واصل المنتخب الوطني تحقيق النتائج الإيجابية تحت قيادة المدرب “حليلوزيتش”، إذ سجل أمس ثالث مباراة على التوالي دون هزيمة بعد أن تفوق على نظيره التونسي بواقع هدف دون رد، في لقاء سيطر زملاء رياض بودبوز تقريبا على كل أطواره وأكدوا أنهم يسيرون في الطريق الصحيح، في انتظار تأكيد ذلك بعد غد الثلاثاء حين سيواجهون منتخب الكامرون بكامل نجومه في ملعب 5 جويلية. بداية قوية ل “الخضر” والقائم يحرم بودبوز من هدف دخل المنتخب الوطني اللقاء بقوة حيث شن ضغطا على الدفاع التونسي بنية التهديف وقد كانت أولى محاولة عن طريق المهاجم غيلاس في (د4) إذ مرت رأسيته جانبية بعد فتحة جميلة من يبدة، ليتحصل أشبال “حليلوزيتش” بعدها ب 5 دقائق على مخالفة من بعد 20 م نفذها بودبوز بطريقة مباشرة ورائعة لكن من سوء حظه أن القائم الأيسر رد كرته التي اصطدمت بعدها بظهر الحارس الجريدي وخرجت إلى الركنية، في لقطة تفاعلت الجماهير كثيرا معها. الخطر من الكرات الثابتة فقط عن طريق بلحاج وأدى رفقاء القائد عنتر يحيى بداية مباراة من مستوى عال، إذ حرموا التونسيين من الكرة، فارضين رقابة لصيقة على حامل الكرة، لكنهم فشلوا في خلق فرص تهديف أخرى عدا من الكرات الثابتة في مناسبتين عن طريق بلحاج الذي سدد في (13) مخالفة مباشرة اصطدمت برأس المدافع كريم حڤي الذي كاد يخادع الجريدي ويسجل ضد مرماه، قبل أن يسدد مدافع السد القطري مخالفة مباشرة أخرى بعدها بدقيقتين، لكن الجريدي تدخل هذه المرة وأبعد الكرة بالمقبض. تراجع في الأداء وسوداني كاد يفعلها في (د28) وإذا كانت الوتيرة التي لعب به المنتخب الوطني في الدقائق العشرين الأولى مرتفعة، فإنها انخفضت بعدها بشكل رهيب، وحتى إن كان الزوار قد سيطروا في وسط الميدان خلال النصف الثاني من الشوط الأول فإن ذلك كان دون خطورة حيث لم يتمكنوا من خلق أي فرصة تهديف حقيقية والأكثر من ذلك أن مهاجم “فيتوريا ڤيماريش” هلال سوداني كاد يفعلها في (د28) بعد أن سدد كرة قوية من بعد 30 م في هجمة معاكسة سريعة مرت فوق إطار المرمى بقليل. بودبوز يسجل هدفا رائعا ويُحرّر الجميع وفي وقت كان الجميع ينتظر نهاية الشوط الأول بنتيجة سلبية، خاصة مع إنخفاض وتيرة اللعب بشكل كبير من الجانبين، تحصل المنتخب الوطني على ركنية في (د42) نفذها غيلاس وقد رد الحارس التونسي الكرة بصعوبة لتجد بودبوز الذي سدد على الطائر من بعد 20 م وأسكن الكرة الشباك، مانحا تفوقا مستحقا للعناصر الوطنية في الشوط الأول. يبدة يفشل في مضاعفة النتيجة في 3 مناسبات كانت بداية الشوط الثاني كسابقه، إذ عرفت سيطرة جزائرية، فقد بحث لحسن وزملاؤه عن إضافة هدف ثان مبكر، حتى أن يبدة خلق لوحده 3 فرص حقيقية لكنه فشل في تحويلها إلى أهداف. المحاولة الأولى كانت في (د51) لما سدد كرة مرتدة من بعد 25 م مرت فوق إطار المرمى، ليحرمه الحارس الجريدي من هدف في (د57) بعد أن تصدى لرأسيته بروعة إثر تنفيذ البديل بوعزة ركنية. وكانت الفرصة الأخيرة التي أهدرها لاعب “غرناطة” في (د60) حيث تلقى عند مدخل منطقة العمليات تمريرة من بودبوز غير أنه سددها دون تركيز ومرت الكرة فوق إطار المرمى بقليل. الذوادي وراء أول فرصة ل تونس بركنية مباشرة ولم يظهر المنتخب التونسي بوجهه المعتاد وبدا متأثرا بغياب لاعبي الترجي الرياضي الذين يعتبر الكثير منهم ركائز في تشكيلته مثل طراوي، الشمام، المساكني، القربي، الدراجي وغيرهم، ولم يتمكن التونسيون من خلق أي فرصة تهديف حقيقية إلى غاية (د65) حين سدد المهاجم زهير الذوادي ركنية مباشرة أبعدها الحارس دوخة بصعوبة. وقد نفذ ذات اللاعب مخالفة بعدها ب 5 دقائق تجاه كريم حڤي الذي مرت رأسيته جانبية. بوعزة يُضيّع فرصة إضافة الهدف الثانيعلى مرتين وعرف المنتخب الوطني كيف يسيّر العشرين دقيقة الأخيرة من اللقاء، إذ تكتل في وسط الميدان واعتمد على الهجمات المعاكسة التي كاد على إثرها من إضافة هدف أخر في مناسبتين عن طريق البديل بوعزة، حيث كانت المرة الأولى في (د80) لما سدد قذفة قوية داخل منطقة العمليات تصدى لها الحارس بصعوبة، قبل أن يتوغل في (د89) وسط الدفاع ويسدد كرة مرت بقليل فوق إطار المرمى. وكانت هذه اللقطة الأخيرة في المباراة التي حققها فيها “الخضر” فوزا مستحقا وبنتيجة كان يمكن أن تكون أثقل. -------------------------------------- ملعب “تشاكر” بالبليدة، طقس معتدل، إنارة متوسطة، أرضية صالحة، جمهور غفير، تنظيم سيء. تحكيم ل: العشيري عبد الله، مجراحي عبد العزيز وروباني بوعزة (المغرب). الحكم الرابع: عببد شارف (الجزائر) الإنذارات: غيلاس (د42) من الجزائر الأهداف: بودبوز (د42) الجزائر لقطة اللقاء: “حليلوزيتش” يطلب تشجيع مفتاح مثلما كان الأمر في مباراة إفريقيا الوسطى حين تدخل لدى الأنصار عند استبداله غزال من أجل تشجيعه، قام “حليلوزيتش” أمس بمطالبة الجمهور البليدي بالكف عن شتم مفتاح حين قرر استبداله، إذ التفت إلى المدرجات المغطاة أين كانت تنهال الشتائم على مدافع “سوسطارة” وبحركة يدوية طالب بالتصفيق على اللاعب وتشجيعه حتى تكون خرجاته القادمة موفقة وأفضل مما كان الأمر عليه أمس. حدث اللقاء: “الخضر” يفوزون على تونس من جديد بعد 14 سنة قاد صانع ألعاب “سوشو” رياض بودبوز، المنتخب الوطني إلى فوز أمس أمام شقيقه التونسي، طاردا بالتالي نحس 14 سنة لم يتمكن خلالها “الخضر” من هزم “نسور قرطاج”، إذ يعود آخر فوز لمنتخبنا إلى اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين بملعب “المنزه” شهر ماي 1997 وذلك بهدف واحد وقعه تاسفاوت. تجدر الإشارة إلى أن أخر فوز للمنتخب الوطني أمام نظيره التونسي في لقاء رسمي يعود إلى تصفيات كأس إفريقيا 1988 بهدف دون رد من توقيع ماجر في مارس 1987. رجل المباراة: لحسن أدى واحدة من أفضل مبارياته مع “الخضر” رغم الأداء الجيد الذي قدمه الثنائي بودبوز – سوداني، فإننا اخترنا لحسن أفضل لاعب في المباراة، إذ كان وسط ميدان “خيتافي” رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأدى واحدة من أفضل مبارياته منذ انضمامه إلى المنتخب الوطني، حيث استرجع عددا معتبرا من الكرات في وسط الميدان وكان بمثابة الصخرة التي تكسرت عليها هجمات التونسيين كما أنه كان بمثابة ركيزة حقيقية بدليل أن كل الكرات كانت تمر عليه. بطاقة حمراء:لماذا استهدف مفتاح بتلك الطريقة؟ رغم أن الجمهور البليدي عوّدنا على مناصرته المنتخب الوطني بطريقة جنونية وبروح رياضية عالية، إلاّ أن بعض أشباه الأنصار فاجأوا الجميع بتصرفاتهم غير المقبولة في مباراة أمس، خاصة في طريقة معاملتهم المدافع مفتاح الذي “أمطروه“ بالشتائم طيلة أطوار اللقاء دون سبب واضح، مادام اللاعب لم يرتكب هفوات أثرت على نتيجة اللقاء. البعض تحامل أيضا على المهاجم عودية حيث شتموه عند دخوله بطريقة استنكرها كثيرون مثلما استنكر “حليلوزيتش” شتم مفتاح حين استبداله وشكره على المجهودات التي بذلها. عنتر يحيي: “أترك الحكم إلى الجمهور والمدرب بخصوص أدائي” “أدينا مباراة مقبولة جدا، حيث سيطرنا على المنافس واستحققنا الفوز. بالنسبة إليّ لم أكن متعوّدا على اللعب مع مجاني ومفتاح، لكن كان علينا أن نكون متفاهمين ومتجانسين لأنه لا يوجد لاعب أساسي فوق العادة وآخر احتياطي وبالنسبة إليّ ليس لدي تفضيل بين المدافعين وسألعب مع من يضعه المدرب جانبي سواء مجيد (بوڤرة)، إسماعيل (بوزيد) أو أي لاعب آخر. بالنسبة إليّ مردودي المقدم في مباراة اليوم أترك الحُكم إلى الجمهور والمدرب“. فغولي النجم الأول على التماس والكل هرول لالتقاط صورة معه رغم أنه لم يشارك في مباراة أمس، إلا أن فغولي كان نجما بكل ما تحمله الكلمة من معنى من مكان تواجده على خط التماس، حيث تهافت عليه أعوان الأمن وكذا الحماية المدنية من أجل التقاط صورة للذكرى، ما جعل المعني يقضي جزءا من الوقت في التقاط صور مع الجميع وتلبية الطلبات التي كانت كثيرة للغاية ما يؤكد الشعبية الجارفة التي يمتلكها لاعب فالانسيا الإسباني. يبدة طلب التغيير في (د70) طلب يبدة من حليلوزيتش في (د70) تغييره بعد أن شعر بالتعب جراء المجهود الذي بذله والذي يأتي بعد عودته من إصابة ودون منافسة منذ فترة مع ناديه الإسباني غرناطة، ودقيقتين فقط بعد ذلك غادر يبدة الميدان تحت أهازيج المناصرين الذي ثمّنوا ما قام اللاعب السابق لنابولي الذي عاكسه الحظ في الفرصتين اللتين أتيحتا أمامه.