يبدو أن التفاؤل هو السمة البارزة لدى لاعبي “الخضر“ حتى قبل انطلاق نهائيات كأس العالم القادمة، إذ يقرّ الكثير من العناصر في حديثهم فيما بينهم أن الطموح كبير في هذا “المونديال“ للذهاب إلى أبعد دور ممكن، بدليل أن جلّ اللاعبين يريدون لعب الدور الثاني ولم لا المرور إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم، وهذا لم يكن في تصريحاتهم فقط بل حتى برمجة عطلهم تثبث أن الجميع متفائل بالذهاب بعيدا في دورة جنوب إفريقيا. لا أحد يريد مغادرة جنوب إفريقيا بعد لقاء أمريكا وفي دردشة جمعتنا بلاعبي المنتخب الوطني سواء الجدد منهم أو القدامى، تجد أن الخطاب نفسه سائد عند الجميع حيث لا يريد أي لاعب أن تكون الرحلة إلى جنوب إفريقيا سياحية ويلعب “الخضر“ المباريات الثلاثة ثم يعودون إلى الديار. حيث يعوّل الجميع على أن تتواصل المغامرة إلى أبعد حدّ ممكن بشرط أن لا تتوقف في مباراة أمريكا المقرّرة يوم 23 جوان القادم، بل يؤكد كلّ من تحدثنا إليهم أن المشوار سيتواصل إلى الدور الثاني على الأقل لأن “الخضر“ يستحقون الذهاب بعيدا. ... ولا أحد برمج عطلته على شاطئ البحر في نهاية جوان عكس الكثير من المنتخبات المتواضعة المستوى التي يبرمج عادة لاعبوها عطلهم بتاريخ يصادف نهاية الدور الأول من نهائيات كأس العالم، قام لاعبو “الخضر“ هذه المرّة ببرمجة العطلة في شهر جويلية مما يعني أن الجميع يطمح للمرور إلى الدور الثاني ولم لا لعب الأدوار المقبلة من النهائيات. ففي استطلاع قمنا به مع العناصر الوطنية اكتشفنا أن الجميع منشغل بالتحضير ل “المونديال“ الآن، بعد أن برمج كلّ لاعب عطلته في شهر جويلية (الغالبية بداية من ال5 جويلية)، وهذا دليل على أن اللاعبون يريدون البروز في هذا “المونديال“. الكثير أكدوا لنا أنهم يريدون دخول التاريخ وفي السياق نفسه، كشف لنا العديد من اللاعبين أنهم بمشاركتهم في “المونديال“ لا يريدون أن تكون هذه المشاركة شكلية، بل يطمحون إلى تسجيل بصمتهم في هذه المنافسة ودخول التاريخ من بابه الواسع، خاصة أن “الخضر“ لم يمروا في كلا المشاركتين سنة 1982 وسنة 1986 إلى الدور الثاني، وهو ما يطمح إليه رفقاء منصوري هذه المرّة ليتم تسجيل أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية. اللاعبون: “الضغط لن يكون علينا، و سنحقق المفاجأة” تفاؤل اللاعبين بتحقيق نتائج إيجابية في “المونديال“ له ما يفسّره، حيث كشفت لنا بعض العناصر أن “الخضر“ لن يكون أحد ينتظرهم مقارنة بإنجلترا وأمريكا في مجموعة الجزائر، وهذا هو الذي سيجعل العناصر الوطنية تلعب دون عقدة أو ضغط مثل المنتخبات المرشحة، لذا يمكن للجزائر أن تصنع المفاجأة وتمرّ للدور الثاني. ----------- يبدة: “أفضّل أن أضيّع نهائي كأس إنجلترا على أن أضيّع المونديال” “أعاني من تشنّج عضلي بسيط وأمر رهيب أني لم ألعب في ويمبلي” “كنت سعيدا في البطولة الإنجليزية ولن أجد مانعا في البقاء فيها” “أنصار بورتسموث أوفياء لنا على غرار أنصار المنتخب الجزائري” “الإنجليز تمنّوا لي حظا موفقا أمام كل المنافسين ما عدا منتخب بلادهم” “أتمنّى أن يكون وجه المنتخب الوطني مع الجدد أفضل من الذي ظهر به في أنغولا” --------- كما هو معلوم فقد أدى اللاعب حسان يبدة أحد أجمل لقاءاته في الدور نصف النهائي أمام نادي توتنهام في إطار كأس إنجلترا، إلا أنه لم يلعب اللقاء النهائي أول أمس السبت أمام تشيلزي في ملعب “ويمبلي“ بعد شعوره بآلام صبيحة المواجهة، وبالرغم من هذا إلا أنه تنقل إلى الملعب لمتابعة المواجهة ومما لا شك فيه أنّ خيبة أمله كانت شديدة بعد نهاية المواجهة لكنه حاول أن يتجاوز هذا الظرف، وفي أمسية السبت وفي الوقت الذي كان يستعد اللاعب لشد الرحال إلى سويسرا لإجراء التحضيرات التي تسبق المونديال حدّثنا عن النهائي وبورتسموث والمنتخب الوطني... كلمة عن مباراة النهائي أمام تشيلزي؟ كان لقاء جميلا فتشيلزي لعب جيدا والحظ أدار لنا ظهره فرغم أننا دافعنا جيدا إلا أن الفرص التي أتيحت لنا لم نستغلها جيدا، لكن على العموم أدينا مباراة كبيرة والدليل على ذلك أنه بعد نهاية اللقاء بقي أنصارنا يحيونا بالرغم من الهزيمة وهم يعلمون بأننا قدمنا كل ما لدينا في المواجهة، وهي الصورة التي لازلت أحتفظ بها. لكن من النادر أن نشاهد مثل تلك الصور التي شاهدناها وهي أن يحيّي الأنصار لاعبيهم بالرغم من الهزيمة. هذا صحيح، والأمر كان مؤثرا للغاية وتكرّر هذا الموسم بالرغم من النتائج السلبية العديدة التي سجلناها، أنصارنا بقووا بجانبنا وساندونا في أصعب الظروف وأنا أشبّههم بأنصارنا في الجزائر حيث سامحونا بعد هزيمتنا أمام مصر في “الكان” وحضروا بقوة أمام صربيا بعد ذلك، وهذا الأمر مؤثر للغاية. إلى غاية أمس الجمعة كانت جميع المؤشرات توحي بأنك ستكون أساسيا أمام تشيلزي لكن اسمك لم يكن ضمن القائمة التي لعبت اليوم، هل المشكل دائما في العضلات المقربة؟ لا، فقد استأنفت التدريبات يوم الخميس الفارط وأجريت حصصا للركض مع بعض التمارين ويوم الجمعة الفارط تدربت بصفة عادية مع زملائي وفي منتصف النهار كنت أنتظر أن أكون في القائمة الأساسية حسب المدرب، لكن صبيحة اليوم وعندما استيقظت شعرت بآلام لكني لم أغامر وقررت عدم اللعب حتى لا تتفاقم الإصابة وتمنعني من المشاركة في كأس العالم، والقرار تم اتخاذه بالتشاور مع المدرب. إذن الأمر لا يدعو إلى القلق. لا، أعتقد أن الأمر يتعلق بتشنج بسيط ويكفي فقط أن أرتاح قليلا وأتبع بعض النصائح الطبية. خاصة أن هناك طاقما طبيا متكاملا في “كرانس مونتانا“ سيتكفل بحالتك أليس كذلك؟ أعرف ذلك، ولهذا السبب لست قلقا على الإطلاق. في الوقت الذي كنت تستعد للمشاركة في نهائي الكأس على ميدان ملعب “ويمبلي“ الشهير تم استبعادك من القائمة، ألم يؤثر فيك الأمر؟ الأمر كان كابوسا مرعبا بالنسبة لي بعد أن كنت أستعد للمشاركة كأساسي، لأنه ليس من السهل أن تلعب نهائي الكأس كل موسم وفي ملعب “ويمبلي“، وهذا ما أعتبره إذن خيبة أمل شديدة، لكن الأحسن الآن أن أركّز على المونديال القادم لأنه الحدث الأهم بالنسبة لي لأننا سنواجه أحسن المنتخبات في العالم، وأفضّل أن أضيّع نهائي كأس إنجلترا على أن أضيّع المشاركة مع الجزائر في المونديال. بعد نهاية اللقاء توجهتم لتحية أنصاركم، هل كان ذلك طريقة لتوديعهم خاصة بالنسبة لك؟ هذا صحيح، لأني في بورتسموث على شكل إعارة وسأغادر الفريق الذي عرفت فيه أوقاتا رائعة وتعلمت فيه الكثير، صحيح أنه كانت هناك ظروف صعبة في مشوار صعب انتهى بسقوطنا إلى القسم الثاني بفعل المشاكل الإدارية الكثيرة لكن هذا لا يمنع من القول إننا عشنا لحظات جميلة وخاصة في منافسة الكأس التي وصلنا فيها إلى النهائي رغم خيبة الأمل بعد أن سقطنا إلى القسم الثاني، وأعتبره موسما مقبولا وهذا الموسم كان استثنائيا لي من كل الجوانب. لعبت هذا الموسم في بطولة يعتبرها كثيرون الأقوى في العالم من حيث اللعب الفني والاندفاع البدني كما أنك واجهت لاعبين من الأحسن في العالم، هل يمكن اعتبار أن هذه التجربة أفادتك كثيرا؟ نعم يمكن اعتبارها تجربة مثالية حيث اكتشفت طريقة جديدة في كرة القدم وتريدون الصراحة فقد استهوتني كثيرا البطولة الإنجليزية التي أعجبتني مبارياتها. هل هذا الأمر يشجعك على اللعب من جديد في البطولة الإنجليزية؟ لا أستطيع تأكيد هذه النقطة أو نفيها، الموسم انتهى وفترة التحويلات ستبدأ قريبا وسنرى ما يمكن فعله إذا كنت أفضل البقاء في إنجلترا التي تبقى تهمني دائما، لكن هذا الأمر ليس الأهم بالنسبة لي والأولوية هي للمونديال القادم. على ذكر المونديال التحضير يبدأ من “كرانس مونتانا“ وهي منطقة تعرفها جيدا بما أنه سبق لك أن حضّرت فيها مع أوكسير في السنوات الفارطة، هل يمكن اعتبارها منطقة تساعد على تحضير بدني جيد؟ دون تردد أقول نعم، فهي تقع في منطقة مرتفعة وتسمح لنا بزيادة عدد كرات الدم الحمراء كما أننا في نهاية الموسم وأغلب اللاعبين متعبون وهذا أمر جيد أن نحضر في مثل هذا المكان لنعوض النقص البدني، كما أن الوسائل والمعدات هناك متطورة. هل أنت متشوق لأجواء المنتخب الوطني والحماس الذي يسودها؟ كثيرا، ومضى وقت طويل لم نلتق فيما بيننا وسنكون سعداء جدا برؤية بعضنا، لكن هذه المرة سيكون الحدث الذي نحضّر له كبيرا وهو كأس العالم، وهو ما سيجعلنا محفزين كثيرا على الإلتقاء من جديد. هل وصلتك بعض الأصداء عن الأجواء السائدة في تربص سويسرا إلى حد الآن من طرف زملائك المتواجدين في عين المكان؟ لا، لأني لا أملك أرقام هواتفهم، لكن أعرف أن الأمور تسير على أحسن ما يرام. هناك 7 لاعبين جدد في المنتخب الوطني، هل ستقومون بكل شيء لتسهيل اندماجهم كما فعل السابقون معكم لدى التحاقكم ب”الخضر”؟ هذا أكيد، هم لاعبين جدد يجب مساعدتهم وأنا أرحب بهم من الآن مهما كان الأمر، وأنا مقتنع بأنهم لن يجدوا صعوبة في التأقلم وأتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد بالنسبة لهم، المهم أن يبقى الفريق متحدا ومتضامنا ويمنحوا الإضافة المنتظرة منهم ويقدموا الجديد أكثر من كأس إفريقيا الفارطة. أنت تلعب في إنجلترا مع لاعبين إنجليز، هل بدأوا في الحديث عن مواجهة إنجلتراوالجزائر؟ الجميع يشجعني قبل كأس العالم المقبلة والإنجليز يقولون لي حظا سعيدا في المونديال لكن لما تواجهونا لا نتمنى لكم ذلك (يضحك)، لكن مواجهة الإنجليز أمر جيد. هل تعتقد أن اللاعبين سيكونون جاهزين خاصة مع الإصابات ونقص المنافسة؟ أعتقد أن الجميع سيكون جاهزا ويمكنكم أن تثقوا فينا لأننا سنقوم بكل ما يلزم في المونديال، لأن المشاركة في هذا المحفل الهام تحفزنا كثيرا وأتمنى أن تسير الأمور كما ينبغي في مجموعتنا، وستكون مشاركتنا ممتازة وفي أحسن الظروف بشرط أن يكون الجميع مستعدا في بداية الدورة.