تمكن أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من تحقيق فوز معنوي على نظيرهم منتخب إفريقيا الوسطى في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بهدفين دون رد، حملت توقيع يبدة وقادير، ورغم أن اللقاء كان شكليا لرفاق القائد مجيد بوڤرة، إلا أن مجريات اللقاء أثبت العكس. حيث أبان لاعبو الخضر عن رغبة جامحة في تحقيق فوز للتصالح مع الأنصار واستعادة نشوة الانتصارات بعد سلسلة من النتائج الهزيلة التي توسطها فوز وحيد على منتخب المغرب في عنابة بهدف يتيم جاء عن طريق ضربة جزاء، إلا أن الانتصار المحقق في مباراة سهرة أول أمس صاحبه أداء مقنع كرس المصالحة وشهد عودة الروح التي غابت عن الخضر في اللقاءات الأخيرة. حليلوزيتش كسب الرهان وأثبت حنكته كان الفوز الذي حققه الخضر أول أمس أول تحد للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي أكد في ندوته الصحفية الأخيرة، أن هذا اللقاء عنده أهم من مقابلة فاصلة للتأهل المونديال، وجاء هذا لتأكيد رغبة البوسني في بث روح جديدة في الخضر، وإعادة قطار المنتخب إلى سكة الانتصارات، وتحقيق وثبة نفسية لدخول تصفيات كأس العالم 2014، هذا وكما صرح من قبل فإن لاعبي المنتخب الذين طبقوا تعليمات المدرب، وهو ما سمح لهم ببسط سيطرتهم على مجريات اللقاء وحسم معركة وسط الميدان منذ الدقائق الأولى، حيث لعب المنتخب ككتلة واحدة إلا أن أرضية الميدان أعاقتهم من تطبيق ذلك، ويحسب كذلك لوحيد تمكن عناصر المنتخب الفوز بكل الثنائيات واستغلال المرتدات، حيث تمكن الخضر من تحقيق هدف اثر هجمة مرتدة وكذلك أربعة انفرادات تفنن في تضييعها كل من غزال، مطمور وقادير. الفوز الأول بفارق هدفين منذ سنتين كما يعتبر فوز على حساب إفريقيا الوسطى وبفارق هدفين على الأول للمنتخب بهذا الفارق منذ حوالي سنتين، حيث لم ينجح المنتخب الوطني في تحقيق ذلك منذ مباراة رواندا التي لعبت بملعب تشاكر يوم 10 أكتوبر 2009، حين فاز رفاق غزال بنتيحة 31. الخضر يفكّون عقدة ملعب 5 جويلية بعد 4 سنوات وإذا كان أنصار أول أمس سمح برد الاعتبار والتصالح مع الأنصار، فإنه من جهة أخرى مكن رفاق مجيد بوڤرة من تطليق عقدة الإخفاقات التي لازمتهم في ملعب 5 جويلية، مادام أن آخر فوز في لقاء رسمي للمنتخب الوطني في ذات الملعب يعود إلى 24 مارس 2007 أمام منتخب جزر الرأس الأخضر في إطار تصفياتكأس إفريقيا 2008، حيث تكبد فيه المنتخب هزائم متتالية كان آخرها في اللقاء الودي ضد منتخب الغابون ولهذا يعتبر هذا الفوز خطوة أكثر من ايجابية نحو الأمام، طالما أنه من شأنه أن يشكل دافعا معنويا قويا للاعبين للتحرر وبصفة نهائية من ضغط الإخفاقات التي لازمتهم في ملعب 5 جويلية. شوط ثانٍ دون المستوى وجمهور رياضي إلى أبعد الحدود في الشوط الثاني بدأ رفقاء بوڤرة بقوة وضغطوا على المنافس تحت أهازيج جمهور 5 جويلية الذي كان رياضيا إلى أبعد الحدود، ورغم أن المردود كان جيدا في البداية إلى أنه تراجع في نصف ساعة الأخير، بحكم الضغط الكبير من إفريقيا الوسطى أما لخبطة في دفاعات الخضر غير المنظمة، وبرغم كل شيء تبقى النتيجة إيجابية بالنسبة للمدرب الجديد وحيد حاليلوزيتش الذي تكون مهمته الفعلية قد بدأت الآن للتحديات القادمة بعد الإقصاء الرسمي من بطولة الأمم الإفريقية القادمة. أرضية الملعب النقطة السوداء هذا وتبقى النقطة السلبية خلال اللقاء هي سوء أرضية ميدان 5 جويلية التي أعاقت كثيرا اللاعبين وحالت دون تجسيد كرة جميلة ولعب كرة عصرية بتمريرات قصيرة نظرا لثقلها، وكذلك لحالتها التي لا تصلح لإجراء لقاء في هذا المستوى، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام تطرح حول الإصلاحات التي تجرى عليها كل مرة. حليلوزيتش : “أصبحت متفائلا بالمستقبل، وأشكر هذا الجمهور الرائع” عبر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في الندوة الصحفية التي تلت اللقاء عن سعادته بالفوز بعد نهاية المباراة التي فاز فيها الخضر، مؤكدا أن الفوز بهذه النتيجة مرضي رغم أن المنتخب كان قادرا على إضافة أهداف أخرى، وأشار إلى أن لاعبيه تدربوا جيدا وحضروا بشكل جدي للقاء، كما شكر الجماهير التي حضرت وساندت المنتخب خاصة أنها استجابت له بعدما طالبها بتشجيع اللاعبين بدل التصفير ، وقال بأنها كانت رائعة متمنيا أن يكون الحضور أكبر ويكون الملعب مكتضا في لقاء تونس القادم، وفي المقابل أكد أن المنتخب لازال ينقصه بعض العمل مضيفا بأنه متفائل بالمستقبل رغم أنه في البداية لم يكن كذلك. غزال نال إشادة البوسني أكد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش إعجابه الكبير بأداء غزال في اللقاء واعتبر بأنه كان من بين الأفضل، وردا على سؤال حول عدم تسجيله، قال بأن دور اللاعب معقد وصعب في الملعب لكنه يبذل جهدا كبيرا ويقلق دفاع الخصم ووصفه بالأسد حين قال: “لقد حارب في لقاء اليوم كالأسد”، وفي النهاية اعترف بأن اللاعب يجد بعض الصعوبات في الأمتار الستة الأخيرة معترفا بأن اللمسة الأخيرة تنقصه. عنتر يحيى سعيد لمردود العناصر الوطنية ويؤكد عودته للميادين قريبا أكد اللاعب الدولي الجزائري عنتر يحيى والذي غاب عن مباراة سهرة أول أمس بداعي الإصابة، إعجابه الشديد بالمستوى الذي ظهر به بقية اللاعبين والذين أنهوا الشوط الأول متفوقين على إفريقيا الوسطى بنتيجة هدفين دون رد، متمنيا أن تواصل العناصر الوطنية على نفس المنوال وإضافة أهداف أخرى، وعن سبب غيابه المفاجئ أشار إبن سدراتة أن السبب في ذلك يعود إلى إصابة خفيفة على مستوى الأربطة المقربة، إلا أنه سيعود بعد بضعة أيام بعد تماثله للشفاء نهائيا. بوعزة : “حليلوزيتش عاقبني وأحترم قراراته” أوضح عامر بوعزة الذي وضعه الناخب الوطني خارج الحسابات وتابع المباراة من المدرجات، أن سبب غيابه عن اللقاء يعود للعقوبة التي سلطها به وحيد حليلوزيتش، مضيفا بأنه تأخر في الالتحاق بالتربص نظرا لبعض المشاكل التي واجهته في باريس، وقال أيضا بأنه يحترم قرارات المدرب وسيلتزم بها. فابر : “الأجواء رائعة وأعجبتني كثيرا” صرح مايكل فابر الذي التزم المدرجات بأنه سعيد جدا بالأجواء الموجودة في ملعب 5 جويلية، وبدا سعيدا للغاية بالأداء الذي قدمه زملاؤه لحد الآن في هذه المباراة، وبخصوص عدم مشاركته أرجع السبب لخيارات المدرب، مؤكدا أنه كان جاهزا للمشاركة في اللقاء.