أخفق أهلي برج بوعريريج مرّة أخرى، في تسجيل نتيجة إيجابية أمام ضيفه إتحاد الحرّاش، عندما اكتفى مساء أوّل أمس السّبت بالتعادل هدف في كلّ شبكة، في مباراة ظهر خلالها أصحاب الأرض بعيدين عن المستوى الذي قدّموه في عدد من مباريات مرحلة الذّهاب ، ما أهّلهم وقتها إلى احتلال مرتبة مشرّفة. وجاء هذا الإخفاق الجديد أمام الحرّاشية، ليضاف إلى الخسارتين أمام ش- القبائل وم- الجزائر في الجولتين ال 18 و19. ليبقى لسان حال الأنصار يقول: “ربي يجيب الخير”، حدث هذا في الوقت الذي قرّر أكتوف مساء أمس إقالة المدرب يعّيش لاقتناعه أنه لايمكنه تقديم الإضافة المرجوّة . الإصرار على الإنتصارات لم نعد نشاهده والحقيقة أنّ مردود اللاعبين أمام ا- الحرّاش جاء أفضل من ذلك المردود الذي قدّموه الأسبوع المنصرم أمام م- الجزائر، من خلال سيطرتهم الطفيفة على بعض أوقات المباراة، لكن ما لاحظناه أنّ الإصرار على الانتصار أضحى غائبا تماما لديهم، في خرجة لم نعدها منهم، وجاءت لتطرح أكثر من علامة استفهام.. العدد القليل جدا من الأنصار الذي حضر مباراة الحرّاش ندم على تحوّله إلى الملعب، ولم يتردّد في إشباع اللاعبين مختلف أنواع الشتائم في نهاية المباراة. لم يتذوّقوا طعمها منذ حلول 2010 هذا، ولم تتذوّق التشكيلة البرايجية طعم الانتصار، منذ حلول سنة 2010، إذ أنّ آخر انتصار لها يرجع إلى شهر ديسمبر من العام المنصرم، أمام اتحاد البليدة برسم الجولة ال 16 في ملعب 20 أوت، فمنذ ذلك التاريخ، عادت بنقطة التعادل من الشلف، قبل أن تخسر أمام ش- القبائل وم- الجزائر، لتكتفي بنقطة وحيدة أمام اتحاد الحرّاش، وهي النتائج التي كان لها انعكاس سلبي على الترتيب العام المؤقّت، حيث لا عجب إن قلنا إنّ زملاء إيلول أضحوا يحتّلون الصّف الثامن برصيد لا يتعدّى 27 نقطة، بعيدين عن صاحبة مقدّمة الترتيب م- الجزائر ب 9 نقاط كاملة. إقحام مدافع إضافي كان واجبا في آخر ربع ساعة ولعب مدرّب إ- الحرّاش شارف كلّ أوراقه، بغية معادلة النّتيجة في آخر ربع ساعة، من خلال إقحامه طواهري وبورقبة دفعة واحدة مكاني عيساوي وحنيستار على التّوالي، ما جعل الأنصار ينتظرون تحرّك المدرّب يعيش، من خلال إدخاله لمدافع إضافي على مستوى محور الدّفاع لمساعدة الثنائي لوصيف – جايم، أملا في المحافظة على التقدّم في النّتيجة، غير أنّ الذي حدث أن يعيش اكتفى باستبدال مهاجم بآخر دقيقتين إثر ذلك (دخول بوحربيط مكان تواتي). في وقت كان بوشتة يتأهّب إلى الدخول سجّل عوامر وتفطّن المدرّب يعيش لضرورة إدخال مدافع إضافي في الأنفاس الأخيرة من المباراة، عندما أمر المدافع بوشتّة بتحضير نفسه لأخذ مكانه. وفي الوقت الذي كان بوشتّة على خطّ التماس يستعدّ للدّخول، تلقت شباك دالي هدف التعادل بواسطة عوامر الذي استغلّ هفوة في المراقبة، وهو الهدف الذي جعل الطاقم الفنّي للأهلي يصرف النّظر عن إقحام المدافع بوشتة الذي كان من المفترض أن يدخل – يقول الأنصار القليلون الذين حضروا المباراة- بمجرّد أن أدخل شارف الثنائي الهجومي بورڤبة – طواهري دفعة واحدة. هدف عوامر يُذكّر البرايجية بهدف عوامري الهدف “اللّعين” الذي سجّله عوامر في الأنفاس الأخيرة من مباراة أوّل أمس السّبت، ذكّر البرايجية بهدف التعادل الذي سجّله المدافع الأيسر لاتحاد العاصمة عوامري في شبكة كيّال في مرحلة الذّهاب، بعدما كان الأهلي متفوّقا بهدف تواتي الذي كان سبّاقا إلى افتتاح باب التّسجيل أمام الحرّاش، قبل أن يردّ عليه عوامر وكأن التاريخ يعيد نفسه، إذ أنّ الفرق لا يكمن إلاّ في الحرف “ي” بين عوامري من إتحاد العاصمة وعوامر من إتحاد الحرّاش. بن طيّب هو من كان يفترض أن يخرج وليس تواتي فضلا عن الخطأ الذي ارتكبه يعيش بعدم إدخاله لمدافع إضافي في المحور في آخر ربع ساعة، فإنّه كان يفترض منه – حسب الجمهور القليل الذي حضر المواجهة- أن يعوّض المهاجم بن طيّب الذي كان ظلاّ لنفسه، لا أن يعوّض تواتي الذي وإن لم يقدّم الكثير، إلاّ أنّه كان خطيرا كلّما يمسك الكرة، حتى أنّه كان صاحب الهدف الوحيد لفريقه في (د43). وكان المدرّب يعيش قام بالتصرّف ذاته في مباراة م- الجزائر، عندما اختار أن يخرج تواتي في (د62) معوّضا إيّاه بلاعب الارتكاز بخّة. ثاني تعادل داخل القواعد ويعتبر التعادل أمام الحرّاش هو الثاني بالنّسبة ل البرايجية فوق ميدانهم منذ انطلاق الموسم، بعد التعادل المسجّل أمام إ- العاصمة بالنّتيجة نفسها لحساب الجولة (14). وحسابيا فقد ضيّعت التشكيلة إلى حدّ الآن 10 نقاط داخل القواعد، بإضافة الخسارة أمام و- تلمسان وكذا الخسارة على البساط أمام م- الجزائر.. ولم يهضم الأنصار القليلون جدا الذين تنقّلوا إلى ملعب 20 أوت، التعثّر أمام ا- الحرّاش والذي رهن حظوظ فريقهم في التنافس على إحدى المراتب الثلاث الأولى، حيث صبّوا جام غضبهم على لاعبيهم والمدرّب يعيش في نهاية المباراة. إلتفّوا حول أكتوف وطلبوا إقالة يعّيش بعد أن أسمعوا اللاعبين ما لا يرضيهم في نهاية المباراة، انتظر عدد قليل من الأنصار الذين حضروا المواجهة نائب الرّئيس يحيى أكتوف عند مخرج الملعب، حيث طالبوه بإقالة المدرّب عبد القادر يعيش الذي لم يجلب أيّ إضافة – برأيهم- منذ تعيينه على رأس العارضة الفنّية.. هؤلاء الأنصار طلبوا من أكتوف أن يعزف عن رصد المنح المغرية للاعبين في حال تحقيق الإنتصارات، على أساس أنّ ذلك أضحى من الآن فصاعدا “بلا مزيّتهم”، في ظلّ توالي الإخفاقات. حيمودي دوّن رشق الملعب بالمقذوفات هذا، ودوّن الحكم حيمودي على ورقة التحكيم، رشق أنصار الفريق المحلّي للملعب بالمقذوفات في نهاية اللّقاء، احتجاجا على مردود لاعبيهم ونتيجة المباراة، ما يعرّض الملعب إلى العقوبة. وكانت لجنة الانضباط في الرّابطة الوطنية قد عاقبت الأهلي بحرمانه من أنصاره في ستّ مباريات كاملة، بسبب الأحداث التي عرفتها مباراة الجولة الثانية أمام م- الجزائر والتي تسبّب فيها أنصار المولودية.