لا يزال عدم استدعاء الدولي كريم زياني للقاء الذي ينتظر "الخضر"، نهاية الشهر الجاري ب"بانجول" أمام المنتخب الغامبي يثير العديد من التساؤلات.. لاسيما أن تجاهل لاعب "الجيش" القطري تزامن والفترة الزاهية التي يمرّ بها مع فريقه منذ أشهر، حيث صار بمثابة صانع ألعابه والعقل المدبر له على الميدان، ما قاده إلى الزحف نحو المركز الرابع بعدما كان قابعا ضمن كوكبة المؤخرة مطلع الموسم، كل هذا تجاهله البوسني الذي رأى أن لاعبا مثل زياني لا يحق له أن يكون ضمن قائمته الرسمية في لقاء غامبيا، وأن لاعبا مثل بوعزة أو حارسا مثل مبولحي يستحقان التواجد فيها، رغم أن الأول غاب عن المباريات الست الأخيرة للفريق الإنجليزي "ميلوال"، ورغم أن الثاني ظل دون منافسة منذ ثلاثة أشهر، وسيبقى كذلك إلى غاية منتصف شهر مارس المقبل، بعدما تأجل موعد استئناف البطولة البلغارية إلى ذلك الحين. أبعده عن لقاء إفريقيا الوسطى بحجة الإصابة واللاعب أكد أنه ليس مصابا وكانت "الهداف" قد حاورت زياني في عددها الصادر أمس، وأبدى خلاله حيرة عميقة من قرار إبعاده في وقت يتمنى أن يكون حاضرا مع زملائه للدفاع عن ألوان "الخضر" مثلما تعوّد، مطالبا إيانا بأن نتوجه بسؤال ل حليلوزيتش كي نعرف منه السبب الذي جعله يقصيه من حساباته لأنه يجهل السبب، وهو السؤال الذي سيكون حليلوزيتش مجبرا على الإجابة عنه لاحقا، بل سيكون مجبرا على الإجابة على تساؤلات أخرى وعن الأخبار التي راجت بشأن وجود مشاكل بينه وبين زياني، لأن الرجل أعلن شبه حرب ضدّ الركائز لدى قدومه، وقام بإبعاد زياني عن لقاء إفريقيا الوسطى رغم أن لاعب "الجيش" كان أساسيا مع فريقه، ورغم أنه تألق في لقاء تانزانيا هناك بدار السلام من خلال تمريرة هدف التعادل الذي وقعه بوعزة، ولما سئل حليلوزيتش عن سبب إبعاده يومها قال إن زياني مصاب ولا يمكنه اللعب، ليأتيه الرد من زياني الذي نفى لوسائل الإعلام التي حاورته يومها أن يكون مصابا، ليرد في اليوم الموالي على الميدان من خلال مشاركته أساسيا مع ناديه. شيموسكا يطالب باختياره أفضل صانع ألعاب وحليلوزيتش يواصل تجاهله غاب زياني عن لقاء إفريقيا الوسطى، واعتقد الجميع أن تلك الصفحة قد طويت بعدما وجهت له الدعوة للقاء تونس الودي الذي غاب عنه كريم بسبب الإصابة، وبعدها واصل اللاعب تألقه وفرض نفسه في البطولة القطرية، وصار الكل في الكل مع فريقه "الجيش"، إلى درجة أن مدربه البرازيلي "شيموسكا" طالب علنا، بأن يتم اختيار زياني من طرف الاتحاد القطري لكرة القدم أحسن صانع ألعاب في الدوري القطري، بالنظر إلى الدور الكبير الذي لعبه في عودة "الجيش" إلى الواجهة من خلال تمريراته الحاسمة في كل اللقاءات، لكن كل ذلك تجاهله حليلوزيتش الذي قرر إقصاءه من جديد من قائمته المعنية بلقاء غامبيا، وكأنّه لا يتابع المباريات التي يلعبها زياني، أو أن شاشة التلفزيون الخاصة به لا يوجد فيها قنوات قطر، بقدر ما يوجد فيها القنوات التي تبث مختلف البطولات بما فيها بطولة القسم الثاني في إنجلترا والبطولة الاسكتلندية. اختيار بوعزة ومبولحي وتجاهل زياني سينقلب على البوسني ويبقى حليلوزيتش مسؤولا عن قراراته سواء كانت صائبة أو خاطئة، بما أنه صاحب الكلمة الأخيرة على رأس العارضة الفنية ل"الخضر"، غير أنه وقع في فخّ ربما لم يضع له حسابا، عندما وجه الدعوة ل بوعزة الذي لم يلعب ولا مباراة منذ أكثر من شهر، حيث مضت ست مباريات دون أن نشاهده ضمن قائمة فريقه "ميلوال"، وعندما استدعى الحارس مبولحي الذي يقال إنه صار لا يغادر بيته في بلغاريا سوى من أجل التدريبات أو المباريات الودية منذ ثلاثة أشهر، بسبب الثلوج وموجة البرد القارس (30 درجة تحت الصفر) التي تجتاح بلغاريا، وهو ما يؤكد حقا بأن هناك مشكلة للبوسني حليلوزيتش مع زياني، وإلا كيف نفسر إقصاء أحسن ممرر في قطر من القائمة ويلعب مع فريقه بانتظام، ولا غرابة إن انقلب السحر على الساحر، وتحولت عبارات الإشادة بالناخب حليلوزيتش إلى نقد وامتعاض بسبب خياراته التي وصفت بالعشوائية هذه المرة. يقال إن البوسني يحب استعراض عضلاته أمام النّجوم وبغض النظر عن الأخبار التي تتردد عن وجود مشكلة بين حليلوزيتش مع زياني، وهي التي دفعته إلى إبعاده للمرة الثانية على التوالي منذ توليه تدريب "الخضر"، فإن الرجل يقال عنه إنه يحب استعراض عضلاته أمام النجوم والأسماء اللامعة، حيث سبق أن قالها لدى قدومه: "نعم لا أضع حسابا للأسماء اللامعة، وسبق لي أن أبعدت دروغبا من قائمتي واسألوه عم فعله رئيس البلاد في كوت ديفوار لما أبعدته، لقد تلقيت اتصالات ترجوني فيها كي أعيده دون أن أفعل لأني لا أعترف بالأسماء"، وها هو يؤكد حقا أنه يحب استعراض عضلاته أمام الأسماء الرنانة وركائز المنتخب بإبعاده زياني للمرة الثانية على التوالي، عن مباراة كان زياني أهلا بالوجود فيها بما أن خبرته في أدغال إفريقيا تسمح له بأن يعطي الإضافة ل"الخضر" هناك في بانجول، ناهيك عن لياقته الجيدة خلال هذه الفترة. اللاعبون القدامى هاتفوا زياني ورفعوا معنوياته المحبطة وعلمنا أن زياني تلقى تضامنا واسعا من زملائه اللاعبين لاسيما القدامى، حيث كشفت لنا مصادرنا الخاصة أنه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية من ركائز المنتخب، التي أبت إلا أن ترفع معنوياته المحبطة بعد أن أقصي من القائمة التي استدعاها حليلوزيتش، وإن كنا نملك الأسماء التي اتصلت به لرفع معنوياته، إلا أننا نتحفظ عن الكشف عنها تفاديا لأي رد فعل سلبي تجاهها، رغم أن الأمر شخصي ولا دخل لأي فرد فيه بمن فيهم حليلوزيتش، وحسب مصادرنا فإن زياني استحسن تصرف زملائه وتمنى لهم حظا موفقا في بانجول، وأكد لهم أنه سيكون مناصرا لمنتخب بلاده مثلما كان يفعل يوم كان لاعبا فيه. الجماهير متضامنة معه ولم تفهم شيئا بدورها تضامنت الجماهير الكروية الجزائرية العريضة مع زياني، ولم تستوعب حتى الآن السبب الرئيسي لإبعاده، فهي التي هللت بالأمس لبداية حليلوزيتش الموفقة عندما عاد بتعادل من تانزانيا، وبعدما فاز على منتخب تونس الذي غابت عنه نجومه، لكنها لم تفهم قرار استدعاء بوعزة وتجاهل زياني الموجود في أفضل أحواله، وأبدت تحفظا عن القرار الذي قد لا يخدم مصالح حليلوزيتش مستقبلا، بما أنه خالف ما وعد به يوم مجيئه، عندما قال: "الذين لا يلعبون مع أنديتهم لا ينتظرون مني هدايا، ومن يلعبون ويجتهدون سيكونون معي"، فإذا به يطبق العكس وكأن به أراد أن يقول: "عفوا أخطأت من يلعبون ويجتهدون مع فرقهم لا وجود لهم في تعدادي، ومن لا يلعبون مع أنديتهم مثل بوعزة ومبولحي سيكونون معي حتى يحصلوا على فرص اللعب التي لم يحصلوا عليها في فرقهم". حليلوزيتش وضع نفسه في فم المدفع ويكون حليلوزيتش بهذه القرارات قد فتح على نفسه جبهة جديدة، فنجاحه في العودة بنتيجة جيدة من بانجول أمام المنتخب الغامبي، وحده من سينجيه من الانتقاد الذي سيوجه له بسبب هذه الخيارات، أما أن يسقط هناك ويرهن حظوظ المنتخب في الوصول إلى الدور المقبل، فإن كل شيء سينقلب ضدّه فيما بعد، ولا غرابة حينها إن ألقي عليه كل اللوم والعتاب على تجاهل من يلعبون في فرقهم واستدعاء من يبحثون عن ذواتهم، لأن استدعاء من هم ناقصون منافسة مع أنديتهم سيفتح بابا ل حليش وسوداني وآخرين كي يطالبوا بالاستدعاء بدورهم، ما دام من لايلعبون مثلهم يوجدون اليوم في المنتخب.