خرج المدرب الوطني رابح سعدان عن صمته من جديد وتطرّق إلى بعض الأمور التي تشغل بال الإعلاميين هنا في سويسرا وأيضا المتتبعين في الجزائر، وراح يتحدث على وضعية اللاعب مغني، وقضية المرتفعات التي أعاقت اللاعبين في التأقلم بسرعة مع المنطقة، كما تحدّث عن الحلول الممكنة في هذه الفترة، وأيضا عن اللاعبين الجدد وسرعة تأقلمهم مع اللاعبين القدامى. وأشار إلى أنه سيلتقي مدرب منتخب سويسرا الألماني “أوتمار إيتزفالد“، وسيتحدّثان عن مكان التربص الذي يلتقيان فيه... وبدأ سعدان حديثه بردّه على سؤال حول اللاعب المصاب مراد مغني الذي أشرات آخر التقارير إلى أنه يصعب عليه اللحاق بالمباراة الودية أمام إيرلندا، وهو ما جعل الشيخ يردّ: “رجاء، لا تسألوني مرّة أخرى عن وضعية هذا اللاعب في الوقت الراهن، لا زلنا في بداية التربص وكل شيء سيتحدّد في نهاية تربصنا الحالي، لا يمكنني أن أعطي أيّ تفاصيل عن مغني لأنه لا يزال أمامنا أسبوعان كاملان وكل شيء وارد فيهما. لذا أطلب منكم جميعا ألا تطرحوا أيّ سؤال مستقبلا عن هذا اللاعب حتى أتخذ القرار النهائي“. “اللاعبون أكدوا لي أنهم لا يستطيعون النوم” وانتقل سعدان إلى قضية مكان التربص الذي يتواجد في مرتفعات “كرانس مونتانا”، حيث لم يستطع اللاعبون التأقلم بسرعة مع هذه المنطقة، وقال عنه مدرب “الخضر“: أنه عاد جدا، كنت أنتظر هذا الأمر، إنه طبيعي فاللاعبون مضى عليهم وقت كبير لم يتدرّبوا في هذا النوع من المرتفعات، ولكن بعد أسبوع على الأكثر سيكون اللاعبون قد تعوّدوا على هذا المكان. لقد أكدوا لي كثيرا أنهم لا يستطيعون النوم منذ بداية أول يوم في التربص، وسيتعوّدون على ذلك مع مرور الوقت. لست قلقا على هذا المشكل لأن اللاعبين سيكونون قد تأقلموا بداية الأسبوع الثاني لتواجدنا هنا”. “يشعرون بثقل في الرأس ومختصّ نصحهم” وتابع مدرب المنتخب الوطني حديثه عن مشكل التأقلم وعن الحلول التي سيكون على اللاعبين اتباعها من أجل التخلص من المتاعب التي واجهتهم: “قال لي بعض اللاعبين إنهم يشعرون بثقل في رؤوسهم، وهذا أمر طبيعي نظرا لنقص الأكسجين في المرتفعات، لكن المحضّر البدني أكد لهم على ضرورة شرب كمية كبيرة من الماء من أجل التعوّد على المكان والتخلص من ثقل الجسم الناتج على عدم التواجد في المرتفعات دائما، وأظن هذا من بين الحلول التي ستساعد اللاعبين على الانسجام في مثل هذا المكان“. “أنا سعيد بتأقلم الجدد بسرعة” وبعدها انتقل المدرب الوطني رابح سعدان إلى اللاعبين الجدد وقال إنه سعيد جدا بتأقلمهم السريع مع المجموعة القديمة، وراح يقول: “ما يسعدني هو أن اللاعبين الجدد لم يجدوا أي صعوبة في التأقلم مع اللاعبين الجدد، اللاعبون القدامى ساعدوا زملاءهم الجدد على التأقلم والاندماج في المجموعة، وهو الأمر الذي قد لا نجده دائما. فاللاعبون الذين لم يسبق لهم حمل ألوان “الخضر“ وكانوا سيجدون صعوبة في التأقلم في ظروف أخرى غير هذه، لذا عملت كل ما في وسعي لكي أتجاوز هذه الفترة بسرعة”. “لا أشعر بالضغط لأن الوصول إلى كأس العالم إنجاز في حدّ ذاته“ وفيما يخصّ الضغط المفروض على المنتخبات المشاركة في “المونديال“ كل حسب طموحاته، قال سعدان إن المنتخب الوطني الجزائري بوصوله إلى كأس العالم قد حقق إنجازا كبيران وتابع: “صراحة، لا أشعر بالضغط بتاتا، ومرتاح البال من هذه الناحية، سنلعب “المونديال“ دون أدنى ضغط وأنا أول من يجب أن يكون عليه ضغط، لكنني غير مكترث لذلك لأنني حققت الإنجاز المطلوب مني وأكثر، ولا أريد فرض ضغط آخر على نفسي. الوصول إلى المونديال في حد ذاته إنجاز ولا أريد وضع اللاعبين أمام الجمهور الغاضب، بل سأطلب منهم أن يلعبوا كرة جميلة مثل التي عوّدونا عليها، والفوز شيء رائع والهزيمة ليست نهاية العالم”. “سنرفع حجم العمل بداية من يوم السبت” وعاد مدرب “الأفناك” إلى الحديث عن التحضيرات وقال إنه بداية من يوم السبت سيبدأ حجم العمل في الإرتفاع، وليس بمعنى أن العمل الذي يقومون به حاليا غير جيد، وإنما الحجم يرتفع بالتدريج. وقال: “سمحت لبعض اللاعبين الذين أنهوا الموسم بقوة بعدم التدرّب والركون إلى راحة لأنهم جاؤوا مباشرة من منافسة عالية المستوى ومن بطولة انتهت مباشرة، ولذا من الطبيعي أن يحصل لاعبون مثل صايفي، مصباح على الراحة لأنهم لم يتوقفوا في الآونة الأخيرة. وبالمقابل هناك من اللاعبين من يتوجب عليهم العمل بقوة لتدارك النقص. وفي بداية الأسبوع الثاني سيكون اللاعبون قد تعوّدوا على المرتفعات وبقية اللاعبين المتعبين قد ارتاحوا، والذين عملوا بجد في الأسبوع الأول وصلوا إلى المستوى المطلوب، وحينها سيكون اللاعبون في مستوى واحد ومن ثم ننطلق في العمل الجادّ“. “سألتقي هيتزفيلد الأسبوع المقبل” وفي نهاية حديثه، أكد سعدان إنه حدّد موعدا مع المدرب الألماني للمنتخب السويسري “أوتمار هيتزفيلد“، والذي من المنتظر أن يكون له حديث مع المدرب الوطني منتصف الأسبوع المقبل. حيث قال: “من المنتظر أن ألتقي مدرب منتخب سويسرا يوم الثلاثاء القادم الموافق ل25 ماي، سنتحدّث عن أمور عديدة خصوصا أنه يقود منتخبا هو الآخر متأهل إلى المونديال”. سعدان إلتقى شخصا سويسريا ذكّره بتربص 86 أثناء التربص الذي يقيمه “الخضر“ في سويسرا، إلتقى المدرب سعدان أحد الأشخاص السويسريين الذي هو من مدينة “كرانس مونتانا”، وهو مسيّر في النادي المحلي، والذي أحضر معه صورة تعود إلى ربيع سنة 1986 أين كان المنتخب الوطني يقيم تربصه في هذه المنطقة، وكانت الصورة فيها المدرب سعدان رفقة هذا الشخص وعدد من لاعبي “الخضر“ حينها، وهو الأمر الذي ذكر مدرب “الخضر“ بأيام زمان حين كان لا يزال شابا يشرف على حظوظ المنتخب في ثاني كأس العالم يشارك فيها. ... ويلتقي رئيس نادي “كرانس مونتانا“ كما التقى المدرب رابح سعدان رئيس نادي “أسي كرانس مونتانا” واتفق معه على الملعب الذي هو ملك للنادي المحلي، ومن الطبيعي أن يكون هناك برنامج تدريب يساعد الفريقين دون حدوث تداخل في التوقيت، وقد كان أول اتفاق بينهما يخصّ يومي الاثنين والثلاثاء، حيث برمج المدرب الوطني حصة بالملعب التابع للفندق لأنه لا يملك توقيتا يسمح له بالتدرّب في ملعب النادي المعشوشب اصطناعيا، وهو الأمر جعل المدرب سعدان يكون سعيدا لهذا التنسيق الذي سيسمح له بالتخلص من مشكل الملعب، لأنه لا يريد أن يجد مشاكل من هذا النوع وهو على رأس منتخب متأهل لكأس العالم. سأله عن مكان تواجد فندق “إبرا“ في الوقت الذي تذكر سعدان التربص الذي أقامه هنا سنة 86 بقي يتذكر اسم الفندق الذي كان يقيم فيه، وهو الأمر الذي جعل المدرب الوطني يسأل عن مكان ذلك الفندق الذي كان تربص فيه قبل “مونديال“ المكسيك، وكان اسم الفندق “إبرا” وقد فتح في تلك الفترة ولا يزال يتذكره سعدان جيدا، وكان الردّ من رئيس النادي السوسري أن الفندق غير بعيد من هناك، ويمكن للمدرب الوطني أن يتنقل إليه في أيّ وقت شاء. سعدان سيتنازل عن كأس العالم لصالح السويسريين! وفي خضم الحديث عن كأس العالم، راح المدرب سعدان يُمازح رئيس النادي السويسري وقال إنه في حال وصول الجزائر وسويسرا إلى النهائي فإن “الخضر“ سيتنازلون عن الكأس لصالح بلد “السلم والحياد“، لا لشيء سوى أنهم استقبلوهم جيدا، ومن الطبيعي أن يكون الردّ فوق الميدان. لكن في الحقيقة وفي حال ما إذا وصل الناديان إلى النهائي، فإن سعدان لن يقبل بالتنازل وكلامه كان مجرّد مزاح لا غير. يأمل في التأهل إلى الدور الثاني من خلال حديثه عن المرتفعات وتأثيرها على اللاعب، قال سعدان إن المنتخب سيلعب مبارتين في المرتفعات وواحدة فقط في المنخفض، ولذا يتعيّن على اللاعبين التعوّد على ذلك قبل المباريات الرسمية، والأكثر من كل هذا أن المنتخب إذا تأهل إلى الدور الثاني فإنه سيلعب في المرتفعات مرّة أخرى، وهذا ما يجعل اللاعبين مطالبين بالتأقلم بسرعة إذا أرادوا تسجيل نتائج جيدة في هذا “المونديال“. كلام سعدان عن مكان مباراة الدور الثاني دليل على أنه يأمل في التأهل إلى الدور الثاني، ويعمل من أجل تحقيق ذلك. في غياب زاوي ورحو... زياني يتسلّم المشعل ويعمل على تسهيل إندماج اللاعبين الجدد تعوّد لاعبو المنتخب الوطني دائما على ترك سمير زاوي يقوم بدور الوسيط بين اللاعبين القدامى والأسماء الجديدة التي تحل على “الخضر“، بدليل ما حدث مع كل من عبد القادر غزال في مدينة “روان” الفرنسية الذي حل بها مهاجم نادي سيينا في أول تربص له مع “الخضر“ بمناسبة مواجهة منتخب مالي الودية سنة 2008 ليتكرر هذا السيناريو مع حسان يبدة ومراد مغني عندما تقمصا الألوان الوطنية لأول مرة، حيث ساهم زاوي بخفة روحه في تسهيل مهمة الجدد وتقديمهم للاعبين القدامى ليكون غياب زاوي ورحو واضحا هذه المرة بدليل ما لاحظناه على وجوه كل من مبولحي، مجاني وڤديورة في أول يوم لهم مع التشكيلة الوطنية، لكن ما لاحظناه في اليوم الثاني من التربص أن كريم زياني هو الذي استلم المشعل وأصبح يعمل على مساعدة الجدد للاندماج داخل المجموعة. زياني يتحدث مع الجميع ولا يتوقف عن المرح مع الجدد المتتبع لتدريبات “الخضر“ وحتى ليوميات العناصر الوطنية بالتأكيد أنه لاحظ التغيير الكبير الذي طرأ على كريم زياني الذي ظهر سعيدا جدا بالتواجد مع “الخضر“ مثل كل مرة، لكنه هذه المرة أصبح يتحدث مطولا مع العناصر الجديدة ولا يتوقف عن طرح أسئلته للجميع محاولا أن ينزع “الحشمة” عن مبولحي وزملائه خاصة أن العناصر الجديدة كانت متخوّفة في بداية الأمر وطريقة تعامل زياني سهّلت لهم الاندماج السريع بعد ثلاثة أيام فقط من بداية التربص. الجدد كانوا متخوّفين جدا من ردّ فعل العناصر التي أهّلت الجزائر إلى المونديال وقد فسّر لنا أحد اللاعبين ما جرى في اليوم الأول من تحفّظ شديد لدى اللاعبين الجدد بأن هؤلاء كانوا متخوّفين كثيرا من رد فعل العناصر التي أهّلت “الخضر“ إلى المونديال بعد 24 سنة ليجد هؤلاء الجدد أنفسهم يستفيدون من لعب كأس العالم دون المشاركة في التصفيات، لكن هذه المخاوف زالت بعد ذلك بعد أن لاحظ مبولحي، ڤديورة، مجاني والبقية أن زياني وعنتر يحيى ثم القائد منصوري سهّلوا لهم المهمة وظل زياني لا يفارقهم سواء خلال الحصص الصباحية المخصصة للاسترجاع أو في المساء في الحصص التدريبية وحتى أثناء تناول الوجبات اليومية ما أعاد الطمأنينة إلى نفوس الجدد. مجاني، قادير ومصباح سبق لهم اللعب مع زياني وما جعل كريم زياني يتكفّل باللاعبين الجدد لإدماجهم في المجموعة بأسرع وقت ممكن، أن العديد من العناصر الجديدة سبق لها اللعب مع وسط ميدان نادي “فولفسبورغ”، على غرار كارل مجاني، الذي لعب مع زياني في لوريون مثله مثل مصباح الذي يجهل الكثير أنه لعب أيضا في لوريون مع كريم لكن الإصابات المتلاحقة عجلت برحيل مصباح بسرعة من هذا النادي، في حين أن قادير يعرفه زياني منذ أن لعبا مع بعض في نادي “تروا“، وهي عوامل ساعدت كريم زياني ليكون فعلا العنصر المناسب لدمج العناصر الجديدة في المجموعة خاصة أن ذلك مهم للغاية قبل أقل من شهر عن انطلاق المونديال. الجميع يعلم أن زياني ساهم كثيرا في إختيار بودبوز اللعب ل الجزائر من جهته، سيكون اندماج النجم الصاعد ل”الخضر“ رياض بودبوز مع المجموعة أسهل لأن هذا الشاب يعرف جيدا كريم زياني الذي كان وراء اختياره الإنضمام إلى “الخضر“ بالتأكيد في كل مرة أن بودبوز يحب الجزائر ولن يلعب مستقبلا للمنتخب الفرنسي، كما أن العلاقة الوطيدة بين زياني وبودبوز ستسمح لمهاجم سوشو بأن يكون اندماجه أسرع من الآخرين وقد يقاسم حتى الغرفة مع زميله.