نشرت : المصدر موقع "الشروق" الجزائري السبت 15 ديسمبر 2018 10:48 تسببت موجة الاضطرابات الجوية، التي ضربت عديد الولايات في اليومين الماضيين، في وفاة ثلاثة أشخاص، قضوا في حوادث سير، سببها سوء الظروف المناخية، التي تسببت كذلك، في تشريد عشرات العائلات، وقطع طرق حيوية. كما سجلت أولى التساقطات الثلجية لهذا الموسم بمناطق في وسط وغرب البلاد. وأدى تهاطل الأمطار خلال ال24 ساعة الماضية على ولاية عين الدفلى، إلى وفاة شخصين في حادثي مرور، حيث بلغت الكمية المتساقطة 25 ملم مصحوبة برياح شديدة السرعة. وأسفرت التقلبات الجوية ببلدية زدين عن انقلاب جرار على سائقه بمنطقة "أولاد الجيلالي" حيث توفي صاحبه البالغ من العمر 38 سنة. كما تسبب الظروف المناخية، في انحراف سيارة من نوع "شوفروليه أفيو" عن الطريق الولائي رقم 42 بمنطقة "واقناي" ببلدية جليدة، ما أدى إلى انقلابها، حيث أسفر الحادث عن وفاة امرأة تبلغ من العمر 33 سنة وتعرض راكبين آخرين يبلغان من العمر 32 و57 سنة لإصابات خطيرة. وإلى ذلك عرفت مدينة العامرة انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. كما تسببت الثلوج المتساقطة ليلة الخميس، بالمنطقة المسماة لقرمي، بالطريق الرابط بين بلديتي البيض وبوعلام، في حادث اصطدام سيارة أجرة كانت قادمة من بوعلام بحافلة لنقل المسافرين من ولاية سطيف، ما أدى إلى مقتل أربعيني، وإصابة 3 ركاب بجروح متفاوتة الخطورة. وأرجعت مصادرنا سبب الحادث، إلى صعوبة الرؤية والأرضية الزلجة بسبب تساقط الثلوج، وكذا إلى صعوبة المنحدر. وبغرب البلاد دائما، تسببت الأمطار المتساقطة والمصحوبة برياح هوجاء اجتاحت منطقة سعيدة، منذ ليلة الخميس الفارط، إلى غاية فجر أمس السبت، في انهيار سقف مسكن قديم يقع بحي عمروس، ونفس الحادثة استهدفت سقف منزل آخر بحي المحطة بوسط مدينة سعيدة، وحسب مصدر من مديرية الحماية المدنية بسعيدة، فإن الحادثين خلفا خسائر مادية، تمثلت في إتلاف جزء من أثاث المسكنين. وتسببت الأمطار المتساقطة، خلال 24 ساعة الأخيرة، والمصحوبة برياح قوية في ولاية غليزان، في ارتفاع منسوب بعض الوديان، على غرار مجرى وادي ارهيو المحاذي لشمال شرق مدينة عمي موسى، مع حدوث بعض الاضطرابات في حركة المرور. وقد اجتاحت السيول العديد من المنازل في بعض المناطق، كما شهد الطريق الوطني رقم 90 شللا في حركة المرور، وذلك بعد فيضان وادي قنطرة البقر. عشرات العائلات في العراء وأحدثت الأمطار المتساقطة ليلة الخميس إلى الجمعة، حالة طوارئ قصوى بالبليدة، حيث سجل انجراف للتربة وسقوط جزئي للحجارة عبر الطريق الوطني رقم 1، الرابط بين الشفة والمدية على مستوى النفق الثاني، عند النقطة الكيلومترية 62. كما انهار منزل مكون من طابقين يعود للحقبة الاستعمارية بحي باب الزاوية في البليدة، وارتفع منسوب المياه عبر عدد من الأودية، على غرار وادي بني عزة، ما أدى لانهيار عدد المنازل، ووجدت عشرات العائلات نفسها في العراء. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي كانت مصحوبة برياح قوية الجمعة بتيبازة، في تعطيل حركة المرور على مستوى العديد من الطرقات، كما غمرت السيول الجارفة كثيرا من الأحياء السكنية وخصوصا منها الفوضوية، كما عرفت أغلب مدن الولاية انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. ويعدّ الطريق الوطني رقم 11 من أكبر الطرقات تضررا، حيث تعطلت به حركة المرور على مستوى عدة نقاط وخصوصا في جزئه الرابط بين مدينتي بواسماعيل وتيبازة. فيما تسبب سقوط شجرة في وسط مدينة عين تقورايت في شل حركة المرور. وشهد الطريق الوطني رقم 67 الرابط بين مدينتي حجوط والقليعة وضعية مماثلة. كما شهدت عدة مدن فيضانات عارمة وتسرب المياه إلى المنازل. وعرفت معظم بلديات البويرة بداية من فجر أمس، تساقط كميات كبيرة من الأمطار وصلت إلى 40 ملم. فيما عادت الثلوج إلى مرتفعات تيكجدة وديرة التي اكتست الوشاح الأبيض بعد فترة من الصحو والصفاء. وكانت كميات الأمطار المتساقطة، لاسيما مع منتصف النهار، سببا في تحول العديد من الشوارع إلى برك مائية جراء انسداد البالوعات وتراكم المياه، مثلما هو الشأن بعاصمة الولاية والأخضرية. بدورها شهدت ولاية باتنة، ليلة الخميس إلى الجمعة، أولى تساقطات الثلوج على المرتفعات الجبلية مع تسجيل انخفاض حاد في درجة الحرارة، لأول مرة خلال هذا الموسم. وغطت الثلوج جهات من الأوراس الغربي مثل كوندورسي ومارخا وبلديات علي النمر وحيدوسة وصولا إلى مرتفعات وادي عوف. فقدان شاب في فيضانات بالمدية جرفت مياه وادي المالح غربي بلدية الربعية بالمدية، بعد ظهر الجمعة، الشاب "م. م" 28 سنة، حين كان بصدد اجتياز الوادي على مستوى حي موسى. وباشرت الحماية المدنية، عمليات بحث واسعة عن الشاب، الذي تفيد مصادرنا أنه مصاب باضطرابات نفسية، وإلى غاية كتابة هذه السطور، لم يتم العثور عليه. وكانت المدية، شهدت انقطاع عديد الطرقات جراء سيول الأمطار، على غرار الطريق الوطني رقم 01، على مستوى منطقة وادي اعطلي. كما قطع فيضان وادي حربيل غرب الولاية، الطريق المؤدية إلى عين الدفلى.وفي عاصمة الولاية، غمرت المياه عديد الأحياء ما شل حركة السيارات والراجلين على حد سواء. إلغاء رحلات بحرية وطوارئ بالمدن حوادث "قاتلة".. طرقات مغلقة وتدخلات بالجملة تسببت التقلبات الجوية في قطع العديد من الطرق الوطنية والولائية، كما تسببت كمية الأمطار المتساقطة خلال ال24 ساعة الماضية، في انزلاق العديد من المركبات وحوادث مرور خطيرة، كما "غرقت" عدة منازل ومؤسسات عمومية مع شل حركة المرور في عدة مناطق. حذرت مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية الخميس، وحسب ما جاء في خريطة اليقظة من اضطراب جوي يمس المناطق الساحلية والقريبة منها، وحذرت ذات الجهة من زخات مطرية قوية تفوق ال30 ملم وتكون رعدية أحيانا مع هبوب رياح قوية، كما أفادت نشرية خاصة لذات المصالح أن رياحا قوية ستهب على ولايات النعامة، البيض، الأغواط، تيارت، الجلفة، المسيلة، بسكرة. بالمقابل، تسبب تساقط الثلوج حسب ما سجلته مصالح الدرك والحماية المدنية، في شل الحركة على مستوى الطريقين الوطنيين رقم 15 و33 الرابطين بين تيزي وزو والبويرة بأعالي قرية أسول ببلدية أيت بومهيدي، كما تسببت الثلوج المتساقطة بولاية تيزي وزو، في شل الحركة أيضا على مستوى الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين تيزي وزو والبويرة بمنطقة فج تيروردة. وأدت الثلوج المتهاطلة بولايات سطيف، المدية، المسيلة، برج بوعريريج والبيض إلى قطع عدد من الطرقات الوطنية وشل تام لحركة المرور، فيما تسببت الرياح القوية في عدة حوادث، مع انزلاق العديد من المركبات وحوادث مرور خطيرة، كما "غرقت" عدة منازل ومؤسسات عمومية مع شل حركة المرور في عدة مناطق، على غرار ما حدث بالجزائر العاصمة وبالضبط بمحاذاة جامع كشاوة بالقصبة، كما أدت كمية الأمطار المتهاطلة ببعض أحياء الدرارية وباب والوادي إلى انفجار قنوات صرف المياه، ما تسبب في قطع الطرق الثانوية وشل حركة المرور. وتدخلت عناصر الحماية المدنية أمس، بعدة مناطق بولاية البليدة لإخراج مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة منذ ليلة الخميس والتي تسربت إلى المنازل في عدة مناطق على غرار واد العلايق في المكان المسمى وادي قرقور، وتدخلت نفس المصالح بمنطقة "حوش الريش" ببلدية وادي العلايق وبن عاشور ببلدية البليدة والمنطقة الصناعية بخزرونة التي سجلت أيضا ارتفاعا لمنسوب المياه ودخوله إلى عدد من المنازل، حيث تم إخراجها منها، من جهة أخرى شهد الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شفة والحمدانية بولاية المدية انجرافا للتربة وانهيارا للحجارة ما تسبب في غلق جزئي للطريق. كما عرفت حركة النقل البحري تأجيل عدة رحلات كانت مبرمجة يوم الخميس 13 ديسمبر، نحو عدة وجهات دولية، بسبب التقلبات الجوية، حسب ما أفادت به المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين. ويتعلق الأمر بتأجيل انطلاق باخرة "طارق ابن زياد" من الجزائر نحو مارسيليا وباخرة "الجزائر 2″، من مدينة وهران نحو مدينة اليكانت "اسبانيا"، وتأجيل رحلة "طاسيلي 2" القادمة من مرسيليا إلى ولاية سكيكدة. "سياناما" يطلق صيغا جديدة والتعويض سيكون خلال أسبوع 700 مليار لضحايا الفيضانات.. وتأمين عائلات الفلاحين ب20 دينار يوميا! كشف الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي "سياناما"، شريف بن حبيلس عن تأمين جديد للفلاحين الصغار، يتضمن دفع اشتراكات تصل إلى 7 آلاف دينار سنويا، أو ما يوازي 20 دينار يوميا، تمكنهم من الاستفادة من تعويضات في حال الكوارث، إضافة إلى تأمين زوجات وأبناء الفلاحين، فيما أعلن أن الفيضانات والأمطار الغزيرة التي أضرت بالفلاحين والمربين منذ شهر جانفي المنصرم كلفت الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي 700 مليار سنتيم. وقال بن حبيلس ل"الشروق" إن مدة تعويض الفلاحين ومربي المواشي لا تتجاوز 10 أيام في أقصى حالاتها، حيث استفاد الفلاحون من تعويضات تعادل 7 ملايير دينار، ويتعلق الأمر بفيضانات الشتاء والصيف والربيع، مشيرا إلى أن الفلاحين المؤمنين فقط المعنيون بالتعويض، بعد استلام تقرير الخبرة وإيفاد الخبير، الممثل للشركة التي يترأسها، لمعاينة الخسائر، كما أكد أن نسبة التأمين اليوم تعادل 28 بالمائة من إجمالي الفلاحين المتواجدين في الجزائر، وهي نسبة مرشحة للارتفاع بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، في ظل الكوارث التي تشهدها الجزائر في كل مرة، والتي عرفت تفاقما مؤخرا. ويطرح الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي عدة صيغ لتأمين الفلاحين والمربين، حيث يتيح عقد التأمين لهذه الفئة الاستفادة من التعويضات في فترة أسبوع عبر تسليمهم الصكوك المالية اللازمة، وهو ما يمكن الكثير منهم من معاودة النشاط ومواصلة الإنتاج وينقذهم من دائرة الإفلاس، لاسيما خلال السنوات الأخيرة التي عاشت خلالها الجزائر فيضانات وحرائق وثلوجا وبردا ورياحا، مشددا على أن التأمين لدى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي لا يقتصر فقط على تعويض الفلاحين عند الكوارث والحوادث، وإنما أيضا يكفل الصندوق قيام أعوانه بزيارات ميدانية للمزارع لمعاينة ظروف العمل ومرافقة الفلاحين. وقال بن حبيلس إن هدف "السياناما" يكمن في عدم إحراج الفلاح بعد تكبده خسائر كبرى، وحتى لا يلجأ هذا الأخير للقروض لإعادة بدء مساره الإنتاجي في حال أي كوارث يعرفها قطاع الفلاحة، فبإمكانه الاستعانة بالصك الذي يستلمه من قبل الصندوق للعودة للنشاط في ظروف عادية وبعيدا عن الخسائر، وللرفع من مردوديته في قطاع الفلاحة.