كان لنا حديث أمس مع الحارس الدولي السابق الوناس ڤاواوي تطرق فيه للعديد من النقاط وهو الذي يوجد حاليا بدون فريق، وعدنا معه إلى الحديث عما عاشه في غامبيا رفقة المنتخب الوطني في مناسبتين (2007 و2008) والذكريات التي يحتفظ بها، وفتح لنا ڤاواوي قلبه في هذا الحوار وهو الذي أبدى رغبة في العودة إلى الميادين الموسم المقبل مؤكدا أنه لا يفكّر في الاعتزال مثلما يعتقد كثيرون. في البداية، أين أنت وما هي آخر مستجداتك؟ أنا هنا في الجزائر وبدون فريق وأتدرّب منذ أسبوع مع شبيبة القبائل، وبالمناسبة أشكر مسيري الشبيبة على سماحهم لي بالتدرب مع الفريق الأول بطريقة عادية ولطالما اعتبرت الشبيبة بيتي الذي أجد راحتي فيه ويمد لي يد المساعدة كلما أكون في حاجة إلى ذلك. لم تنضم لأي فريق في الميركاتو الشتوي الأخير لأنك لم ترد ذلك أم لم تكن لديك اتصالات من أندية ترغب في الظفر بخدماتك؟ لقد تنقّلت في بداية الموسم إلى فرنسا للعب مع نادي نوازي لوساك الذي أمضيت معه لكنني لم أحصل على وثيقة إجازة العمل ومسيري النادي تأخروا كثيرا في ذلك وبقيت أتدرّب وأشارك في المباريات الودية طيلة أربعة أشهر، وبعد ذلك فضّلت المغادرة وعدت إلى أرض الوطن أسبوعا فقط قبل نهاية الميركاتو الشتوي وكان لي اتصال جدي مع نصر حسين داي لكن “ما كتبش المكتوب“ لكي ألعب في النصرية. وهل تفكّر في الاعتزال أم ترى أنك لا تزال ترغب في العودة إلى الميادين؟ لا أفكر في الاعتزال في سن 34 وبالنسبة لي كحارس مرمى فلا يزال أمامي الكثير لأقدّمه ولن أرضخ لأولئك الذي أرادوا وضع حد لمشواري وتهميشي وأنا لا أزال في سن 34، وسأردّ على الجميع فوق الميدان ابتداء من الموسم المقبل. نريد العودة معك للحديث عن المنتخب الوطني وبالتحديد المباراتين اللتين خاضهما في بانجول أمام منتخب غامبيا في 2007 و2008، فأنت من بين اللاعبين الذين شاركوا في هذين المناسبتين، ما الذي تتذكّره من الوهلة الأولى؟ لقد كانت من أصعب المباريات التي خضتها في مشواري كحارس مرمى سواء على مستوى المنتخب أو الأندية ورغم الخبرة التي أتمتع بها إلا أنني لم أكن أتصور أن أشارك في مباراة في أدغال إفريقيا بتلك الطريقة في بلد الأمن غير موجود فيه، حيث عشنا الجحيم بأتم معنى الكلمة، في 2007 مع المدرب كافالي حتى رجال الشرطة لم يرحمونا ففي الوقت الذي كانوا مطالبين على الأقل بحمايتنا فإنهم كانوا يضربوننا وهي صور لا يمكنني محوها من مخيلتي ما حييت، فالأوضاع صعبة للغاية في غامبيا ولم يكن من السهل علينا إجراء مباراة في كرة القدم حينها. وماذا حدث في المباراة الثانية مع سعدان في 2008؟ يمكن القول إنّ الأوضاع كانت أحسن في 2008 تحت إشراف الشيخ سعدان، وحينها أثرت فينا كثيرا الرطوبة والحرارة في غامبيا لكن أمورنا كانت أحسن من 2007 لمّا حدثت مشادات بين اللاعبين. وهل تعرّضت إلى مضايقات والضرب على وجه التحديد؟ أنا متعوّد على اللعب في أدغال إفريقيا وعرفت كيف أتعايش مع الأوضاع هناك ولم أكن أرد على الاستفزازات، لكن أتذكر جيدا أنّ مهدي منيري كان أكثر لاعب تعرّض إلى الأذى وكاد يفقد بصره بعدما قام أحد مهاجمي غامبيا بوضع أصبعه في عينه، بالإضافة إلى ذلك فإن نور الدين دحام كان أكثر لاعب تعرّض إلى الضرب في غامبيا، لكننا عدنا سالمين إلى الجزائر ولم تكن تهمنا الهزيمة بقدر سلامتنا. زملاؤك الذين تحدثنا معهم ممن تواجدوا معك حينها تحدثوا أيضا عن تأثير التحكيم، ما قولك عن حكم المباراة حينها؟ التحكيم لعب دورا كبيرا في المناسبتين حيث خسرنا مرتين أمام غامبيا في بانجول، فلا يمكنك أن تتصوّر التدخلات الخشنة من لاعبي غامبيا والتي كانت خارجة كليا عن النطاق الرياضي، لكن الحكم لم يكن يُعلن حتى عن مخالفات لمصلحتنا دون الحديث عن الإنذارات وعندما تحتج فإنه يحذرك وينذرك مباشرة. وهل ترى أنّ المنتخب الحالي قادر على العودة بنتيجة إيجابية نهاية شهر فيفري الحالي من بانجول؟ نعم بالتأكيد، فيجب أن لا ننسى أننا المنتخب الجزائري وشاركنا منذ سنتين في كأس العالم ولا يزال غالبية اللاعبين متواجدين من أصحاب الخبرة بالإضافة إلى العناصر الجديدة التي التحقت وقادرة على تقديم الإضافة المنتظرة منها. وما هي النصائح التي يمكن أن تقدّمها لرفاقك السابقين وكذا اللاعبين الذين لم يتعوّدوا على اللعب في أدغال إفريقيا مثل فغولي وبودبوز؟ هم يدركون جيدا أنّ المأمورية لن تكون سهلة لكن النصيحة التي يمكننا توجيهها هي التركيز على الدفاع أكثر وعدم الخوف لأننا في المنتخب الوطني لما كنا نحقق نتائج إيجابية خارج أرضنا كان ذلك يحدث لأننا لمّا ندخل في اللقاء ننتظر المنافس وندافع بشكل جيد ثم نخرج رويدا رويدا من منطقتنا، وتتاح لنا فرصتين أو ثلاث على الأقل نستطيع تسجيل هدف منها، وبحديثي عن هذه النقطة تذكرت شيئا. ما هو؟ في مباراة منتخبنا الوطني في المغرب التي انهزم فيها برباعية منتخبنا الوطني دخل بقوة وكثّف الهجمات وهي الطريقة التي لم نكن متعوّدين عليها وكنت أدرك أننا سندفع ثمن تلك المجازفة غاليا، وهو ما حدث في نهاية المطاف حيث أنّ المنتخب المغربي اعتمد على طريقتنا التي تعوّدنا على حصد نتائج إيجابية بها وهي انتظار المنافس في المرحلة الأولى. الحارس شاوشي عاد بقوة في بداية هذا الموسم وهو المرشح لكي يكون أساسيا في اللقاء المقبل أمام غامبيا، ما تعليقك؟ فرحت كثيرا ل شاوشي الذي قضى فترات صعبة هو الآخر، في منصب حراسة مرمى المنتخب الوطني هناك نوع من عدم الاستقرار حاليا وشاوشي هو الأفضل لشغل هذا المنصب لأنه يوجد في أحسن أحواله، ومن المهم أن يحافظ على ذلك لكي يبقى أطول مدة في منصبه لأنّ حراسة المرمى تتطلب الاستقرار والمدافعين بحاجة إلى حارس خلفهم يُشعرهم دائما بوجوده ويطمئنهم من الخلف. من دون شك تابعت كأس إفريقيا الحالية في الغابون وغينيا الاستوائية، كيف وجدتها؟ هذه الدورة كانت بدون نكهة بالنسبة لنا نحن الجزائريين وهذا أمر طبيعي بسبب غيابنا عنها، لقد غبنا لأننا لم نحافظ على الاستقرار بعد كأس العالم مقارنة بمنتخبي كوت ديفوار وزامبيا اللذين وصلا إلى النهائي وفي وقت ليس ببعيد تمكنا من الفوز عليهما، لكن هذه كرة القدم فعلينا أن نستفيد من أخطائنا ولا نعيش على أطلال الماضي، وضروري أن نتواجد في كأس إفريقيا المقبلة وكل شيء سينطلق من غامبيا. وهل تطمح دائما إلى العودة للمنتخب الوطني؟ نعم بالتأكيد، فهذا طموحي والموسم المقبل سأكون في سن 35 وأعتقد أنني قادر على تقديم المزيد وانتظروني بعودة قوية ولم لا بلوغ المنتخب الوطني الذي لطالما تواجدت فيه.