... مع ضمان تحضير جيد في التربص الذي يسبق دورة جنوب إفريقيا يمكن القول إن كل الأمور ستسير في صالح أشبال سعدان الذي أتمنى له حظا موفقا ويبرهن من جديد أنه صاحب التحديات الصعبة.
في الأخير، لا نشك مطلقا في أن الجزائر ستلقى الدعم من الأشقاء “التوانسة”؟
كالعادة، لأننا كنا دائما وراء أشبال سعدان في كل المنافسات التي لعبوها وخاصة في اللقاء التصفوي الشهير أمام المنتخب المصري، وعليه سيكون كل “التوانسة” بجانب إخوانهم الجزائريين في المونديال، وبالرغم من أنه لا يمكنني أن أتكلم نيابة عن البقية، إلا أنني متأكد من أن كل التونسيين سيكونون بجانب لاعبي المنتخب الجزائري بفعل العلاقات التي تربطنا مع بعضنا البعض على مر التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.