حمل أولمبي المدية، إدارة وطاقما فنيا ولاعبين، الحكم صخراوي ومساعديه راشدي وبوروبة مسؤولية التعثر أمام جمعية وهران بملعب إمام إلياس، حيث صرح الجميع عند نهاية تلك المباراة أن صخراوي كان منحازا لصالح الفريق الزائر وحاول بكل السبل أن تؤول النتيجة النهائية لصالحه، وذلك من خلال مختلف القرارات التي اتخذها طيلة أطوار المواجهة، والتي كانت سببا في أن تعود تشكيلة المدرب مجاهد بنقطة ثمينة إلى وهران، والأكيد أن هذه ليست المرة الأولى التي تصادف فيها تشكيلة أبناء التيطري حكاما من مثل هذا النوع في ملاعب المدية عندما تواجه فرقا من الغرب الجزائري. الإدارة تدون تقريرا مفصلا للرابطة الوطنية عن تجاوزات الحكم صخراوي وفي حديثنا إلى أعضاء نادي أولمبي المدية الذين بدوا متذمرين من الطاقم التحكيمي، فقد صرحوا لنا فيما يخص الكارثة التحكيمية التي كان بطلها صخراوي قائلين: "هذا الحكم حدد وقصد سلفا بأن فريقنا لا يفوز بالمباراة من خلال قراراته التحكيمية الكارثية في حق فريقنا، وهذا أمر مؤسف كثيرا، فإذا كنا نحن نحترم التحكيم من منطلق أننا لا نرفض هذا الحكم أو ذاك، فعلى المعنيين بالأمر على مستوى الرابطة الوطنية أن يحسنوا اختيار الحكام النزهاء والأكفاء حتى لا يعبثوا بفرقنا ولاعبيها كما وقع اليوم، ومن حقنا أن ننتقد هذا التحكيم الكارثي الذي أضر بنا كثيرا، ونؤكد على أننا سندون تقريرا مفصلا للرابطة الوطنية عن التجاوزات التحكيمية التي صدرت منه في حق فريقنا".. الطاقم الفني يحمّله المسؤولية الكاملة حمل الطاقم الفني للأولمبي بقيادة كل من لطرش عبد الكريم ومساعده دوخ زهير، الحكم صخراوي مسؤولية تعادل فريقهما في المباراة، حيث قال لطرش في تصريح ل"الهداف": "لم أر من قبل حكما يحتسب مخالفات ويتخذ قرارات عشوائية ووهمية طيلة مسيرتي الكروية سواء كلاعب أو كمدرب بالإضافة إلى تكسيره لنسق اللعب كما يشاء، وهذا ما كان يسعى إليه صخراوي في قراراته ضد لاعبينا، وهو ما كلفهم فقدانهم التركيز فيما تبقى من عمر المباراة، التي كنا نسعى فيها لتسجيل هدف الفوز، بالإضافة إلى أنه حرمنا من ركلتي جزاء شرعيتين، ومن جانبه فإن دوخ أشار إلى أن الحكم ساهم كثيرا بقراراته الخاطئة في النتيجة النهائية للمباراة، موضحا أن مثل هذا الأداء من الحكام لا يشجع على تطوير الكرة في الجزائر". الأداء كان "ضعيفا" في الشوط الأول وما يجب التأكيد عليه أن الحكم صخراوي ومساعديه لم يكونوا المتسببين بمفردهم في تعادل "لازمو"، وإنما يعود ذلك إلى الأداء الضعيف الذي قدمته التشكيلة "المدانية" في الشوط الأول من المباراة، والدليل على ذلك السيطرة شبه الكاملة لتشكيلة المنافس التي تحكمت في الكرة كثيرا وحاولت صنع الفرص السانحة للتسجيل، على عكس رفقاء مقران الذين كانوا ظلا لأنفسهم وقدموا مردودا "غريبا" ولم يتمكنوا من صنع سوى فرصتين عن طريق مسعودي ونياطي، وما عدا ذلك فإن جميع المحاولات كانت عقيمة وتمريرات نحو الهجوم دون أي عنوان. شوط ثان رائع، ومزاير يمنح "لازمو" نقطة التعادل وفي المقابل شهد مردود الفريق تحسنا كبيرا في الشوط الثاني الذي سيطر فيه الفريق المحلي بالطول والعرض، فمنذ البداية بادر رفقاء البديل زروقات بالهجوم قصد تسجيل هدف الفوز وهذا بعد التعليمات المقدمة من المدرب لطرش بالإضافة إلى التغييرات، لكن صلابة دفاع الجمعية بالإضافة إلى خبرة وتجربة الحارس مزاير الذي صدّ جميع محاولات الأولمبي في الشوط الثاني دون نسيان قرارات الحكم صخراوي الذي رفض منح الفريق ركلتي جزاء شرعتين، كانت السبب الأول والأخير في عودة الفريق الزائر بنقطة ثمينة. رايت تألق... ومقران حارب لازمو "وحدو" تألق في مواجهة أول أمس من جانب التشكيلة المدانية لاعب الوسط الدفاعي رايت بلال، الذي كان القائد في صنع اللعب بعد الرقابة الشديدة المفروضة على اللاعب بلحمري وبعده بوسفيان، وأدى مباراة في المستوى بصناعته للعب وتزويد اللاعبين بتمريرات حاسمة خاصة في المرحلة الثانية دون أن ينسى دوره في الاسترجاع رفقة صحراوي، كما عرفت المواجهة بروز صخرة الدفاع وسام مقران الذي كان أفضل العناصر من جانب الأولمبي دون منازع، وأدى مباراة بطولية بعدما أظهر شجاعة كبيرة في اللعب وحرارة تستحق الإشادة بها، وهو ما جعله يلقى ثناء كل المدانيين رفقة عمورة سيد علي والذين أكدوا أنه حارب لاعبي "لازمو" لوحده بكل شجاعة. التعادل الثاني للأولمبي داخل قواعده كانت نتيجة مقابلة الجمعة الماضي للأولمبي أمام جمعية وهران التي دخلت في إطار الجولة الثانية من مرحلة الإياب، بمثابة التعادل الثاني لأبناء التيطري على أرضية مركب إمام إلياس، بعد التعادل الأول أمام سريع المحمدية، وشاءت الصدف أن يكون التعادل تحت إدارة نفس الحكم صخراوي الذي يعتبر الشبح الأسود للأولمبي، وبهذا يكون الفريق المداني قد ضيع 4 نقاط فوق ميدانه، وبالتالي يقلل من حظوظه في لعب ورقة الصعود إلى حظيرة القسم الأول المحترف. تغييرات لطرش لم تجلب الإضافة والهجوم النقطة السوداء ورغم أنّ المدرب لطرش عبد الكريم أراد أن يمنح دما جديدا للتشكيلة في المرحلة الثانية بالتغييرات التي قام بها، إلا أنها لم تجلب أي شيء في الأخير، حيث أن العناصر التي أقحمها لم تتمكن من جلب الإضافة المطلوبة منها رغم المحاولات التي قام بها نياطي الذي كان يحاول أن يفتك الكرات العالية، حيث لا زروقات ولا بلهاني ولا بوسفيان استطاعوا أن يحدثوا الفارق. ويرى البعض أنّ التغييرات لم تكن في محلها بالنسبة لأحدهم في حين أنّ البعض الآخر كان يرى أنه كان يجب ترك مسعودي رغم أن هذا الأخير كان يعاني من بعض الآلام بعد التدخلات الخشنة التي تعرض لها من لاعبي الجمعية، وعليه فيبقى الهجوم النقطة السوداء للأولمبي في مباراة الجمعية. نسيان المباراة أمر ضروري ويجب على تشكيلة المدية وأنصارها نسيان مباراة "لازمو" سريعا والتفكير فيما ينتظر مستقبلا من تحديات كبيرة، خاصة أن البطولة لازالت طويلة في المرحلة الثانية، والبداية ستكون من خلال تصحيح الأخطاء الكثيرة التي ظهرت على الخط الأمامي خاصة، والعمل على الانتصار بأي طريقة في لقاء الجولة المقبلة أمام اتحاد البليدة في "الداربي" الواعد لأن المهم في هذه المرحلة هو عدم تضييع أي نقطة بميدان إمام إلياس وكذا خارج الديار. دوخ: "لم نكن نستحقّ الهزيمة لولا التحكيم" عبّر لنا المدرب المساعد دوخ عن استيائه الشديد من الحكم صخراوي ومساعديه راشدي وبوروبة الذين تسبّبوا – حسبه – في تعادل الأولمبي أمام الجمعية بعدم منحه لركلتي جزاء شرعيتين لفريقه بالإضافة إلى تصفيره لأخطاء خيالية. وأضاف أن فريقه لم يكن ليتعادل لولا سوء التحكيم، وذلك بعدما أظهر أصحاب البدلة السوداء انحيازا واضحا للمحليين، في صورة توضح بأن الاحتراف في الجزائر سيبقى مجرّد حبر على ورق، مادام سلك التحكيم مريض، على حدّ تعبير المدرب المساعد "للوام". بوشو: "عييت بزاف، في المدية ما يحبّوش الرجال ويشوفو اللي يحكمها" لم يتجرع رئيس نادي الأولمبي اعمر بوشو الشتائم التي تلقاها خلال مباراة الأمس وتحدث عن استقالته الأيام المقبلة، موجّها رسالة إلى كل من يحب الأولمبي ويستطيع مساعدته لأن يتقدم بالمال وينقذ الفريق من الوضعية التي يوجد فيها، وقال أيضا: "بعد الذي حدث اليوم في الملعب والشتم الذي تلقيته "يروحو يشوفو اللّي يحكمها" لأنني قررت الاستقالة هذه المرة رسميا حيث لا مدير الشباب والرياضة ولا السلطات المحلية سيعيدانني للفريق خاصة أنني أصبحت مستهدفا من طرف الأنصار الذين حاصروني وطالبوني بالرحيل، وعليه فأقول لهم أنا مستقيل وابحثوا عن رئيس "يحكمها"".