حققت تشكيلة أولمبي المديةالشابة انطلاقة موفقة في أولى جولات بطولة الموسم الجديد، عقب الفوز الذي أحرزه أبناء المدرب أرزقي عمروش أول أمس أمام ضيفهم اتحاد عنابة بهدف يتيم، وبالتالي أيقظوهم من الحلم الذي كانوا يريدون بدايته من المدية، وسمح هذا الفوز بإعادة الهدوء نسبيا إلى التشكيلة بعد سلسلة من المشاكل التي لاحقتها على مدار الأيام الأولى من بداية التحضيرات، بسبب أزمة غياب السيولة المادية، وأجمع اللاعبون والطاقم الفني على أن الفوز المحقق يعد ردا صريحا على كل المشككين الذين أبدوا تشاؤما بمستقبل النادي، كما اعتبروه رسالة مباشرة لإدارة بوشو حتى تضاعف جهودها لإنجاح سياسة التشبيب بدلا من التغني بهذا الشعار دون توفير الدعم المادي اللازم. الفوز في أول لقاء جيّد من الناحية المعنوية مهما كانت نتيجة اللقاء أو عدد الأهداف التي سجلها رفقاء القائد صحراوي، فإن المهم إلى غاية الآن هو تحقيق التقاط الثلاث وإبقائها بالمدية، إضافة إلى أن معنويات اللاعبين الآن ستكون في السماء، خاصة أن الفوز في اللقاء الأول كان أكثر من مهم على اعتبار أن الفريق لم يحضّر جيدا للبطولة وكان يعاني من نقص المنافسة، وكذلك تدرب قرابة 20 يوما فقط، لكن الظروف الجد مواتية والالتفاف غير العادي للمسيرين حول الفريق كان وراء تحقيق النتيجة الايجابية التي حققها الأولمبي أول أمس، في ملعب إمام إلياس والتي أعطت بصيص أمل لأنصار النادي الرياضي المداني. عزيمة اللاعبين عوّضت نقص التحضير من دون شك فإن أول لقاء للأولمبي المداني هذا الموسم سبقته الكثير من العوائق التي حالت دون أن يستطيع الدخول بقوة، وأبرزها قلة التحضير الخاص بالفريق، حيث أنهت إدارة الأولمبي الاستقدامات في نهاية شهر أوت، ومن ثم انطلق اللاعبون في التحضير وفي عز شهر الصيام متحدّين الحرارة الكبيرة التي ميزت المدية آنذاك، إضافة إلى المشاكل الإدارية الكثيرة التي عانى منها المسيرون إلى غاية الآن، ورغم ذلك فإنهم وقفوا إلى جانب الفريق موفرين بذلك كل ما يلزم التشكيلة، إضافة إلى أن عزيمة وإرادة اللاعبين عوّضت في اللقاء نقص التحضير، واستطاع اللاعبون أن يحققوا النقاط الثلاث التي أفرحت كثيرا الآلاف من الأنصار الذين تنقلوا للملعب. اللياقة البدنية وتغيرات عمروش أقلبا الموازين وعرفت المرحلة الثانية وجها إيجابيا من جانب التشكيلة المدانية التي عرفت كيف تتفاوض مع متطلباتها من موقع مريح، خاصة في ظل اللياقة البدنية الجيدة التي أبان عنها اللاعبون بفضل العمل التحضيري الذي قاموا به تحت قيادة المدرب أرزقي عمروش، كما عرف هذا الأخير كيف يستثمر نقاط الضعف التي أبانت عنها تشكيلة حنكوش خاصة في الجهة الخلفية، إضافة إلى التغيرات التي قام بها مع مطلع الشوط الثاني بإخراج نياطي وإشراك بلحمري الذي كان صاحب تمريرة هدف الفوز، إضافة إلى دخول المهاجمان بلهاني وعمورة طارق ما ساعد لاعبي المدية على استثمارها في الدقائق العشر الأخيرة بفضل الهدف الذي أمضاه الوجه الجديد بختي. مقران قاد الدفاع بامتياز وبن مدور بدون خطأ من دون شك فإن الحديث عن الأداء الدفاعي يمر حتما عبر الحديث عن المدافع القوي بوتناف الذي كان سدا منيعا في وجه لاعبي الفريق المنافس، وذلك من خلال تنظيمه المحكم للدفاع إضافة إلى تصديه الموفق لأغلب الكرات العالية التي لم تمر، وتوجيهاته التي لم يتوقف عن إعطائها طيلة التسعين دقيقة، ما جعل زملاءه يتحكمون في اللقاء كما ينبغي، إضافة إلى أن مقران كان الحارس المتألق وكان من بين اللاعبين الذين برزوا طيلة اللقاء، وذلك من خلال التصدي الرائع الذي قام به في الشوط الأول وكذلك من خلال الرزانة الكبيرة التي لعب بها، وهو ما يضمن له مكانة أساسية مبكرا هذا الموسم. صحراوي، رايت، نياطي وبلحمري "قفلوها" في وسط الميدان ومن جهتهم فقد كان لاعبو وسط الميدان في المستوى، وذلك من خلال المردود الاستثنائي الذي قام به الرباعي صحراوي، رايت ونياطي الذي خرج في الدقيقة 46 تاركا مكانه لبلحمري، حيث استطاع الرباعي أن يشكل سدا منيعا في وجه المهاجمين، وشكل منهم المدرب عمروش دفاعا متقدّما أين كان رايت يساعد عمورة في الدفاع على الجهة اليمنى ويغطي نياطي وبلحمري وسط الدفاع وصحراوي الجهة اليسرى، وهو ما جعل الفريق يدافع بطريقة سهّلت عليه المهمة، كما أن ثلاثي خط الوسط استطاع أن يزود المهاجمين بالكثير من الكرات الخطيرة، وهو ما تجسد في هدف بختي. بوسفيان أدى دوره، باشا يقنع وبختي يبرهن أنه قناص أما فيما يخص ثلاثي الهجوم فقد أدى بوسفيان محمد دوره كما ينبغي خلال الدقائق 84 التي لعبها، وكذلك الحال بالنسبة للمهاجم الآخر باشا الذي أربك دفاع عنابة في العديد من المرات، كما كان رأس الحربة بختي رجل اللقاء، خاصة وأنه حافظ على تركيزه في كل فترات المباراة وخلق العديد من الفرص خاصة تلك التي كانت في الدقيقة ال67 برأسية محكمة ولكن الحارس واضح أخرج كرته للركنية، لكن في المرة الثانية وفي الدقيقة ال90 لم يترك بختي الفرصة لواضح لإنقاذ مرماه وسجل هدف الفوز مبرهنا انه قناص الفريق هذا الموسم. بوشو يعد لاعبيه بمنحة 4 ملايين وعد الرئيس اعمر بوشو لاعبيه في غرفة تغيير الملابس بمنحة 4 ملايين لكل لاعب شارك في المقابلة، وهي الالتفاتة التي استحسنها كثيرا رفقاء القائد صحراوي خاصة وأنهم أدوا مباراة بطولية أمام فريق يلمع بالنجوم وجاء للمدية بغية الفوز، ويعد من أبرز المرشحين للصعود إلى القسم الأول هذا الموسم. حصة الاستئناف اليوم على الخامسة من المرتقب أن يعود رفقاء نياطي إلى أجواء التدريبات مساء اليوم على الساعة الخامسة مساء في ملعب إمام إلياس، بعد أن منح الطاقم الفني يوما واحدا للراحة تحسبا للقاء المقبل أمام جمعية وهران، وهو اللقاء الذي سيكون صعبا على أبناء عمروش خاصة وأن لازمو عادت بنقطة ثمينة من تنقلها الأول إلى باتنة أمام المولودية المحلية.