جاءت خرجة الجمعية أمام الضيف اتحاد عنابة مخيّبة لآمال أنصارها الذين كانوا ينتظرون رد فعل ايجابي من اللاعبين ينتقمون به للتعثرات السابقة وينهون الموسم على الأقل بشرف، بعد أن ضيعوا فرصة إنهاء الموسم في واحدة من المراتب الخمس الأولى بسهولة، الكثير توقع دخول رفقاء عبو هذه المباراة بوجه جديد، غير أن هذه الآمال خابت واصطدمت برغبة أبناء المدرب عمراني الذين عرفوا كيف يعودون بنقطة تعادل ثمينة من ملعب بومزراڤ، بل كادوا يعودون بالزاد كاملا لولا الحظ الذي وقف إلى جانب رفقاء زاوش في بعض الأحيان وجنّبهم تكبد رابع هزيمة لهم بالشلف بعد تلك التي مُنيوا بها أمام المولودية، شبيبة بجاية وأخيرًا الحراش. من منافسة الكبار إلى الاكتفاء بضمان البقاء قبل موسمين من الآن كانت جمعية الشلف واحدًا من الأندية التي يحسب لها ألف حساب سواء عندما تحل ضيفة على أي فريق أو عند استقبالها لمنافسيها بالشلف لتتحول الآية اليوم وتصبح الجمعية مسخرة عند الجميع عندما أصبح طموح أي فريق هو الفوز عليها، وإلا كيف نفسر الفوز الصعب والصعب جدا للشلفاوة على فريق تأكد من مغادرته لقسم الكبار منذ مدة ونعني به مولودية باتنة، وبعد التعثر أمام الفريق الثاني وفاق سطيف قبل أن يسجل الفريق هزيمة غير متوقعة على الإطلاق أمام فريق البليدة، ويضاف إلى كل ذلك تعثر أول أمس أمام اتحاد عنابة، كل هذه التعثرات جاءت بسبب حالة الإهمال واللامبالاة التي أصبح يعيشها الفريق مباشرة عقب إقصائه من منافسة كأس الجمهورية. الفريق الوحيد الذي أنهى الموسم مبكرًا والأكيد أن السبب الأول والأخير في تسجيل الفريق لسلسة طويلة من التعثرات في الفترة الأخيرة هو اقتناع اللاعبين بتمكنهم من تحقيق الهدف الذي سطروه لأنفسهم والمتمثل في ضمان البقاء فقط، بدليل تواجد الغالبية منهم في عطلة نهاية الموسم منذ أكثر من شهرين، وجاء هذا مباشرة بعد الفوز على مولودية العلمة يوم 23 من شهر مارس الأخير أين وصل رصيد الفريق يومها الى 38 نقطة ليلعب الفريق بعد ذلك ستة لقاءات اكتفى فيها بجمع خمس نقاط فقط من أصل 18 ممكنة، والدليل القاطع على إنهاء الموسم هو تلقي شباك الفريق 15 هدفا مقابل اكتفاء المهاجمين بتسجيل سبعة أهداف فقط وهي أرقام مخيفة، في حين نجد أن جميع الأندية الأخرى لا زالت تلعب لقاءاتها بحرارة كبيرة من أجل تحقيق على الأقل نتائج مشرّفة. الشلف ضيّعت 17 نقطة والرقم مرشّح للارتفاع وبتعادلها أول أمس أمام اتحاد عنابة، تكون جمعية الشلف قد ضيّعت بعد مرور 32 جولة في ملعب بومزراڤ 17 نقطة كاملة بعد هزائم المولودية، بجاية والحراش والتعادل مع النصرية، البرج، الوفاق وعنابة، ليبقى الرقم مرشحًا للارتفاع أكثر في حال العجز عن تحقيق نتيجة ايجابية في مباراة الغد أمام الضيف شبيبة القبائل في مباراة يكون الغائب الأكبر عنها هو الجمهور، وهذا لم يعتد عليه الفريق من قبل (ضيع الموسم الماضي 12 نقطة فقط، ومع بلحوت عشر نقاط فقط)، ليبقى هذا أكبر دليل على التراجع الرهيب لمستوى جمعية الشلف، وجمعية المواسم السابقة ليست هي الجمعية الحالية على الإطلاق. كيف ستلاقي القبائل والبرج هذه المرة؟ وتكون الجمعية بعد هذه المهازل قد عادت إلى نقطة الصفر وهي التي كانت تراهن على تدارك كل ما فاتها مع المدرب سليماني انطلاقا من مباراة مولودية باتنة، لاسيما أن الساهرين على الفريق أكدوا أن الخلل يكمن في المدرب سليماني، فراحوا يتباهون ويفتخرون بعد مغادرته للفريق، لكن “دعاوي هذا المدرب“ خرجت في الفريق سريعا بدليل أن أمور التشكيلة تعقدت أكثر ومن حسن الحظ أن الفريق ضمن بقاءه من قبل، والسؤال الذي يطرح اليوم هو بأي وجه ستلاقي الجمعية شبيبة القبائل وأهلي البرج ؟ لاسيما أن مخلفات التعثرات الأخيرة أصبحت عواقبها وخيمة على نفسية اللاعبين الذين يفكرون اليوم في إنهاء الموسم كيفما كان الحال وفي أسرع وقت ممكن، هذا الواقع جعل أنصار الفريق يتشاءمون بخصوص المهمة التي تنتظر فريقهم غدا الجمعة أمام القبائل وبعدها بثلاثة أيام فقط أمام البرج. لماذا يعتمد المدرب على العناصر التي أنهت الموسم مسبقا؟ مباشرة بعد رحيل المدرب سليماني وتجديد الرئيس مدوار الثقة في المساعد بن شوية كان الجميع في الشلف يعتقد أن الرئيس يفكر في الموسم المقبل والمدرب بن شوية سيمنح الفرصة للاعبين الشبان أكثر ويستغني عن اللاعبين الذين أصبحوا يفكرون في نهاية الموسم من الآن، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث وجاءت التشكيلة التي يضعها بن شوية في كل مرة غير تلك التي انتظرناها وينتظرها الأنصار، فجاءت كل اللقاءات الأخيرة متشابهة من حيث الأداء فكل الفريق لم يقم بمحاولات توحي بأنه يريد الفوز عكس الأندية المنافسة التي كانت تلعب أمام الشلف بإرادة كبيرة وأكثر رغبة في الفوز، فقد يرجع البعض السبب إلى عقم الهجوم مثلما قد يرجعه البعض إلى غياب بعض العناصر الأساسية، كما قد يرجع البعض ذلك إلى عدم حصول اللاعبين على بعض مستحقاتهم المالية وهو أمر مفروغ منه، غير أن الأمر الذي يوحي من البداية أن سبب تعثر وشيك للجمعية هو دخول اللاعبين في عطلة مسبقة وهي المشكلة التي كان لا بد على بن شوية من نزعها من رؤوس اللاعبين بما أن الموسم لم ينته بعد. الجمعية خسرت كل شيء ويجب منح الفرصة للشبان وكانت مباراة عنابة بمثابة الفرصة الأخيرة للجمعية للتقدم في جدول الترتيب وإنهاء الموسم في مرتبة تليق بسمعة الفريق، غير أن التعثر جعل كل الأحلام تتبخر من جديد، إذ أن فارق النقاط بين الجمعية وصاحب المرتبة السادسة شبيبة القبائل أصبح مقدرًا بأربع نقاط كاملة، وبما أن الجمعية قد ضمنت بقاءها رسميا في البطولة، وحلم الأدوار الأولى قد تبخر فالفرصة مواتية للإدارة والطاقم الفني للفريق للشروع بداية من مباراة القبائل في تطبيق السياسة التي كان يعتمدها الفريق من قبل والمتمثلة في تكوين فريق شاب تكون له كلمته في المستقبل وهذا بوضع الثقة في اللاعبين الشبان مثل معمر يوسف، بوسلة، بن طيب، بلهاني، مداح، سلامة وغيرهم من الشبان الكثيرين الذين تزخر بهم المدرسة الشلفية، والذين اثبتوا في الخرجات السابقة لهم سواء مع الأواسط أو الأكابر أنهم قادرون على حمل المشعل إذا وضعت فيهم الثقة، غير أننا نستبعد الشروع في هذه المهمة الآن ما دام الفريق مقبلا على مباراة صعبة أمام شبيبة القبائل ومن الصعب على الطاقم الفني أن يجازف في مثل هذه الخرجات باللاعبين الشبان. --------------------------------------- العودة إلى التدريبات مساء اليوم بعد استفادة لاعبي الجمعية من راحة يوم منحها لهم الطاقم الفني، تعود التشكيلة الشلفية إلى أجواء التدريبات مساء اليوم بملعب بومزراڤ بداية من الساعة السادسة استعدادا للقاء الأخير للفريق بميدانه هذا الموسم والذي سيلاقي فيه شبيبة القبائل مساء الجمعة بداية من الساعة الرابعة. سوداني يعاني في الكاحل سيغيب هداف الفريق هلال سوداني عن مباراة الغد بسبب العقوبة بعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة فريقه الأخيرة، للعلم تعرض سوداني أيضا لإصابة بليغة على مستوى الكاحل في ذات اللقاء، حيث شعر بآلام شديدة جعلته يغادر الملعب وهو محمول. ومن حسن حظ سوداني أن الموسم قد انتهى، وهو ما يعني أن ركون اللاعب إلى الراحة المرضية تزامن مع عطلته السنوية. زروقي مرفوض من الآن فصاعدا في الشلف لم تمر الطريقة التي أدار بها الحكم الشاب زروقي مباراة الجمعية وضيفها اتحاد عنابة على الأنصار الذين تابعوا المباراة مرور الكرام وعلى مسؤولي الجمعية كذلك الذين عبروا بعد نهاية اللقاء عن سخطهم الشديد على هذا الحكم ورفضهم له إدارة مباريات فريقهم من الآن فصاعدا. هذا الحكم لم يكتف حسب “الشلفاوة” بحرمان الجمعية من ركلتي جزاء، بل راح يشهر في كل مرة البطاقة الصفراء في وجه لاعبي الفريقين وكذلك طرد اللاعب سوداني بغير وجه حق رغم أنه كان يستحق ركلة جزاء أكثر من شرعية. ورغم ضمان الجمعية للبقاء وقرب انتهاء الموسم إلا أن إدارة الفريق تفكر في إعداد تقرير مفصل ستودعه لدى الرابطة تطالب فيه بإنصاف المهاجم الشاب سوداني الذي ظلمه الحكم حسب “الشلفاوة” دائما. ---------------------------- زاوش: “الحمد للّه على هذه النقطة والتعادل أفضل من الهزيمة” ما تعليقك على هذا التعثر؟ هذه النتيجة مرة رغم أن رغبتنا كانت شديدة من أجل تحقيق انتصار ننسي به أنصارنا التعثرات السابقة، لنكتفي في نهاية المطاف بنقطة التعادل، صراحة اليوم أقول الحمد لله على هذه النقطة لأنه ببساطة واجهنا فريقا قدم إلى الشلف من أجل العودة بالنقاط الثلاث، حيث كانت رغبة لاعبيه أيضا شديدة في التسجيل، خصوصا في الشوط الأول الذي اكتفينا فيه باللعب فقط. ألا ترى أن التعثر في لقاء كان بإمكانكم الخروج منه منتصرين مؤثر في معنوياتكم؟ صحيح أنه كان بإمكاننا على الأقل الوصول إلى تسجيل هدف ثانٍ وانتهاز فرصة ركلة الجزاء وتغيير مجرى اللعب، لكن الله غالب هذه هي كرة القدم، وما نتمناه الآن هو أن لا نتأثر بهذه النتيجة لأن أي فريق مثلما يكون متفائلا بالفوز يكون معرضا للهزيمة. وبهذا أعتقد أن التعادل أمام عنابة منطقي بالنظر إلى التكافؤ الكبير في مستوى اللعب. هل ترى أن عنابة كانت قوية أم الشلف لم تكن في يومها؟ صراحة كنا ندرك صعوبة المهمة، خاصة أننا كنا مقبلين على مواجهة فريق يعيش فترة زاهية، سيما بعد تحقيقه فوزا كبيرا في الجولة السابقة على حساب شبيبة القبائل، في الوقت الذي كنا نحن مطالبين بضرورة تدارك هزيمة البليدة. عنابة لم تكن هذه المرة فريقا قويا، فنحن الذين لم نكن في يومنا وسهلنا لها المهمة، خاصة في المرحلة الثانية حين كان بإمكاننا الوصول إلى تسجيل أكثر من هدف. لكن لماذا لم تدخلوا في الأمور الجادة منذ البداية واكتفيتم باللعب فقط طيلة الشوط الأول؟ لا يخفى عنك أننا لعبنا في أجواء حارة جدا أثرت في الأداء العام للفريقين وليس الشلف فحسب، كما أننا لعبنا منقوصين من عدد من اللاعبين، إضافة إلى كل هذا، فإن الجميع أصبح يدرك أن الموسم قد انتهى. كل من تتبع اللقاء وقف على الأداء المتواضع للاعبي الجمعية أمام عنابة، ماذا تقول عن هذا؟ بعد هذا التعثر يجب أن لا نرجع اللوم على اللاعبين وأدائهم فوق الميدان، علينا نسيان هذه المباراة والتفكير في الكيفية التي سنلاقي بها القبائل وبعدها البرج. كيف تتوقع مستقبل الفريق في ظل هذه الوضعية؟ التعثرات الأخيرة قلصت من حظوظنا في إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة وجعلتنا نكتفي بضمان البقاء، لكن نحن اليوم مجبرون على ضرورة نسيان اللقاءات الماضية وتركيز تفكيرنا على اللقاءين الأخيرين، وإضافة على الأقل ثلاث نقاط إلى رصيدنا. ألا ترى أن التعثرات السابقة ستؤثر فيكم وتجعلكم تنهون الموسم بتعثرين آخرين؟ صحيح أننا اليوم متأثرون جدا للوضعية التي أصبح يعيشها الفريق والتعثرات المتتالية التي أصبحنا نسجلها، خصوصا داخل قواعدنا وأمام أنصارنا، غير أن الحديث الذي دار بيننا وبين المدرب عقب نهاية مباراة عنابة جعلنا ننسى هذا التعثر وندخل لقاء القبائل من الآن، وبإذن الله سنبذل كل ما في وسعنا لكي نبقي نقاط المباراة هنا بالشلف ونرفع من معنوياتنا.