تعادل بطعم الفوز ذلك الذي سجله وداد تلمسان في المواجهة التي جمعته باتحاد العاصمة، في المباراة التي جرت بينهما عشية أول أمس السبت فوق أرضية العقيد لطفي برسم الجولة السادسة، رغم التخوّفات الكبيرة التي سبقت المباراة من تعثر أشبال المدرب عمراني أمام منافس قوي بدأ يجد معالمه في بطولة هذا الموسم، لكن فوق الميدان كان شيئا آخر، واستطاع الوداد اللعب بإرادة كبيرة وثقة أكبر في النفس سمحت لهم بأن يكون أفضل من الاتحاد في الكثير من فترات المباراة. وكان بإمكان وداد تلمسان الفوز وإبقاء النقاط الثلاث داخل أسوار العقيد لطفي، بالنظر للفرص الكثيرة التي أتيحت له خاصة في المرحلة الثانية بواسطة سامر في مناسبتين وبن مغيث، لكن الحظ من جهة وسوء التركيز حال دون الوصول إلى مرمى زماموش، رغم أن الاتحاد استحوذ كثيرا على الكرة. لكن الفرص كانت من جانب الزيانيين الذين لعبوا بذكاء كبير وعرفوا كيف يسيرون المباراة أمام منافس قوي في خطوطه الثلاثة. التعادل يبقى إيجابيا ورغم أن بن مغيث وزملائه كان بمقدورهم إلحاق الهزيمة بالرائد اتحاد العاصمة في هذه المواجهة، إلا أن نتيجة التعادل تبقى إيجابية للوداد الذي كان في اختبار حقيقي أمام فريق الملايير الذي يضمّ لاعبين دوليين، مقارنة ب "الزرق" الذين جلهم شبّان ومنهم من يلعب لأول مرّة في القسم الأول، لكنهم رفعوا التحدي وأظهروا أنه بإمكانهم تحقيق نتائج إيجابية في بقية المشوار مهما كان اسم المنافس شريطة المواصلة على نفس المنوال. الغيابات أثرت في الفريق كان لوقع الغيابات المسجلة أثرها السلبي على الفريق أمام منافس كان مكتمل الصفوف، وهو ما جعل الحلول منعدمة في بعض المناصب على غرار سيدهم في الاسترجاع وضيف في صناعة اللعب، وقد حتم ذلك على عمراني تغيير الخطة وإقحام لاعبين آخرين استطاعوا تعويضهم، إلا أن غيابهم كان وضحا ووجودهم كان سيعطي دفعا قويا للتشكيلة رغم الروح القتالية والأداء الكبير، وهي الغيابات التي تعوّد الفريق عليها في جميع خرجاته، سواء للإصابات الكثيرة التي لحقت بعدد كبير من اللاعبين أو العقوبات. ثالث تعادل داخل الديار بتعادلهم عشية أول أمس أمام اتحاد العاصمة بنتيجة هدف في كل شبكة، يكون وداد تلمسان سجل ثالث تعادل له هذا الموسم داخل قواعده بعد الخروب في الجولة الأولى وبلوزداد في الجولة الثالثة وبنفس الحصة، وهو ما جعله يفقد ستّ نقاط كاملة كان بإمكانه تفاديها. الأنصار خرجوا راضين على أداء فريقهم رغم النتيجة النهائية التي آلت إليها المباراة، إلا أن الأنصار الحاضرين الذين اكتظت بهم مدرجات العقيد لطفي كانوا سندا معنويا لرفقاء بوجقجي طيلة المباراة بتشجعاتهم المتواصلة، وكانوا الرجل الثاني عشر فوق الميدان، وقد صفقوا طويلا بعد نهاية اللقاء اعترافا منهم على الروح القتالية والأداء المتميز الذي أظهروه، وخرجوا راضين على فريقهم بالنظر لقوّة المنافس. الطاقم الفني أحدث ثلاثة تغييرات أحدث المدرب عمراني ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها منذ البداية، مقارنة بتلك التي لعبت مباراة مولودية وهران الأخيرة، في ظل الغيابات التي كانت موجودة، حيث أشرك مسعودي الذي استنفد العقوبة، رشروش العائد من إصابة وبلعربي مكان قادة بن ياسين لخيارات فنية (سيدهم وضيف معاقبان)، وهي التي كانت منتظرة وفق طريقة اللعب التي انتهجها، والتي أثث بثمارها في الأخير رغم التعادل الذي يبقى منطقيا حسب المدرب عمراني. بلعربي أساسيا لأول مرّة وبن شريف يعود للقائمة حملت قائمة ال 18 التي استدعاها الطاقم الفني لمواجهة اتحاد العاصمة، عودة المهاجم سفيان بن شريف إلى المنافسة بعد غياب دام أربعة جولات كاملة، بسبب الإصابة التي كان تلقاها في إحدى الحصص التدريبية التي سبقت مباراة العلمة، وكذا بعد مثوله أمام المجلس التأديبي، حيث أشركه عمراني في الخمسة دقائق الأخيرة مكان زميله طراوري الذي كان بعيدا عن مستواه في هذه المباراة. كما كانت مباراة اتحاد العاصمة فرصة لدخول بلعربي أساسيا ومنذ البداية لأول مرة هذا الموسم، بعدما اكتفى بالدخول بديلا في الجولات الماضية، وهو الذي عاد للوداد بعدما خاض تجربة مع مديوني وهران والرمشي الموسم الماضي. ثاني هدف ل بن مغيث كان الهدف الذي سجله المهاجم بن مغيث في مرمى فريقه السابق اتحاد العاصمة مانحا التقدّم للوداد، الثاني له هذا الموسم مع تلمسان منذ قدومه الصائفة الماضية بعد الأول الذي وقعه في الجولة الماضية أمام مولودية وهران. وعلى ما يبد، فإن بن مغيث بدأ يظهر حسّه التهديفي ومعه استرجع كامل إمكاناته، بدليل المستوى الذي أصبح يقدّمه في انتظار الأكثر من هذا، خاصة أنه لاعب بمقدوره فعل أشياء كثيرة. بوجقجي صمّام الدفاع والقائد الحقيقي فوق الميدان يبقى القائد المخضرم أنور بوجقجي واحدا من بين أحسن اللاعبين رغم تقدّمه في السن، إلا أن ذلك لم يظهر بالنظر للمستوى الكبير الذي يقدّمه سواء في الدفاع أو الهجوم، حيث وبشهادة الجميع كان سدا منيعا لهجمات الاتحاد، وتفوّق في جميع الكرات أمام دحام وفتحات مفتاح وجديات، دون الإنقاص من قيمة بقية زملائه مسعودي، تيزة ومباركي في الدفاع إضافة إلى بلغري في الوسط، وهو الذي كان وقع الموسم الماضي سبعة أهداف كاملة، في ظلّ العقم الهجومي الذي كان يعاني منه الفريق. ويبقى الأكيد أن بوجقجي لا يزال قادرا على العطاء لمواسم أخرى بالنظر لخبرته الكبيرة وقدرته على مساعدة الشبان الحاليين. العودة للتدريبات اليوم منح الطاقم الفني لاعبيه يوم راحة مباشرة بعد نهاية المباراة، لاسترجاع قواهم البدنية بعد المجهودات التي بذلوها أمام اتحاد العاصمة، ومن المنتظر أن يعودوا مساء اليوم لمباشرة تدريباتهم العادية استعدادا لمباراة الجولة المقبلة أمام شبيبة بجاية نهاية هذا الأسبوع. ------- بن مغيث: "كنت واثقا من التسجيل ولم أقم سوى بواجبي" ما تعليقك عن المباراة والتعادل المسجل (الحوار اجري بعد نهاية اللقاء)؟ اللاعبين أدّوا ما عليهم أمام فريق كبير اسمه اتحاد العاصمة، وضعنا الثقة في أنفسنا ولعبنا بإرادة كبيرة وحققنا نتيجة إيجابية. ألا تعتقد أنكم ضيّعتم الفوز؟ ضيّعنا فرصا لنقص الخبرة والتركيز، لكن الحمد لله لم نخرج فارغي الأيدي. إذن أنتم راضيون على التعادل؟ أنا شخصيا راض عن النتيجة واللاعبين كذلك، لعبنا أمام فريق له أسماء كبيرة ونحن فريق شاب.. "ومازال الخير القدام". ألم ينتابكم الشك بعد تلقيكم هدف التعادل؟ أبدا لم يدخلنا الشك، كنا واضعين الثقة في أنفسنا وكنا واثقين من تسجيل الهدف الثاني، وتكلمت مع معزوزي لتسجيل الثاني، لكن الحظ لم يكن معنا. كنت أحسن لاعب وتألقت أمام فريقك السابق، ما قولك؟ كنت أحسن لاعب وهذا بمساعدة الزملاء، ولم أقم سوى بواجبي. هل كنت تتوقع التسجيل؟ بالطبع، كنت واثقا من التسجيل أكثر من واحد، الحظ كان معي وسجّلت هدفا. كيف بدت لك مواجهة فريقك السابق؟ فرحت كثيرا لما التقيت زملائي السابقين والمدرب، والحمد لله "يسامحوني" أنصار الاتحاد إذا بدر مني أيّ شيء اتجاههم، فالفرحة لم تجعلني أتحكم في تركيزي. كيف بدا لك المنافس؟ المنافس كان قويا، ونحن كنا أقوياء ولم نعطه أكثر من حقه وأدّينا مباراة جيدة. كيف تتوقع مواجهتكم المقبلة أمام بجاية؟ سننطلق هذا الاثنين في التحضير لهذه المباراة صعبة، وكلّ اللقاءات صعبة داخل الديار أو خارجها، وسنحضر لها لأداء مباراة جيّدة. ماذا تقول للأنصار الذين توافدوا بكثرة وساندوكم حتى النهاية؟ أشكر الأنصار كثيرا لأنهم ساعدونا وأعطونا ثقة أكبر.