جاءت هزيمة نادي النصر غير المتوقعة أمام القادسية مساء أول أمس لتزيد من تعقيد أمور عنتر يحيى، الذي يعيش إحدى أسوأ أيام مشواره الكروي، كونه أضحى غير مرغوب به في فريق العاصمة الرياض، وذلك ما اتضح من خلال ردة فعل جماهيره رغم نفي الإدارة أي نية لها للتخلي عن المدافع الدولي الجزائري في فترة الميركاتو الشتوي المقبل، وقد تدفع الضغوطات المتواصلة على لاعب ‘'بوخوم'' السابق إلى الرحيل في أسرع وقت. حملوه مسؤولية الهزيمة لوحده أمام القادسية ما يؤكد بأن عنتر يحيى يعيش فترة صعبة ويتعرض في كل مرة إلى سيل من الانتقادات، ما حدث له بعد نهاية لقاء فريقه أمام القادسية، إذ حمل الأنصار قائد المنتخب الوطني مسؤولية الهزيمة بسبب تلقي دفاع النصر هدفين في هذه المواجهة، وهذا رغم محاولات عنتر يحيى والتي كاد في إحداها أن يصل إلى مرمى القادسية في الشوط الأول، لكن الوضعية لم تختلف بعد نهاية اللقاء، إذ كان مدافع ‘'الخضر'' من بين أول اللاعبين الذين حملوه الأنصار مسؤولية الخسارة. رحيله أفضل من بقائه ...لكن إلى أين؟! وبات من الواضح أن رحيل الدولي الجزائري أفضل من بقائه في النصر كونه يعيش ضغطا رهيبا من طرف جماهير النادي التي تطالبه بأكثر من طاقته، كما أن نتائج الفريق الأصفر ليست في صالحه بما أنه بعيد جدا عن صدارة ‘'دوري زين''، لكن قد لا يجد عنتر يحيى سبيلا آخر بعد خروجه من السعودية في ظل صعوبة عودته من جديد إلى البطولات الأوروبية، وهو الذي فشل إلى حد الآن في تجربته الخليجية، علما أن صاحب ال 29 عاما انضم إلى النصر قادما من ‘'بوخوم'' بعقد لمدة موسمين في بداية الموسم الجاري. حتى ‘'بوخوم'' رفضه والوجهة الخليجية محتملة حتى وإن كان ظاهرا بأن عنتر يحيى لم يتأقلم مع الأجواء الحارة في المملكة العربية السعودية، والتي تعد من أسباب عدم ظهوره بالمستوى المطلوب في تجربته الحالية مع النصر، إلا أن بقاءه في الخليج وارد جدا موازاة مع الحديث عن اهتمام أندية قطرية وإماراتية بخدماته، لأن عودته إلى البطولات الأوروبية صعبة جدا في هذه الفترة بالذات، نظرا لبحث الأندية هناك عن لاعبين جاهزين تماما لخوض مرحلة الإياب، وفي الوقت نفسه، رفضت إدارة فريقه السابق ‘'بوخوم'' استرجاع لاعبها السابق، مثلما كشفه تقرير لصحيفة «بيلد» تطرقنا إليه في عدد أمس. عاش وضعية مماثلة في ‘'نيس'' ووجد مخرجا قد يتذكر بعض المتتبعين الوضعية الصعبة التي عاشها قائد ‘'الخضر'' مع ناديه الفرنسي السابق «نيس» قبل عدة سنوات، والتي تشبه تقريبا ما يعيشه الآن في السعودية، لأن عنتر يحيى وجد نفسه غير مرغوب به في فريق الجنوب حينها ووضع على الهامش مع المدرب «أنتونيتي»، واضطر بعدها إلى السفر من أجل إجراء تجارب في انجلترا وألمانيا، قبل أن يحط به المستقر مع نادي «بوخوم» والذي عاد معه بقوة خلال تلك السنوات. وضعيته الحالية لا تخدمه مع ‘'الخضر'' وفي سياق آخر، لا تفصلنا سوى أسابيع قليلة عن انطلاق المواعيد الرسمية التي تنتظر المنتخب الوطني، بداية بمواجهة غامبيا في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2013، وهذا ما يضع عنتر يحيى في موقف حرج أمام الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، لأن الوضعية الحالية لمدافع ‘'الخضر'' لا تضمن له البقاء ضمن اختيارات المدرب الفرانكو بوسني الذي يصر في كل مرة على ضرورة جاهزية اللاعبين بدنيا وفنيا، أي أن عنتر يحيى مضطر لإيجاد مخرج في أسرع وقت.