تلقيا تقارير إيجابية من الدكتور شلبي والمختصين سعدان وروراوة يغادران قطر نحو السعودية وهما مطمئنان على حالة مغني، بلحاج وبوعزة

بعد جولة خفيفة إلى الإمارات حظي خلالها بتكريم خاصّ من قناة “أم.بي.سي” التي اختير في أحد استفتاءاتها أحسن مدرب عربي، كانت وجهة الناخب الوطني رابح سعدان إلى قطر، أين كان هو ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة على موعد مع الدكتور الجزائري شلبي، للحصول على التقارير الطبية للاعبين الدوليين المصابين الذين عالجوا ولا زالوا يعالجون إلى يومنا هذا في عيادة “أسبيتار”، على غرار مغني، بلحاج وبوعزة وقبلهم بوڤرة، الذي غادر العيادة منذ فترة وعاد إلى أجواء المنافسة الرسمية مع فريقه “ڤلاسڤو رانجيرز”.
اجتمعا ب شلبي وبوراس وتحصّلا على تقارير مكتوبة وأخرى لفظية
ولم تكن زيارة سعدان وروراوة إلى قطر طويلة، حيث لم تستغرق سوى 48 ساعة قبل أن يغادرا مساء أمس إلى السعودية وهما في قمة السعادة والارتياح، بعد التقارير الإيجابية التي تلقياها من الطاقم الطبي لعيادة “أسبيتار” حول الدوليين المصابين، حيث اجتمعا أمس لدى زيارتهما العيادة أوّلا بالجزائريين، الدكتور شلبي والدكتور بوراس (هذا الأخير مختصّ في طب العظام)، وتطرّقا معهما ومع كافة المختصين الأجانب الآخرين، إلى حالة كل لاعب مصاب على حدة، وتلقيا تقارير مفصلة عن حالة مغني، بلحاج وبوعزة، سواء التقارير المكتوبة التي سيعيد مراجعتها أهل الاختصاص من أطباء المنتخب الوطني، أو التقارير اللفظية التي جاءت مطمئنة وإيجابية حول اقتراب شفاء الجميع بصفة نهائية، سواء تعلق الأمر ب مغني الذي تبقى مغادرته العيادة قضية أيام قليلة بعدما شفي بنسبة 90 بالمئة من كلّ الإصابات التي عولج منها هنا، أو بلحاج الذي لا تتطلب حالته سوى مواصلة العلاج نفسه الذي شرع فيه منذ فترة وتوقف بسبب إدارة ناديه، أو بوعزة الذي شفي تقريبا كلية من إصابته. وهو ما أثار ارتياح سعدان ورواوة اللذان غادرا مساء أمس العاصمة القطرية نحو السعودية وهما في قمّة السعادة.
حظوظ مغني، بلحاج وبوعزة للمشاركة في “المونديال“ كبيرة جدّا
وتلقى المدرب سعدان ضمانات من الطاقم الطبي المختص، بإمكانية الاعتماد على لاعب مثل مغني تحسبا للفترة المقبلة، وإمكانية الاعتماد عليه أيضا حتى في نهائيات كأس العالم، بما أنه شفي تقريبا من كلّ الإصابات التي عانى منها، ونفس الضمانات تلقاها بشأن الثنائي بلحاج وبوعزة، الذي قال الدكتور شلبي بشأنه أنه سيكون جاهزا في الأيام القليلة القادمة، وسيكون بوسعه أن يكون تحت تصرّفه بدءا من أول يوم ينطلق فيه تربص سويسرا المقبل، وأن أمر التساؤل حول قدرتهما على المشاركة في “المونديال” لا بدّ ألا يطرح أصلا بما أن الوقت كاف لكي يستعيدا لياقتهما ويكونا على أتم الاستعداد للتواجد في بلد “نيلسون مانديلا”.
سعدان رفع معنويات مغني واللاعب ثمّن المبادرة
وبعد أن تفرّغ الثنائي من جلسة الحصول على مختلف التقارير الطبية من طرف المختصين الجزائريين شلبي وبوراس، كان ل سعدان وروراوة موعدا مع لاعبيهم المصابين مغني، بلحاج وبوعزة، حيث التقيا بهم وتطرّقا معهم إلى العديد من الأمور التي تخصّ إصابتهم، وتخصّ مستقبلهم أيضا مع المنتخب. وأبى سعدان خلال تلك الجلسة إلا أن يتحدّث مع مغني على انفراد، في جلسة رفع خلالها معنويات صانع لعب نادي “لاتسيو” الإيطالي، وحثه أيضا على مضاعفة مجهوداته في العلاج، حتى يتسنى له مغادرة قطر نهائيا وهو سالما معافى ولا يعاني من أي شيء يذكر، مطمئنا إيّاه بالمناسبة على أن فكرة التخلي عنه بالرغم من الفترة التي استغرقها علاجه حول الإصابة التي يعاني منها، لم يطرح أصلا، وأن الطاقم الفني كله يثق فيه دوما، ويؤمن بقدرته على العودة إلى الميادين، وإلى الصول والجول مع المنتخب مثلما كان، ما رفع معنويات مغني الذي ثمّن المبادرة كثيرا وتفاءل خيرا ببقائه كرقم هامّ في معادلة “الخضر” تحسبا للفترة الهامة المقبلة.
مغني يُضاعف العمل بداية من الأسبوع القادم
وفي الوقت الذي لا زال مغني يخضع للعلاج حول الإصابة التي أتى من أجلها، وحول بعض العضلات التي أصرّ الطاقم الطبي أن يمسّها العلاج، بعد التّأكد من معاناته مسبقا من إصابات، كشف لنا الأخصائيون الذين يشرفون على علاجه أنه سيشرع في مضاعفة العمل خلال الحصص التدريبية التي يجريها بداية من الأسبوع القادم، مؤكّدين لنا أنه في الوقت الحالي يكتفي فقط بحصص الركض، وبعض التمارين الخفيفة التي تسمح له بالاحتكاك بالكرة، على أن يشرع بداية من الأسبوع المقبل في مضاعفة العمل من أجل استرجاع لياقته. ولم يكشف لنا الأطباء إن كان تكثيف العمل سيشرع فيه مغني هنا بقطر أم لدى عودته إلى روما الإيطالية، لكن الأكيد أن مغني وحسب تقارير الأطباء لن يغادر عيادة “أسبيتار” إلا بعدما يتمّ التأكد من أنه لا يشكو من أيّ إصابة.
سعدان تحدث مع بوعزة على انفراد وطمأنه
بعدها تحدّث سعدان مع وسط الميدان عامر بوعزة، حيث انفرد فيه هو الآخر وتطرّق معه إلى الإصابة التي يعاني منها، وإلى مستقبله مع المنتخب الوطني، وحسب ما علمناه من طرف اللاعب بنفسه، فإن المدرب الوطني طالبه بعدم الاكتراث لما يقال هنا وهناك، وعدم الاستماع للإشاعات التي يروّجها البعض بشأن إبعاده من المنتخب (الأمر غريب لأن سعدان هو من ذكر خبر إبعاده عبر أمواج الإذاعة الوطنية بعد لقاء صربيا)، وأكد له أنه يضع ثقته فيه دوما، ولم يفكّر يوما في إبعاده، كما طالبه بأن يركز فقط في علاجه حتى يتسنّى له مغادرة الدوحة القطرية سالما معافى ولا يشكو من أي إصابة.
اللاعب في قمّة السعادة والأمل عاد له
وبدا لنا بوعزة لدى حديثنا معه (أنظر الحوار) في قمة السعادة والارتياح بعد الحديث الذي جمعه بمدربه سعدان، والضمانات التي تلقاها منه بأنه لا زال يتواجد ضمن حساباته، وهو ما أكد لنا بشأنه أنه يشجّعه على مواصلة العلاج بمعنويات مرتفعة، ويشجّعه أيضا على التواجد في تربص “سويسرا” المقبل، وعلى الذهاب حتى إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة في “المونديال” مع رفاقه.
لا خوف على بلحاج ومواصلة علاجه قضية وقت فقط
ولم يكن الحديث مع بلحاج ليحتاج الانفراد به، لأن إصابته من جهة لا تدعو كثيرا للقلق، ولا تتطلب سوى مواصلة العلاج الذي شرع فيه منذ فترة، قبل أن يتوقف بأمر من إدارة ناديه التي طالبته بالعودة إلى “بورسموث” من أجل المشاركة في مباراة الدور نصف النهائي من كأس إنجلترا أمام توتنهام. حيث اطمأن سعدان وروراوة على حالته من طرف الطاقم الطبي المختص، وعلى أن مغادرته العيادة قضية أيام قليلة فقط سيكون خلالها تحت تصرّف ناديه الإنجليزي. وهكذا كانت جولة سعدان وروراوة ومعهما عضو مكتب “الفاف” وليد صادي إلى قطر، مريحة ومطمئنة من جميع النواحي، في انتظار تأكد كل هذه الأخبار السارّة لدى مغادرة الجميع العيادة بعد أيام قليلة.
-----------------------------------------
مغني يتحدّث عن إصابته وما دار مع سعدان
“سعدان طمأنني بأني أدخل دائمًا ضمن حساباته وهذا محفّز ومشجع على الشفاء نهائيًا من إصابتي”
مباشرة بعد الجلسة التي جمعت مراد مغني بالمدرب رابح سعدان هنا في قطر، كان لنا حديث مطول مع صانع ألعاب “الخضر” و”لازيو” الإيطالي في آن واحد، كشف لنا خلاله ما دار بينه وبين مدربه الوطني بالتفصيل، بالإضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالطريقة التي يسير بها علاجه هنا في عيادة “أسبيتار”.
مراد كيف هي الأحوال، كان من المقرّر أن تغادر العيادة مؤخرا، لكنك مكثت لفترة إضافية، فما السبب؟
أنا تحت تصرف الطاقم الطبي الذي يشرف على علاجي هنا، ومتى ارتأى أني مطالب بالمغادرة، سأغادر وأعود إلى فريقي “لازيو”، وما دام قد ارتأى أني لا زلت مجبرا على البقاء فأنا باق، ولن أخسر شيئا ما دمت سأربح شيئا هاما وهو الشفاء.
ألا ترى أنّ فترة مكوثك في قطر قد طالت، إلى درجة أن البعض راح يتحدث عن منحك الجنسية القطرية، ألا يقلقك البقاء طيلة هذه الفترة وأنت الذي تنقلت من أجل العلاج لفترة قصيرة؟
(يضحك مطولا)، صحيح ما تقول فترة وجودي هنا طالت كثيرا، ولم تكن في الحسبان، وأنا شخصيا لم أكن أتوقع أن أمكث هنا طيلة هذه الفترة، لكن ما باليد حيلة، فظروف الإصابة وعلاجها تطلبت أن يتعدى بقائي الآجال المحددة، وثق أني لست قلقا لذلك ما دمت سأجني من وراء كل ذلك شفاء نهائيا من إصابتي اللعينة هذه.
لكن بقاءك هنا قد لا يكون في صالحك تجاه ناديك “لازيو” الذي يكون قد نساك كلية بالنظر إلى الفترة الطويلة التي غبت فيها عنه، ما رأيك؟
صراحة لم يتم السؤال عني منذ فترة طويلة، ما أوحى لي حقا بأنهم نسوني كلية، لكن الحمد لله فإن سؤال رفاقي عني، وكذا أصدقائي، أفراد عائلتي، الطاقم الفني، المدرب الوطني واللاعبين في المنتخب، يرفع من معنوياتي ويحفّزني على مواصلة العلاج بنفس الإرادة والعزيمة حتى أشفى تماما من إصابتي، وأكون تحت تصرف المنتخب الوطني في القريب العاجل.
لكن وضعية كهذه من شأنها أن تنعكس عليك سلبًا، أنت تعالج ولم تشف نهائيًا بعد، وفريقك قد لا يعوّل عليك مستقبلا...
ثق أني في الوقت الراهن نزعت “لازيو” من ذهني وتفكيري، فأنا مركّز حول العلاج واللحاق بتربص المنتخب الوطني، والمشاركة معه في نهائيات كأس العالم، ومن أجل كل هذا دخلت في سباق ضدّ الزمن منذ كأس إفريقيا الأخيرة، أمّا “لازيو” فأنا أدرك تماما بأنّي وحتى إن عدت في الآجال المحدّدة، فإن المدرب من المستحيل أن يضع ثقته في شخصي، بما أن الفريق يلعب من أجل تفادي السقوط، ومن المؤكد أن المدرب سيفضل أن يعتمد على نفس العناصر الحالية، وتلك التي تتواجد في لياقة بدنية عالية، لا على لاعب مثلي غاب عن المنافسة بسبب الإصابة منذ فترة طويلة، لذلك لست قلقا على حالي، ولذلك أيضا قررت أن أشفى من إصابتي براحتي.
وهل أنت متفائل بالمشاركة في “المونديال” الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهر ونصف فقط؟
جدّ متفائل، وليست متفائلا فقط، وثق أنّ الحديث الذي جمعني منذ قليل بالمدرب الوطني رابح سعدان الذي زارنا في العيادة، جعل إيماني بالتواجد في جنوب إفريقيا أكبر بكثير مما كنت أتصوره.
كيف ذلك، وهل لك أن تروي لنا ما الذي جرى بينكما من حديث؟
ثق أنّ مجرد تواجد سعدان وروراوة هنا معنا في قطر من أجل زيارتنا رفع من معنوياتنا نحن المصابين كثيرا، فما بالك أن يحدثانا ويحفّزانا على ضرورة تكثيف العلاج، أكيد أنّ ذلك أكثر من رائع، وأما عن ما دار بيني وبين سعدان فثق أنه شجعني كثيرا، لأن مدربنا الوطني طمأنني من جهة، ومنحني ضمانات بأنه لا زال يعول عليّ ويثق في شخصي كثيرا تحسبا للفترة المقبلة، بل أنه قال لي بصريح العبارة “لا تقلق نفسك كثيرا أنت معنا دوما ضمن حساباتي”، وهي الضمانات التي حفزتني وشجعتني كثيرا، وجعلتني أستبشر خيرا حول مستقبلي مع “الخضر”، وبالمناسبة أستغل الفرصة بدوري كي أطمئن الشعب الجزائري على حالتي الصحية، وكي أؤكد لهم بأني أكافح باستمرار لكي أكون حاضرا مع المنتخب في “المونديال”.
كن صريحا معنا، ألست متخوّفا من أن تذهب كل هذه التضحيات التي تقوم بها في مهبّ الريح، لاسيما أنك تعاني من نقص بدني جراء غيابك عن أجواء المنافسة الرسمية منذ دورة أنغولا الإفريقية؟
لست خائفا، لأن وضعيتي ليست مختلفة عن وضعية الكثير من زملائي اللاعبين في المنتخب.
كيف ذلك؟
في اللحظة التي تتحدّث فيها معي، أنت تشاهد بأم عينيك أنّ هناك بعض الزملاء المصابين يعالجون إصاباتهم (يقصد بلحاج وبوعزة)، وهم غائبون عن أجواء المنافسة الرسمية منذ فترة، وقبلنا جميعا عانى من نفس الأمر زميلاي بوڤرة ويبدة اللذان سعدت لشفائهما وعودتهما إلى أجواء المنافسة الرسمية، من دون أن أنسى أن أذكّر بزميلي منصوري الذي عانى من الأمر ذاته، وكذلك زميلي زياني الذي تعرض إلى تهميش لا مبرر له من طرف مدربه في “فولفسبورغ”، فهو لا يعاني لا من إصابة ولا أيّ شيء من هذا القبيل، لكن مدربه يواصل تهميشه من دون سبب، أنت ترى معي أنّ حالتي ليست استثنائية، فهناك عدد من اللاعبين يعانون من نقص المنافسة، لكن من حسن حظّنا جميعا أننا نملك بحوزتنا الآن فترة شهر ونصف، سيتخللها تربصان تحضيريان، ومباراتان وديتان، وهي فترة سوف نستغلها جميعا كي نتدارك النقص البدني الذي نعانيه، حتى نكون على أتم الاستعداد لدى انطلاق “المونديال الإفريقي”.
تفاؤلك هذا سيجعل الشعب الجزائري يتفاءل بدوره، وهو الذي يتملّكه الخوف من غياب أي عنصر هام من عناصر المنتخب..
ليدرك الشعب الجزائري أنّنا لولا المنتخب لما دخلنا في سباق ضدّ الزمن طيلة الفترة المنقضية، ولما كافحنا من أجل الشفاء من الإصابات التي نعاني منها، فليطمئنوا على حالنا، وليثقوا بأنّنا سنكون جميعا حاضرين في “المونديال”.
مصادر فرنسية بدأت في الفترة الأخيرة تتحدّث عن عودتك إلى فرنسا، فما صحة ما يقال؟
كما قلت لك منذ قليل، أنا لا أفكر في الوقت الراهن سوى في التماثل إلى الشفاء، والعودة مجدّدا إلى الميادين، والمشاركة مع منتخب بلادي في “المونديال”، ولست مهتما لا بالعروض ولا بالاتصالات، ثم إني لا زلت مرتبطا مع فريقي الإيطالي “لازيو” بعقد لن ينتهي هذا الموسم، وسأحسم في مستقبلي مع المسيّرين إن كنت سأبقى هناك أم أغادر بعد المونديال، فمثلما من الممكن أن أبقى هناك لموسم إضافي، كما من الممكن أن أغادر نحو فريق آخر.
ومتى نراك مجدّدا وأنت تعود إلى التدريبات؟
حاليا أنا أتدرب وفق ما يطلبه مني الطاقم الطبي، حيث شرعت في الركض ولمس الكرة أيضا، وهذا أمر إيجابي، على أن أكثّف العمل في الأيام القليلة القادمة، وأنا الآن رهن إشارة الأطباء فمتى طالبوني بالرحيل والعودة إلى فريقي للشروع في التدريبات سأقوم بذلك.