تسببت موجة الاضطرابات الجوية، التي ضربت عديد الولايات في اليومين الماضيين، في وفاة ثلاثة أشخاص، قضوا في حوادث سير، سببها سوء الظروف المناخية، التي تسببت كذلك، في تشريد عشرات العائلات، وقطع طرق حيوية. كما سجلت أولى التساقطات الثلجية لهذا الموسم بمناطق في وسط وغرب البلاد. وأدى تهاطل الأمطار خلال ال24 ساعة الماضية على ولاية عين الدفلى، إلى وفاة شخصين في حادثي مرور، حيث بلغت الكمية المتساقطة 25 ملم مصحوبة برياح شديدة السرعة. وأسفرت التقلبات الجوية ببلدية زدين عن انقلاب جرار على سائقه بمنطقة "أولاد الجيلالي" حيث توفي صاحبه البالغ من العمر 38 سنة. كما تسبب الظروف المناخية، في انحراف سيارة من نوع "شوفروليه أفيو" عن الطريق الولائي رقم 42 بمنطقة "واقناي" ببلدية جليدة، ما أدى إلى انقلابها، حيث أسفر الحادث عن وفاة امرأة تبلغ من العمر 33 سنة وتعرض راكبين آخرين يبلغان من العمر 32 و57 سنة لإصابات خطيرة. وإلى ذلك عرفت مدينة العامرة انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. كما تسببت الثلوج المتساقطة ليلة أول أمس، بالمنطقة المسماة لقرمي، بالطريق الرابط بين بلديتي البيض وبوعلام، في حادث اصطدام سيارة أجرة كانت قادمة من بوعلام بحافلة لنقل المسافرين من ولاية سطيف، ما أدى إلى مقتل أربعيني، وإصابة 3 ركاب بجروح متفاوتة الخطورة. وأرجعت مصادرنا سبب الحادث، إلى صعوبة الرؤية والأرضية الزلجة بسبب تساقط الثلوج، وكذا إلى صعوبة المنحدر. وبغرب البلاد دائما، تسببت الأمطار المتساقطة والمصحوبة برياح هوجاء اجتاحت منطقة سعيدة، منذ ليلة الخميس الفارط، إلى غاية فجر أمس السبت، في انهيار سقف مسكن قديم يقع بحي عمروس، ونفس الحادثة استهدفت سقف منزل آخر بحي المحطة بوسط مدينة سعيدة، وحسب مصدر من مديرية الحماية المدنية بسعيدة، فإن الحادثين خلفا خسائر مادية، تمثلت في إتلاف جزء من أثاث المسكنين. وتسببت الأمطار المتساقطة، خلال 24 ساعة الأخيرة، والمصحوبة برياح قوية في ولاية غليزان، في ارتفاع منسوب بعض الوديان، على غرار مجرى وادي ارهيو المحاذي لشمال شرق مدينة عمي موسى، مع حدوث بعض الاضطرابات في حركة المرور. وقد اجتاحت السيول العديد من المنازل في بعض المناطق، كما شهد الطريق الوطني رقم 90 شللا في حركة المرور، وذلك بعد فيضان وادي قنطرة البقر. عشرات العائلات في العراء وأحدثت الأمطار المتساقطة ليلة الخميس إلى الجمعة، حالة طوارئ قصوى بالبليدة، حيث سجل انجراف للتربة وسقوط جزئي للحجارة عبر الطريق الوطني رقم 1، الرابط بين الشفة والمدية على مستوى النفق الثاني، عند النقطة الكيلومترية 62. كما انهار منزل مكون من طابقين يعود للحقبة الاستعمارية بحي باب الزاوية في البليدة، وارتفع منسوب المياه عبر عدد من الأودية، على غرار وادي بني عزة، ما أدى لانهيار عدد المنازل، ووجدت عشرات العائلات نفسها في العراء. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي كانت مصحوبة برياح قوية أمس بتيبازة، في تعطيل حركة المرور على مستوى العديد من الطرقات، كما غمرت السيول الجارفة كثيرا من الأحياء السكنية وخصوصا منها الفوضوية، كما عرفت أغلب مدن الولاية انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. ويعدّ الطريق الوطني رقم 11 من أكبر الطرقات تضررا، حيث تعطلت به حركة المرور على مستوى عدة نقاط وخصوصا في جزئه الرابط بين مدينتي بواسماعيل وتيبازة. فيما تسبب سقوط شجرة في وسط مدينة عين تقورايت في شل حركة المرور. وشهد الطريق الوطني رقم 67 الرابط بين مدينتي حجوط والقليعة وضعية مماثلة. كما شهدت عدة مدن فيضانات عارمة وتسرب المياه إلى المنازل. وعرفت معظم بلديات البويرة بداية من فجر أمس، تساقط كميات كبيرة من الأمطار وصلت إلى 40 ملم. فيما عادت الثلوج إلى مرتفعات تيكجدة وديرة التي اكتست الوشاح الأبيض بعد فترة من الصحو والصفاء. وكانت كميات الأمطار المتساقطة، لاسيما مع منتصف النهار، سببا في تحول العديد من الشوارع إلى برك مائية جراء انسداد البالوعات وتراكم المياه، مثلما هو الشأن بعاصمة الولاية والأخضرية. بدورها شهدت ولاية باتنة، ليلة الخميس إلى الجمعة، أولى تساقطات الثلوج على المرتفعات الجبلية مع تسجيل انخفاض حاد في درجة الحرارة، لأول مرة خلال هذا الموسم. وغطت الثلوج جهات من الأوراس الغربي مثل كوندورسي ومارخا وبلديات علي النمر وحيدوسة وصولا إلى مرتفعات وادي عوف.