شهد ملعب "نادي قطر" بالعاصمة القطرية الدوحة أمس إقامة مباراة أم صلال أمام الريان في إطار الجولة الافتتاحية ل "دوري النجوم"، وهو موعد كانت أولى الأنباء المتعلقة به إيجابية جدا لأن النجم الجزائري مراد مغني تواجد ضمن لائحة الأساسيين إثر تأكيدات الطاقم الطبي للفريق البرتقالي على تعافي الوافد من لازيو روما، وهو الذي عانى قبل أيام على مستوى الكاحل، لكن الأمسية الحارة جدا في الدوحة لم تكتمل كما تمناها مغني ومعه كل الجمهور الجزائري لأن اللعنة واصلت ملاحقة من لقب قبل 10 سنوات ب زيدان الجديد. قدّم أداء راقياً حتى سقط وحده وبدأ مغني لقاء أمس كصانع ألعاب يميل إلى الرواق الهجومي الأيمن، وهي مهمة برز خلالها الدولي الجزائري كثيرا خاصة مع الرغبة الجامحة التي أبان عنها، إذ تابع حامل الكرة مباشرة عقب ضياعها لصالح دفاعات الريان، وسدد كرات متميزة حاول خلالها مخادعة حارس مرمى "الرهيب" –كنية نادي الريان-. وتواصلت إيجابية مغني إلى ما بعد تقدم فريقه عبر البرازيلي كابوري، لكن ذلك لم يدم طويلا إثر سقوطه أرضا في حدود (د35)، وقد ظهر مغني بعد تلك اللقطة متألماً للغاية رغم أنه لم يحتك مع أي لاعب من الفريق المنافس. حرمة الله تعدى على القوانين خوفا على سلامة نجمه وفي لقطة تظهر مكانة مغني في تعداد نادي أم صلال، شهدنا من ملعب "نادي قطر" حال الهلع التي عاشها مقعد بدلاء النادي البرتقالي، وهذا بداية من المدرب المغربي حسن حرمة الله، فالأخير طالب من الطاقم الطبي الدخول فورا إلى أرضية الميدان حتى قبل توقف اللعب وأخذ الإذن من الحكم، وهو تصرف يؤكد أيضا حدوث تخوفات كان حرمة الله يتمنى أن تبتعد عن نجمه، بدليل أن المدرب المغربي كان قد أكد ل "الهدّاف" في تصريحات نقلناها يوم أمس عدم الفصل في مشاركة مغني، أي ساعات فقط قبل اللقاء. كل مسؤولي أم صلال أمسكوا قلوبهم لما سقط إلى جانب تصرف حرمة الله الذي تعدى على القوانين خوفا على سلامة مغني، عاش إداريو وكافة الفاعلين في نادي أم صلال وقتا عصيبا وهم يشاهدون نجمهم يعاني من شدة الألم داخل أرضية الميدان، أو عقب إخراجه على حافته. هذا ولم تدم فترة مكوث مغني على مقربة من أرضية الملعب طويلا بما أن حرمة الله قرر استبداله مباشرة، دون انتظار خضوعه للعلاج المؤقت لأنه تأكد حينها من صعوبة الإصابة. الإصابة عبارة عن تمدّد لعضلة الفخذ الخلفية ولا علاقة لها بالسابقة وقد كشف لنا الطاقم الطبي لنادي أم صلال عقب نهاية لقاء الريان (بنتيجة هدف لكل فريق) أن الكشوف الأولية توضح تعرض مغني لتمدد على مستوى عضلة الفخذ الخلفية، وهي إصابة لا علاقة لها بالسابقة بما أن مغني اشتكى قبل أيام من التواء فقط على مستوى الكاحل. ومن المنتظر أن يخضع وسط ميدان "الخضر" إلى جملة من الفحوص الطبية خلال الساعات القادمة، ستكشف بدقة الفترة التي سيبتعد فيها عن الميادين، والتي نتمناها قصيرة بالتأكيد. ------ مراد مغني: "لا أفكر في المنتخب الوطني حان الوقت لأفكر في نفسي" "أعاني من تمدد في العضلة الخلفية للفخذ ولا أعلم مدى خطورة الإصابة وكم سأغيب" "أخطأت بلعب هذه المباراة وكان يجب أن أرفض المشاركة" مباشرة بعد نهاية لقاء أم صلال - الريان، توجهنا إلى مراد مغني من للإستفسار عن الإصابة التي تعرض لها، ورغم أنه بدا متأثرا للغاية ولم يكن قادرا على الحديث، إلا أنه لم يشأ أن يردنا وفضل أن يخصنا بحوار شرح فيه ما حدث وكيف تعرض لهذه الإصابة، وما أصبح يفكر فيه بعد لعنة الإصابات التي أصبحت تطارده، كل هذا تطالعونه خلال هذا الحوار... أول مباراة في الدوري القطري شاركت فيها أساسيا عكس كل التوقعات، لكن للأسف خرجت مصابا بعد 35 دقيقة فقط، الإصابة تبدو خطيرة مراد، ما الذي يمكنك أن تقوله عنها؟ أنا جد محبط ومتأثر لتعرضي لإصابة جديدة، لم أعد أفهم شيئا، الأمور كانت تسير بشكل عاد بالنسبة لي، لكن في كل مرة أعود وأصاب، حاليا أنا في حالة إحباط شديد، لا أعرف مدى خطورة إصابتي، ما أعرفه هو أني أعاني من تمدد على مستوى العضلة الخلفية للفخذ، ويجب علي أن أنتظر إجراء الفحوصات الطبية غدا لأعرف بالضبط ما يوجد وكم من الوقت سأغيب عن الملاعب، أتمنى أن لا يكون الأمر خطيرا ومؤثرا، لأني سئمت من هذه الوضعية وفي كل مرة أجد نفس في وضعية مماثلة، الأمر حقا لا يطاق. الغريب في الأمر أن الجميع كان ينتظر أن تغيب عن هذا اللقاء بسبب معاناتك من إصابة على مستوى الكاحل، كيف شاركت أساسيا اليوم؟ في الحقيقة كان علي أن لا أشارك في هذا اللقاء لأني لم أكن جاهزا بعد، صحيح أني شعرت بتحسن طوال الأسبوع الأخير، لكن ما كان علي أن العب، إلا أنه مع إصرار الطاقم الفني والطبي قبلت اللعب، والآن أدركت أني قمت بخطأ وما كان يجب أن أقبل، لأن إصابة على مستوى الكاحل يجب أن ارتاح لها جيدا، ورغم شفائها إلا أن اللاعب يتأثر بها، وحتى طريقة الجري قد تكون غير جيدة، الأكيد هو أني لم أعرف كيف أسير هذه الوضعية، ولكن أقول أن هذا قضاء وقدر. هل لك أن تشرح لنا كيف تعرضت لهذه الإصابة؟ لا اعرف بالضبط، جريت بقوة في وسط الميدان وقمت بمضاعفة السرعة، وفي وقت كنت أريد لمس الكرة أكثر قبل أن أمررها، شعرت بآلام كبيرة في الفخذ ولا أعرف من أين أتتني هذه الإصابة (كان متأثرا للغاية وهو يتحدث)، وبعدها توقفت مباشرة، لم افهم شيئا ولم أعد أفهم من أين تأتيني هذه الإصابات. لكن هذه ليست الإصابة القديمة ولا إصابة الكاحل التي كنت تعاني منها، أليس كذلك؟ هذا ما يقلقني أكثر، ليست الإصابة القديمة، لكن في كل مرة تأتيني إصابات أخرى، لا أعرف إن كانت هذه المرة بسبب إصابة الكاحل، لأنه- مثلما قلت لك- عندما تعاني من الكاحل لا يمكنك حتى أن تجري بشكل عادي وسلس، لا أعرف إن كانت إصابة اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء مباشرة) بسبب الإصابة القديمة أم أنها جاءت هكذا فقط، لكن الأكيد أن الأمر يقلقني كثيرا. تبدوا متأثر؟ بطبيعة الحال، أنا محبط فعلا وفي كل مرة أعود من إصابة وأقول أن الأمر انتهى أصاب من جديد، هذا أمر مقلق ومزعج ومن الطبيعي أن لا أتقبل ذلك بسهولة، لا أحد يمكنه أن يتقبل الابتعاد عن الميادين في كل مرة يعود فيها، الأمر أصبح مقلقا كثيرا ومزعجا في الوقت نفسه، وأنا في غاية الإحباط والأسى، لا استطيع حتى أن أتفهمه. لكن رغم هذا فقد لعبت بشكل جيد وكنت في المستوى، ولم نشعر أنك غائب عن الميادين منذ فترة طويلة؟ هذا ما يزيدني قلقا وغضبا أكثر لأني شعرت أني كنت جيد وأني بدأت أسترجع مستواي، حتى بدنيا أنا أتحسن مع مرور الأيام وبدأت أجد معالمي في الميدان، صراحة كنت أريد العودة بقوة وكنت أعول على هذا الموسم لكي أعود لمستواي، كنت أريد الدخول بقوة منذ البداية وكل شيء كان يسير في الطريق الصحيح، لكن جاءت الإصابة من جديد، الأمر أصبح لا يطاق فعلا، أنا متأسف لهذا. ربما تأثرت أكثر بسبب المنتخب الوطني وغيابك عنه المستمر، ففي كل مرة تأتي الفرصة للعودة تتعرض لإصابة؟ صراحة حاليا لا يجب أن أفكر في المنتخب الوطني، لأنه حان الوقت لكي أفكر في نفسي قليلا، لأن مسيرتي الكروية أصبحت مهددة، صراحة لا أفكر حاليا في المنتخب الوطني ولا في اللعب مع "الخضر" من عدمه، بل أفكر في مستقبلي الكروي الذي أصبح على المحك، في كل مرة أتعرض لإصابة، الأمر غير مفهوم وغير منطقي، يجب أن أفكر في نفسي قليلا، وفي مسيرتي الكروية، هذه أولويتي الآن. ------ مغني تأثر كثيرا بإصابته وعلامات الأسى كانت بادية عليه هلع شديد أصاب الحاضرين في ملعب حسيم بن حمد بعد مشاهدة مراد مغني يسقط أرضا دون أن يكون له أي احتكاك. ذلك أن الجميع ربط ذلك بإصابته القديمة، ولكن لحسن الحظ أن الأمر لا يتعلق بركبته، بل بإصابة أخرى. و رغم ذلك إلا أن مغني تأثر كثيرا بسبب خروجه مصابا، فقد كانت علامات الأسى بادية عليه، وبقي هادئا دون حراك في كرسي الاحتياط، وهو مندهش مما يحدث له. وكاد مغني يذرف الدموع خلال حديثه معنا، وهو ما يؤكد أنه كان يشعر بإحباط شديد. لعنة الإصابات لا تريد أن تتركه ومستقبله الكروي غامض وأصبح مراد مغني متعودا على الإصابات، حتى أنه في كل مرة يجد نفسه يتلقى ضربة جديدة موجعة. وغاب مغني مدة طويلة عن الميادين، وكلما يعود يتعرض لإصابة، وهو ما وصفه البعض بلعنة لا تريد أن تترك "زيزو الصغير". كثرة الإصابات أصبحت تطرح العديد من نقاط الاستفهام حول مستقبل اللاعب، وقدرته على العودة فعلا إلى مستواه السابق. خاف كثيرا وتذكر سيناريو 2009 بعد سقوطه كانت بادية على مغني آثار الخوف. فقد أصبح وجهه مصفرّا، وهو ما يؤكد أن اللاعب تذكر دون شك سيناريو الإصابة التي تعرض لها في وقت سابق في الركبة سنة 2009، والتي حرمته من اللعب مدة سنة ونصف. وكان مغني يتمنى تفادي تكرار ذلك دون أدنى شك، خاصة وأن ضربة أخرى مماثلة من شأنها أن تنهي مسيرته تماما، وهو الأمر الذي لا يتمنى أحد أن يحدث للاعب "لازيو" السابق. شعر أنه مستغل ولا أحد يبحث عن مصلحته ومن خلال حديثنا معه ظهر مغني غاضبا أيضا من الطاقمين الطبي والفني. وكان من المفترض أن يغيب مغني عن لقاء أمس بسبب معاناته من إصابة، ولكن المدرب حرمة الله قرّر إشراكه أساسيا، والنتيجة أن يسقط مدلل "الخضر" أرضا، وشعر مغني أنه مستغل أينما ذهب، ولا أحد يفكر في مصلحته، لذا أكد خلال حواره معنا أنه من الآن فصاعدا سيفكر في نفسه فقط لأن مسيرته الكروية أصبحت في خطر. حاول طمأنة الناس من خلال مشيه بشكل عادي ورغم أنه سقط أرضا بعد 35 دقيقة فقط، وكان خائفا كثيرا، إلا أن مراد مغني فكر أيضا في محبيه وفيمن كان حاضرا في الملعب. فقد لاحظ أن الجميع خاف بسبب تعرضه لإصابة، لذا بمجرد أن وضعه المسعفون خارج الميدان، وقف على رجليه، في إشارة منه إلى أن الإصابة ليست في الركبة، ويمكنه المشي. وقد غادر مغني مباشرة إلى غرف حفظ الملابس بعد نهاية الشوط الأول، والجميع كان ينتظر أن يبقى هناك، ولكنه عاد بشكل عادي وبقي في كرسي الاحتياط مع فريقه. ------ أم صلال لا يملك ملعبا واستقبل في ملعب نادي قطر حقيقة الكثير من الجماهير الجزائرية لا تعرفها، وهي أن نادي أم صلال الذي يلعب له مراد مغني لا يملك ملعبا يستقبل فيه منافسيه، حيث أن هذا النادي يستقبل منافسيه في ملاعب محايدة، لقاء الأمس الذي جمعه بنادي الريان جرى في ملعب نادي قطر، وهو ملعب سحيم بن حمد. الحضور الجماهيري متواضع جدا وحوالي 400 مناصر في المدرجات مثل ما كان عليه الحال في لقاء أول أمس الذي حضرناه والذي جمع نادي الوكرة بنادي لخويا، فإن الحضور الجماهير أمس في ملعب حسيم بن حمد كان ضعيفا للغاية، حيث لم يتجاوز عدد الحضور 400 مناصر، هذه المسألة تبقى النقطة السوداء في الكرة القطرية التي تفقد نكهتها بغياب الجماهير. للتذكير فإن غياب الجماهير عن لقاء مماثل يبقى غريبا بما أن نادي الريان من بين أقوى وأعرق الأندية القطرية. جمهور الريان الوحيد الذي حضر ولا أثر لمحبي أم صلال الغريب في الأمر هو أن الجماهير التي حضرت اللقاء كانت كلها من أنصار نادي الريان، حيث لم نجد أثرا لمناصري نادي أم صلال رغم أن رفقاء مغني هم من استقبلوا وكنا ننتظر على الأقل دعما جماهيريا من أنصار هذا النادي، ولكن لا شيء من هذا كان، وكأن اللقاء لا حدث عندهم. الجماهير الجزائرية كانت غائبة عكس مباراة أول أمس التي لعب فيها الدولي الجزائري عبد المجيد بوڤرة، والتي حضرها جانب من أعضاء الجالية الجزائرية في قطر، فإن لقاء أمس لم يعرف حضور الجماهير الجزائرية، رغم أن اللقاء شارك فيه الدولي الجزائري مراد مغني. اعتقدت أن مغني لن يلعب أعضاء الجالية الجزائرية في قطر لا يفوتون أي فرصة من أجل تقديم الدعم للاعبي "الخضر"، ولكن في لقاء أمس لم يحضروا لسبب بسيط هو أنهم كانوا يعتقدون أن مغني لن يشارك في اللقاء، بسبب معاناته من إصابة على مستوى الكاحل، حيث أن لعبه أساسيا كان بمثابة مفاجأة للجميع. المباراة لعبت تحت حرارة 41 درجة تبقى الحرارة العالية هاجسا بالنسبة للاعبين في البطولة القطرية، فرغم أن اللقاءات تجري في الليل إلا أن هذا لا يحدث تغييرا كبيرا، لأن الحرارة مرتفعة حتى في الليل، مباراة أمس بين أم صلال والريان جرت تحت حرارة 41 درجة مئوية، ومع رطوبة عالية، هذا وكانت درجة الحرارة في الصبيحة 46. مغني "قدرو عالي" حتى عند منافسيه الأمر الذي وقفنا عليه خلال تواجدنا بملعب حسيم بن حمد، هو أن مغني يحظى باحترام الجميع في قطر، حتى منافسيه يحترمونه كثيرا ويعتبرونه موهبة كروية وإضافة حقيقية للبطولة القطرية، فجمهور الريان أمس ورغم قلته إلا أنه صفق على مغني وتأسف كثيرا لإصابته، وعند خروجه وقف الملعب كله وهو يصفق. الجزائريون يصنعون نجاح الجزيرة الرياضية (زائد صورة) يعترف كثيرون في قطر بفضل كثير من الجزائريين على قناة الجزيرة الرياضية خاصة الأسماء المعروفة مثل حفيظ دراجي، لخضر بريش، عسول دحمان، مجيد بوطمين، ليلى سماتي والعديد من الصحفيين الذين تمكنوا من فرض أنفسهم في هذه القناة، لكن هناك أسماء أخرى تعمل في الظل برهنت على قدراتها وساهمت في نجاح هذه القناة على غرار الصحفي نسيم ربيكة والمصور لخضر سماتي وكذا العديد من رجال الخفاء مثل محمد نجاري، هذا دون نسيان ما يصنعه البقية في قنوات أخرى مثل بوعلام بينومشارة وحتى المصور الشاب أنور بن علي ابن المعلق السابق للتلفزيون الجزائري الحبيب بن علي.