بعد الضجة التي أثيرت حول الخيارات التكتيكية التي قام المدرب نور الدين سعدي في مباراة مولودية الجزائر واعتماده على النظام الدفاعي واللعب بحذر، وهي الطريقة التي لم تعجب بعض اللاعبين وفي مقدّمتهم سمير زاوي، فإن معطيات اللقاء حسب ما أكده سعدي في اتصال به أول أمس، يعود إلى عدة أمور جعلته يطبّق نهجا يسمح لفريقه بامتصاص ضغط المنافس ويعود إلى الديار بنتيجة إيجابية، طالما أن التعادل خارج الديار وأمام فريق كان بحاجة ماسة إلى فوز يعني أن الجمعية استثمرت في مشاكل "العميد" وزادت في تعقيد حساباته بخطفها لنقطة من بولوغين. التوافد القياسي ل "الشناوة" شكل ضغطا شديدا على الجمعية وقد وجد سعدي ظروفا لا تسمح لفريقه بفتح اللعب والمغامرة في الهجوم، كون المنافس كان معزّزا بالآلاف من أنصاره في بولوغين، وهذا ما يعني أن التوافد القياسي ل "الشناوة" على مدرجات بولوغين يضاف إليها حاجة المولودية إلى انتصار لطرد سلسلة النتائج السلبية، دفع سعدي لوضع نظام تكتيكي يحدّ به خطورة المولودية ويغتنم في مقابلها اندفاع عناصرها للهجوم، بتعزيزه الدفاع خاصة في النصف ساعة الأخير من المباراة. قلة فعالية الهجوم وفشله في اغتنام الفرص زاد سعدي قناعة يضاف إلى الدعم الكبير الذي وجدته المولودية من أنصارها، فإن هذا الأمر كما قال سعدي يساهم بدرجة كبيرة في وضع لاعبي المنافس تحت ضغط رهيب ومن شأنهم أن يتأثروا للضغط، ولو فتح قليلا اللعب لكانت المولودية تمكنت من استغلال ثغرة أو هفوة في الدفاع وسجلت منها، ولكن سعدي لاحظ قلة فعالية المهاجمين وفشلهم في اغتنام الفرص التي أتيحت لهم سواء سوڤار، مسعود أو علي حاجي، وهذا كله ساهم في قناعته بانتهاج نظام لعب يتسم بالحذر. خسارة سطيف أخلطت حساباته كانت رغبة الإدارة الشلفية وجميع لاعبي الفريق هي جمع أربع نقاط من لقائي سطيف والمولودية، وهذا ما كشف عنه زاوي في حوار سابق معه، إلا أن الخسارة التي مني بها الفريق في سطيف أخلطت كثيرا حسابات سعدي، فلو فاز فريقه في 8 ماي أو عاد بالتعادل - كما قال-، فإنه بالضرورة سيفتح اللعب ويبحث عن انتصار، لكن خسارة سطيف ويليها خسارة أخرى في المولودية تضع سعدي على فوهة بركان، وهذا ما جعل التقني الشلفي يضع خطة حذرة أمام المولودية ويتفادى كامل الحسابات. سعيدي: "نقطة وحيدة ولكن ثمنها غالٍ" كما عبّر سعدي عن ارتياحه للنقطة التي عادت بها التشكيلة وقال إن فريقه عرف كيف يستثمر في مشاكل المولودية بالعودة بنقطة من فريق كان يظهر بحاجة ماسة إليها، ليخرج من دوامة المشاكل التي يتخبط فيها، وقال سعدي: "نقطة وحيدة عدنا بها ولكنها ثمينة وغالية كونها سترفع معنويات الفريق وتسمح للاعبين من تجاوز مرحلة الضغط التي كانوا عليها في اللقاءات السابقة". "لعب أربعة لقاءات خارج الديار مقابل اثنين ليس سهلا" ومن بين الأمور التي أشار إليها سعدي في حديثنا معه هي اللقاءات التي لعبها فريقه خارج الديار والتي وصل عددها أربعة من بين ستة وكلها أمام أندية قوية وتعيش ظروفا صعبة، مثل سطيف والمولودية. مضيفا: "حينما نأتي لنحسب اللقاءات التي لعبناها لحد الآن نجد أننا تنقلنا أربع مرّات خارج قواعدنا ولعبنا أمام أندية قوية وبحاجة ماسة إلى الانتصار، انهزمنا في اثنين وتعادلنا في اثنين، وهي حصيلة لا يمكن وصفها بالضعيفة، خاصة أن الفريق تغيّر كثيرا سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم، في حين أننا لم نضيّع ولا نقطة داخل قواعدنا. ولحد الآن يمكنني القول إن بلوغ ثمانية نقاط يمكن اعتباره بالإيجابي". ضعف الهجوم زاد من متاعب سعدي كما كشف سعدي انشغالات كبيرة حول ضعف الخط الهجومي للفريق، والذي لم يجد ضمن تشكيلته لاعبا ينهي العمل الكبير الذي يقوم به لاعبو وسط الميدان، حيث كان هلال سوداني في السابق هو من يتكفل بهذه المهمّة ونجح في الخروج عند نهاية الموسم بلقب هداف البطولة، بينما الشلف هذه المرّة تعاني بشكل واضح من رأس حربة وقناص للأهداف. وعليه فالمسؤولية تنتقل من سعدي وتتحوّل إلى حميدي وبورحلي، لنزع القلق الذي ينتاب سعدي و إدارة الشلف، لتبحث عن لاعب يكون في المستوى وينجح في ترجمة الفرص الكثيرة التي تتاح له. عشيو: "مهمّتنا قدمناها على أحسن وجه وننتظر التأكيد أمام باتنة" عبّر حسين عشيو عن رضاه التام على الأداء الذي ظهر به الفريق أمام المولودية، والنقطة التي عادت بها التشكيلة اعتبرها إيجابية وهذا لعدة اعتبارات كما قال: "لا أشاطر رأي البعض حينما يصفون عودتنا من بولوغين بتعادل أنه لم يكن إيجابيا، بل قدّمنا واجبنا وقمنا بمهمتنا على أحسن وجه، والنتيجة التي أنهينا بها المباراة تعتبر إيجابية وستسمح لنا بالتفكير براحة في المباراة القادمة أمام شباب باتنة، بل سنؤكد عودتنا القوية بتحقيق فوز على "الكاب" نمحو به تعثراتنا السابقة". ================================= زازو: "لعبنا أحسن بكثير من لقاء سطيف والتعادل أمام المولودية يرضينا" "علينا ألاّ نبكي على البرمجة لأنها ستخدمنا في العودة" ما تعليقك على التعادل أمام مولودية الجزائر؟ كلّ ما يمكنني قوله هو أن اللقاء كان مفتوحا وشهد مستوى جيّدا من الجانبين، فالمولودية كانت بحاجة إلى فوز تمحو به تعثراتها مع بداية الموسم وتتصالح مع أنصارها، أما نحن فقد كان مطلوبا منا الثأر من خسارة سطيف الماضية، ولهذا فاللقاء كان قويا، وكلّ من تابعه أعتقد أنه لا يندم على مشاهدته. تعني أنكم لعبتم مباراة قوية؟ هذا أكيد، فالمولودية تملك عناصر بارزة وجمهور غفير، بدليل أننا لعبنا أمام مدرّجات مملوءة عن آخرها، دون أن أنسى أنصارنا الذين أشكرهم على وقفتهم معنا وتنقلهم لمؤازرتنا. وبالعودة للحديث عن اللقاء، فإن الفرص التي أتيحت لنا كانت أكثر من المولودية، وهذا دليل على أن لاعبي "العميد" لعبوا اللقاء تحت ضغط رهيب، وهمّهم الوحيد كان التسجيل، لهذا ضغطوا كثيرا ولكن اصطدموا في مقابلها بدفاع حصين ومركز كما ينبغي. نفهم من هذا أنك تشيد بقوّة الدفاع؟ حينما نقوم بعملنا فلماذا لا نشيد بأنفسنا، وأعتقد أن جميع من تابع اللقاء يعترف للدفاع أنه لعب دون خطأ وهذا شيء جميل، خاصة حينما توجّه لك انتقادات شديدة اللّهجة في لقاء سطيف الماضي، ونتّهم نحن كمدافعين بقلة التركيز، لكن أمام المولودية أثبتنا أن الدفاع وكامل الخطوط تلعب باتزان ودون فراغ، بل كلّ واحد يكمّل الآخر. هل تعتبر التعادل نتيجة إيجابية في نظرك؟ بكل تأكيد، التعادل يعتبر نتيجة إيجابية خاصة أمام فريق يعاني من أزمة نتائج ومشاكل كبيرة، فضلا على هذا فإن التوافد الجماهيري القياسي شكّل علينا ضغطا رهيبا طيلة فترات اللقاء، ولكن عرفنا كيف نتعامل مع الظروف بشكل جيّد ونخرج في الأخير بنقطة ثمينة. البعض يقول إن لعبكم كان أفضل من سطيف، هل من تعليق؟ هذا صحيح، فطريقة لعبننا كانت أفضل بكثير من المباراة السابقة أمام وفاق سطيف ومن كامل المستويات، فهذه المرّة أعتقد أن كل لاعب فهم درس سطيف واستخلصه جيّدا، لهذا كان ردّ فعلنا أحسن بكثير من لقاء الوفاق، ومستوى الفريق ككل كان جيّدا ومن كل المستويات. حيث كنا مركزين كما ينبغي للمباراة ولم نتأثر إطلاقا بالضغط الرهيب الذي شنّه أنصار المولودية علينا في اللقاء. هل ترى أن التعادل خارج الديار يقلّل عليكم الضغط؟ كلاعبين نعرف جيّدا المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فهذا الموسم الجميع ينتظر الشلف ويضع لها ألف حساب، لأننا وبكل بساطة نحن من توّجنا بلقب الرابطة المحترفة للموسم الماضي، وأيّ فريق نقابله تجده يحضّر نفسه جيدا وتكون إرادة لاعبيه كبيرة للتغلّب علينا وخلق مشاكل لنا، ولهذا السبب يجب علينا أن نحتاط من أيّ منافس، ونستغلّ في نفس الوقت النتائج التي نحققها لنرفع بها معنوياتنا ونكون جاهزين لمختلف التحديات التي تنتظرنا. من ستة لقاءات فزتم باثنين، تعادلتم في اثنين وخسرتم اثنين، كيف تعلق على هذه النتائج؟ كلّ ما يمكنني قوله هو أن الانتصارات التي حققناها كانت داخل الديار بينما باقي النتائج كانت كلّها بعيدة عن القواعد، بمعنى أننا لعبنا فقط مباراتين في بلادنا وتنقلنا أربع مرّات، صحيح أننا لم نحصد سوى نقطتين، ولكن يجب ألا نفقد الأمل، بل علينا أن نحافظ على التفاؤل ونعمل بجدّ لنكون أحسن في المستقبل، وليس أن نبقى في كلّ يوم نبكي على البرمجة، لأنها وبكل صراحة اليوم ضدّنا وغدا ستخدمنا. هل يمكنك التوضيح أكثر؟ في مرحلة الذهاب ولحدّ الجولة السادسة لعبنا أربعة لقاءات بعيدا عن قواعدنا، ولكن في مرحلة العودة ستنقلب الأمور، يعني سنلعب أربعة لقاءات داخل قواعدنا، ولذلك علينا أن نسير أمورنا بذكاء في مرحلة الذهاب ونحاول الفوز بكامل اللقاءات التي سنلعبها على ميداننا، ونجلب من خارج الديار أكبر عدد من النقاط، وهذا فقط يكفينا لنبقى في المقدّمة. كيف تتوقع أن تكون مباراتكم القادمة أمام شباب باتنة؟ المباراة ليست سهلة على الإطلاق لأن الشباب يتفاوض بشكل جيّد خارج قواعده، كما أنه لن يكون لديه ما يخسره أمامنا، حيث سيحاول اللّعب بحذر وانتظار أيّ فرصة تتاح له ليستغلّها مثلما فعل أمام نصر حسين داي في اللقاء الذي جمعهما الأسبوع الماضي، وتغلّبت "الكاب" في النهاية. أما عن تعادلها أمام بجاية في الجولة الأخيرة، فشخصيا لا يجب أن نأخذ بها لأنه في نظري الضغط كان شديدا على لاعبيها، وهذا ما صعب عليهم المهمّة. لو نتكلم عن مردودك أمام المولودية، كيف تقيّمه؟ لا يمكنني الحديث عن نفسي أو الحكم على مستواي إن كان جيّدا أم لا، بل كلّ ما يمكنني قوله هو أنني كلاعب قدّمت ما كان مطلوبا مني، ولعبت من دون فتح ثغرات أو اندفاع، ويبقى الحكم الأخير للمدرب ولمن تابع اللقاء في الأخير، إن كنت بحقّ قمت بواجبي على أحسن وجه أم هناك نقائص عليّ تصحيحها في التمارين. هل من كلمة حول توافد الأنصار على ملعب بولوغين لمؤازرتكم؟ منحتني فرصة لأشكر فيها أنصارنا على تنقلهم إلى العاصمة وتحمّل مشقة السفر من أجلنا، وأشكرهم كثيرا على مساندتهم لنا، كما أنني متأثر أيضا بالتجاوزات والمعاملة التي وجدوها في الملعب عند نهاية اللقاء، ولكن أعتقد أنه مثلما خرجنا نحن اللاعبين راضين بالتعادل وعدنا بنتيجة إيجابية من العاصمة، أتوقع أن يكون أنصارنا هم أيضا راضين عنا، وهي فرصة أطلب منهم أن يواصلوا دعمهم ومساندتهم لنا في كلّ الظروف، لأن ما شاهدناه على أنصار المولودية يجب أن يكون لفريقنا أيضا، فالمولودية ورغم ضعف نتائجها وتخبّطها في جملة من المشاكل، إلا أن "الشناوة" يظلّون دائما إلى جانب فريقهم، وهذا ما أريد أن يعمل به كلّ مناصر. إبراهيم س. ================================ "الشناوة" يحنّون لأيام "كابيلو" وتشجيعاتهم شدّت أنظار "الشلفاوة" بعيدا عن التجاوزات التي شهدتها مباراة الجمعة الماضي بين الجمعية والمولودية، والأحداث المؤسفة التي عاشها "الشلفاوة" في المدرجات في الربع ساعة الأخير من اللقاء، فإن حدثا بارز وقفنا عليه يتمثل في التشجيعات والتصفيقات التي تلقاها المدرب الشلفي نور الدين سعدي من أنصار المولودية، الذين صفقوا عليه طويلا وبقوا يردّدون "كابيلو"، معترفين له في ذلك بمشواره الطيب لما كان مدربا ل "العميد"، سواء حينما حقق معه الصعود والعودة إلى القسم الأول، أو لمّا عاد ثانية في موسم 2004/2005. عدد منهم اعترفوا أن المولودية أخطأت في حقه وفي وقت وجّهت أصابع الاتهام ل سعدي في لقاء مولودية الجزائر أو قبله أمام سطيف محملين إيّاه مسؤولية النتائج، فإن أنصار المولودية في المقابل اعترفوا أن مسؤولي "العميد" أخطؤوا كثيرا في حقّ مدربهم حينما صرفوا النظر عنه وجلبوا مدرّبين أجانب لم يفرضوا الاستقرار ولم يجلبوا النتائج للفريق، في حين أن سعدي الذي يعتبر جديدا على الجمعية حصد لحدّ الجولة السادسة ثمانية نقاط وفريقه يقدّم كرة جيدة وعروضا كروية جميلة. "سعدي كابيلو قلبت بولوغين" لما دخل المدرب سعدي أرضية الميدان انفجرت مدرجات ملعب بولوغين بالهتافات وترديد عبارة: "سعدي كابيلو" ليس من أنصار الجمعية، وإنما من "الشناوة" الذين فاجؤوا ليس سعدي فقط، بل أيضا "الشلفاوة" الذين كانوا ينتقدون مدربهم إلى وقت ليس ببعيد بسبب ضعف النتائج، ولكن الاستقبال المميّز ل سعدي في بولوغين من شأنه أن يجعل "الشلفاوة" يعيدون حساباتهم ويلتفون أكثر حول مدربهم والفريق وليس العكس. سعدي تأثر كثيرا بترديد اسمه وقد قال المدرب نور الدين سعدي أول أمس بخصوص الاستقبال الذي خصّصه له أنصار المولودية في بولوغين: "أثبت لي أنصار المولودية من خلال وقفتهم أن حبّهم ل سعدي كبير، وهتافاتهم باسمي أثرت فيّ كثيرا وتجعلني متيقنا أن عمل أيّ مدرب هو من يتكلم عليه، وأتمنى فقط أن يدرك "الشلفاوة" أن سعدي ليس هنا لتمضية الوقت، وإنما لتسخير خبرته خدمة لهذا الفريق".