أكد بن قونية، دكتور بمستشفي «مصطفى باشا الجامعي»، أنه لو نصبت خلايا اليقظة الصحية بالجزائر لما تم تسجيل ندرة في الدواء ولما عاشت الجزائر الأزمة الخانقة، مضيفا أنه قد تم استصدار قرار تنصيب هذه الخلايا بيد أنها لم ترى النور لغاية اليوم على أرض الواقع ولم تجسد الفكرة فعليا من قبل المصالح المسؤولة كما عرض الدكتور بن قونية خلال تنشيطه صبيحة أمس ندوة نقاش بمنتدى «المجاهد» عرضا مفصلا حول وضع الأمراض الوبائية في الجزائر، وقد كشف ذات البروفيسور عن تسجيل 1300 حالة إصابة بداء الكوليرا هذه السنة، كما كشف ذات المحاضر عن تسجيل ما بين 10 إلى 14 حالة بداء الكلب، مرجحا وجود حالات أخرى غير مصرح بها، معتبرا ذلك بالخطير قائلا «إنه لمن المؤسف أن الجزائر لا تزال تسجل حالات الإصابة بداء الكلب، خاصة أن هذا الوباء الخطير يعد مميتا ولا يتوفر علاجه لغاية اليوم، والحل الوحيد لتفاديه هو الوقاية عن طريق التلقيح والسيروم المضاد للوباء، كما أنه يعد أول لقاح اكتشف في تاريخ البشرية، وما زاد الطين بلة في الجزائر هو ندرة اللقاحات والسيروم في الجزائر الأمر الذي من شأنه زيادة عدد حالات الإصابة المسجلة». ونبه ذات المختص بأنه لو كانت اللقاحات والأدوية متوفرة في الجزائر لما تم مواجهة هذه المشاكل كلها، وانتشار الأوبئة وزيادة عدد المصابين بها. من جهة أخرى، أثار عبد الوهاب بن قونية موضوع الخدمة المدنية التي يلزم بها الأطباء المقيمون، حيث أكد ذات المتحدث أن المقيمين لديهم الحق في الإنتفاضة ضد الخدمة المدنية قائلا «إن الخدمة المدنية لم تحل كامل المشاكل المطروحة في قطاع الصحة والتي من المفروض أن تحلها، بل ساهمت في حل البعض منها، إذ أنها تعتبر سلاحا ذو حدين فإن لم تكن موجودة لتم إيجاد حل وتزويد هذه المناطق الجنوبية والمعزولة بأطباء مختصين». وعرض ذات البروفيسور بعض المقتطفات من المرافعة التاريخية لوزير المالية السابق، عبد اللطيف بن اشنهو، أثناء اللقاء الأورو متوسطي المنعقد في التاسع من أفريل من سنة 2005 بالجزائر والتي جاء فيها عرض للوضعية الصحية وأهم مشاكلها كالظروف السيئة للممارسة الطبية والتكفل الضعيف بالأمراض الثقيلة (السرطان، القصور الكلوي، الصدمات المتعددة الناجمة عن الحوادث وبالأمراض المزمنة )، الضغط الدموي ومضاعفاته للقلب والشرايين، السكري ونتائجه الوخيمة، التعب العصبي، (عودة بروز الأمراض المرتبطة بالفقر)، السل، الأمراض المتنقلة عن طريق الماء، إلتهابات الكبد وندرة الأدوية.