نزلت مولودية الجزائر مساء أمس في مطار قرطاج الدولي بعد رحلة دامت ساعة وعشر دقائق من الجزائر نحو العاصمة التونسية حيث وصل أبناء المدرّب الجديد عبد الحق بن شيخة في ظروف جيّدة، وكانت الرّحلة في المستوى، إذ تمكن اللاعبون من نسيان التأخر الحاصل في الجزائر. تسهيلات بالجملة في المطار لم يمكث وفد المولودية طويلا في المطار، فقد وجد كل التسهيلات الإدارية والجمركية التي سمحت لأعضائه بالمرور بسهولة كبيرة عبر أروقة المطار، وهذا بعد التسهيلات التي خصصت من طرف عمال المطار ومن شرطة الحدود والجمارك. استقبال بالورد من طرف أعضاء إدارة الترجي ولم يتوقف الاستقبال الجيّد عند التسهيلات والترتيبات الجمركية السريعة أو فيما يخص تمرير حقائب اللاعبين، بل وجد الوفد الجزائري استقبالا بالورد من طرف أعضاء إدارة الترجي التونسي، حيث كان هناك لسعد المرّاني نائب رئيس فرع كرة القدم في إدارة الترجي، ومنذر خميس عضو إداري، سهرا على وصول الضيوف في ظروف جيّدة، وصافحا كل أعضاء الوفد بمن فيهم رجال الإعلام الذين رافقوا الفريق. بن شيخة يفاجئ اللاعبين بشعبيته فاجأ المدرّب عبد الحق بن شيخة الجميع، وخاصة اللاعبين بشعبيته التي لم يكونوا يتصوّرونها بتلك الدرجة، فالجميع كان يريد مصافحة المدرّب السابق للنادي الإفريقي، كما حضر عدد من الأنصار سواء من عمال المطار، أو من المسافرين، أو حتى من الجمارك ورجال الشرطة لالتقاط صور مع المدرّب الذي صنع الحدث في البطولة التونسية، ولم يكد يخرج بن شيخة من وسط الأنصار لولا تدخل رجال الأمن ومسؤولي الفريق. طافات وعبد الوهاب استقبلا الوفد هناك وكان إلى جانب أعضاء إدارة النادي التونسي عضوا إدارة المولودية أحمد طافات وكمال عبد الوهاب، اللذان سبقا الفريق أول أمس إلى هناك حيث سافرا برّا، وقد تفقدا أماكن التدريب والإقامة، وعادا في مساء اليوم الموالي لوصولهما إلى المطار لاستقبال الفريق. احتجا على كثرة الحركة في الفندق وكان طافات وعبد الوهاب قد تفقدا ظروف الإقامة، وأعجبا بفندق “المرادي ڤمرت” ذي النجوم الخمسة، ولكنهما قدما تحفظات في شكل احتجاج لإدارة الفندق بسبب الحركة التي يشهدها، وقد وعد مديره بأن يتم حل المشكل بمنح جناح هادئ للمولودية دون وجود أدنى حركة تؤثر في تركيز اللاعبين. --------- الجوية الجزائرية “تحافظ على تقاليدها“ واللاعبون “كرهو حياتهم” في المطار غادر وفد المولودية أرض الوطن مساء أمس في اتجاه العاصمة التونسية، تحسبا لمواجهة الترجي التونسي في إطار الجولة الخامسة من دوري أبطال إفريقيا، وقد وصل عدد الوفد المتنقل إلى هناك 28 عضوا من بينهم 16 لاعبا في غياب اللاعبين أسالي وبراجة عن الموعد بسبب العقوبة بالنسبة لأسالي والإصابة بالنسبة لبراجة.. وقد عرفت رحلة أمس محافظة الجوية الجزائرية على تقاليدها فيما يتعلق بتأخر الرحلات الجوية، إذ تأخرت رحلة (الجزائر - تونس) بساعتين كاملتين وهو ما جعل اللاعبين يسئمون الانتظار في قاعة الركوب، بعدما كانوا متخوفين في بداية الأمر من الإضراب، ليتحول قلقهم إلى مشكل انتظار. باجي وبن شيخة لا يفترقان وقد شاهدنا مساء أمس مدى تعلق بن شيخة وباجي ببعضهما البعض، إذ لم يفترقا تماما منذ أن وطأت أقدامهما بهو مطار الجزائر الدولي، وقد تأكدت بأن علاقة الرجلين قديمة وتعود إلى فترة إشراف بن شيخة على العارضة الفنية لشباب بلوزداد أيام كان الراحل عبد الوهاب المدرب الرئيسي بمساعدة بن شيخة، وأيام كان باجي صانع ألعاب شباب بلوزداد وصانع أفراح البلوزداديين لعدة مواسم، وقد حافظ الرجلان على علاقتهما الجيدة منذ ذلك الوقت إلى غاية هذا الموسم، إذ يتواجدان سويا في المولودية. بن شيخة لا حدث في المطار أما الأمر الثاني الذي لفت انتباهنا في مطار هواري بومدين مساء أمس، هو عدم صنع بن شيخة الحدث بالرغم من أنه بقي مدربا للمنتخب الوطني لمدة 9 أشهر، إذ لم يلفت انتباه من كانوا متواجدين في المطار الدولي، وهو الأمر الذي لم نفهمه إذ فقد الكثير من شعبيته منذ خسارة مراكش رفقة لاعبي المنتخب الذين لم يجدوا هم كذلك أي استقبال مثل الذي كانوا يتمتعون به منذ المشاركة في كأس العالم الأخيرة. “الشناوة” ورجال الأمن بحثوا عن بابوش وعكس بن شيخة، فقد صنع القائد بابوش الحدث مساء أمس عندما أصبح الجميع يبحث عنه سواء أنصار الفريق الذين كانوا متواجدين في المطار صدفة، أو بالنسبة لعمال المطار ورجال الشرطة كذلك وهذا بعدما تعرض للإصابة بالألعاب النارية التي رماها أحد أنصار المولودية وهو لاعب فريق الأواسط “ب” في المولودية، و تحدثوا معه مطولا واطمأنوا عليه لاسيما بعدما اطلعوا في صفحات “الهدّاف” على أن بابوش كان قد أغمي عليه، وقد طمأن بابوش محبيه ومعجبيه وأكد أنه جاهز لرفع التحدي في تونس. ازدحام شديد في مدخل المطار وقد عرف الوصول إلى بهو مطار الجزائر ازدحاما شديدا، حيث خصص رجال الأمن مدخلا خاصا بالنسبة للاعبي المولودية من أجل تفادي الازدحام، وهو ما سمح للاعبين بعدها بالوصول إلى بهو المطار بسرعة، وقد كان اللاعب “موبي تونغ” آخر من يلتحق بزملائه بسبب ذلك الازدحام، و عبر عن غضبه من كل ذلك الانتظار الذي جعله يتأخر عن زملائه ومن تلك الحشود التي كانت تنتظر لدخول المطار دون السماح له باللحاق بالبقية. الجوية الجزائرية “كملت عليهم” وأخرت الرحلة بساعتين وبعدما أنهى اللاعبون مشكل الانتظار ووصلوا إلى بهو المطار، وجدوا في انتظارهم مشكلا آخر وهو تخوفهم من إضراب مضيفي الطائرات الذي كان يهدد جميع رحلات الجوية الجزائرية، لكنهم في الأخير تمكنوا من الوصول إلى قاعة الركوب، ليصادفهم مشكل أكبر رغم تعودهم عليه وهو تأخر الرحلة بساعتين كاملتين، ما زاد من استياء اللاعبين “وخلاهم يكرهو حياتهم” بسبب طول الانتظار. ---------- حصريا ل “الهداف” وقناة “حنبعل” بن شيخة: “مهمتنا شبه مستحيلة والمولودية سجلت انطلاقة سيّئة” حاورت قناة “حنبعل” التونسية المدرب الجديد للمولودية عبد الحق بن شيخة في حضور جريدة “الهدّاف” بمفردها من الصحافة الجزائرية، حيث تحدّث عن مهمته الجديدة ومسيرته السابقة مع “الخضر”، وكانت بدايته بالحديث عن شعبيته في تونس، حيث قال: “أولا، أشكركم على هذا الاستقبال، عند مجيئي إلى تونس أحس وكأنني لم أغادر الجزائر، أحسّ براحة مثلما أكون في بلدي”، وتابع: “مهمتنا أمام الترجي صعبة جدا إن لم نقل إنها شبه مستحيلة، صعب على المولودية العودة في المنافسة رغم أن الحظوظ قائمة، والسبب كما تعلمون راجع إلى الانطلاقة السيّئة، حيث وجدنا أنفسنا في وضعية لا نحسد عليها بعد أن ضيّع الفريق نقاطا كثيرة في الجولات الماضية”. “رغم صعوبة المأمورية إلا أننا لم نأت من أجل النزهة” ورغم أن المهمة صعبة جدّا إلا أن المدرّب الجديد للمولودية قال إنه لم يأت إلى بلاد قرطاج من أجل النزهة، بل قال: “لا يمكن أن نقول إنّ حظوظنا منعدمة، جئنا من أجل الدفاع عن حظوظ الفريق إلى آخر فرصة، المنافس تغيّر كثيرا وليس هو الترجي الذي نعرفه، تغيّر فيه كل شيء من الإدارة إلى الطاقم الفني واللاعبين، يملك فريقا قويّا وطاقما فنيا قديرا، وهذا ما يجعلنا نقول إننا أمام مهمة صعبة، لكننا لم نأت من أجل النزهة”. “المولودية ورشة عمل كبيرة وهدفي البطولة وليس كأس إفريقيا” وحول تجربته الجديدة، قال المدرّب العائد إلى البطولة الوطنية بعد غياب طويل، إن المولودية تعتبر ورشة عمل كبيرة وإنه ينتظره عمل كبير، وأضاف: “المولودية ورشة عمل كبيرة، لم آت من أجل هدف كأس إفريقيا، فهدفنا التألق في البطولة، أما المنافسة الإفريقية فأعتبر مغامرتها تقريبا قد انتهت، بالرغم من أن كل شيء ممكن في كرة القدم”. “لا أستحي بتجربتي مع المنتخب وأقول إنني خدمت بلدي” تحوّل الحديث مع بن شيخة إلى تجربته مع “الخضر”، وقد أجاب بكل صراحة حيث اعتبر تلك التجربة عادية ومفيدة، وأنه لا يستحي بها، حيث قال: “لا أستحي بهذه التجربة، كانت لي الفرصة لخدمة بلدي، مثلما كانت هناك إمكانية النجاح كان يمكن أن أفشل، وأعتبر نفسي قد خدمت بلدي”. “حضرت نفسي للفشل وللنجاح على حد سواء، ولو تتكرّر التجربة فلن أتردد في خوضها” وأضاف المدرّب الأسبق للنادي الإفريقي التونسي أنه حضّر نفسه لمثل هذه الانتقادات وهذه الوضعية، حيث قال: “لما أشرفت على المنتخب كنت قد حضرت نفسي لشيئين لا ثالث لهما، إما أن أنجح وإما أن أفشل، يجب أن تتوقع كل شيء، خضت تلك التجربة في تلك الظروف الصعبة، لم أنجح، ولست نادما على خوض هذه التجربة التي لو تتكرّر فسأخوضها من جديد دون تردد”. “من حق الشعب الجزائري أن يغضب وحتى عائلتي لم تكلمني 3 أيام” وحول الغضب الذي ميّز الشارع الجزائري بعد نكسة مرّاكش، قال مدرّب “الخضر” السابق إنه من حق الجمهور أن يغضب عقب الهزيمة أو الإقصاء: “من حق الشعب الجزائري أن يغضب، أتحبون أن يفرح لما نخسر؟ حتى عائلتي غضبت مني ولم تكلمني ثلاثة أيّام، الشعب الجزائري غضب وهذا أقل ما يمكن أن يقوم به”. “عدة عوامل كانت ضدي، ومن الصعب معاينة لاعب عن طريق التلفزيون والإنترنت” وعن الأسباب التي وقفت ضدّه، قال ابن مدينة البرج إن عدة عوامل وقفت في طريق نجاحه، حيث أكد: “من الصعب أن تنجح في مثل تلك الظروف، أشرفت على المنتخب في ظروف صعبة جدّا، قيادة المنتخب ليست مثل قيادة النادي، فتواريخ الفيفا تحرمك من متابعة اللاعبين عن قرب، والوقت لم يكن كافيا لتعاين لاعبين عن طريق الشاشة أو الإنترنت وبعدها تبحث عن النجاح”. -------- عمل كبير ينتظر بن شيخة، هجوم عقيم وأسالي لن يحل المشكل وحده أنهت مولودية الجزائر أول مباراة لها في بطولة الموسم الجديد (2011/2012) بهزيمة مرّة تلقى فيها الحارس شاوشي هدفا في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء، وهي الهزيمة التي ستجعل المدرب عبد الحق بن شيخة يراجع الكثير من حساباته، خاصة فيما يخص إشراك اللاعبين الجدد في اللقاءات المقبلة.. في الوقت الذي لم يتمكن الطاقم الفني من برمجة تربص مصغر لهم، من أجل تحضيرهم للموسم الجديد، وقد بدأت تظهر متاعب الفريق بعد مشاركته في رابطة الأبطال، وظهرت أولى سلبياتها في مباراة الشبيبة التي بينت النقص الواضح في التحضير والذي انجر عنه أول هزيمة في الموسم، كان يمكن تجنبها بسهولة. يعلاوي لم يكن جاهزا بدنيا والبدء به مغامرة ولم يظهر المدرب بن شيخة حنكته المعهودة في هذا اللقاء، ويبدوا أن التحاقه المتأخر بالعارضة الفنية للفريق ساهم في فشل بعض الخيارات التي قام بها، لاسيما بعدم اعتماده منذ البداية على يعلاوي، الذي لا يمكن أن نلومه على الوجه الذي ظهر به، وهو الذي سبق وأن صرّح “للهدّاف“ في إحدى حواراته السابقة، بأنه غير جاهز تماما وأن عملا كبيرا ينتظره من أجل العودة إلى مستواه وتقديم الإضافة المطلوبة منه، وكان الأجدر بالمدرب بن شيخة أن يتركه لتقديم الإضافة في الهجوم إلى غاية نهاية الشوط الثاني. تعويض عطفان ب جغبالة زاد من مشاكل الدفاع أما فيما يخص التغييرات التي قام بها المدرب بن شيخة، فقد أظهرت أنه فشل في خيار إقحام يعلاوي في بداية المباراة وهو ما جعله يقوم بتغييره مباشرة مع بداية الشوط الثاني، ولو أن برملة قام بإجراء الإحماءات بداية من الدقيقة ال 25 وبقي على تلك الحالة إلى غاية بداية الشوط الثاني، أما بخصوص التعويض الثاني فقد كان اضطراريا بعدما أصيب بابوش وعوضه ببن سالم، لكن ما لفت الانتباه هو التغيير الثالث الذي قام به بن شيخة عندما أخرج عطفان وأقحم مكانه جغبالة، لتدافع المولودية بخمسة لاعبين، وهو الأمر الذي عانى منه المدافعون. دفاع المولودية لم يتعوّد على اللعب ب 5 مدافعين وقد وجد المدافعون بصغير، موبي تونغ وزدام صعوبات كبيرة بعدما أصبحوا يلعبون جميعا في محور الدفاع، في الوقت الذي أقحم فيه بن شيخة جغبالة من أجل اللعب أكثر في وسط الميدان كجناح أيمن، لكن دوره اقتصر على الجانب الدفاعي فقط دون تقديم الإضافة في الهجوم، وهو الشيء الذي تعود عليه في فريقه السابق اتحاد الحراش، وفي الوقت الذي كان فيه الدفاع يلعب بأربع لاعبين كان من بين أحسن الخطوط في الفريق، وشكل دخول جغبالة اختلالا في التوازن وهو ما سمح لبولمدايس بالتسجيل. شوط ثان جيّد ل غازي مقارنة بالشوط الأول أما فيما يخص المستقدم الآخر كريم غازي، فقد بدا عليه عدم التفاهم مع زملائه خلال الشوط الأول، ولم يتمكن من تكسير العديد من هجمات المنافس، وهو الأمر الذي طرح عدة علامات استفهام، لكن اللاعب تمكن من العودة بقوة خلال الشوط الثاني وأدى شوطا رائعا، وهو ما جعله يبرز رغم النقص البدني الواضح الذي ظهر عليه في نهاية المباراة بسبب نقص التحضير بطبيعة الحال، والذي لا يجب أن نلوم فيه اللاعب كثيرا، وبالتالي فإن مضاعفة المجهودات مطلوبة في هذا الوقت بالذات. العقم الهجومي يتواصل وبن شيخة مُطالب بالحلول أما عن أكبر مشكل سيواجه المولودية هذا الموسم على غرار الموسم الماضي، سيكون في القاطرة الأمامية للمولودية التي لم تتمكن من التسجيل منذ مباراة البليدة الموسم الماضي، وكان ذللك في ملعب بولوغين وحافظت بلك النتيجة على حظوظ الفريق في البقاء، وبدأ صيام الهجوم منذ المباراة التي تلتها أمام شبيبة القبائل في آخر جولة من البطولة وتواصلت إلى غاية مباراة الأمس أمام شبيبة القبائل في افتتاح الموسم الجديد، وبالتالي فإن بن شيخة سيكون مطالبا بإيجاد الحلول المنسبة في أقرب فرصة ممكنة. أسالي يحتاج إلى مهاجم ثان لأجل حل المشكل وقد كانت مباراة القبائل مناسبة للتأكد بأن أسالي ليس المهاجم الذي سيكون هدّافا للفريق هذا الموسم، وهذا لسبب بسيط وشاهده جميع الأنصار سهرة أول أمس وهو أن أسالي يحتاج إلى مهاجم آخر، وهو إجماع الشناوة الذين أكدوا بأن أسالي لا يمكنه أن يلعب لوحده كقلب هجوم، وبالتالي فإن تدعيم الهجوم بمهاجم آخر سيكون في صالح أسالي الذي سيتحرر وسيساعد كذلك المولودية وهجومها للتسجيل مستقبلا. أسالي: “عجزت عن التسجيل، لكن لن أترك الشك يتسرّب إلى نفسي“ وقد أكد أسالي في تصريح له عقب نهاية مباراة الشبيبة بأنه لم يجد الحلول المناسبة بسبب نقص الفرص في الهجوم، معتبرا بأن ذلك لن يقلقه وأنه سيواصل العمل من أجل الرفع من مستواه وحل عقدة الهجوم، وقال: “صحيح أنني عجزت اليوم عن التسجيل في مرمى الشبيبة وهذا الحال متواصل منذ أول مباراة لي في المولودية، لكنني أؤكد لكم بأن الشك لن يتسرب إلى نفسي، خاصة وأن الموسم انطلق اليوم فقط، وبالتالي فإن عملا كبيرا ينتظرنا وسنعمل على تصحيح أخطائنا“. ---------------- هزيمة “تغيض“ ومراجعة حسابات ضروري لم تختلف الخرجة الأولى لمولودية الجزائر على الصعيد المحلي كثيرا عن الخرجات الإفريقية، حيث عاد أشبال المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة يجرون أذيال الخيبة والهزيمة من تيزي وزو، بعدما سقطوا في الوقت بدل الضائع برصاصة الرحمة التي أطلقها بولمدايس.. ولم يتجرع هذه الهزيمة أحد في محيط المولودية وخاصة الأنصار، الذين عادوا إلى العاصمة وهم في قمة الغضب، لكن بعض المقربين من بيت “العميد“ أكدوا أن الخسارة بهذا السيناريو ومن أول مباراة، أمر مفيد جدا وسيوقظ أصحاب أحلام اليقظة مبكرا ويجعلهم يراجعون حساباتهم قبل أن يقع الفأس على الرأس. “ماربحتش” أمام الشبيبة التي لم تفز منذ 11 مباراة كاملة “شيء يخوّف“ ورغم أن الخسارة أمر بديهي في كرة القدم ويجب على اللاعب، المسير أو المناصر البسيط أن يتجرعها بصدر رحب حتى وإن كان طعهما مرا، إلا أن السيناريو الذي سقط به زملاء شاوشي في أول ظهور محلي وأمام فريق يمر بواحدة من أصعب الفترات في تاريخه، هو الذي يجعل من الضرورة أن نقف طويلا أمام هذه الخسارة. لأن الطريقة التي لعبت بها المولوية والنقائص التي ظهرت أمام فريق لم يفز منذ 11 مباراة كاملة (بين المباراة المحلية والإفريقية)، وبالضبط منذ المباراة المتأخرة أمام شبيبة بجاية في الداربي القبائل، يؤكد أن الأمور لا تبعث على التفاؤل في “العميد“، وأن الاعتقاد السائد لدى الأنصار بأن فريقهم قادر على لعب الأدوار الأولى هو اعتقاد خاطئ سيضطرون لمراجعته بسرعة. الكرة تعترف ب “اللّي يربح” والأداء الجيّد لا يهم والغريب في أمر الطاقمين الفني والإداري للمولودية وحتى اللاعبين، أنهم لم يجدوا سوى الأداء المقبول للتشكيلة العاصمية على فترات متقطعة من عمر المواجهة، ليشيدوا به ويحاولون ذر الرماد على العيون لنسيان الخسارة. ولكن ربما ما تناساه غريب، بن شيخة وبعض اللاعبين هو أن الكرة لا تعترف بالذي يلعب ويسيطر، بل تعترف بالذي يفوز في النهاية ويسجل الأهداف حتى ولو من نصف فرصة، ولن يفيد لا الحديث عن أخطاء الحكم ولا هفوات اللاعبين التي تبقى قاتلة وفي أوقات غير مناسبة تماما. هزيمة مفيدة لأصحاب الأحلام الوردية ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الجماهير العريضة التي تنقلت إلى تيزوي وزو وحضرت المواجهة لبن شيخة وأشباله، إلا أن العقلاء رفضوا أن يحكموا على أداء فريقهم وهم يعلمون أنه لا يملك أدنى مواصفات الفريق المتكامل، خاصة في ظل التغييرات التي أحدثها بن شيخة بمنحه الفرصة لأسماء جديدة تعاني من نقص بدني ونقص الانسجام أيضا. كما أكد البعض أن الخسارة في أول مباراة أمر مفيد يجعل الطاقم الفني يحاول أن يصحح أخطاءه مستقبلا، ويوقظ أصحاب أحلام الوردية وخاصة المسيرين الذين يقولون “عندنا فريق تاع شمبيونا“، سيفهمون بالتأكيد أنه شتان بين الأحلام الوردية وحقيقة الميدان. بن شيخة لا يُمكن محاسبته في أسبوع ومهما كانت حجم الهفوات التكتيكية التي ارتكبها بن شيخة في أول صراع تكتيكي له مع المدرب المساعد كعروف، فلا يمكن محاسبته لأن ما بناه كان من منطلق ما شاهده على جاهزية كل لاعب في التدريبات، وحاول إدخال بعض الأسماء التي ستتحول مع مرور الوقت إلى كودار على غرار شاوشي، جغبالة، غازي ويعلاوي. ولكن الخسارة ستجعل بن شيخة يفهم أن هناك عمل كبير ينتظره، سواء ما تعلق بالجانب البدني أو التكتيكي. المولودية لم تفز منذ أكثر من شهرين ويجب أن لا تحطم رقما سلبيا وتبقى النقطة التي لابد أن نشير إليها في النهاية هي أن المولودية لم تحقق الانتصار، لا في المباراة المحلية ولا في المغامرة الإفريقية منذ أكثر من شهرين، حيث يعود آخر انتصار لزملاء كودري يوم 2 جويلية أمام إتحاد البليدة برسم الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الوطنية للموسم المنقضي، بهدف يتيم وقعه مقداد من ركلة جزاء. لذلك فإن الفريق يجب أن يطرد النحس بسرعة حتى لا يتسرب الشك إلى نفوس اللاعبين، ولا يجدون أنفسهم يحطمون رقما سلبيا قد يعكر العلاقة بينهم وبين جمهورهم. -------- بابوش: “إعتداء المناصر عليّ لم يكن بسبب مستواي وقبلت إعتذاره“ بالعودة إلى الإعتداء الذي تعرض له بابوش بالألعاب النارية من قبل أحد المناصرين، فقد أكد لنا أمس قائد المولودية أن الاعتداء لم يكن بسبب المستوى، وإنما لأن المناصر كان ينوي رمي الألعاب النارية إلى الملعب بعدما احترقت فأصابت بابوش الذي سقط، وقد تحسّنت حالة بابوش كثيرا وتمكن من إستعادة إمكاناته، حيث أدلى لنا بهذا التصريح خلال تواجده في المطار مساء أمس قبل إقلاعه نحو تونس: “إعتداء المناصر عليّ لم يكن بسبب مستواي، لأن أنصار المولودية يعرفون المستوى الجيّد الذي قدمته في اللقاء وتمكنت من إيقاف هجمات يونس، أما بالنسبة إلى المناصر فقد سامحته وقبلت اعتذاره“.