سجلت تشكيلة جمعية الخروب انهزاما تاريخيا أول أمس السبت بملعب سعيدة بعد سقوطها بسداسية كاملة أمام الفريق المحلي الذي لقّن الخروبية أبجديات كرة القدم في مقابلة ستبقى وصمة عار في تاريخ «لايسكا» وأسماء اللاعبين الذين شاركوا في المسرحية والمهزلة التي كانوا أبطالها بامتياز... وتعتبر الخسارة بسداسية هي الأولى في تاريخ النادي في القسم الأوّل منذ تحقيقه الصعود عام 2007 حيث لم يسبق للجمعية أن أذلّت بتلك الطريقة وبنتيجة لم يكن ينتظرها أشّد المتشائمين من محبي الفريق الذين عاشوا صدمة شديدة وفريقهم عاد محمّلا «بشكارة أهداف» من فريق ليس بالقوّي حتى يفوز على الخروب بسداسية تاريخية وصفها البعض بالكارثة. الفريق بوجه مختلف تماما من ذلك الذي ظهر به أمام الاتحاد وأول سؤال طرحة أنصار الجمعية وكل المتتبعين في الجزائر، كيف لفريق فاز على فريق النجوم إتحاد العاصمة قبل أيام قليلة بأداء كبير وروح قتالية عالية ينهزم بعد أربعة أيام فقط أمام فريق متواضع عجز عن الفوز خلال 8 مقابلات متتالية هو مولودية سعيدة وبستة أهداف كاملة كادت تكون أكثر؟، ولم يظهر رفقاء بوطريق أي مقاومة في اللعب أمام سعيدة وكأن بالفريق الذي فاز على «لياسما» ليس هو الذي واجه سعيدة، وكان الخروبية خارج الإطار تماما أول أمس السبت ولم يظهروا شيئا من ذلك الذي أظهروه أمام اتحاد العاصمة حيث كانوا ظلا لأنفسهم وأشباحا على أرضية الميدان. ‘'ربحو لياسما حسبو روحهم وصلو'' ولا يمكن تفسير الاختلاف الشاسع والمعاكس بين أداء الفريق الكبير أمام إتحاد العاصمة يوم الثلاثاء الماضي والأداء الهزيل أمام مولودية سعيدة يوم السبت سوى بحصره في كلمة واحدة هي الغرور الذي تسرّب إلى نفسية اللاعبين بفوزهم على نجوم «لياسما» ولم يستطيعوا المحافظة على ذلك المكسب بعد أن تحوّلت الثقة في النفس إلى ثقة زائدة وغرور بتلك النتيجة، مما سبب السقوط الحر في سعيدة وبسداسية تاريخية لطّخت تاريخ النادي وشوّهت كذلك مشوار اللاعبين الذين شاركوا في مهزلة ستبقى وصمة عار عليهم. خزار لم يتقبّل النتيجة و وبّخ لاعبيه كثيرا ولم يتقبّل المدرب خزّار خسارة فريقه بنتيجة عريضة جدا وصلت إلى ستة أهداف لم يكن يتوقّعها أبدا حيث أبدى غضبه من النتيجة فور نهاية المقابلة ووبّخ لاعبيه بشدّة ومطوّلا على المردود الهزيل الذي قدّموه وتلقيهم لخسارة مذلّة بتلك الكيفية، وصرّح خزار: «الخسارة أمر عادي لكن بنتيجة 6 أهداف فهذا شيء غير مقبول تماما وأراه أمرا غير منطقي، قمت بحماية اللاعبين كم من مرّة لما ناهزمنا لكن هذه المرّة لن أفعل وأحمّلهم كامل المسؤولية في الهزيمة الثقيلة بسداسية وعليهم تحمّل عواقب الخسارة». لعب الهجوم و''بقى غير يدخل يلعب بلاصتهم'' ولا يتحمّل المدرب خزار أي مسؤولية في هزيمة فريقه بسداسية وبتلك الطريقة غير المقبولة تماما، حيث لعب بخطة هجومية باعتماده على الرسم التكتيكي 4، 3، 3 وكان يريد العودة من سعيدة بنتيجة إيجابية إلا أنه اصطدم بمردود لاعبيه الذين خذلوه وخذلوا الفريق وكامل المدينة بتفانيهم في تلطيخ صورة الفريق بست طعنات أسقطت الجمعية بالقاضية، وفي مثل لقاء سعيدة الذي لم يتوقّف المدرب خزار عن توجيه و تقديم النصائح للاعبين قبل وأثناء المقابلة لم يبق على المدرب سوى الدخول إلى الميدان وأخذ مكان اللاعبين وتسجيل الأهداف. أرضية الميدان والحكم بابو كانا ضد ”لايسكا” ومن الأشياء التي كانت ضد جمعية الخروب في لقاء سعيدة، هي أرضية الميدان التي أعاقت الخروبية عن تقديم أحسن ما لديهم بسبب سوء أرضية الملعب الزلجة والثقيلة جدا جراء الثلوج والأمطار التي تساقطت على مدينة سعيدة وأثّرت في سير اللقاء، وأيضا الحكم بابو الذي فعل كل ما بوسعه لكي تخسر الجمعية بتلك النتيجة حيث كان اللاعب 12 في صفوف فريق سعيدة واحسب ركلة جزاء خيالية سجلت على إثرها المولودية الهدف الأوّل وأيضا في الهدف الثاني الذي جاء بعد ارتكاب خطأ لم يحتسبه وأخيرا في الهدف الثالث الذي كان من تسلل واضح كذلك وساهم بذلك كل من الحكم والأرضية في خسارة «لايسكا» بتلك النتيجة المدوية. الضغط، التعب وغياب التحفيز عوامل أخرى كما ساهمت كذلك ثلاثة عوامل داخلية أخرى في انفجار الوضع وسقوط «لايسكا» بسداسية، أولها الضغط الشديد المفروض على لاعبي الجمعية بعد النتائج السلبية مؤخرا، حيث كان الفريق مجبرا على عدم تسجيل خسارة أخرى وهذا ما ولّد ضغطا إضافيا أثّر على اللاعبين، وثانيا التعب الذي حلّ بالتشكيلة التي خاضت 3 مقابلات في ظرف أسبوع خاصة بعد الأداء الكبير والمجهودات الجبارة المبذولة في لقاء الإتحاد والذي أعطى فيه اللاعبون كل ما عندهم، وثالثا غياب التحفيزات المادية التي ساهمت في تدهور حالة الفريق الذي لم يتلق لاعبوه أي تحفيز بعد الفوز على إتحاد العاصمة مما أحبط معنوياتهم في سعيدة. والمشكل المادي سيعقّد الأمور أكثر وإن استمرّت الأوضاع الحالية من الجانب المادي داخل بيت جمعية الخروب فإن الأمور مرشّحة للتعفّن أكثر خاصة أن للصبر حدود وعدم تلقي أجرة أربعة أشهر إضافة إلى منح عدّة مقابلات سيؤزّم الأوضاع لدى اللاعبين الذين يبقى همّهم الوحيد هو تلقي مستحقاتهم، ولا لوم على اللاعبين من هذه الناحية بعد أن كانوا «ولاد فاميليا» وصبروا على حالتهم حيث كان بإمكانهم وضع عقودهم لدى الرابطة بعدم تلقيهم أجرة 4 أشهر وهذا ما يعطيهم الحق في مغادرة الفريق بشكل آلي، إلا أنهم لم يفعلوا ولكن لصبرهم حدود ولو تتواصل الأزمة المالية ستعصف من دون شك بالفريق إلى الهاوية. بلايلي الاستثناء والآمال حفظوا ماء الوجه رغم تلقي الجمعية لخسارة قاسية بسداسية إلا أن الوجه الشاب ومسجّل الهدف الوحيد للخروبية أمير بلايلي كان الاستثناء و قدّم لقاء كبيرا وسجّل هدفه الثاني في الموسم بعد هدفه أمام الحراش، فيما حفظ الآمال ماء وجه الخروب بفوزهم بثنائية مقابل هدف رغم أنهم تنقلوا بحافلة صغيرة لكنهم حققوا الأهم بعد دخول البديل بدران الذي قلب الموازين للخروبية بهدفه وبعده عدوي، ليكون الآمال أحسن مثال للأكابر الذين كانوا خارج الإطار. الأنصار سيطالبون بتفسيرات ومن المنتظر أن تشهد حصة الاستئناف حضور جمهور كبير من أنصار الجمعية الذين اتصل بالهدّاف عدد منهم ليؤكدوا أنهم سيطالبون بتفسيرات عن هزيمة فريقهم المذلة بسعيدة والتي اعتبروها غير مقبولة تماما ومسّت سمعة النادي وأنصاره، وأوضحت الجماهير الغاضبة أنها لن تتعدى الحدود في حديثها مع اللاعبين إدراكا منها أن الفريق مقبل على تحديات قريبة ووضعية الفريق الخطيرة تحتّم عليهم مراعاة مصلحة «لايسكا». منزري وكوفي يغيبان أمام ‘'جياسكا'' بتلقيهم للإندار الثالث لكل منهما سيغيب الثنائي المدافع الأيمن منزري- لاعب الهجوم كوفي عن لقاء الجولة القادمة أمام شبيبة القبائل بداعي العقوبة، وبهذا يفقد المدرب خزار ورقتين مهمتين ستعقدان الأمور أكثر رغم توفّر البدائل لكن الفريق يبقى بحاجة إلى كل تعداده في هذه المرحلة. -------------------------------------------- الفريق وجد صعوبات كبيرة في طريق العودة كاد وفد جمعية الخروب أن يبيت خارجا في الطريق ليلة السبت بسبب انقطاع الطريق على مستوى ولاية غيليزان، حيث بقي الفريق عالقا وسط الثلوج والبرد إلى غاية الساعة الواحدة صباحا لحظة دخوله فندق الريم بغيليزان للمبيت هنالك، حيت تسببت الثلوج في قطع الطرقات على مستوى ولايات الغرب مما أجبر الفريق على المبيت في غيليزان ليلة إضافية. الحافلة ‘'دارت لخلايع'' والسائق كان المنقذ وقد سببت حالة انسداد الطريق على مستوى المنطقة الغابية بين ولايتي معسكر وغيليزان هلعا شديدا لدى وفد الجمعية بعد أن انحرفت الحافلة التي أقلّت الفريق بسبب الثلوج والجليد مما اضطر اللاعبين إلى القفز والخروج منها وبقائهم خارجا وسط البرد والجوع في منطقة مخيفة وسط الظلام، وكان سائق الحافلة «سفيان» هو المنقذ بفضل شجاعته لما اتخد قرار المجازفة وقطع عهدا على نفسه بأن الفريق “ما يباتش برّا” وبأنه سيوصلهم إلى غيليزان، وهو ما قام به بالفعل رغم صعوبة القيادة وسط منحدرات زلجة بالثلوج، وقد وجد المخرج لمواصلة الطريق. زفزاف تكفّل بالأكابر وبدالة بالآمال وكان جهيد زفزاف هو من تكفّل بالحجز للأكابر في فندق الريم بغيليزان بواسطة معارفه هناك وتكفّل بكل شيء، ونفس الشيء بالنسبة لبدالة الذي تكفّل بمبيت الآمال بالعطاف بواسطة صديق له من عين الدفلى. خزار يطالب بملاقاة الإدارة اليوم ويلوّح بالإستقالة في آخر تصريح أدلى به ل "الهدّاف" أمس قال مدرب جمعية الخروب الهادي خزار إنه سيطلب ملاقاة إدارة النادي نهار اليوم سواء كانت الإدارة السابقة أو الجديدة من أجل وضع النقاط على الحروف وتوضيح الرؤية بخصوص مستقبل الفريق في ظل ما أسماه خزار بالفراغ الإداري الذي تسبّب حسبه في تسيّب اللاعبين الذين أهملوا حقوق الفريق وأصبحوا يقومون بتصرفات لا تعجبه، ولم يخف محدثنا قلقه من هذه الوضعية حيث أكد لنا أنه لا يمكنه المواصلة في هذه الوضعية وحالة الفريق تتجه من سيئ إلى أسوأ، وأكّد أن لقاءه اليوم بالإدارة سيكون حاسما وسيحدّد مستقبله مع الفريق الخروبي فإمّا يتلقى ضمانات من المسيرين بالإلتفاف حول اللاعبين وتسديد مستحقاتهم ليواصل عمله على رأس العارضة الفنية أو سيتخذ قرار المغادرة لأن الظروف لم تعد مشجّعة على مواصلة العمل. ------------------------------