لازال الفوز غير المقنع الذي حققته عناصر جمعية الشلف في خرجتها الأخيرة بملعبها وأمام أنصارها أمام مولودية باتنة، يثير استياء الجميع في محيط الفريق الشلفي وبصورة أكثر الرئيس مدوار الذي رغم عدم متابعته أطوار المباراة في الملعب، إلا أنه لم يفوت الفرصة وراح يعيش مختلف مراحلها عبر الهاتف باعتباره مازال موجودا خارج الوطن لانشغالات خاصة. انتظر كثيرا حصة “المرمى” لمشاهدة اللقطات وحسب ما أكده الرئيس لمقربيه، فإنه انتظر بشغف حصة “المرمى“ وهذا لأجل متابعة الكيفية التي سجل بها فريقه أهدافه الثلاثة، وباهتمام أكبر هدفي باتنة خاصة أنه لم يفهم كيف لفريق لم يتمكن من الوصول إلى تسجيل أي هدف في لقاءاته الثلاثة الأخيرة وصاحب أضعف خط هجوم في البطولة يأتي إلى الشلف ليسجل هدفين، ليصرح مدوار أن الفريق الذي يريد إنهاء الموسم بقوة واحتلال مرتبة مشرفة في نهاية المطاف يجب أن لا يتلقى دفاعه أهدافا بهذه الكيفية الساذجة وأكثر من هذا داخل قواعده وأمام أنصاره. الآن أصبح الأفضل هو الأضعف في البطولة ويضيف الرئيس مدوار أن ما تلقته الشلف من أهداف بعد الاقتراب من نهاية الموسم لم يكن متوقعا على الإطلاق، وهو أمر غير مسموح به، خاصة أنه أصبح يدخل الشك في نفسية اللاعبين، وما يزيد الأمر غرابة حسبه هو امتلاك الشلف لجملة من المدافعين الذين يعدون الأفضل في البطولة وراءهم واحدا من أفضل حراس المرمى في البطولة، ليصبح بين عشية وضحاها أفضل دفاع في البطولة من أضعف دفاعاتها اليوم بتلقيه ل 33 هدفا في البطولة وخمسة أهداف كاملة في لقاءات الكأس، أي بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة، ليكون دفاع الجمعية اليوم هو ثالث أضعف خط دفاع في البطولة بعد دفاعي مولودية وشباب باتنة. مشكل الكرات الثابتة يقلق الفريق وقد استغرب الرئيس مدوار كثيرا لوقوع مدافعيه في الإشكال نفسه خاصة أن الأهداف التي دخلت مرمى الشلف تتشابه في مجملها وهي في غالبيتها من كرات ثابتة. تلقي هذه الأهداف جعل الشلف تضيع الكثير -ليس من هيبتها الدفاعية وفقط- بل حتى من النقاط التي قد تندم عليها فيما بعد كثيرا، ليعترف الرجل أنه لولا لطف الله لانتهى لقاء فريقه الأخير أمام باتنة بنتيجة التعادل أو الفوز للباتنية الذين ضيعوا فرصتين حقيقيتين، ولو حدث أن تعادلت الجمعية أو انهزمت لدخلت في دوامة أخرى من المشاكل هي في غنى عنها. أداء المدافعين غير مقنع هذا العام وما أصبح يثير مخاوف الرئيس مدوار هو الطريقة غير المفهومة التي صار يلعب بها لاعبو الخط الخلفي في غياب تام للانسجام والاستقرار في الأداء، فمثلا في بعض اللقاءات يقدمون مردودا في المستوى أما في البعض الآخر فإنهم يجعلون أنصارهم يعيشون على الأعصاب لكثرة الأخطاء التي يرتكبونها، وهو ما أضحى يرغم الرئيس على ضرورة التفكير في التدعيم حتى في الخط الخلفي مادام الفريق أصبح يملك واحدا من أضعف خطوط الدفاع بتلقيه ل 38 هدفا كاملا منذ بداية الموسم(33 في البطولة و5 في كأس الجمهورية)، وهو رقم كبير جدا إن لم نقل مخيف، ما يجعل مستقبل الفريق في خطر. تطمينات بن شوية غير كافية وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن الرئيس مدوار قد تحدث إلى مدربه عن هذه النقطة بالذات، وهو ما جعل بن شوية يطمئنه ويؤكد على إمكانية إيجاد الحلول في المستقبل القريب لهذا التهاون الذي يجب علاجه مع مرور الوقت، لكن هذا الكلام لم يرتح له بال الرئيس الذي يريد أن يكون فريقه صاحب شخصية قوية خصوصا في الخرجة المقبلة أمام الوفاق، وهو اللقاء الذي يستدعي فطنة شديدة من المدافعين للصمود في وجه مهاجمي هذا المنافس، ولن يقتصر الحديث عن هذه الخرجة فقط بل سيكون الفريق مقبلا على لقاءات في غاية الصعوبة عندما يلاقي شبيبة القبائل واتحاد عنابة أو أهلي البرج في نهاية الموسم. يريد فريقا قويا الموسم المقبل ولعل الأمر المقلق كثيرا لمدوار هو التفكير في الموسم المقبل وليس في الخرجات المتبقية من هذا العام بما أن الفريق خسر كل الرهانات، حيث يسعى مدوار إلى الظهور بفريق جاهز من كل الجوانب لدخول عالم الاحتراف بقوة وتمثيل المنطقة أحسن تمثيل بما أنه يهدف مثلما صرح من قبل إلى استعادة هيبة الفريق والعمل على بناء فريق تنافسي بإمكانه لعب الأدوار الأولى في المنافسات المحلية، وهي المهمة التي لن تتحقق -حسب مدوار- إلا بامتلاك دفاع قوي متماسك قادر على تحمل الضغط والمحافظة على التركيز لأن تلقي عدد كبير من الأهداف في اللقاءات وتكرار أخطاء هذا الموسم معناه بقاء الأمور على حالها لمواسم أخرى. مدوار يريد وضع النقاط على الحروف ولم يبق أمام الرئيس مدوار الآن من حل سوى الاجتماع بلاعبيه ووضعهم أمام الأمر الواقع وكشف المستور وترك كل واحد من لاعبيه يعبر عن مشاكله، وحسب مصادرنا فإن الرئيس لن يتردد في وضع النقاط على الحروف واتخاذ قرارات صارمة بشأن المردود الذي سيقدمه كل لاعب فوق الميدان، ولن يتأخر في إصدار عقوبات من شأنها أن تعيد إلى دفاع الشلف هيبته بداية من اللقاء القادم أمام وفاق سطيف. بن شوية: “عكس اللقاءات السابقة شاهدنا أمورا تبشر بالخير ونقاط سطيف لن تضيع منا“ عكس الكثير من الأنصار الذين غادروا مدرجات ملعب بومزراڤ وهم غاضبون من أداء بعض اللاعبين والطريقة التي لعبت بها الجمعية أمام منافس متواضع جدا مشكل في معظمها من الشبان، كان المدرب بن شوية متفائلا وراضيا عن المردود الذي قدمته في المباراة الأخيرة، رغم الصعوبات التي واجهها المهاجمون في الوصول إلى هز شباك مولودية باتنة. “(3-2) لا تعكس الوجه الحقيقي للفريقين“ وعن النتيجة والصعوبات التي واجهتها تشكيلته في إنهاء المباراة لصالحها، قال المدرب: “ليس من السهل الفوز على أي منافس عندما يعتمد لاعبوه على خطة دفاعية، بالرجوع الكلي إلى الخلف وقذف الكرة بطريقة عشوائية، لاحظتم اليوم سيطرتنا المطلقة على المواجهة منذ البداية، لكن الأخطاء الدفاعية التي تكلفنا غاليا تبقى تلاحقنا والسبب يعود إلى الصعود الكلي للاعبينا إلى الهجوم، بحثا عن تسجيل الأهداف واختراق دفاع المنافس، أنا متأكد أنه لو جسد سوداني إحدى الفرص التي أتيحت له في الشوط الأول، لكانت النتيجة أثقل”. “لم أعتمد على الشبان لحساسية المباراة“ أما عن سبب تهميشه الشبان الذين كان يعتمد عليهم المدرب سليماني من قبل أمثال معمر يوسف، بن طيب وسلامة، قال بن شوية: “أعرف قيمة هؤلاء الشبان جميعا وعدم الاعتماد عليهم أمام باتنة ليس معناه أنني همشتهم بل مازالت عدة خرجات وسأعتمد عليهم مثلما كان الحال عليه في السابق، والسبب يعود إلى حساسية المباراة لأننا كنا ندرك جيدا أن التعثر أمام باتنة قد يعقد أمورنا ونحن لم نضمن البقاء بعد، الأمر الذي جعلنا نلعب المباراة تحت ضغط شديد، ومن عادتي لا أفضل إشراك شاب والصراخ في وجهه أثناء اللقاء بل أفضل إقحام الأواسط من أجل اكتساب الخبرة والتعلم من الأخطاء“. “سلامة ركيزة أساسية ورفضت المغامرة بمحمد رابح“ وعن تفضيله المخضرم عبو علي وإبقاء الركيزة سلامة خير الدين على كرسي الاحتياط بعدما أصبح يتمتع بإمكانات هائلة في الفترة الأخيرة، قال المدرب بن شوية: “سلامة ركيزة أساسية في التعداد وسيبقى كذلك كما أن الوحيد القادر على اللعب في عدة مناصب، لكني فضلت إبعاده عن ضغط هذه المواجهة لأن الفريق مقبل على أصعب لقاء الأربعاء المقبل، والأمر نفسه تقريبا بالنسبة لزميليه محمد رابح ومسعود العائدين من الإصابة، حيث اكتفى محمد رابح بالتدرب في حصتين فقط وهو يعاني من تمدد عضلي بسيط، أما مسعود فلم يتدرب مع المجموعة منذ مدة بسبب إصابته السابقة”. “أعرف أنه من سب بوخاري سيشجعه أمام الوفاق“ وعن معاملة الأنصار القاسية مع بوخاري بعد نهاية المباراة وإسماعه وابلا من الشتم، قال المدرب: “انتشرت الظاهرة في جميع الملاعب، لكن الأكيد أن للجمعية أنصارا أوفياء ولن يبخلوا على تشجيع فريقهم في الأوقات الصعبة، وبالتالي أقول إن الذين شتموا بوخاري عقب مباراتنا أمام باتنة سيشجعونه ويصفقون له أمام سطيف الأربعاء المقبل”. “سنقف على الوجه الحقيقي للجمعية أمام الوفاق“ وبشأن المباراة القادمة التي سيواجه فيها أشباله وفاق سطيف، قال بن شوية: “المباراة صعبة جدا والشلف ستظهر كل ما لديها وسنؤكد أنها صاحبة المواعيد الكبرى وهي كبيرة مع الكبار، ونطلب من الأنصار أن يتوافدوا بقوة هذه المرة للوقوف إلى جانبنا حتى نظهر بوجهنا الحقيقي“. -------- غربي: “باتنة فاجأتنا بمستواها واللعب في الوسط الهجومي يستهويني” حققتم فوزا صعبا، أليس كذلك؟ صحيح، حيث لعبنا مباراة صعبة ومثيرة منذ البداية مثلما توقعنا، فالمنافس ظهر بقوة على غير العادة وتمكن من تسجيل هدفين أثرا فينا، خاصة حين سمعنا تحذيرات الطاقم الفني بتفادي الغرور، كما يعتبر اللقاء درسا لنا لأننا غامرنا وكدنا نكرر الأخطاء الماضية. وكيف تعتبر هذا الفوز؟ إنه فوز ثمين جدا وحققناه حينما كنا بحاجة إلى نقاط تعيد إلينا الأمل من جديد وتضع الفريق على السكة الصحيحة، فالشلف عانت هذا الموسم من التعثرات داخل الديار وخارجها، ولم نستطع التحكم في زمام الأمور جيدا. وكيف بدا لك المنافس؟ منذ انطلاقة الموسم سجلت مولودية باتنة النتائج السلبية، حيث تأكدت مغادرتها القسم الأول، لكن طريقة ظهورها أمامنا جعلتنا نعتبرها من الأندية القوية بدليل دفاعها القوي ونزعتها الهجومية التي مكنتها من تسجيل هدفين، وقد أدى المنافس مباراة ممتازة لكنه اصطدم بإرادتنا وطموحنا في تفادي التعثر بالشلف. ما هي أسباب تلقيكم هدفين في كل مباراة؟ في المباراة الماضية كان بإمكاننا عدم تلقي أهداف، لكن بعض العوامل لم تخدمنا رغم أن كل المعطيات كانت في صالحنا، فتلقي الأهداف مسؤولية يتحملها الجميع وأحيانا نفتقد إلى التركيز، بسبب التسرع بحثا عن الوصول إلى شباك المنافس وهو ما يجعل الدفاع هشا، أما لقاء باتنة فكان شيئا آخر. ما هو؟ لقد طغى الغرور على بعض اللاعبين بسبب متابعتهم المباريات السابقة لمولودية باتنة والحكم عليها قبل مواجهتها على الميدان، وهو ما جعلنا نتوقع سهولة اللقاء وكاد ذلك يكلفنا غاليا. على غير العادة اعتمد عليك المدرب بن شوية هذه المرة في وسط الميدان، رغم أنك لعبت في مرحلة العودة مدافعا محوريا، ألم يقلقك هذا الخيار؟ بما أنني لاعب متعدد المناصب لم أقلق من المهمة التي كلفني بها المدرب، كما أن منصبي الأصلي هو الوسط الهجومي، وهي الذي يستهويني كثيرا لأنني أجد راحتي فيه وألعب فيه أفضل. بالعودة إلى مردود العام نتطرق إلى انتقادات التي وجهها الأنصار للاعبين وإليك على غير العادة، ما قولك؟ قدمت ما كان منتظرا مني وساهمت في الهدفين الأول والثالث، أما الحكم عن المردود الجماعي فذلك لا يكون في مثل هذه اللقاءات، خاصة الطريقة الدفاعية التي اعتمدها المنافس من خلال التجمع عدد كبير من اللاعبين في منطقة الحارس، وهو ما عقد مهمتنا نحن المهاجمين. بعد هذا الفوز، كيف ترى اللقاءات القادمة؟ ستبقى صعبة وصعبة جدا خاصة أننا سنكون أمام حتمية إبقاء نقاط اللقاءات التي سنلعبها في الشلف، كما سنكون في مواجهة أقوى الأندية في البطولة ونعني بها الوفاق والشبيبة وحتى اتحاد عنابة، إضافة إلى مواجهة اتحاد البليدة التي ستكون صعبة لأن الاتحاد يريد الخروج من منطقة الخطر. ستواجهون الأربعاء المقبل وفاق سطيف في مباراة متأخرة عن الجولة 27، كيف تنظرون إلى هذه المباراة؟ مباراة الأربعاء المقبل أمام الوفاق صعبة جدا للفريقين، بما أن نقاطها مهمة للفريقين، خاصة للضيوف الذين يراهنون على نقاط المباراة لإبقاء حظوظهم كاملة في التنافس على لقب البطولة إلى آخر جولة من البطولة، لكننا سنعمل على الإطاحة بالوفاق وسنحاول حرمانه من اللقب مثلما حرمونا هم من بلوغ الدور النهائي من كأس الجمهورية. في الأخير ماذا تريد أن تضيف؟ أقول للأنصار أن الجمعية دون أنصارها لا تساوي شيئا، نحن بحاجة ماسة إلى كل الأوفياء للشلف هذا الأربعاء ليقفوا إلى جانبنا ويساعدونا على الخروج منتصرين.