عاد نصر حسين داي بنتيجة طيّبة من تنقله الصعب إلى باتنة أمام الشباب المحلي، وهي النتيجة التي تسمح له بالإبقاء على أمل تفادي السقوط إلى الرابطة الاحترافية الأولى حتى وإن كان يجمع الجميع على أن المهّمة لن تكون سهلة.. نضراً لحساسية الوضع وتواجد الفريق رغم ذلك في المرتبة الأخيرة. وقد أدى الفريق مباراة جيّدة أمام أبناء مدينة الأوراس، حيث قاوم طيلة التسعين دقيقة ورفض الاستسلام رغم أن الأمر لم يكن سهلاً أمام فريق يعيش نفس الوضعية وكان بحاجة هو الآخر لتلك النقاط من أجل الخروج من المنطقة الحمراء. وقدّم أشبال المدرب مرزقان ما عليهم طيلة المباراة، فإلى جانب أنهم دافعوا بقوّة عن منطقتهم أتيحت لهم بعض المحاولات الخطيرة في هذه المواجهة، وهو ما يعني أنهم لم ينتقلوا إلى ملعب أول نوفمبر من أجل لعب ورقة الدفاع فقط. نقص التركيز وقلة الخبرة حالا دون التجسيد وكانت للنصرية العديد من الفرص في المرحلة الأولى أين حاولت الضغط على مرمى الحارس بولطيف منذ البداية ولكنها لم تتمّكن من التجسيد، نظرا لنقص التركيز لدى بعض العناصر وكذا نقص خبرة زّنو الذي ضيّع فرصة سانحة بعدما فاتته الكرة في وقت أن المرمى كانت شاغرة وكان بإمكانه إيداع الكرة في الشباك لو أنه كان يتمتّع بخبرة أكبر في الرابطة الاحترافية الأولى، ولو أنه كان متمركزاً بطريقة أفضل في منطقة عمليات النادي الباتني. ولذلك يرى الجميع أن النصرية كان بمقدورها العودة بالنقاط الثلاث لو أن اللاعبين كانوا أحسن من الناحية التنظيمية، رغم أن المدرب مرزقان حاول إعطاء دفع آخر، خاصة بعد أن قام ببعض التغييرات وإشراكه ل حفيظ في المباراة أساسيا، وهو التغيير الذي يبدو أنه لم يكن موفقاً بدليل أن المسؤول الأول عن العارضة الفنّية قرر إخراجه بعد نصف ساعة فقط من اللعب. الفريق مطالب بالتأكيد في المواجهات المحلية ويبقى فريق النصرية مطالبا الآن بالتأكيد في اللقاءات المحلية المقبلة التي سيلعبها أمام فرق تبحث كلّها عن الخروج من أزمتها، على غرار المباراة المتأخّرة أمام المولودية ثم الحراش وبلوزداد. ومن المؤكد أن المهّمة ستكون صعبة للغاية أمام كلّ هذه الأندية التي لن تتسامح مع النصرية، ولذلك فإن نجح الفريق في تحقيق انتصارات في هذه الخرجات الثلاث، فإنه سيتمكّن من الخروج من الوضعية الصعبة التي تتواجد فيها، وإلا فسيبقى في دائرة الخطر وسيصعب عليه إنقاذ نفسه من السقوط. غول يتألّق ويؤكد أحقيّته في حراسة المرمى تألق الحارس نجيب غول مرة أخرى في مباراة "الكاب" بفضل تدخلاته القوّية التي سمحت للفريق بالعودة بنقطة التعادل من تنقله الصعب أمام منافس يلعب هو الآخر آخر أوراقه في البقاء. وكان غول موفقاً لأبعد الحدود حيث يمكن القول إن الفريق لم يكن ليعود بهذا التعادل لولا التدخلات الكثيرة التي كانت له أمام مهاجمي شباب باتنة، الذين أثبط عزيمتهم ولم يمكّنهم من الوصول إلى المرمى. وأجمع الكلّ على أن غول كان رجل اللقاء دون منازع بفضل تدخلاته إذ لم يترك أيّ فرصة للاعبي "الكاب" الذين تأكدوا مع مرور الوقت أنهم لن يتمكّنوا من التسجيل في ظلّ وجود غول في حراسة مرمى النصرية، لأنه كان مركّزا أشّد التركيز ولم تفته ولا كرة واحدة من تلك الكرات التي كانت في الإطار. مرزقان يثني عليه ويؤكّد أن النقطة هو من جلبها وأثنى المدرب شعبان مرزقان كثيراً على حارسه الأساسي نجيب غول، حيث أشار إلى أن النصرية عادت بنقطة التعادل بفضل عزيمة الحارس الذي كان -حسبه- من بين أحسن العناصر فوق أرضية الميدان إن لم يكن أحسنهم، بفضل تدخلاته الموفّقة أمام مهاجمي "الكاب". ويعتقد مدرب النصرية أنه لولا فطنة غول فمن المؤكد أن الوضعية كانت ستكون صعبة للغاية، بما أن الفريق المحّلي قام بضغط كبير على منطقة النصرية منذ بداية اللقاء، وهو الأمر الذي يبقى منطقياً بما أنه هو من استقبل وقد حاول تحقيق الفوز الذي يبقى مهماً بالنسبة إليه. كما أكد مرزقان أن الحارس غول في تحسّن مستمرّ. غول: "لم أقم إلا بواجبي" من جهته، أشار الحارس غول أنه لم يقم إلا بواجبه في هذه المباراة وأنه كان عليه ترك شباك الفريق نظيفاً، وقد وفّقه الله لذلك وهو ما أسعده كثيراً، لأن النصرية في الأخير عادت بنتيجة التعادل التي تبقى إيجابية رغم كلّ شيء، حتى وإن كان الفريق لا يزال يتواجد في منطقة الخط. واعترف غول أن العودة بنقطة من باتنة لم يكن أمراً سهلاً خاصة أن الفريق المحلي كان يريد هو الآخر الخروج من المنطقة الحمراء التي يوجد فيها ولذلك بادر بالهجوم منذ الدقائق الأولى للمرحلة الأولى. ويعتقد حارس النصرية أن الفريق كان قادراً على العودة بنتيجة أفضل لو أن اللاعبين استغلّوا الفرص التي أتيحت لهم في المرحلة الأولى، ورغم ذلك لا يجب أن يُلام أي أحد لأن الجميع قام بدوره حسبه، والتشكيلة قاومت من أجل العودة بنتيجة إيجابية من عاصمة الأوراس. مشيرا إلى أنه يجب الآن التفكير في المستقبل والعمل على مواصلة المشوار بنفس العزيمة من أجل تسجيل نتائج إيجابية أخرى. وجبة العشاء في "الياشير" في أجواء رائعة أخذ لاعبو النصرية وأعضاء الطاقم الفني وجبة العشاء في أحد المطاعم في "الياشير" بمدينة برج بوعريريج، وقد كانت الأجواء رائعة بين اللاعبين خاصة بعد نقطة التعادل التي يبدو أنها أعادت لهم الثقة في النفس، رغم أنهم لا زالوا يوجدون في المنطقة الحمراء. ويبدو أن اللاعبين أحسّوا أن الضغط زال عنهم بعض الشيء، خاصة أنهم عاشوا لحظات صعبة في الآونة الأخيرة بما أنهم لم يتمكنوا من الفوز طيلة مرحلة الذهاب، وهو ما جعل البعض يتشاءم بمستقبل الفريق. الطاقم الفني منح اللاعبين يوم راحة فقط منح الطاقم الفني للنصرية يوم راحة فقط للاعبين رغم أن الفريق سيكون في راحة هذا الأسبوع بما أنه غير معني بمنافسة الكأس يوم السبت المقبل. ويعتقد المدرب مرزقان أنه من الخطأ أنه يمنح راحة تامة للاعبين الذين عليهم أن يحضّروا للقاء المتأخر الذي يجريه الفريق يوم الثلاثاء المقبل أمام مولودية الجزائر، ولذلك يرى أنه من الأفضل له أن يبقي على تركيز أشباله، حتى يكونوا جاهزين لمواجهة "العميد". لحلو، بوضرواية وهوالي حضروا حضر إلى باتنة لمتابعة اللقاء كل من الرئيس الأسبق مراد لحلو، سفيان بوضرواية المسيّر الأسبق وعضو مجلس الإدارة، وكذا الأمين العام الأسبق محمد هوالي. وإذا كان الأول بجانب التشكيلة، فإن بوضرواية وهوالي شاهدا المباراة من المدرجات. والمهّم أن هؤلاء جميعاً كانوا بجانب التشكيلة في هذه الوضعية الصعبة التي يجتازها، وهذا لمساعدته للخروج من هذه الوضعية حتى إن كان الدعم أكثر منه معنوياً لحدّ الآن.
بن العمري: "هذه النقطة جيّدة من الناحية النفسية" ما تعليقك على التعادل الذي عدتم به من باتنة؟ أعتقد أن التعادل نتيجة إضافية بالنسبة لنا ورغم تواجدنا دائماً في المنطقة الحمراء، إلا أن مثل هذه النتيجة تعتبر جرعة أوكسجين إضافية تسمح لنا بالتنفس، في انتظار لعب المباريات المقبلة التي يجب أن نخوضها بكل قوة إلى غاية نهاية الموسم، لعلنا نتمكّن من الخروج من الوضعية الصعبة التي نوجد فيها. كيف تقيّم المباراة على العموم؟ أعتقد أننا أدّينا ما علينا في المباراة ولو كان بإمكاننا حتى الفوز لو أننا لم نضيّع تلك الفرص السانحة التي أتيحت لنا خاصةً في المرحلة الأولى. لقد كانت لدينا على الأقل ثلاثة فرص واضحة في المرحلة الأولى لم نتمكّن من ترجمتها إلى أهداف، ولو سجّلنا هدفاً واحداً من المؤكد أن الأوضاع كانت ستتغيّر، وأن "الكاب" كان سيرتبك وهو ما كان سيجعلنا ننجح في العودة بكامل الزاد. ولكن لا يمكن تغيير أيّ شيء بعد نهاية المباراة، وكما قلت "نقطة فيها بركة" وتبقى جيّدة من الناحية النفسية. لكنكم لا زلتم في منطقة الخطر؟ أعلم ذلك ولكن قلت إننا بهذه النقطة سنحسّن وضعنا النفسي، وهو ما سيمدّنا بطاقة إضافية لنحقق نتائج أفضل في المباريات المقبلة التي سنلعبها بكل قوّة للخروج نهائياً من منطقة الخطر. أعترف أن المهّمة لن تكون سهلة بالتمام وأن ما ينتظرنا أصعب، خاصةً أننا مقبلون على مجموعة من اللقاءات المحلية سنستهلّها باللقاء المتأخّر أمام مولودية العاصمة، قبل أن نواجه الحراش ثم بلوزداد على التوالي. ولكننا جاهزون لرفع التحدي وكلّ اللاعبين جاهزون لمنح أفضل ما لديهم في مثل هذه المباريات التي سنخوضها بكل قوّة. هل تعتقد أنكم ضربتم عصفورين بحجر واحد أمام "الكاب"؟ بالفعل، فشباب باتنة كان منافسنا في السباق من أجل البقاء إذ يوجد هو أيضاً في وضعية صعبة وكان بحاجة إلى نقاط المباراة تماماً كما كان حالنا، ولذلك كانت المباراة جدّ هامة بالنسبة لنا معاً، وقد رفعنا التحدي بجلبنا لنقطة حتى إن كنت أقرّ أنها تبقى غير كافية بما أن يجب إضافة نقاط أخرى إذا ما أردنا الخروج نهائياً من المنطقة الحمراء. يجب أن نضاعف من مجهوداتنا ليكون حالنا أفضل في المباريات المتبقية. لقد أشركك المدرب في الوسط مرّة أخرى، هل تأقلمت مع الوضع؟ في المرحلة الأولى لعبت ظهيرا أيمن وفي الشوط الثاني بعد دخول خيثر دفع بي المدرب إلى الوسط، ولكنني أيضاً كنت أساعد في المحور حيث كان عليّ مراقبة اللاعب التوغولي "سابول"، وأعتقد أنني وفّقت في ذلك حيث أن هذا المهاجم لم يتحرّك، وقد قلّلت من خطورته وهو ما كان مطلوبا منّي. كيف ترى بقية المشوار بداية بلقائكم المقبل أمام المولودية؟ مهّمتنا ستكون صعبة أمام المولودية التي تريد هي الأخرى إحراز الفوز من أجل نسيان سلسلة النتائج السلبية التي باتت تسجّلها في الآونة الأخيرة، ولكننا عازمون على بذل أقصى مجهوداتنا من أجل إحراز الفوز في المباريات المقبلة وخاصة في اللقاءات المحلية. علينا أن نكون مركّزين كما يجب في تلك المباريات التي سنلعبها، والأكيد أننا سنصل إلى مبتغانا لو أننا نلعب بكل قوّة.