لا زال لاعب وفاق سطيف خالد لموشية لم يدل بأي تصريح عقب إستبعاده من قائمة اللاعبين المشاركين في كأس العالم، ولو أن خيبة أمل كبيرة تكون قد أصابته وهو الذي صرح صبيحة الإعلان عن تعداد ال 25 لاعبا أنه لا يتصوّر نفسه يغيب عن المونديال فيما يشارك فيه لاعبون لم يلعبوا أي مباراة تصفوية... لموشية فكّر في الأسباب التي يُمكن أن تؤدي بالمدرب سعدان إلى استبعاده ويكون قد توصل إلى قناعة – حسب مقربيه – أن هناك لاعبين محترفين ضده، هم من أثروا في الناخب الوطني وجعلوه يرفض إعادة إدماجه من جديد، حيث بقي المشكل على هذا المستوى فقط مع سعدان بما أن قضيته مع الإتحادية قد سويت من خلال استدعائه إلى منتخب المحليين ومشاركته أمام ليبيا في مباراة العودة. صرح قبل إعلان القائمة: “هناك لاعبون ضدي في المنتخب” ويرى لموشية أن هناك لاعبين في المنتخب الوطني ضده، يُعارضون فكرة رجوعه، وهو ما لم يُخبئه، حيث صرح لنا بذلك الأسبوع الماضي وأشار بالمقابل إلى أن هناك مجموعة أخرى من اللاعبين تُسانده وتطلب منه أن لا يفصح عن هويتها، “في حين ربما هناك لاعبين يُعارضون عودتي، ولا أدري لماذا” على حد تعبيره، وهو السبب الذي جعله يتأكد بعد إعلان القائمة أن هؤلاء بطريقة أو بأخرى مارسوا تأثيرهم على المدرب رابح سعدان ولعبوا دورا كبيرا حتى لا يكون ضمن القائمة وهو ما لم يتوقعه، لأن آمالا كبيرة كانت تراوده في أن يكون في التعداد المحظوظ بلعب كأس العالم انطلاقا من كونه شارك في أغلب مباريات التصفيات. تصرّفه مع سعدان أزعج أغلب المحترفين وإذا كان لا خلاف أن لموشية أخطأ كثيرا بإقدامه على الصعود إلى غرفة مدرب المنتخب الوطني 3 مرات كاملة في أنغولا قبل مباراة مالي الحاسمة، وتلفظه بعبارات مسيئة واتهامه بأنه في يد بعض اللاعبين المحترفين الذين يتحكّمون فيه، فإن هذا التصرف جعل اللاعبين المحترفين في قمّة الغضب من زميلهم، خاصة لاعبين إثنين تكلم عنهما بالإسم وقال للمدرب الوطني إنهما يقومان بكل شيء في المنتخب مكانه، وهو ما أغضبهما بشدة وجعلهما لا يفهمان سر تصرفه بتلك الطريقة، خاصة أن الأمور على الأقل -بعيدا عن عدم منحه الثقة أمام مالاوي- كانت تسير عادية جدا بين الجميع. اللاعب يُؤكد أن الأمور أوّلت وهُوّلت وهو من دفع الثمن وقد علمنا من مقربين من لموشية أن هذا الأخير مغتاظ جدا لأن ما وقع بينه وبين المدرب سعدان في أنغولا تم تأويله بطريقة سيّئة للغاية، حيث أن بعض اللاعبين تبادلوا الرواية – يقول لمقربيه – وكأنه اتهم جميع المحترفين، كما أن هناك من “زادلها” بخصوص اللاعبين اللذين سمّاهما، وجعل هذين الأخيرين يشتعلان غضبا في الحصة التدريبية التي تلت ما وقع بينه وبين سعدان، بعد ان إتهمهما بالتأثير في المدرب وأنهما كانا وراء غيابه عن اللقاء الأول أمام مالاوي... لموشية وحسب ما رواه بعض اللاعبين له صار في موضع جد حرج أمام أغلب اللاعبين المحترفين بسبب تأويل الرواية، فيما اجتهد لتوضيح الرؤية للاعبين الذين لا زال على إتصال بهم. لا يوجد حتى في قائمة الإحتياطيين وإذا كان لم يتم إعلان قائمة اللاعبين الإحتياطيين والتي تتكوّن من 5 عناصر، فإن لموشية يعتقد أيضا أنه غير متواجد فيها، لأنه لو يكون في حسابات المدرب سعدان لتم ضمه إلى قائمة ال 25، وهو ما جعله مستاء للغاية ولا يخفي عن مقربيه أن الأمر قد يكون لبعض اللاعبين المحترفين يد فيه (تحديدا لاعبين إثنين) بسبب ما قاله ل سعدان وتم تأويله فيما بعد، ما جعلهما يحقدان عليه، وحتى لو افترضنا أن لموشية سيعود من جديد إلى المنتخب فإن الأمور ستكون صعبة للغاية. الأمور ستكون صعبة في حال عودته من جديد صحيح أن لموشية قد يئس من لعب المونديال، وكان ذلك عقوبة حقيقية لما أقدم عليه من تصرف خاطئ، قيل وقتها إن الأمر يتعلق بمشكل عائلي وليس إنضباطيا، إلا أنه يحتفظ بالأمل في أن يعود إلى تقمص ألوان “الخضر” في وقت قادم بعد المونديال، لكن الأمور حتى الآن لن تكون بالسهولة التي قد يتم تصوّرها حتى في حال إدماجه من جديد، فاللاعبان اللذان سمّاهما لموشية للمدرب الوطني منزعجان جدا منه، وربما قد لا تعود الأمور إلى نصابها بينهم بسبب ما وقع وكان يمكن تجنّبه لو تحلّى لموشية وقتها بقليل من الهدوء والحنكة وفضّل أن لا يحتج بتلك الطريقة على سعدان. ------------------------------------------------ بلاكبول يخوض مرحلة اللقب دون بوعزة كان اللاعب الجزائري عامر بوعزة يأمل في تحقيق هدفين هذا الموسم، الأول يتمثل في الصعود مع ناديه الإنجليزي “بلاكبول” إلى بطولة الدرجة الأولى وبعدها يخوض نهائيات كأس العالم مع المنتخب الوطني، لكن بما أن الهدف الثاني لم يتحقق بعد أن وجد نفسه خارج قائمة المدرب رابح سعدان، يبقى هدفه أن يرى فريقه يلتحق ب “البريمرليغ”. وبالرغم من غياب بوعزة عن الملاعب هذه الأيام إلا أن فريقه بلاكبول بدأ دورة اللقب بنجاح بعد أن فاز في نصف النهائي على نوتينغام فورست بهدفين دون ردّ، وسيلعب الدور النهائي لاحقا في ملعب وامبلي. --------------------------------------------- مهدي بودبوز (شقيق رياض): “نحن من حرم رياض من التنقل إلى مانشستر يونايتد” مهدي بودبوز هو الشقيق الأكبر للاعب الدولي الجزائري الجديد ونادي “سوشو” الفرنسي رياض بودبوز. وبما أن مهدي يعتبر من أقرب الناس إلى أخيه، فقد أبينا إلا أن نتصل به ونجري معه هذا الحوار، خاصة بعدما أعلن المدرب الوطني عن قائمة اللاعبين المعنيين بالمشاركة في التربص المقبل الذي يسبق المونديال، حيث أكد لنا بأن الفرحة غمرت العائلة بأكملها عند سماع خبر إستدعاء رياض إلى “الخضر“. صباح الخير مهدي، هل تسمح لنا بأخذ القليل من وقتك للحديث عن إستدعاء رياض إلى صفوف المنتخب الجزائري؟ نعم، سيكون ببالغ الفرح والسرور وكل الشرف لي للحديث مع صحفي من أرض الوطن، وأشكرك على هذا الإهتمام. ماذا يمكن أن تقول عن ضم شقيقك؟ إنه لشرف لكل العائلة وليس ل “رياض“ فقط، وبكل صراحة لا أجد الكلمات اللازمة للتعبير عن مدى سروري بضم أخي إلى المنتخب الوطني لأنه سيدافع عن الألوان الوطنية وعليه فإن الجميع فرح له بهذا الاستدعاء. كيف عشتم داخل البيت هذا الإستدعاء؟ لا أخفي عنك أننا كنا ننتظره منذ مدة و لم نفقد أبدا الأمل في أن يصبح رياض في يوم من الأيام لاعبا في المنتخب الوطني، وعليه فقد كان حلمنا جميعا والشكر لله لأنه حققه بأسرع وقت ممكن، وتأكد أن ذلك الخبر أدخل الفرح والبهجة إلى البيت ويمكنك أن تتصوّر كيف طار الجميع من شدة الفرح. وكيف كان رد فعل الوالدة؟ بالنسبة للوالدة، فقد كان الأمر خاصا جدا، فلما سمعت بالخبر رسميا أجهشت بالبكاء من الفرح وشعرت بالاعتزاز والافتخار كثيرا لأن ابنها سيمثل منتخب بلادنا وهي التي كانت تنتظر هذا الخبر بفارغ الصبر. وبالنسبة للأب؟ الأمر نفسه، لقد فرح كثيرا لهذا الاستدعاء وبطبيعة الحال هو فخور كذلك بابنه الذي يرى فيه صورة عن شخصه ويحقق ما عجز عنه أفراد العائلة بتشريف ألوان المنتخب الوطني الغالي، ويمكنني أن أؤكد لك أن والدي فرح كثيرا مثل أي أب جزائري يتلقى ابنه استدعاء للعب مع منتخب بلاده. هل كنت تشك في قدرة أخيك على الانضمام إلى المنتخب في هذا الوقت؟ صراحة، في الوقت الراهن لا. صحيح أنني كنت أنتظرها والأمر نفسه بالنسبة لكل العائلة ولكن ليس في الوقت الراهن، لكن لم أشك للحظة في انضمام أخي إلى “الخضر“ من الباب الواسع خاصة أن رياض متعلق كثيرا بالألوان الوطنية ويملك إمكانات عالية بشهادة المتتبعين هنا في فرنسا حيث رشحوه ليكون من بين أحسن اللاعبين في المستقبل القريب في الدرجة الأولى الفرنسية وهذا ليس أمرا سهلا وأنا متأكد أنه سيتطوّر كثيرا بعد انضمامه إلى “الخضر“. كيف كان رد فعل كل الأهل سواء من قريب أو من بعيد بعد تأكد دعوة رياض إلى “الخضر”؟ الأهل والأقارب فرحوا كثيرا مثلنا وبالتالي قاسمونا الفرحة وتمنوا لشقيقي كل التوفيق في تجربته الجديدة على أن يبقى مطوّلا مع المنتخب الوطني ويُقدّم الإضافة المنتظرة منه بطبيعة الحال. وفيما يخص الجيران في “كولمار” أين تقطنون، كيف كان الأمر؟ لقد هنّؤونا بدورهم خاصة أصدقاء رياض الذين غمرتهم الفرحة، حيث صار لديهم صديق سيشارك في المونديال وهو أمر رائع كذلك بالنسبة إليهم. بما أنك شقيقه المقرب، هل كنت تثق في إمكانات أخيك وقدرته على النجاح في مشواره الكروي؟ إنه لاعب موهوب منذ نعومة أظافره، ومن بين الإمتيازات التي إستفاد منها رياض أنه كبر في محيط نظيف وداخل عائلة قدمت له العناية اللازمة وتولي أهمية للجانب الرياضي، حيث منحه الوالدان تربية في المستوى المطلوب وعلى الطريقة الجزائرية الأصيلة ولهذا السبب بقي محترما ومحبوبا من الجميع. حسب معلوماتنا، فإن بعض مناجرة مانشستر يونايتد جاؤوا إليكم منذ سنوات وطلبوا منكم أخذ رياض بودبوز إلى هناك لكنكم رفضتم، ما السبب؟ هذا صحيح، ونحن من رفض ذلك العرض لا لشيء سوى لأن رياض كان لا يزال صغيرا، لكنه كان من بين أحسن اللاعبين في مركز التكوين لنادي سوشو وتخوّفنا من المجازفة بنقله من ذلك المركز الذي كان يجد فيه راحته، ففي حال تنقل إلى إنجلترا فإن إحتمال أن يجد من هم أعلى مستوى منه كان واردا وبالتالي من الصعب عليه التأقلم وسيجد نفسه خارج الإطار ويضيع مشوارا جيدا مثل الذي يقضيه حاليا. هذا دليل على أن رياض ترعرع في محيط ساعده كثيرا، أليس كذلك؟ نعم، وهذا ما قلته لك من قبل... فالوالدان لم يتركاه دون متابعة والأمر نفسه بالنسبة للإخوة والأقارب بالإضافة إلى الجيران... وخلاصة القول، فإن الجميع كان يفكر في مستقبله وحاولنا قدر المستطاع حمايته ومساعدته للتطوّر والتألق دون إرتكاب أخطاء عديدة في مشواره الاحترافي. هل ستتنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل متابعة المنتخب الوطني وشقيقك رياض؟ لا أدري إلى حد الآن، فأنا أحضر جديا للتنقل إلى جنوب إفريقيا لحضور هذا الحدث العالمي ومساندة بطبيعة الحال منتخب بلادي الذي سيشارك في هذه الدورة، بالإضافة إلى شقيقي الأصغر رياض الذي سيشارك هو الآخر للمرة الأولى في مشواره، وأتمنى من صميم قلبي التواجد هناك من أجل تشجيع “الخضر” وسأعمل كل ما في وسعي حتى أتمكن من الذهاب على بلاد نيلسون مانديلا وإلا فسأتابع المونديال أمام شاشة التلفزيون. رياض بالقميص الوطني، كيف تتوقعه؟ أنا أنتظر على أحر من الجمر اللحظة التي أرى فيها شقيقي يرتدي القميص الوطني الجزائري وأنا متأكد أن الوالدة الكريمة وكل العائلة بالإضافة إلى كل من يعرفنا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية بالنسبة إلينا جميعا. عند سماعكم النشيد الوطني ورياض هناك، كيف سيكون شعوركم حينها؟ إنها اللحظة التي ننتظرها، لأننا حينها سنتشرف بحمل إبن العائلة للألوان الوطنية وأنا أتوقع من الآن كيف سيكون رد فعلنا، فأكيد أن أبداننا ستقشعرّ وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى جميع العائلة لأننا متعلقون كثيرا بالجزائر وكل ما له صلة بهذا البلد الغالي على قلوبنا. حسب علمنا فإنك لاعب جيد في كرة القدم داخل القاعة، هل تؤكد ذلك؟ هذا ما يقولونه عني (يضحك)، ومعك حق فمعلوماتك صحيحة لأنني ألعب بانتظام مع ناد هاو في البطولة داخل القاعات، ولكن لا أدري إن كنت لاعبا جيدا ومهاريا مثلما أكدوه لك. وأخوك كذلك يلعب معك في الفريق نفسه، أليس كذلك؟ نعم، وشقيقي لاعب جيد هو الآخر وكما ترى فنحن عائلة رياضية. كان يمكن أن يكون ثلاثة إخوة في فريق محترف؟ هذا صحيح، ولكن كما نقول لكل واحد مكتوبه... حاليا نحن سعدان بأن رياض نجح في مشواره الاحترافي. في الجزائر يُحضر المنتخب الوطني داخل القاعة، ألا تجرّب حظك لكسب مشوار إحترافي مع المنتخب؟ (يضحك)، نعم بطبيعة الحال، فلا يوجد أي مشكل بالنسبة لي وحتى مجرد التفكير لن أفكّر ولن أتردد في قول نعم، لأنني أتمنّى ذلك وأرغب في تحقيق الأمر مع المنتخب وتسجيل حضوري. لنعد إلى رياض، هل تغيّرت تصرفاته مع أصدقائه بعدما استدعي للمشاركة في المونديال؟ لا، أبدا... فرياض بقي دائما إلى جانب رفقائه لأنه يحبهم كثيرا، يضحك كالعادة، يلعب كرة القدم مع زملائه في الحي بشكل طبيعي جدا، ولهذا لا شيء تغيّر في تصرفاته، فهو متواضع ودائما يبقى صاحب شخصية مرحة مع الجميع. في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، أوقعت القرعة الجزائر في “داربي“ مغاربي قوي سيجمعها بالمنتخب المغربي، كيف تتوقع هذا “الداربي“؟ بشغف، مثلما ينتظره أيضا أشقاؤنا المغاربة بشغف، وقد احتفلوا كثيرا عندما فازوا علينا قبل سنوات من اليوم (نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس)، وأتمنى هذه المرة أن نفوز عليهم ونثأر رياضيا. هل تحدثت مع رياض حول الموضوع؟ نعم، لقد تحدثنا عن “الداربي“ أمام المغرب، ولكن دون زيادة ولا نقصان في الأمر... تعلمون لدينا هنا أصدقاء كثر، منهم المغاربة، وبالتالي تجمعنا روح أخوية لأننا شعبين شقيقين، ولهذا أتمنى حظا موفقا للمنتخبين ومن يكون أحسن مبروك عليه الفوز. هل لديك كلمة تريد أن تختم بها هذا الحوار؟ أتمنى حظا موفقا للجزائر في نهائيات كأس العالم، وآمل أن نحقق أحسن مشوار في تاريخ كرة القدم الجزائرية.