رغم أن المدرب الوطني "حليلوزيتش" كان قاسيا نوعا ما على سعيد بوشوك في الندوة الصحفية التي عقدها الأحد الماضي وقال إنه "يفضّل لعب السيرك" ولا يصلح للمنتخب الوطني، إلا أن اللاعب ورغم أنه كان احتياطيا إلا أنه بالمقابل نجح في ظرف 35 دقيقة أن يكون اكتشاف المباراة ورجلها، حيث قدم كلّ شيء في هذه الدقائق وهو ما لم يقدّمه من لعبوا 70 دقيقة، وردّ فيها سريعا على تصريحات "حليلوزيتش" مؤكدا أنه يصلح للمنتخب الوطني، كما قدّم فيها نفسه إلى الجمهور الجزائري الذي تابع المقابلة على المباشر من مدرّجات ملعب 5 جويلية، وقد تعرّف على حجم المهارات والفنيات التي يمتلكها هذا الشاب الذي يسكن إحدى نقاط الجزائر العميقة (بئر العرش). لاعب "السيرك" منح هدفين وسجّل آخر والملاحظ أن أداء بوشوك كان فعّالا ولصالح المجموعة رغم أن المدرب "حليلوزيتش" قال إنه يفضّل لقاء الاستعراض ويصلح للمباريات التي تجرى بين الأصدقاء يوم الأحد. فلاعب "السيرك" كما سمّاه المدرب الوطني دون التفكير في كونه أوّل استدعاء له ومراعاة ظروف أخرى لو كان أنانيا أو لعب لمصلحة نفسه لما قدّم في (د54) كرة سجّل بها غيلاس، ولما فعل الشيء ذاته مع سوداني في (د63) ولفضّل أن يلعب لصالح نفسه، كما أضاع فرصة في (د60) ظهرت فيها موهبته عندما أخذ الكرة قبل الحارس مبولحي وكاد يسجّل عليه من زاوية شبه مغلقة، كما وقع هدفا في (د47) ولو في مباراة تطبيقية، لكنه ساعده على دخول المباراة وتقديم مستوى جيّد سمح بالتعرّف على هذا اللاعب، وتسليط الأضواء عليه في باقي دقائق المباراة. قلب كلّ معطيات اللقاء وشكّل ثنائيا رائعا مع سوداني وعودة إلى "سيناريو" المباراة، فإنها عرفت في شوطها الأول سيطرة كلية لأصحاب الزي الأخضر، في حين أصحاب الزي الأبيض وجدوا صعوبة كبيرة في وقف مدّ زملائهم، ورغم فقدانهم بودبوز (تحوّل إلى الفريق الأخضر) مع بداية الشوط الثاني، إلا أن الذي حصل هو أن معطيات المقابلة انقلبت رأسا على عقب بفضل بوشوك، الذي قلب اللقاء بفضل فعاليته ومهارته وكان وراء 3 أهداف من 4 سجّلت كما ساهم في فرص أخرى، وبالإضافة إليه تألق سوداني خلال هذه المباراة وشكّل ثنائيا رائعا مع زميله لاعب شباب باتنة، وبدرجة أقل غيلاس، كما ظهر أنهما يتفاهمان بشكل جيّد. لم يتأثر و"حليلوزيتش" سيُراجع حساباته بشأنه والشيء الإيجابي أن بوشوك ورغم الصدمة التي تعرّض لها من خلال تصريحات "حليلوزيتش" التي جعلت اللاعبين يواسونه، إلا أنه استطاع أن يسترجع معنوياته وينجح في تأدية شوط ثانٍ أكثر من مميّز قد يخلط به حسابات المدرب الوطني، الذي وثق به في البداية عندما استدعاه ثم تراجع عن هذه الثقة بقوله إنه يفضل الاستعراض واللّعب بالعقب، وقد يضطر للتفكير فيه مستقبلا مضطرا حتى وإن كان يملك الكثير من الحلول على الجهة اليمنى من الهجوم، لأنه يملك إمكانات كبيرة تحتاج إلى من يعرف كيف يصقلها. وكان اللاعبون عبّروا عن تضامنهم مع زميلهم بوشوك قبل المباراة وحتى أثناءها، من خلال توجههم جماعيا إليه (خاصة في الهدف الأول) أين قاسموه الفرحة وكأن الأمر يتعلق بمقابلة رسمية، حتى يشجعوه ويعترفوا بقيمة إمكاناته. "الله أكبر السعيد بوشوك" وتهنئة حليلوزيتش أفضل ما سيغادر به التربص بصرف النظر عن حالة الإحباط التي عاشها اللاعب اليومين الماضيين فإنه سيغادر تربص سيدي موسى سعيدا جدا إلى باتنة لمواصلة تحضيراته وزملائه في شباب باتنة، خاصة أن أهازيج "الله أكبر السعيد بوشوك" التي هتفت بها جماهير ملعب 5 جويلية تبقى ذكرى جميلة حيث رفعت كثيرا معنوياته وحفزته، وقد كان بإمكانه أن يقدم أشياء أخرى لو اتسع زمن المباراة ولو كانت حالة الأرضية أفضل – مثلما أكده لنا بعد اللقاء- إضافة إلى هذا وذاك تلقى بوشوك تحيّة خاصة من حليلوزيتش في نهاية المباراة أنسته كل ما مضى، حيث اعترف له بأدائه كما شكره في الندوة الصحفية وقال إنه كان وراء اكتشاف هذا اللاعب، معبرا في الوقت نفسه عن رضاه عن مردوده. --------- أداء غير مقنع ل مبولحي لم يظهر رايس مبولحي بوجه مشرف في مباراة أمس التطبيقية إذ تلقت شباكه أربعة أهداف في ظرف 35 دقيقة، ولم تظهر الحرارة على الحارس في تدخلاته، عكس زماموش الذي تصدى للعديد من الكرات إلا أنه تلقى هدفا واحدا لا يتحمل فيه المسؤولية، أما دوخة فكان في المستوى وحافظ على نظافة شباكه في الشوط الوحيد الذي شارك فيه بديلا ل زماموش. عنتر يحيى أهدى قميصه للأنصار توجه قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى بعد اللقاء إلى مدرجات المشعل ونزع قميصه ثم منحه للأنصار الذين هتفوا مطولا باسمه، في تصرف يحسب له ويؤكد أنه متعلق بالأنصار وتصالح نهائيا معهم، ناهيك عن أدائه المقبول إلى أبعد الحدود في المباراة الأولى أمام تونس وكذا في مباراة أمس، ويعود صانع ملحمة أم درمان من يوم إلى آخر إلى مستواه الحقيقي وهو الذي استعادة مودة الجماهير له. ----------- بعض اللاعبين أهدوا قمصانهم إلى الأنصار في النهاية تصرف جيد قام به بعض اللاعبين في نهاية اللقاء يتقدمهم القائد عنتر يحيى بعد أن توجهوا مباشرة بعد صافرة الحكم نحو المدرجات وأهدوا قمصانهم إلى الأنصار، في طريقة يشكرونهم بها على تنقلهم إلى الملعب من أجل تشجيعهم في لقاء تطبيقي رغم سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار. فوضى عارمة في غرف حفظ الملابس والغرباء أكثر من الصحافيين كان التنظيم سيئا للغاية في نهاية اللقاء بغرف حفظ الملابس التي عجت بأشخاص غرباء عرقلوا كثيرا رجال الإعلام في تأدية مهامهم وجعل اللاعبين أيضا في وضع حرج حتى أنهم كانوا يتحدثون لثوان قليلة مع الصحافيين الذين يوقفونهم لطرح أسئلة عليهم قبل الإنصراف حتى لا يعترض سبيلهم هؤلاء الغرباء من أجل إلتقاط الصور التذكارية، خاصة أنهم كانوا لم يأخذوا حماماتهم. "حليلوزيتش" لم يعقد ندوة صحفية كما جرت العادة وإلى جانب عدم تنظيم منطقة مختلطة حتى تسهل عملية الصحافيين في محاورة اللاعبين، فإن حتى الندوة الصحفية التي تعود عقدها المدرب "حليلوزيتش" بعد نهاية كل لقاء لم تتم. وقد اكتفى المدرب الوطني بالرد على أسئلة الصحافيين أمام غرف حفظ الملابس. اللاعبون لم يستحموا وعادوا مباشرة إلى سيدي موسى الفوضى التي شهدتها غرف حفظ الملابس بعد نهاية اللقاء جعلت حتى اللاعبين لا يستحمون في الملعب. إذ فضلوا كلهم مغادرة الملعب سريعا والعودة إلى مقر تربصهم بسيدي موسى أين يكونون قد أخذوا حماماتهم هناك وتناول وجبة العشاء بعدها.