نشرت : المصدر موقع "الشروق" الجزائري السبت 09 فبراير 2019 15:06 تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببلدية سيدي عمار في عنابة مساء الخميس، من توقيف الجناة الذين اعتدوا على الطالب الزيمبابوي ورفيقه، وتسبّبوا في مقتله متأثرا بجراحه العميقة، بعد ساعات طويلة قضاها في مستشفى الحجار بذات الولاية. وكشفت المعلومات المتسرّبة من التّحقيق، أنّ الجناة هم ثلاثة شباب يبلغون من العمر 18، 19 و20 سنة على التوالي، اعترضوا طريق الطالب الزيمبابوي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وطعن أحدهم الضحية بعد أن ثبّته الآخران، فكانت الطعنة التي تلقاها الضحية على مستوى عضلة الجزء السفلي من الساق غائرة وأدت إلى نزفه دما كثيرا. وقد لاذ المعتدون بالفرار وتركوا الضحية مع صديقه وهو طالب من نفس الجنسية، غارقا في دمائه واستغرق الأمر ساعة كاملة ليتلقى الإسعاف وينقل إلى مستشفى الحجار، أين مكث هناك 20 ساعة قبل أن يتوفى. وقد اتصل بصديقه وطلب منه إيصال رسالته وكلماته الأخيرة إلى والديه وإخوته وعائلته في بلده، ولم يكن يعلم أنه في لحظاته الأخيرة بين الموت والحياة. وكشف مصدر أمني مطلع، أنّ الجناة ينحدرون من حي القرية بسيدي عمار، وقد اعترفوا خلال استجوابهم بالجريمة التي اقترفوها بسكين، واعترفوا أنّ الفاعل الرئيس هو الشاب البالغ 20 سنة من العمر، لكونه هو من أقدم على طعن الضحية الذي قاومه بعد أن رفض تسليم هاتفه النقال للجناة، كما تم استرجاع أداة الجريمة من أحد البيوت الفوضوية في منطقة القرية. وكان والي عنابة، قد استقبل زملاء وأصدقاء الضحية وعددا من الطلبة الدوليين المنحدرين من عدة دول إفريقية صديقة ومن دول عربية وآسيوية، بمقر الولاية، مؤكدا سعي السلطات إلى القبض على الجناة ومعاقبتهم وعلى حماية كل الطلبة الأجانب مثلهم مثل الجزائريين، معتبرا ما حدث فعلا إجراميا معزولا لن يتكرّر. مع العلم أن جامعة عنابة تستقبل 600 طالب دولي، ويعتبر قطب سيدي عمار الذي يحتضن التّخصصات العلمية والتكنولوجية قبلة للعديد من الطلبة الأجانب من جنسيات إفريقية وعربية. يذكر أن الطالب المقتول يدعى ندودزو بروسبير، يبلغ من العمر 25 سنة، سافر للدراسة إلى جامعة عنابة ضمن تعاون بين البلدين في 2013، فباشر دراسة الهندسة الميكانيكية، ثم تحوّل لدراسة الهندسة الكهربائية، ولم يزر موطنه بسبب البعد وأيضا غلاء التذكرة منذ 2015، وكان ينتظر بأحر من الجمر تخرجه في شهر جوان القادم، بتسلم شهادته الجامعية، ويغادر إلى موطنه لمباشرة العمل، كما جاء في شهادات زملاءه للشروق، وكان يقول دائما بأنه ضحى بتعليمه الأنجلوفوني، كما هو الحال لكل الزيمبابويين؟ وتعلم اللغة الفرنسية من أجل الدراسة في الجزائر، وقد وجد الأفارقة في جامعة عنابة تضامنا منقطع النظير من زملائهم الجزائريين الذين اعتبروا المساس بأي طالب مهما كانت جنسيته هو مساس بهم، ترجمته بيانات غالبية المنظمات الطلابية.