تمكن وداد تلمسان من العودة بالزاد كاملا من تنقله إلى وهران، بعد فوزه الباهر أمام المولودية المحلية بثلاثية كاملة في اللقاء الذي جرى بينهما عشية أول أمس السبت برسم الجولة الخامسة، أكد به صحوته الأخيرة مدعما رصيده بثلاث نقاط ثمينة، في مباراة عرف فيها الزيانيون كيف يستغلون وضعية منافسهم، وهو ما كان ينتظره الجميع في تلمسان في ظل التحسن الكبير خلال الجولات الأخيرة وكذا لطبيعية المباراة وأهمية نقاطها في حساب كل فريق، رغم أن المواجهة لعبت دون نكهة بسبب غياب الجمهور. الإرادة كانت كبيرة وتجلى أن لاعبو الوداد لم يأتوا لوهران للنزهة منذ البداية، بل لتحقيق نتيجة ايجابية في ظل الرغبة الكبيرة التي كانت تحدوهم لعلمهم بأن الخطأ ممنوع ومن شأنه أن يعيدهم إلى نقطة الصفر، الأمر الذي جعلهم يكشفون عن نواياهم مبكرا وهو ما تحقق بفضل هدف بلغري الذي أخلط حسابات المنافس الذي لم يكن في أحسن أحواله، بعد المشاكل الكبيرة التي عرفها منذ لقاء الجولة الماضية والرباعية الكاملة التي تلقاها على يد شباب بلوزداد، فرغم عودة رفقاء عواج في الربع الأخير، إلا أن ذلك لم يكن كافيا أمام الإصرار الكبير للزيانيين الذين عرفوا كيف يمتصون حرارتهم، ويبسطون منطقهم حين تمكنوا من إنهاء المرحلة متقدمين بهدف وحيد. ثنائية سامر وبن مغيث تؤكد سيطرة الوداد ولم يختلف الشوط الثاني كثيرا عن سابقه، إذ واصل بوجقجي وزملاؤه السيطرة على المباراة، الشيء مكنهم من تسجيل ثنائية بواسطة سامر وبن مغيث جعلتهم ينهون المباراة أمام الانهيار التام للحمراوة الذين استسلموا للأمر الواقع، رغم أن ذلك كان منتظرا منذ البداية في ظل التحضير الجيد والمعنويات العالية التي كان يتمتع بها الزيانيون بعد فوز القبائل الذي حررهم، عكس نظرائهم من وهران الذين تراكمت عليهم المشاكل مؤخرا أدت بهم إلى هذه الوضعية، رغم التحفيزات المالية التي رصدت لهم بما أنهم كانوا يعولون على الانطلاقة على حساب تلمسان. بوستر منح الحمراوة ركلة جزاء مشكوك فيها وكانت ضربة الجزاء التي منحها الحكم بوستر للحمراوة في المرحلة الثانية مشكوك فيها- حسب مصادرنا- بما أن اللاعب هو من رمى بنفسه ولم يعرقل، وهي الضربة التي لم تسجل بعد أن اصطدمت بالعارضة الأفقية والتي كانت بمثابة منعرج اللقاء، إذ لم تمر دقائق حتى تمكن الوداد من تعميق الفارق بهدفين أنهى بهما اللقاء. النتيجة كادت تكون أثقل وكان بمقدور الوداد إنهاء المباراة بنتيجة كبيرة، بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم خاصة في المرحلة الثانية عقب الانهيار التام للاعبي المنافس، لكنها لم تستغل لنقص التركيز من جهة والتسرع من جهة أخرى، وهو ما فوت عليه فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة كانت ستبقى تاريخية لكنها استقرت عند حدود الثلاثة، والتي كانت كافية لتحقيق انتصار معنوي آخر قبل موعد اللقاء الحاسم في الجولة المقبلة أمام الرائد اتحاد العاصمة. الوداد يلقن المولودية درسا في كرة القدم وبهذا الفوز الكبير والمستحق الذي جاء بعد سنوات عن آخر فوز للوداد بملعب بوعقل، يكون الوداد قد لقن منافسه وغريمه التقليدي مولودية وهران درسا في كرة القدم لن ينساه، وبه ثأر من هزيمة الموسم الماضي التي جعلته قاب قوسين أو أدنى من مغادرة القسم الأول، لكن شاءت الصدف أن يبقى الوداد من جديد ويلتقيه هذا الموسم ويفوز عليه وبأي طريقة. أول فوز خارج الديار ويعد الفوز المسجل أمام الجار مولودية وهران هو الأول للوداد هذا الموسم خارج أسوار العقيد لطفي، بعد خسارة العلمة القاسية، والثاني في المجموع إذا ما احتسبنا فوز القبائل في الجولة الماضية داخل الديار، وبه يكون الفريق قد عوض ثلاث نقاط من أصل أربعة التي ضيعها من قبل داخل القواعد، بعد تعادلين أمام الخروب وبلوزداد، في انتظار تحقيق نتائج أخرى. --------------------- طرد سيدهم لم يؤثر على الفريق أكمل الوداد المباراة في الربع الأخير بعشرة لاعبين بعد طرد وسط الميدان الدفاعي سيدهم الياس، لكن هذا لم يكن مؤثرا على أداء الفريق داخل المستطيل الأخضر، بل زادهم إصرارا وعزيمة كبيرة على مضاعفة الجهود، وأكثر من ذلك تمكن من إضافة الهدف الثالث، وهو ما يؤكد على التحضير الجيد والتركيز الكبير الذي كان موجودا. سيدهم ومعزوزي يلتحقان بتربص المنتخب الوطني مباشرة بعد نهاية مباراة مولودية وهران، شد ثنائي الوداد سيدهم والحارس معزوزي الرحال إلى العاصمة للدخول في تربص المنتخب الوطني الاولمبي، والذي انطلق أمس ويدوم إلى غاية الأربعاء المقبل، وذلك استعدادا للاستحقاقات الدولية المقبلة التي تنتظر أشبال الناخب الوطني ايت جودي، خاصة منها أولمبياد لندن الصائفة المقبلة والتي سيلعب دورها الأخير في المغرب بعد انسحاب مصر، على أن يكون اللاعبان معنيين بلقاء الجولة الخامسة التي سيلاقي فيها فريقهم متصدر البطولة اتحاد العاصمة. --------------------- الفوز يساوي خمسة ملايين من المنتظر أن تقدم إدارة الوداد على تسليم اللاعبين منحة الفوز المحقق أمام مولودية وهران قريبا، وقد يكون ذلك بحر الأسبوع الجاري، يضاف إليه منحة الفوز في الجولة الماضية أمام القبائل حتى لا تتراكم ويمكن للاعبين التركيز على عملهم في الميدان، كما أنها ترفع من معنوياتهم أكثر خاصة إذا علمنا حجم المسؤولية التي تنتظرهم هذا السبت أمام الرائد اتحاد العاصمة. يوم راحة والإستئناف مساء اليوم منح الطاقم الفني لاعبيه يوم راحة مباشرة بعد عودة الفريق إلى تلمسان لاسترجاع أنفاسهم قليلا، قبل العودة مساء اليوم لأجواء التدريبات من جديد للدخول في الاستعدادات لمباراة الجولة المقبلة أمام اتحاد العاصمة، والتي لن تكون سهلة المنال مادام أنهم سيواجهون الرائد الحالي للبطولة. --------------------- سامر: "وضعنا الثقة في أنفسنا وكنا قادرين على تسجيل أهداف أخرى" ما تعليقك عن المباراة والفوز المحقق أمام وهران؟ كانت مقابلة صعبة، فالضغط كان علينا وكان يجب تحقيق نتيجة ايجابية والمولودية للتصالح مع أنصاره، فقد وضعنا اليد في اليد ولعبنا جيدا وبدون مركب نقص، الهدف الأول حفزنا وساعدنا على كسب النقاط الثلاثة، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا. وهل كنتم تتوقعون الفوز بهذه النتيجة الكبيرة؟ حضرنا جيدا رفقة الطاقم الفني منذ توقف البطولة، وركزنا عليه جيدا وكان يجب الفوز ووضعنا الثقة في أنفسنا، الحمد لله لم نخيب والنتيجة أننا راضون عن مستوانا وكنا قادرين على تسجيل أهداف أخرى لولا التسرع. لم تجبني بعد عن سؤالي؟ كنا ننتظر الفوز بهذه النتيجة الكبيرة، فقد كنا واثقين بعد مباراة القبائل واللاعبون كانوا واعين والداربي يلعب على جزئيات، دخلنا الربع الأول بنية تسجيل أهداف وكنا نعلم أن المنافس يمر بوضعية صعبة، بعد البداية الغير موفقة واستغلينا مرحلة الفراغ التي يمر بها. ألا تظن أن تضييع ركلة الجزاء كانت منعرج اللقاء؟ ركلة الجزاء كانت منعرج اللقاء ومشكوك فيها، فاللاعب رمى نفسه ولو سجلها لكانت الأمور ستتعقد بالنسبة لنا، لكن الحمد لله لم يسجل وهو ما جعلنا نسجل الهدف الثاني وبعده الثالث. وماذا تقول بشأن المنافس؟ لقد فقدوا الأمل بعد تسجيلنا الهدف الأول، إضافة إلى ركلة الجزاء التي ضيعها عواج، ومن جهتنا استغلينا الفرص وسجلنا الثاني والثالث. الفوز المحقق يجعلكم تطمحون لتحقيق نتائج أخرى، أليس كذلك؟ النقاط الثلاث معنويا تجعلنا نطمح أكثر لتحقيق انتصارات أخرى، وعلينا نسيان الفوز الأخير والتفكير في لقاء الرائد اتحاد العاصمة، ومن الآن سنركز عليه للفوز فوق ميداننا. سجلت هدفك الثاني هذا الموسم، هل كنت واثق من ذلك؟ كنت واثقا من التسجيل أمام وهران، الحمد لله وفقت في تسجيل الهدف الثاني لي وإن شاء الله مازال الخير وسأسجل أهدافا أخرى. كيف تتوقع المباراة المقبلة أمام إتحاد العاصمة؟ ستكون صعبة جدا، إذ سنواجه فريق يملك لاعبين ممتازين، سننسى الفوز على مولودية وهران وسنفكر في اتحاد العاصمة، وإن شاؤ الله سنعمل على تحقيق نتيجة ايجابية في ميداننا وأمام أنصارنا الذين اشتقنا إليهم ونعدهم بالفوز.